اختيار جامعة للدراسة! ماذا يريد المبتعث
عندما يحصل أحدنا على فرصة للدراسة خارج المملكة يضع نصب عينه كيفية الحصول على قبول جامعي يمكنه من الحصول على الدرجة العلمية المبتعث لأجلها. وهذا شيء جيد ويعطي المبتعث اطمئناناً حول مستقبله الدراسي بعد اجتياز مرحلة اللغة في حال كان يحتاج ذلك.
إلا أنه من المؤسف أن تكون عناصر التقييم والإختيار مبنية أسأس: “أقل الجهود للحصول على المطلوب”. وذلك من خلال الإستماع لبعض الآراء لمن سبقوهم وذلك لأن مجموعة ما درست في هذا التخصص وأن الأستاذ الفلاني يمنح الدرجات بوفرة أو لأن المواد أو المسار المعين قد تم إنجاز مواده وبالإمكان إعادة تدويرها وبالتالي فمن يأتي بعدهم لا يكون مبتكراً بل مقلداً.
كل جامعة تختلف عن الأخرى من ناحية تفاوت التخصصات، كما أن كل طالب تختلف قدراته وخلفيته العلمية عن الآخر بل وحتى ما يحتاجه لمستقبله. ويمكن أن يشكل اختيار المسار التعليمي تحدياً كبيراً للمبتعث. وعلى الطالب أن يقضي وقتاً جيداً في بناء خطته الدراسية وتحديد أولوياته.
وعليه فإن على الطالب المبتعث أن يضع في حسبانه خطة لمستقبله مابعد التخرج وأن يقارن بين الجامعات وماتقدمه من خطط أكاديمية تساعده على البناء المعرفي والمساهمة الفعالة في أنشطة البحث العلمي. ودراسة المواد والخطط بتمعن(والتي يمكن الحصول عليها بسهولة من مواقع الجامعات). علماً أن الخطط الدراسية بشكل عام قد تم بناؤها لتلائم مسارات مختلفة لعل أبرزها تلك الخطط التي توجه مخرجاتها للعمل المهني والممارسة العملية والنوع الآخر تلك الخطط التي تركز بشكل عام على البحث العلمي لتهيئة الطلاب للعمل في مجال البحث العلمي. وحيث أن الكفاءة العلمية والعملية تأتي من خلال الابتكار والسعي لوضع أهداف مستقبلية فليكن اختيارك لخطتك الدراسية هي بداية وضع القدم في المنافسة في سوق العمل.
هذا بالطبع لا يلغي ضرورة التعاون مع الزملاء المتميزين والحث والتشجيع على المنافسة الشريفة وتقديم النصائح الأكاديمية بصدق للزملاء الجدد. كما أن الاعتذار بعدم مرونة الأنظمة حول اختيار الجامعات أو التغيير لا يعفي من ضرورة الإلتزام بما رسمته لنفسك حيث ستجد داخل التخصص الواحد العديد من المسارات التي تم وضعها لتلائم العديد من الرغبات والاحتياجات الأكاديمية واحتياجات سوق العمل.
اختيار جامعة للدراسة! ماذا يريد المبتعث – مدونة المناهج السعودية