الفرق بين السنة الهجرية والميلادية
الفرق بين السنة الهجرية والميلادية هو ما سيتمّ تقديمه في هذا المقال، فمن المعروف أنّ التّاريخ الهجري قد جاء بعد التّاريخ الميلاديّ بقرونٍ عديدة، وكلّ ديانة تستخدم تقويماً مختلفاً عن الدّيانات الأخرى، أمّا بالنّسبة للدّول فهي متنوعة ما بين استخدام التّقويم الهجري واستخدام التّقويم القمريّ، أو حتّى استخدامهما معاً
ما هي السنة الميلادية
قبل كل شيء وقبل الخوض في بيان الفرق بين السنة الهجرية والميلادية لا بدّ من بيان ماهية السنة الميلادية، حيث هي السّنة الشّمسيّة الّتي تعتمد على دوران الأرض حول الشّمس، وهي السّنة المؤلّفة من اثني عشر شهراً، وتقسم أشهرها إلى أربعة فصولٍ مختلفة وهي الرّبيع والصّيف والخريف والشّتاء، ويقدّر عدد أيّامها بثلاثمائة وخمسةٍ وستّين يوماً، وعند قدوم سنةٍ كبيسة، يصبح عدد أيّامها ثلاثمائةٍ وستّةٍ وستّين يوماً، ويذكر بأنّ مع أوّل إنشاءٍ للتّقويم الشّمسيّ، كانت بداية السّنة من أوّل يومٍ من شهر آذار، وبعد التّعديل أصبحت السّنة الميلاديّة، على ما هي اليوم.
ما هي السنة الهجرية
في سياق معرفة الفرق بين السنة الهجرية والميلادية كذلك سيتمّ بيان ماهيّة السنة الهجرية، حيث إنّ السنة الهجرية تعتمد على التّقويم الهجري القمري، والذي يعتمد بشكلٍ رئيس على حركة القمر، وتتكوّن السنة الهجرية من اثني عشر شهراً، وبالضّبط ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوماً، يعرف المسلمين موسم الحجّ وموعد شهر رمضان والعيدين من خلال السّنة الهجرية، وقد بدأت أوّل سنةٍ هجريّة منذ اعتماد التّقويم الهجريّ لدى المسلمين عام 622 م ، وفي هذا العام تحديداً وقعت الهجرة النّبوية من مكّة إلى المدينة المنوّرة، ومن الجدير بالذّكر أنّ السنة الهجريّة اقصر من السنة الميلادية بأحد عشر يوماً، ولذلك لا يتزامن التقويمان، يبدأ اليوم في السنة الهجرية من غروب الشّمس إلى غروبها الثّاني، فاليوم سابقٌ النهار، بعد نزول الإسلام ظلت السنة القمرية تبدأ بالمحرم وتنتهي بشهر ذي الحجة، إلا أنّه لم يتمّ تعيين المبدأ الثابت الذي تبدأ منه السّنين، إلا في زمن عمر بن الخطّاب، وقبل ذلك كانوا يطلقون على السنين بأسماء الحوادث المشهورة التي وقعت فيها، كسنة الإذن وسنة الأمر وسنة التّمحيص، وحتّى في خلافة أبو بكر ظل المسلمين يسمّون السنين بأسماء الحوادث فيها، إلى أن اجتمع المسلمون واتّخذوا هجرة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بدايةً للتقويم وسمّوه بالتّقويم الهجري، وكان ترتيب الشّهور في السنة الهجرية هي محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة وهو آخرها في السنة.
الفرق بين السنة الهجرية والميلادية
قد يعتقد البعض أنّ لا تقويم في العالم غير الهجريّ والميلاديّ، لكنّ هذا الاعتقاد الخاطئ، فهناك الكثير من البلاد والدّيانات الّتي تعتمد تقويمها الخاص الّذي يشبه التّقويم الميلادي والقمريّ في بعض الأمور، لكن يختلف بالكثير من الأمور أيضاً عنهما، كالتقويم الفارسيّ والعبريّ والصّينيّ، لكن ما هو الفرق بين السنة الهجرية والسنة الميلادية، وما الّذي تختلفان به عن بعضهما:
- السنة الهجرية: هي السّنة الّتي يعتمد عليه المسلمون على دوران القمر حول الأرض، لذلك سمّيت بالسّنة القمريّة، كذلك ترتبط بتاريخ الهجرة النّبويّ لذلك سمّيت بالهجريّة، وإنّ من أنشأ التّقويم الهجريّ هم المسلمون في الخلافة الرّاشدة، وما زالوا يستخدمونه حتّى اليوم.
- أمّا السنة الميلادية: فهي تعتمد على دوران الأرض حول الشّمس، لذلك سمّيت بالسّنة الشّمسيّة، و هي ترتبط بميلاد نبيّ الله عيسى عليه السّلام، لذلك سمّيت بالميلاديّة، وقد أنشأ هذا التقويم النّصارى ومعظم دول العالم تستخدمه في حساب السّنوات والأيّام.
- ومن الفروق الّتي توجد بين السنة الهجرية والسنة الميلادية، أنّ عدد أيّام السّنة الهجريّة هو ثلاثمائة وثلاثةٌ وخمسون يوماً، أمّا عدد أيّام السّنة الميلاديّة هو ثلاثمائةٍ وخمسٌ وستّون يوماً.
- وتتشابه السّنتان الهجريّة والميلاديّة، بأنّ عدد الأشهر في كلٍّ منهما هو اثني عشر شهراً.
- وأشهر الدّول الّتي تستخدم التّاريخ الهجريّ بشكلٍ رسميٍّ دون الميلاديّ، هي المملكة العربيّة السّعوديّة، ومن الدّول الّتي تستخدم الهجريّ والميلاديّ معاً سوريا ومصر ودول الخليج العربي، وغيرها.
- ويمثّل التّاريخ الهجريّ بالنّسبة للمسلمين مصدر فخرٍ واعتزازٍ بتاريخهم وحضارتهم ودولتهم الإسلاميّة العظيمة، وهي القلب النّابض الّذي تذكّرهم سنواته بالأحداث العظيمة والفتوحات والغزوات الّتي كانوا يقومون بها، ولم يعمل المسلمون بالتّاريخ الميلاديّ إلّا عند سقوط الخلافة العثمانيّة ودخول الصّلبيين إلى بلاد الإسلام، والله أعلم.
متى نشأ التقويم الهجري والميلادي
قد تحدّثنا فيما سبق عن الفرق بين السنة الهجرية والسنة الميلادية، أمّا هنا فسنتحدّث عن نشأة كلّ منهما، كيف نشآ ومن الّذي أنشأهما، فالتّاريخ الهجري تعود نشأته إلى الخلافة الرّاشديّة، وتحديداً في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، حين أرسل إليه أبو موسى الأشعريّ وهو حاكم للبصرة، أن يؤرّخ لهم الرّسائل، فجمع النّاس وشاورهم بهذه المسألة، فاقترح عليّ بن أبي طالب أن تكون واقعة الهجرة هي بداية التّاريخ الإسلاميّ، فرأى عمر أن ذلك الصّواب من الأمر، وصار المسلمون يؤرّخون ويعتمدون على التّاريخ الهجريّ، ورويت العديد من الرّوايات عن نشأة التاريخ الهجريّ على يد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه.
أمّا عن السّنة الميلاديّة فقد قيل في نشأته أنّ راهباً أرمنياً يسمّى دنيسيوس الصغير، هو الّذي أنشأ التاريخ الميلاديّ حيث حدّد السّنة الّتي ولد فيها نبيّ الله عيسى عليه السّلام، وبدأ بتسجيل التّاريخ وعدّ السّنوات معتمداً على سنة ميلاده، ما هي السنة الميلادية، وبعد ذلك قام البابا غريغوريوس الثّالث عشر بابا روما في القرن السّادس عشر بتعديل نظام الكبس في التّاريخ الميلادي، حتّى أصبح على هذه الحال والنّظام الّذي هو عليه اليوم، حيث أنّ كلّ أربع سنواتٍ تأتي سنةٌ كبيسة، يكون للسّنة يوم زائد.
فرق السنوات بين التاريخين الهجري والميلادي
بعد تمعّن النّظر في الفرق بين السنة الهجرية والميلادية لا بدّ من معرفة فرق السنوات بين التاريخين الهجري والميلادي، والفرق هو تحديداً ستمائةٍ واثنين وعشرين سنة، لكن هذا الفرق يتضائل ويتقلّص شيئاً فشيئاً، وذلك يعود إلى أنّ السنة القمرية الهجرية أقصر من السنة الميلاديّة الشمسية، فطول السّنة القمرية يبلغ ثلاثمائةٍ وأربعةٍ وخمسين يوماً وثمانية ساعاتٍ وثمانية وأربعين دقيقة وستّةٍ وثلاثين ثانية وهذا معروف عند علماء الفلك، أمّا السنة الشّمسية الميلادية طولها ثلاثمائةٍ وخمسة وستّين يوماً وستّة ساعات وتسع دقائق وحوالي ستّة ثوانٍ، ويكون الفرق بينهما من عشرة أيّام إلى اثني عشر يوماً، وهذا يتوقف على أنّ إحداهما أو كلتيهما سنةٌ كبيسة، وبهذا يتّفق أوّل السّنة القمرية وأول السنة الشمسية كلّ ثلاثة وثلاثين سنة مرّة واحدة وعلى وجه التقريب لا الدّقة
المرجع التعليمي