اكتب موضوعا اصف فيه منظرا طبيعيا مبرزا الاثر الذي احدثه في نفسي
اكتب موضوعا اصف فيه منظرا طبيعيا مبرزا الاثر الذي احدثه في نفسي.. الطبيعة هي مصدر الحياة، وهي الأم والمُتنفس لأي بشري يحيَا على قيدها، فهو يستقي من ريحانها إكسيرُ الحياة التي يتمكن به من مواصلة طبيعة حياته، فكل شيء وجد في هذه الدنيا هو مسخر لحياة الإنسان ولكينونته ولضمان بقائه حياً يرزق، ولا يمكن للإنسان وأن يعيش بعيدًا عن أحضان الطبيعة الدافئة الحنونة، فيستمتع في منظر النجوم المغزول بضوء القمر الساطع، ويجد على جواره الأنهار العذبة الباردة التي تتدفق بمائها العذب الأزرق الرقراق الذي لو اجتمع أعظم رسامي هذا العالم ما استطاعوا أن يخطوا قطرة من ذاك النهر الصافي الذي يستمد الكون كله منه حياته وعيشه.
ولو تأمل الإنسان في معادلة الحياة التي وجدت ورسخت من أجله، لوجد أن الطبيعة هي الحاضنة والأم الأولى لمأكله ومشربه، فهيّ تعطيه الثمار الخضراء اليانعة، والحمراء المشرقة، وغيرها من الألوان التي تختلف بعضها عن بعض، والأشكال التي تتنوع مع أنها تُسقى بماء واحد، ولكن هي حكمة الله تعالى وحده، فلا يستطيع الإنسان أن يكتفي بنوع واحد من المأكولات ولو فعل ذلك لرمى بنفسه إلى التهلكة، فشكرًا لله جل علاه على عظيم نعمه وكمالها.
فالطبيعة هي الأم الرؤوم التي يفترش الإنسان نفسه، فيرتمي فيها معلنًا عن لحظات سقوطه وخذلانه وضعفه وجلاء قوتهُ، فيكتبُ له ميلاد جديد، ميلاد يحمل حياة صافية نقية، فالطبيعة تخرج الإنسان من تيه اليأس والتيه إلى الراحة والأمل والقوة والصلابة، ليستدرك بها عظمته جل علاهُ، فتلك هي لحظة الصدق مع الحياة ولحظة الصدق مع الذات لحظة المكاشفة التي يهرع الإنسان لها كي يستريح من عناء الأقنعة التي يجبر على ارتدائها حسب الأعمال التي يتوجب عليه القيام بها، إن الإنسان هو السر الأعظم في هذه الأرض، ولا يشاطره ذلك السرّ سوى الطبيعة الحية التي يقتفي الإنسان معها سعادته.
اكتب موضوعا اصف فيه منظرا طبيعيا مبرزا الاثر الذي احدثه في نفسي
تتجلى قدرته جل علاه في عظيم خلقه، وتنعكس لكل عين ترى، ولكل أذن تسمع، ولكل عقل يفكر، فسبحانه هو الذي صور وأبدع، وهو الذي أعطى وجمّل، وهو الذي أعطى وأدهش، وفي ذلك سندرج موضوع تعبير نصف فيه منظر من الطبيعة الخلابة والأثر الذي يحدثه في نفس الإنسان المتفكر في عظيم ذلك:
بينما كنت أشعر بملل ومعضلة شديدة، اقترح صديقيّ أن نذهب لنتمشى في الحقول الخضراء، لعل كل ما بنا من يأس وألم يزول، فالطبيعةُ هي متنفس الإنسان الأول وهي ملاذه في كل آن وحين، وهي لوحة فائقة الوصف والجمال، صاغتها حكمة الخالق -سبحانه وتعالى-، فهي هبة الله للإنسان بكل ما فيها من ماء وهواء وطيور وحيوانات وأنهار وبحار وجبال وسهول ووديان.
فالطبيعة لوحة فنية، يختزل فيها الفكر، وتحتار في وصفها العين، ويمتلئ القلب فيما يزهو به، ويعجز اللسان عن التعبير عن العظمة والجلال في وصفها، ففي كل جزء ومُدرك من الطبيعة الخلابة بحر من الغرابة والأسرار لا تدركه العقول بشكل كامل، وفي كل ركن منها فرصة للتأمل والتعلم، فالطبيعة أكبر مُعلّم، وفيها تبدو الأشياء على سجيتها دون تكلف أو تصنع، وما من شيء يكسر حاجز السكينة فيها سوى الأيادي الخفية التي تُشوهها أحيانًا مثلما يفعل فيها البشر، لكنها رغم ذلك، فإن الطبيعة قادرة على أن تُعين نفسها على الصبر والمقاومة والتجدد لأنها معجزة كاملة ومتكاملة، وكلّ ما فيها من أكبره إلى أصغره يُشكلُ حالة استثنائية خاصة فيه.
فحمدًا لله على عظيم النعم التي سخرها لنا، الحمد له حمدًا طيبًا كثيرا مباركًا لكل النعم التي أدركناها والتي لم ندركها، فالطبيعة وجدت صديقًا ومعضلة للإنسان، فهي المتنفس والمولد الأول، والأثر التي تتركه في النفس هو استدراك عظمته جل علاهُ، وشكره على جميع نعمه الظاهرة والباطنة.