اسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعية منها؟
اسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعية منها الكثير من العوامل التي قد تكون طبيعية وليس للإنسان دخل بها أما أن تكون أسباب بشرية وهي بالتأكيد الأكثر تسببًا في تصحر الأراضي فالإنسان برغم ما توصل له من تطور وما يمتلكه من ذكاء إلا أنه يتصف بالأنانية التي تسمح له بالوصول إلى مبتغاه بغض النظر عن النتيجة لذلك في هذا المقال نقدم لكم جميع الأسباب وراء هذه الظاهرة.
اسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعية منها
يطلق التصحر على الأراضي التي تتحول من زراعية إلى أراضي جافة وذلك لغياب الرطوبة نهائيًا منها وبالتالي يتم القضاء على التنوع النباتي بل على نشأة النباتات من الأساس وهو ما يكون له تأثيره الكبير على التنوع الحيوي في دائرة الحياة على وجه الأرض وعلى هذا تصاب الأراضي الزراعية بالتصحر بسبب:
أسباب التصحر البشرية
- الزراعة المفرطة للأراضي الزراعية: إن الأراضي الزراعية تحتاج إلى دورة محددة حتى تستطيع أن تحافظ على رطوبتها وعناصرها الغذائية طول الوقت وطوال موسم الزراعة لذلك يأتي السبب الأول للتصحر عالميًا هو استغلال الأراضي بما يفوق طاقتها.
- حيث تكون الأراضي الزراعية قادرة على زراعة دورة واحدة لو كانت المحاصيل وقتها تحتاج امتصاص قدر ضخم من العناصر الغذائية وقد تكون قادرة على زراعة من دورتين إلى ثلاثة في حال كانت المحاصيل الزراعية هي التي تمد التربة بعناصر غذائية مثل محصول البرسيم.
- وفي الواقع لا تتعرض الأراضي الزراعية للتصحر مرة واحدة بسبب الاستغلال المفرط للأرض بل تبدأ في أن تقل إنتاجيتها قبل أن يحتلها الجفاف.
- القضاء على الغابات: الأشجار الدائمة التي يتم زراعتها لتكون أحد أهم الظواهر الطبيعية على الأرض ألا وهي الغابات يعمل على إمداد التربة من حولها بالرطوبة والعناصر الغذائية المطلوبة.
- لكن في الوقت الحالي بات الإنسان يعتمد في صناعاته على الأخشاب بسبب متانتها وأنها تدخل في جميع الصناعات تقريبًا لذلك تعتبر الغابات ثروة له لا يتمنى أن تنتهي أبدًا.
- لكن إزالة الغابات خصوصًا بمساحات أكبر مما هي عليه بالفعل تجعل الأراضي تتعرض للجفاف الذي يصعب معالجته فيما بعد والذي قد يكون دليلًا على أن هناك أنواع محددة من النباتات لن يستطيع الإنسان زراعتها مرة أخرى وهو ما يؤثر أيضًا على درجة حرارة الأرض ومعدل المناخ الطبيعي.
- الري الرديء: هو عبارة عن صعوبة وصول مصادر الري الطبيعية إلى النباتات مع غياب نظام ري اصطناعي مخطط ليعوض غياب المصادر الطبيعية.
- وهو ما يعني أن النباتات لا يصلها القدر الكافي من المياه التي تحتاجها حتى تستطيع أن تستكمل عملية النمو الخاصة بها.
- في البداية وعلى المدى القصير كل ما سيقوم به الري الرديء هو إنتاج محاصيل مريضة وغير مكتملة النمو لكن على المدى البعيد سيتسبب في تصحر الأراضي الزراعية.
- الرعي الجائر: يعتبر الرعي الجائر أحد أسباب التصحر الإنسانية التي فيها يكون رعي الغنم والماشية يكون على مساحة محددة على الأرض بصورة تفوق قدرة الأرض الإنتاجية وقدرتها على إكمال دورتها الزراعية الكاملة.
- يؤدي الرعي الجائر إلى التصحر وتعرية الطبقة الأولى من الأراضي الزراعية وكل هذا بسبب الرعي الغير منتظم والعشوائي.
ما هي أسباب تصحر الأرض الطبيعية؟
- تغير المناخ: تقع المناطق الزراعية بصورة عامة في الدوائر المناخية المعتدلة لكن في حالة حدوث أي تغير على المناخ حيث تندر عملية هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة تبدأ الرطوبة في الأجواء في أن تقل وهو ما يجعل الهواء في المحيط غير قادر على حمل ذرات الملح.
- وهنا تبدأ الأملاح في أن تتراكم على الطبقة الأولى من الأراضي الزراعية وهو ما يولد الجفاف وإن ترك دون معالجة تدخل في المرحلة التالية ألا وهي التصحر.
- وأيضًا يعتبر تغير المناخ الذي تبدأ فيه درجات الحرارة في أن تنخفض بمعدل عالي وسقوط السيول يقضي على المحاصيل من خلال اقتلاعها من التربة بصورة غير كاملة ويترك الجذور التي تموت داخل التربة وهو ما يؤدي إلى التصحر فيما بعد.
- أما تغير المناخ الذي يصاحبه رياح وعواصف فهو أيضًا يؤدي إلى التصحر لكن بسبب أن هناك طبقة من الرمال والصخور التي تجرفها الرياح وحركتها لتستقر فوق الأراضي الزراعية وبالتالي تنعدم الرطوبة في الطبقة الصالحة للزراعة وهو ما يؤدي إلى التصحر.
- لذلك يعتبر أفضل حل للتخلص من التصحر الذي ينتج عن طرق طبيعية هو إحاطة التربة بالشجر و الزرع الدائم الذي يتصدى للأتربة والرمال التي تتكون على الطبقة الأولى من الأراضي كما أنها ستمد التربة بصورة مستمرة بالعناصر الغذائية التي قد تحتاجها.
مظاهر التصحر
ينقسم التصحر إلى عدة أنواع على حسب السبب الذي جعله يصيب الأرض وعلى حسب النوع يكون علاج هذا التصحر لذلك ينقسم التصحر إلى:
- تعرية الرياح للأرض: وهو التصحر الذي يتسبب في زيادة سرعة الرياح وحركتها وبالتالي تعمل على تعرية الطبقة الأولى من الأرض ومن ثم يحل محلها طبقة من الكثبان الرملية.
- وقد تعمل الرياح أيضًا على جذب كمية ضخمة من الرمال التي لا تغطي فقط التربة بل تغطي على النباتات الموجودة بالفعل.
- حركة المياه المنجرفة: وهو التصحر الذي ينتج عن حدوث فيضانات في المنطقة أما بسبب تغير المناخ وتغير معدل هطول الأمطار.
- أو بسبب أن هناك حركة في احد الجبال أو المرتفعات التي انهارت وبالتالي جعلت الأنهار تغير مسارها فتفيض على أحد الطرق وبالتالي قد تنغمر الأراضي الزراعية بالمياه مما يعمل على تدمير الأراضي بجميع طبقاتها وتدمير المحاصيل الزراعية التي زرعت بالفعل.
- تغير طبيعة الأراضي الزراعية: وهو ما يطلق عليه بالتدهور الفيزيائي للأراضي الزراعية، حيث تبدأ طبيعة الأرض في أن تتغير وتبدأ في تكوين قشور على طبقاتها الخارجية وبالتالي يؤدي هذا إلى تصحر الأرض وعدم قدرتها على الإنتاج من جديد.
- ويصيب الأرض هذا النوع من التصحر عندما يكون هناك أحد الآفات التي أصابتها ولم تعالج بصورة صحيحة والتخلص من تلك الآفة نهائيًا.
- تملح الأراضي الزراعية: وهذا يعني زيادة معدل ملوحة الأراضي الزراعية مما يكون طبقة كاملة من الأملاح على الطبقة الأصلية في التربة.
- هذه الأملاح تعمل على حبس السوائل داخل التربة وهو ما يجعلها غير قادرة على التنفس بصورة طبيعية وبالتالي يعمل أيضًا على انعدام أنتاجية الأرض لأن الأملاح تبدأ في أن تتوغل إلى طبقات الأراضي المختلفة.
- تغدق الأراضي الزراعية: وهو ما يعني تلف وتدمير التربة نهائيًا وذلك بسبب الري الرديء وعدم صرف مياه الري بصورة مناسبة وهو ما يصيب التربة بالتلف والملوحة المتغلله وهو ما يصعب معالجته فيما بعد ويدمر الأراضي الزراعية إلى الأبد لتتحول إلى أراضي متصحره.
- الأراضي الزراعية الملوثة: هو نوع من أنواع التصحر الذي تصاب به الأراضي الزراعية في حالة تعرضها لمياه غير صالحة للري والتي تحتوي على الملوثات والمواد الكيميائية التي يصعب على التربة التعامل معها.
- وما يساعد على نمو هذه المشكلة هو الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والأسمدة وأيضًا تكنولوجيا التعديل الوراثي التي يتم تطبيقها على المحاصيل.
آثار التصحر على الإنسان والبيئة
التصحر لا يعتبر مشكلة تهدد حياة الإنسان وحسب بل هي كارثة تحدد الحياة بصورة عامة لكل الكائنات وتهدد كوكب الأرض على بأكمله وذلك لأن التصحر يعمل على:
- يهدد التصحر وجود النباتات على الأرض أي أنه يمكن بكل سهولة أن نستيقظ في يوم بعالم بلا نباتات على الإطلاق.
- يؤدي عدم وجود النباتات على غياب الأكسجين من على كوكب الأرض بسبب تنامي حجم ثاني أكسيد الكربون وهذا لن يؤدي إلى أي مضاعفات على حياتنا لأنه سيقضي عليها على الفور دون أي إنذار.
- إن قلة النباتات يعمل على قلة حصول الحيوانات على مصدرها الغذائي الأساسي التي تتربى عليه وهو ما سيجعل هناك نقص في الثروة الحيوانية أيضًا.
- مع قلة النباتات أيضًا سيبدأ الإنسان في أن يزيد معدل أمراض التنفس لديه بسبب تنامي حجم التلوث في الهواء.
- سيعمل التصحر على انقلاب الدائرة الإيكولوجيا على الأرض وسيكون هناك كائنات حية ستتحول إلى كائنات وحشية لعدم وجود الغذاء التي تبحث عنه ولقدرتها على التأقلم وبالتالي ستبدأ في أن تتغذى على البشر بدلًا من النباتات.
- سعاني الإنسان من قلة في الغذاء وخطر في الكائنات التي ستعمل على مهاجمته لأنه بديلًا غذائيًا لها وستشتعل معدلات الحروب والصراعات.