المقالات

«الليمون الجامد» في دمشق مهنة متوارثة عمرها مئات السنين

لم يكن في عام 1887م كهرباء.. إلا أن مرتادي حي القيمرية الشهير في دمشق القديمة في فصل الصيف كانوا يتناولون عصير الليمون المجمد، بطريقة بدائية وغريبة، تخصصت بها عائلات اكتسبت اسمها من صنعتها.

وشأنها شأن معظم المهن الدمشقية المتوارثة من أبنائها ليصل عمر محلهم إلى 135 عاماً وهم مواظبون على عملهم طوال النهار والليل.

«الليمون الجامد» في دمشق مهنة متوارثة عمرها مئات السنين
«الليمون الجامد» في دمشق مهنة متوارثة عمرها مئات السنين

 

قال صاحب أقدم محل لصناعة الليمون الجامد في دمشق:

رأفت التقي إن جدي محمود التقي وهو من مواليد 1867م، أسس المحل المتواجد في حي القيمرية في عام 1887، وتوارث هذا المحل الأبناء والأحفاد، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا حيث تخصص هذا المحل في فصل الصيف بصناعة الليمون الجامد الذي تشتهر به دمشق.

وعن كيفية الحصول على الجليد قبل دخول الكهرباء إلى دمشق في هذه المهنة، قال التقي: إن هذه الصناعة كانت تعتمد على عائلة شامية عريقة تدعى «التلاج»، وهي نسبة للثلج، حيث كان أفراد هذه العائلة يقومون في فصل الشتاء في استثمار المغاور الفارغة في أراضي منطقة بلودان التي تشهد تساقطاً كثيفاً للثلوج في فصل الشتاء، ويقومون طوال فصل الشتاء بتجميع الثلج ضمن المغاور، ويضغطونه حتى تمتلئ المغارة، ثم يقومون بإغلاق تلك المغارة بالحجارة.

● وأضاف التقي: «في فصل الصيف يقومون بفتح المغاور ويبدأون بقص الجليد المتكون بواسطة منشار يدوي ويضعونه في قوالب خاصة من الخشب ويدق بقوة مرة ثانية حتى يحافظ على قوامه تحت أشعة الشمس، ثم يتم تحميل تلك القوالب على طنابر تجرها الدواب إلى دمشق، ونسبة الذوبان تتجاوز الـ 20%».

وتابع إن «هذه العملية يومية، حتى بأصعب الظروف لأن عدم توفر الثلج يوقف عملية تصنيع الليمون الجامد».

تطور الصناعة

وعن كيفية صناعة الليمون الجامد قال التقي: «عندما تأسس محلنا من قبل جدي كانت عملية صناعة الليمون الجامد يدوية عن طريقة توفير «طرنمبة»، وهي حلة من النحاس طويلة توضع في منتصف برميل خشب وتحاط بقوالب الثلج، يوضع على الثلج مادة «ملح كلور البوتاسيوم» وهي مادة ملحية تطيل من وقت ذوبان الثلج حوالي 3 أضعاف».

وأضاف التقي: «كان الزبون إذا أراد أن يشتري الليمون الجامد عليه أن يحرك الحلة بيده، ثم تطورت لتصبح حركة ميكانيكية عن طريق تدوير الحلة بمقبض يدوي، وبعدها أصبحت عن طريق القدم»، لافتاً إلى أنه «في عام 1962 تحولت العملية إلى أتوماتيك كهربائية، حيث جاء أشخاص عدة من آل «الديري» وفهموا آلية عمل هذه الماكينة البدائية ووضعوا تصميماً كهربائياً لها، وصنعوا ماكينة ما زالت موجودة لحد الآن مع بعض التطويرات، وكانت هذه الآلة خصيصاً لنا ثم انتشرت فيما بعد».

المصدر: مواقع إلكترونية.

شاهد أيضا

أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟

نصائح لتخزين لحم أضحية عيد الأضحى لمدة طويلة من دون تغير مذاقه

تعرف على مخاطر الإفراط في تناول فيتامين د

تسعدنا متابعتكم لنا على قناة التلغرام

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock