أطفالنا والسيبرانية وأمنهم على الانترنت
سلامة أطفالنا على الإنترنت هاجس يؤرق كل الآباء والأمهات والمربين. يستهدف كل من الغرباء، والمتسللين، والمجرمين الإلكترونيين الأطفال، ويكون عملهم أسهل عندما تُظهر أسماء شاشاتهم العمر أو الجنس أو الموقع أو عند استخدامهم لألقاب وأسماء مستعارة ملفته للنظر تجعلهم هدف سهل وعرضة للجرائم الإلكترونية. ولأن أطفالنا سيشكلون نواة الحماية للأمن القومي السيبراني لدولتنا بحلول عام 2030، وكما نصتها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وجعلتها واحدة من أهدافها كمطلب وطني من الفرد والمجتمع وهو “رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني”
والعمل على سد أغلى ثغرة أمنية وأكبر نقطة ضعف في علم الأمن السيبراني وهي اختراق العقول البشرية بالهندسة الاجتماعية والخداع للوصول غير المشروع للمعلومات السرية أو انتحال الشخصية والهوية في بعض الأحيان، إذ أن هذه الثغرة التي لا يمكن سدها بالعتاد وأنظمة الجدران النارية وكشف التسلل فقط بل برفع مستوى الوعي الأمني السيبراني للحد من مخاطرة. ولزيادة تعقيد الأمور، يجب على الآباء اليوم مراقبة مجموعة متنوعة من الأجهزة والتطبيقات والبوابات والمنصات بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي Twitter ، Snap Chat ، Facebook ، Instagram والقائمة تكبر وكل يوم نشهد ولادة منصة أو تطبيق جديد ولا نغفل كذلك عن ألعاب الشبكة والألعاب الجماعية. إذاً ما الذي يجب علينا نحن كآباء القيام به للتكيف مع هذه البيئة الأكثر تحديًا؟ مسئولية كبيرة تقع على عاتقنا تجاه أطفالنا ودور كبير بتوعيتهم أمنياً وإكسابهم مهارات المواطنة الرقمية، وفيما يلي نصائح سريعة للحفاظ على أمان أطفالك على الأنترنت: 1- تعود على إجراء محادثة مفتوحة مع أطفالك حول ما هو الإنترنت وماهي مخاطرة وما هو مسموح مشاركته وما لا يجب مشاركته .. أطفال اليوم هم مواطنون رقميون، شئنا أم أبينا سيستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات والمنصات الأخرى للتواصل مع الأصدقاء أو ممارسة الألعاب أو مشاركة الصور أو التعرف على المهام والأحداث الجديدة أو التواصل مع الآخرين بشأن الاهت��امات المشتركة. في حين أن قانون حماية الخصوصية للأطفال على الأنترنت (COPPA) ينصح بحظر على الأطفال دون سن 13 عامًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن جيل اليوم أذكياء ولديهم الموهبة للتغلب على المشكلات التي قد تواجههم وم�� ذلك، لا يدرك معظم الأطفال أن هناك جانبًا مظلمًا للانترنت، ومن المهم بالنسبة لنا كآباء وأمهات ومربين التحدث عن هذه الأمور بمجرد أن يبدأ استخدام الأطفال للإنترنت بمفردهم. عند تقديم التوعية والنصح لهم، فإن الخطوة التالية هي تشجيع أطفالنا واعطائهم المساحة والشعور بالراحة للحديث معنا عن ما يستخدمونه وما يتعاملون به ومع من يتواصلون أو ما قد واجههم سواء وجدوا شيئًا غير لائق على YouTube أو واجهوا سلوكًا غريبًا في إحدى منصات التواصل والمحادثة، حتما نريد منهم أن يشاركوا هذه المعلومات معنا ونكون على اطلاع دائم، والخطوة الأهم هي إخبارهم بعدم تبادل المعلومات الشخصية مثل أرقام الهواتف أو العنوان أو الصور وغيرها من المعلومات التي تكشف هويتهم، كذلك عند تلقيهم دعوة أو روابط وملفات غريبة فيجب إخبارنا على الفور. 2- ضع حدود. ويقول المثل ” اذا زاد الشيء عن حده انقلب الى ضده” الفكرة بسيطة ولكنها فعالة، كلما قل الوقت المتاح للأطفال على الإنترنت، قل احتمال تعرضهم لشيء غير مناسب. وأهم النصائح المفيدة هي وضع حدود يومية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الشبكة والأجهزة الرقمية بصفة عامة، وحظر وتقييد استخدام الأجهزة الرقمية في غرفة النوم. نصيحة أخرى مفيدة هي السماح لطفلك بالاسترخاء في فترات متفاوتة من اليوم وحثهم على ذلك وممارسة هواياتهم وتعزيز مواهبهم وترغيبهم في اكتساب مواهب جديدة وتنميتها، وضع لهم أهدافاً مشتركة عند استخدام جهاز الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى فالترفيه والترويح عن النفس هدفاً. 3- تنمية الرقابة الذاتية ورفع مستوى الوعي لديهم مع ذلك يجب علينا استخدم برامج وتطبيقات الرقابة الأبوية فأفضل طريقة للحد من وقت استخدام الأجهزة ومراقبة السلوك عبر الإنترنت هي من خلال خدمة الرقابة الأبوية التي تقدمها كثير من البرامج والتطبيقات ومنها ” Clean Router ، Content Watch Net Nanny ، Qustodio Parental Control ” تتيح كثير من هذه البرامج والتطبيقات التحكم الأبوي والمراقبة لكل جهاز على شبكة المنزل، وفرض البحث الآمن، وجدولة وقت الإنترنت الخاصة بالجهاز ويمكنك تلقي تقارير عن جميع المواقع التي تمت زيارتها وحظرها، وكذلك تلقي رسائل البريد الإلكتروني للنشاط اليومي، “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، فلا إفراط ولا تفريط. 4- معرفة المواقع التي يزورونها ومع من يتفاعلون ومن يتابعون عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت .. وتعد معرفة م�� من يتفاعلون عبر الإنترنت الأكثر صعوبة. يمكن أن توفر لك حلول المراقبة الأبوية بعض التفاصيل حول المواقع التي تمت زيارتها. لكن رغم ذلك، يجب سؤالهم وإعطاؤهم المساحة للحديث وإخبارك بما يشاهدون ومن يتابعون وكذلك يجب عليك التحقق من سجل المشاهدة على ا��إنترنت لطفلك. بهذه الطريقة يمكنك أن تراجع معهم قوائم جهات الاتصال الخاصة بهم في جميع التطبيقات التي يستخدمونها وطرح بعض الأسئلة عليهم؛ هل تعرف الجميع أم أن هناك أي غرباء أو “أصدقاء أصدقاء” ما الفائدة من متابعتهم؟ واجعل لهم أهدافهم حتى في التفاعل والمتابعة. 5- معرفة الكلمات السرية “كلمات المرور” .. يجب أن تكون معرفة كلمات مرور أطفالك جزءًا إلزاميًا من حق طفلك في استخدام الأجهزة الرقمية وكل حساباتهم بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي. ومن الضروري أن تتحقق من هذه المواقع بانتظام إلى حد ما لمراقبة سلوك طفلك على الإنترنت. 6- علّم أطفالك احترام سمعتهم عبر الإنترنت فالمواطنة الرقمية هي تعليم الأطفال على التعامل مع الآخرين باحترام ولطف عن طريق تقديم مثال جيد في المنزل. والتأكد من الطريقة التي يمثلون بها أنفسهم عبر الإنترنت بالالتزام بقيمنا الإسلامية وأخلاقنا الدينية وتقاليدنا العائلية، ويجب تعليمهم بأن سلوكهم عبر الإنترنت هو أيضًا انعكاس لتربيتهم وتعليمهم. وضح لأطفالك أن العالم الرقمي يشبه إلى حد كبير العالم الواقعي وأن نفس القواعد والقوانين يجب مراعاتها وتطبيقها. فلا يُسمح مطلقًا بقول ما هو غير ملائم عبر الإنترنت أو عبر الدردشة ومنصات التواصل الاجتماعي. أخبرهم بالتنمر الإلكتروني ما هو وكيف يكون ومدى ضرره وكيف يجب التصدي له. للأسف يشعر العديد من الأطفال عندما يكبرون في السن بحرية استخدام الألفاظ النابية والمشاركة في التنمر عبر الإنترنت ومشاركة مواد غير لائقة في ظل فكرة خاطئة وهي بأنهم مجهولي الهوية. علّم أطفالك أن كل خطواتهم عبر الإنترنت ما يقولونه ويتبادلونه مع الآخرين يصبح سجلاً رقميًا دائماً. عندما تكون أعمارهم كافية للاستيعاب، اشرح ووضح لهم أنه يتم تخزين كل شيء تقريبًا، ويمكن الكشف عنه، وسيتم نشره على الملأ سواء رغبوا بذلك أم لا. قد يكون الحفاظ على أمن وأمان أطفالنا على الإنترنت أمراً صعباً، ولكن باتباع بعض القوانين والنصائح وترسيخ القيم والسلوكيات الإيجابية لدى أطفالنا نحو الاستخدام الآمن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. فسنكون في طريقنا نحو إنشاء بيئة رقمية آمنة لهم.
Source: أطفالنا والسيبرانية وأمنهم على الانترنت – مدونة المناهج السعودية