الفرق بين السكروز والفركتوز.. ما الأفضل لصحتك؟
الفرق بين السكروز والفركتوز.. ما الأفضل لصحتك؟
هل سكر الفاكهة (الفركتوز) صحي أم مضر؟ وما القول الفصل في آثاره؟ الجواب في هذا التقرير.
والفركتوز سكر أحادي. في المقابل، فإن سكر المائدة (السكر الأبيض) هو سكر مركب مكون من جزيء من الفركتوز وجزيء من سكر الغلوكوز.
كما يوجد الفركتوز في شراب الغلوكوز-الفركتوز (glucose-fructose syrups)، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز (high fructose corn syrup)، وهذه الأشربة (syrups) مصنوعة من الذرة والقمح، وتستخدم مُحليات في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل المربيات والمعلبات والحلويات.
ويتم هضم الفركتوز في الكبد لإنتاج الغلوكوز بشكل أساسي، وكميات قليلة من العلايكوجين، وكمية صغيرة من الأحماض الدهنية.
وتشير دراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز قد يسبب تغيرات في استقلاب الطاقة في الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية.
أمراض الكبد الحادة لدى الأطفال
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة طب الكبد (Journal of Hepatology)، وموقع مستشفى جامعة ساوثهامبتون “إن إتش إس فاونديشن ترست” (University Hospital Southampton NHS Foundation Trus)، فإن الفركتوز الزائد في النظام الغذائي مرتبط بأمراض الكبد الحادة لدى الأطفال.
ووجد الباحثون في ساوثهامبتون وروما أن الاستهلاك المفرط للفركتوز يرتبط ارتباطا وثيقا بشكل حاد بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لدى الأطفال.
وفي دراسة شملت 271 طفلا ومراهقا، كان أولئك الذين شربوا المزيد من المشروبات السكرية أكثر عرضة للإصابة بشكل متقدم بمرض الكبد، المعروف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (Non-alcoholic fatty liver disease) مصطلح يصف مجموعة من الحالات التي يحدث فيها تجمع للدهون في الكبد، وتظهر عادة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة، وذلك وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ولا يحتوي الكبد السليم على دهون، أو يحتوي على كمية قليلة منها، ولكن في هذا المرض تتجمع كميات كبيرة من الدهون في الكبد.
ووجدت الدراسة -التي استمرت 5 سنوات، بقيادة البروفيسور كريستوفر بيرن وزميلته الدكتورة إليونورا سكورليتي في مركز ساوثهامبتون للأبحاث الطبية الحيوية، والبروفيسور فاليريو نوبيلي من مستشفى بامبينو جيسو في روما- أن 40% من المشاركين مصابون بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي يمكن أن يسبب أعراضا تشمل آلام المعدة والتعب الشديد عند الأطفال.
تليف الكبد وسرطانه
في مرحلة البلوغ، يمكن أن يتطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي إلى تليف الكبد وسرطانه.
كما تبين أن المرضى الذين لديهم مستويات عالية من استهلاك الفركتوز في الدراسة كانت لديهم أيضا مستويات أعلى من حمض اليوريك، الذي يسبب النقرس عند البالغين.
وتناول جميع المشاركين في الدراسة تقريبا وجبات خفيفة في الصباح (95%) وبعد الظهر (89%) بانتظام.
وجبة الصباح كانت تتكون إلى حد كبير من البسكويت والبيتزا والأطعمة المالحة، في حين أن الوجبات الخفيفة بعد الظهر تشمل البسكويت والزبادي، ونحو 90% تناولوا المشروبات الغازية أو الغازية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
وقال رئيس قسم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بجامعة ساوثهامبتون البروفيسور بيرن إن “نتائجنا تشير إلى أن الإفراط في استهلاك الفركتوز قد يكون ضارا لكبد الطفل بسبب العلاقة بين استهلاك الفركتوز العالي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي عند الأطفال الصغار”.
وأضاف بيرن أن “هذه البيانات تؤكد أهمية ضمان الآباء أن يستهلك أطفالهم المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة والحلويات باعتدال”.
السمنة ومرض السكري
ووفقا لدراسة منشورة في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology)، فإن المصدر الرئيسي للفركتوز في النظام الغذائي يأتي من السكريات المحتوية على الفركتوز والسكروز وشراب الذرة عالي الفركتوز في المشروبات المحلاة بالسكر، وارتبط تناول هذه المشروبات باستمرار بزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن الآليات الأساسية المفترضة لهذه المشاكل التأثيرات السلبية لنسبة السكر في الدم، وزيادة التمثيل الغذائي الكبدي للفركتوز، مما يؤدي إلى تكوين دهون جديد، وإنتاج حمض البوليك، وتراكم الدهون الحشوية (دهون البطن، الكرش) والدهون المنتبذة “الاكتوبية” (ectopic fat). والأخيرة هي الدهون الزائدة التي تخزن في أنسجة أخرى غير الأنسجة الدهنية، والتي تحتوي عادة على كميات صغيرة فقط من الدهون، مثل الكبد والعضلات الهيكلية والقلب والبنكرياس.
ويمكن للدهون المنتبذة أن تتداخل مع الوظائف الخلوية، وبالتالي وظيفة العضو وترتبط بمقاومة الأنسولين، وبالتالي مرض السكري من النوع الثاني.
ولذلك تشير عدة معطيات إلى أن سكر الفاكهة أقل صحية مما يعتقد كثيرون؛ فعلى العكس مما هو شائع يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على الصحة، حسب ما نقلته دويتشه فيله عن موقع “فيت بوك” (Fitbook) الألماني.
ويقول الباحث في المعهد الألماني لبحوث التغذية في بوتسدام وفي “مشفى شاريتيه” في العاصمة برلين شتيفان كابش إن كلا النوعين من السكر متشابهان من الناحية الكيميائية، حتى وإن كان سكر المائدة هو ما يتم امتصاصه من قبل الجسم قبل الآخر.
ويمكن أن يسبب الفركتوز الكبد الدهني اللاكحولي وزيادة خطر الإصابة بارتفاع الضغط وأمراض الجهاز الدوراني الأخرى. وهو ما يؤكده الطبيب الألماني كابش: “هناك أدلة على أن الجسم يخزن الفركتوز على شكل دهون في الكبد وفي البطن”.
ووفقا للمركز الألماني لاستعلامات المستهلك، فإن الإفراط في تناول الفركتوز يمكن أن يؤدي إلى الكثير من متاعب الهضم كآلام المعدة والإسهال، كما دعا إلى تناول عصائر الفاكهة باعتدال.
وأرجع المركز سبب ذلك إلى عدم قدرة الجهاز الهضمي لدى الإنسان على تحمل هضم كميات كبيرة من هذا السكر الذي يستخدم في تحلية الطعام بدل السكر العادي، لافتا إلى أن تناول ما يزيد على 35 غراما من سكر الفاكهة -أي ما يعادل كوبين من عصير التفاح- في كل وجبة يعد كمية كبيرة للغاية حتى بالنسبة للأشخاص الأصحاء.
وصحيح أنه يمكن تناول 5 حصص من الخضراوات أو الفاكهة تشتمل كوب عصير يوميا من دون أي مشكلة، إلا أن المركز الألماني شدد على ضرورة الإقلال من تناول سكر الفاكهة قدر الإمكان، لذلك أوصى بأن من الأفضل الانتباه عند شراء أي أطعمة إلى وجود كلمة “الفركتوز” أو “سكر الفاكهة” أو “شراب الفركتوز والغلوكوز” ضمن قائمة المحتويات أم لا، لافتا إلى أنه من الأفضل أيضا تناول عصائر الفواكه باعتدال.
كم الحد الأقصى المسموح به من سكر الفركتوز؟
يجب خفض استهلالك السكريات بشكل عام، ومنها الفركتوز. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه يوصى البالغون والأطفال بتخفيض مدخولهم اليومي من السكريات الحرة إلى أقل من 10% من إجمالي استهلاكهم للطاقة، ومن شأن تخفيض آخر في هذا المدخول إلى نسبة أدنى من 5% أو ما يقارب 25 غراما (6 ملاعق صغيرة) في اليوم الواحد أن يحقق فوائد صحية إضافية.
وتشمل السكريات الحرة السكريات الأحادية مثل الغلوكوز والفركتوز، والسكريات الثنائية مثل سكر المائدة التي تضيفها الشركة المصنعة أو الطباخ أو المستهلك إلى الأغذية والمشروبات، والسكريات الموجودة طبيعيا في العسل وأنواع العصير وعصائر الفواكه ومركباتها المركزة.
مرض نادر
ويوجد مرض اسمه “عدم تحمل الفركتوز الغذائي” (سوء امتصاص الفركتوز)، وهو يصيب شخصا من بين كل 100 ألف”، وفقا للدكتور شتيفان كابش.
ويضيف الطبيب الألماني أنه في هذا المرض يكون هناك نقص في الأنزيم الذي يكسر الفركتوز في الكبد؛ والنتيجة هي اضطراب في التمثيل الغذائي ونقص السكر في الدم واضطرابات في التخثر؛ لذلك على من لديهم هذا المرض الوراثي عدم تناول أي كمية مهما كانت صغيرة من الفركتوز.