تمثل حركة الحيوانات والطيور الفصلية إلى الأماكن الأكثر ملائمة لها، سواء من ناحية توفر الطعام أو الشراب أو درجة الحرارة سلوك الهجرة، وهي سلوك يزيد من فرص بقاء الكائنات الحية، وأشهر الأمثلة على ذلك ما يلي.
- الطيور مثل طيور وز الثلج.
- الثديات الآكلة للأعشاب، ومن ضمنها حيوانات اليابسة والتي منها النو والحمار الوحشي في مناطق شرق إفريقيا.
ما هو السلوك وما أسبابه
يتم تعريف السلوك على أنه طريقة استجابة الحيوان لمثير ما، وقد يكون هذا المثير مثيراً، أما المثير في ذاته هو تغير بيئي يؤثر على الكائن بشكل مباشر في ويظهر أثره في تغير نشاط المخلوق، وقد يحدث السلوك في صورة استجابة لمثير داخلي، غير مرتبط بالبيئة الخارجية التي يعيش فيها الكائن الحي، بل يكون نابعاً من داخل الجسم، مثل عملية التزاوج أو البحث عن درجات حرارة مناسبة للجسم، وقد يحدث السلوك أيضاً نتيجة مثير خارج الجسم، وأمثلته كثيرة كرائحة الطعام أو رؤية مفترس يقترب أو حتى مناداة الكائن الحي من كائن ما.
ما الذي يؤثر في سلوك الكائن الحي
أظهرت الأبحاث والدراسات أن بعض السلوكيات التي يقوم بها الكائن الحي نابعة من فطرته وسليقته التي خلق بها، وبعض السلوكيات الأخرى قد يكتسبها مع التجربة والخبرة، وهناك نوع ثالث من السلوكيات وهي التي تنتج من الدمج بين الفطرة والتجربة، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع الثالث هو طائر الحسون، فطائر الحسون يتعلم تغريد أفراد نوعه.
السلوك الغريزي والفطري
يطلق اسم السلوك الغريزي أو الفطري على السلوكيات التي تعتمد على الوراثة، والتي لا ترتبط بالتجارب السابقة، ويتم تحديد السلوك بأنه غريزي أو فطري عندما يتم اتباع ذات السلوك من قبل عدد كبير من أفراد الجماعة من الحيوان، حتى وإن كانت تلك الجماعة منتشرة في العديد من البيئات والمناطق المختلفة، وأشهر الأمثلة على ذلك غالبية الطيور، فهي منذ أن تخرج من بيضتها تبدأ في إصدار صوت زقزقة غريزي، وعند شعورها بهبوط أحد الأبوين في العش، تبدأ بحركة لا إرادية وهي فتح فمها إلى أعلى حتى تحصل على الطعام.
السلوك المكتسب
تنتج السلوكيات المكتسبة عن التفاعل بين السلوكيات الغريزية والخبرات السابقة داخل بيئة محددة، ومن أشهر السلوكيات المكتسبة ما يلي.
- سلوك التعود.
- السلوك الشرطي.
- السلوك المطبوع.
- السلوك الإدراكي.
1- سلوك التعود
يعد “التعود” تناقص في استجابة الحيوان لمثير ليس له تأثيرات إيجابية أو سلبية بعد أن يتم تعريضه لهذا المثير بشكل متكرر، كما يمكن القول أن التعود هو عملية تعلم عدم الاستجابة للمثير، وهذا السلوك من السلوكيات الهامة لحياة الحيوان، فهذا السلوك يسمح للحيوان بتجاهل المثيرات غير المهمة، والتركيز على الاستجابة للمثيرات الضرورية والهامة حوله، وهناك العديد من الأمثلة التي تشير على سلوك التعود في عالم الحيوان، ومن أشهرها الأحصنة، فقد اعتادت الأحصنة على الزحام وضجيج الشوارع والسيارات حولها.
2- التعلم الكلاسيكي الشرطي أو السلوك الشرطي
يحدث التعليم الكلاسيكي الشرطي عند ربط بين نوعين مختلفين من المثيرات، وأشهر الأمثلة على ذلك تجربة العالم الروسي “إيفان بافلوف”، والذي كان يعتمد في تجربته على كلب صغير، وبدأت التجربة بأنه كان يحضر له اللحم، فيلاحظ أن لعاب الكلب يسيل، وهذا سلوك غريزي ليساعد الكلب على هضم الطعام الداخل إليه، وبدأ دمج تقديم اللحم للكلب مع دق جرس معين، وبعد تكرار تلك العملية لعدة مرات، بدأ بافلوف يدق الجرس فقط دون وجود أي أثر للحم، فيجد أن الكلب يسيل لعابه بمجرد سماع صوت الجرس، ويرجع ذلك السلوك إلى أن الكلب قد ربط ما بين موعد الطعام وصوت الجرس، وهما مثيران مختلفان، ولكن في النهاية أدوا إلى ذات النتيجة.
في تجربة بافلوف كان الكلب يستجيب للمؤثر الخارجي للحصول على الطعام وهي نتيجة إيجابية، كما وقد أثبتت الفراشات الملكية كون الكائن الحي قد يستفيد من السلوك الشرطي ويرتبط معه بنتيجة سلبية، فتلك الفراشات سامة للعديد من المفترسات، فعندما يأكل طائر الزرباب الأزرق الفراشة يصاب بالتسمم الذي يجبره على تقيؤ الفراشة مرة أخرى، الأمر الذي يجعل الطائر يربط ما بين المرض وبين أكل الفراشة، فيبتعد الطائر عن الفراشات الملكية ذات الألوان المشابهة للفراشة التي تسببت له بالمرض.
3- السلوك المطبوع
يطلق على عملية التعلم التي تحدث في فترة زمنية معينة في حياة المخلوق الحي، والتي تستمر أثرها بعد ذلك بالسلوك المطبوع، وتعرف الفترة التي يحتاجها المخلوق لاكتساب السلوك المطبوع بالفترة الحساسة، وعند العديد من المخلوقات الحية تبدأ الفترة الحساسة بعد الولادة مباشرة، أو بعدها بوقت قليل، ومن أشهر السلوكيات هي اعتياد المخلوق للعلاقات الأسرية والروابط بينه وبين والديه.
من أشهر أمثلة السلوك المطبوع اعتياد طائر “مالك الحزين” على تكوين رابطة اجتماعية قوية مع أول جسم يراه بعد خروجه من البيضة، كما يقوم سمك السلمون بالتعرف على تركيب المياه الكيميائي التي خرجت من بيوضها فيها، وهذا السلوك يظهر أثره بعد بلوغها لتقوم بالعودة إلى ذات المكان لتضع بيوضها.
4- السلوك الإدراكي
يطلق على كل من التفكير والاستنتاج ومعالجة المعلومات لحل المشكلات استيعاب المفاهيم المعقدة مسطلح سلوكيات إدراكية، ويظهر أثر تلك السلوكيات بشكل أكبر على البشر، فيحدث ذلك عندما يحاول الإنسان حل مشكلة ما واتخاذ قرار معين والتخطيط للمستقبل، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى وجود حيوانات وطيور تقوم بالسلوك الإدراكي أيضاً، مثل الغراب والشمبانزي.
أما من أمثلة السلوك الإدراكي في عالم الحيوان، فقد تمت ملاحظة الشمبانزي يستعمل حجراً لكسر الثمار فتحها وأكلها، وتم تفسير ذلك السلوك أن الشمبانزي يستخدم الأدوات لحل المشكلات، وجاري البحث للتأكد ما إذا كانت القرود تخدع غيرها أو تكذب على حيوانات أخرى، وتلك السلوكيات التي تشير إلى السلوك الإدراكي أيضاً بشكل واضح.
أنواع السلوكيات البيئية
تتنوع أشكال وأنماط السلوكيات التي تنتج بسبب تفاعل الكائن الحي مع البيئة المحيطة به، ومن بين تلك السلوكيات ما يلي.
سلوكيات التنافس
يحدث سلوك التنافس بشكل كبير عند التنافس على الطعام والشراب والشريط للتزاوج وحتى مكان الإقامة، فيحدد سلوك التنافس السيادة والسيطرة على منطقة أو مورد ما، ولكن في الأغلب لا تقوم الحيوانات بجرح أو قتل بعضها عند التنافس على المأكل أو المسكن أو حتى الإناث، أو أي موارد أخرى، ومن بين سلوكيات التنافس ما يلي.
- سلوك الصراع
- سيادة التسلسل الهرمي
- سلوكيات تحديد منطقة النفوذ
- سلوك جمع الطعام
سلوك النمط الحيوي
تكرر العديد من المخلوقات ذات السلوكيات بشكل متكرر ودوري، ويظهر ذلك على هيئة نمط يومي يتكرر بشكل مستمر، مثل النوم والاستيقاظ، كما أن هناك دورات حيوية تحدث بشكل موسمي أو سنوي، وتلك الدورات تتأثر بعوامل بيئية مثل تغير درجة الحرارة أو التغير في عدد ساعات النهار، وحتى توافر الغذاء والماء، ومن بين تلك السلوكيات ما يلي.
- سلوك التواصل، بنوعيه سواء التواصل بالفرمونات أو التواصل السمعي.
سلوك المغازلة والحضانة
هي سلوكيات مرتبطة بشكل وثيق مع نجاح عملة التكاثر، وجذب الشريك للتزاوج والعناية بالصغار، وهناك عاملان هامان لنجاح عملية التكاثر، وهما كما يلي.
- سلوكيات المغازلة: يستعمل الحيوان هذا السلوك لجذب شريك التزاوج، مثل قيام طيور الفرقاط الذكور بنفخ كيس أحمر زاهي ليلفت انتباه الإناث من نوعه.
- سلوكيات الحضانة: يعمل الأبوان خلال فترة الحضانة على العناية بأبنائهم في مراحل النمو المبكرة، فيقوم غالبية المخلوقات بتقديم الطعام والشراب اللازم للصغار في المراحل العمرية المبكرة، ويستمر ذلك حتى تستطيع الصغار العناية بنفسها، ومثل ذلك سمك القد والتي تنتج 9 ملايين بيضة في المرة الواحدة، والقلل فقط يعيش كونها لا تهتم بفترة حضانتها، على عكس القرد، فتلد الشمبانزي صغيراً واحداً ولكن تستمر فترة حضانته لثلاث سنوات تقريباً، ويظل الصغير مع أمه لقرابة 7 سنوات.
يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇
https://t.me/school_ksa
