الكتب و المراجع و البحوث

بحث عن الذكاء التواصلي ومكوناته وأنواعه

مقدمة بحث عن الذكاء التواصلي ومكوناته وأنواعه

إن الذكاء بشكل عام يشير إلى قدرة الإنسان على التعلم والفهم والتعامل مع الأحداث والمواقف والتعامل مع الآخرين وقدرة العقل على التحليل والتخطيط وحل المشكلات واستخراج الاستنتاجات، وتحديد نسبة ذكاء الشخص من العمليات المعقدة للغاية نظرًا لتعدد أنواع الذكاء الذي يمتلك الإنسان بعض منها ويفتقد البعض الآخر، مثل الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي، والذكاء النظري والذكاء العملي وغير ذلك من الأنواع وسوف نتحدث في هذا البحث عن أحد هذه الأنواع وهو الذكاء التواصلي.

بحث عن الذكاء التواصلي ومكوناته وأنواعه

يعد الذكاء التواصلي موهبة يمتلكها بعض الأشخاص يستطيعون بها التواصل والتفاعل مع الآخرين بسهولة، عن طريق تبادل الألفاظ والنظرات واسترسال الحديث، فهؤلاء الأشخاص يستطيعون بناء محادثات تمتد لوقت طويل مع الآخرين دون أن يسأم أو يمل أحد الأطراف، وغالباً هؤلاء هم الذي يصبحون قادة ورؤساء في المستقبل، ينتهي المطاف بالعديد منهم في مناصب سياسية، هم أيضًا موهوبون جدًا في الاستماع الفعال. هذا هو المكان الذي يمكنهم فيه التركيز بشكل كامل على المحادثة، يمكنهم فهم المتكلم وتذكره والرد عليه بطريقة مثالية، وقد لا تكون هذه المهارة فطرية بالكامل بل قد يكتبها بعض الأشخاص عن طريق دراسة العديد من الأمور كدراسة لغة الجسد، ومهارات التحدث والإلقاء وفن الخطابة وغير ذلك من المهارات التي قد تساعد الإنسان على اكتساب قدر جيد من الذكاء التواصلي.

تعريف الذكاء التواصلي

يمكن تعريف الذكاء التواصلي على أنه المهارة العقلية والعافية التي يحتاجها الإنسان للغوص في عالم العلاقات المعقدة، سواء كانت علاقات شخصية أو مهنية، ويتم ذلك باستخدام جميع أدوات الاتصال المتاحة بأنواعها اللفظية وغير اللفظية وشبه اللفظية، ودائما ما يحتاج الذكاء العاطفي للذكاء التواصلي لكي يدعمه فبدون امتلاك الإنسان لمهارات التواصل لن يستطيع التعبير عن عاطفته، ويتطلب هذا تطوير بعض مهارات التواصل مع الآخرين، مثل تعلم لغة الإشارة، تعلم الإنصات والاستماع الجيد للآخرين، التفكير بتمعن قبل إصدار ردود الأفعال وغير ذلك.

أنواع الذكاء التواصلي

يسمى الذكاء التواصلي أيضًا بالذكاء المتعدد لأنه ناتج عن عدة أنواع من الذكاء المترابطة وهي:

  • الذكاء اللغوي.
  • الذكاء الاجتماعي.
  • الذكاء الفكاهي.
  • الذكاء العاطفي.

فإذا اجتمع الأنواع الأربعة في شخص يمكن الجزم بأنه شخص ذات ذكاء تواصلي مرتفع وتختلف نسبة الذكاء التواصلي من شخص لآخر على حسب ما يمتلكه من الأربعة أنواع من الذكاء المكونة للذكاء التواصلي فمن يمتلك نوعين فقط تقل نسبة الذكاء التواصلي لديه عن من يمتلك ثلاثة أنواع أو أربعة أنواع ولكل منهم مفهوم سوف نذكره على حدة.

مكونات الذكاء التواصلي

يتكون الذكاء المتعدد أو التواصلي من أربعة أنواع من الذكاء هم الذكاء اللغوي والذكاء الاجتماعي والذكاء الذاتي والذكاء الانفعالي، وسنذكر في السطور التالية نبذة مختصرة عن كل نوع منهم:

أولًا: الذكاء الذاتي

ويعرف الذكاء الذاتي على أنه قدرة الشخص على تهذيب نفسها والتحكم بها وجعلها تبدو دائمًا في أحسن الأحوال، أي تخليصها من النقائض والعيوب مما يجعلها قادرة على التفاعل مع الآخرين كما يجب وذلك بسبب فهم لما لا يحبه الآخرين وما يحبونه فتستطيع تكوين علاقات خارجية مفهومة، وأمثلة على ذلك:

  • شخص دائمًا ما يقطع حديث الآخرين.
  • شخص يتحدث دائمًا بصوت عال مما يسبب الإزعاج لكل من حوله.
  • شخص يتحدث دائمًا عن نفسه فقط ويمتدحها بصفة مستمرة.

ثانيًا: الذكاء اللغوي

ويعرف الذكاء اللغوي على أنه قدرة الشخص على تكوين خطاب قوي وذات سمات بلاغية ممتازة تؤثر على الشخص الآخر ويستطيع المتحدث بسهولة أن يقنعه بما يتحدث عنه، ومن أهم مهاراته القدرة على اختيار الألفاظ الملائمة، وإضافة الإثارة والتشويق، استخدام الاستعارات والكنايات والتورية وغير ذلك من المحسنات البديعية، ترتيب الأحداث والرسائل المراد إيصالها للمستمع ترتيب منطقي، إضافة التعليقات المعبرة، وطرح الأسئلة التي تمتاز بالتميز والإبداع.

ثالثًا: الذكاء الانفعالي

ويعرف الذكاء الانفعالي هو قدرة الشخص على السيطرة على انفعالاته في المواقف التي تتطلب منه الانفعال رغمًا عنه، فلا يصدر منه ما يسبب له حرجًا، أو يقع عليه اللوم بسبب انفعالاته، ولتحقيق هذا يجب ممارسة بعض المهارات أثناء الانفعال وهي:

  • التأني والتفكير جيدًا قبل إصدار الكلمات والانفعالات.
  • التحلي بالصبر والهدوء والطمأنينة أثناء الحديث.
  • إظهار الاهتمام بالآخرين والتعاطف معهم.

رابعًا: الذكاء الاجتماعي

ويعرف الذكاء الاجتماعي على أنه قدرة الشخص على فهم احتياجات الآخرين ومشاعرهم المختلفة وطريقة تفكيرهم ودوافعهم وطبائعهم وتوظيف ذلك كله لتكوين علاقات اجتماعية ناجحة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق بعض الخطوات البسيطة وهي:

  • يستطيع الإنسان أن يلائم الفعل التواصلي لديه مع الهدف والمقصد.
  • استنباط مقاصد الآخرين ودوافعهم.
  • اللطف وحسن التصرف مع الأمر.

خصائص الذكاء التواصلي

يتميز الذكاء التواصلي عن غيره من أنواع الذكاء الأخرى بعدة خصائص، منها ما يلي:

  • الوعي الذاتي: يستطيع الأشخاص ذات الوعي التواصلي فهم أنفسهم وإدراك مشاعرهم بشكل جيد مما يجعل لديهم قدرة على التحكم في عواطفهم ومنع خروجها عن السيطرة.
  • التنظيم الذاتي: هي القدرة على تنظيم القرارات المتخذة والتحكم في العواطف ونوبات الغضب مما يجعل الكلمات تخرج منظمة وهادئة.
  • الدافع: ينظر الشخص ذات الذكاء التواصلي دائمًا إلى الهدف الذي أمامه مما يجعله يخطو خطى واسعة من أجل الوصول إلى الهدف الذي يحلم به ويسعى إليه.
  • التعاطف: يستطيع الأشخاص ذات الذكاء التواصلي فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، حتى وإن كانت مشاعرهم خفية.

فوائد الذكاء التواصلي

للذكاء التواصلي فوائد عديدة تعود على الفرد والمجتمع، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

  • يسمح للفرد بالتفاعل مع المجتمع بشكل فعال.
  • يجعل الشخص ذات حضور رائع في الاجتماعيات والمناسبات.
  • بناء الثقة بين الفرد ومن حوله مما يؤدي إلى تعزيز العلاقات المهنية بينه وبين زملاء العمل والعلاقات الاجتماعية بين المحيطين به في الحياة الاجتماعية.
  • مساعدة الشخص على زيادة الإنتاجية.
  • تحسين الحالة النفسية والمزاجية مما يجعله يؤدي أداء وظيفي واجتماعي أفضل.
  • يعزز ولاء الأشخاص للشخص الذي يملك ذكاء تواصلي خاصة إذا كان في منصب قيادي.
  • يعزز التآلف بين فريق العمل أو مجموعة الأشخاص التي تتعامل معًا بشكل متكرر.
  • التواصل الفعال بين الأفراد يعزز التعاون والمشاركة والابتكار.
  • مرونة التفكير واتخاذ القرارات.
  • اكتساب ود المحيطين به.
  • تعزيز تكوين العلاقات والاندماج بين الثقافات المختلفة.

سمات الأشخاص مرتفعو الذكاء التواصلي

نجد في الأشخاص ذات الذكاء التواصلي المرتفع بعض السمات التي تميزهم عن غيرهم، وتتلخص هذه السمات في التالي:

  • قدرة الشخص على حل المشكلات بسهولة.
  • تولى المهام القيادية دائمًا.
  • قوة العزيمة والإرادة والقدرة على تحمل المسؤوليات.
  • التمكن من الانفعالات والقدرة على التحكم والسيطرة على العواطف.
  • القدرة على تحديد أهداف مميزة وهادفة.
  • الظهور والتميز في الاجتماعات والمناقشات.
  • محبوب من المحيطين.
  • لديه القدرة على احتواء المحيطين وفهم مشاكلهم وحلها والتعاطف معهم.
  • استخدام الإشارات والإيماءات بشكل فعال والبعد عن العشوائية
  • الباعة اللغوية والقدرة على صياغة الخطابات الفعالة.
  • التمتع بصحة نفسية ومزاجية جيدة معظم الوقت.

طرق تنمية الذكاء التواصلي

قد يكون الذكاء التواصلي فطري وقد يمكن للشخص اكتسابهم عن طريق تعلم بعض المهارات، فهذه بعض الطرق التي يمكن للشخص استخدامها لاكتساب قدر من الذكاء التواصلي:

استخدام أسلوب حازم في التواصل.

يؤدي التواصل الحازم إلى اختصار مسافات طويلة نحو كسب الاحترام دون أن يضطر الشخص لأن يكون عدواني أو سلبياً، ويعرف الأشخاص الأذكياء تواصليًا كيفية توصيل آرائهم وأفكارهم واحتياجاتهم بسهولة وبطريقة مباشرة مع الاحتفاظ باحترام الآخرين.

 الاستجابة بدلا من الرد على الصراع

فتشيع الانفعالات العاطفية في أوقات النزاع أو الصراع، ولكن الشخص الذي يملك ذكاء تواصلي جيد يستطيع جيدًا أن يتحلى بالهدوء والصبر في مثل هذه المواقف المليئة بالشحانات، كما يستطيعون التروي والتفكير جيدًا قبل إصدار الأحكام واتخاذ القرارات، فهم يدركون جيدًا ما يؤول إليه التسرع في اتخاذ القرارت من تفاقم المشكلة، فيضعون الهدف صوب أعينهم قبل التفوه بالكلمات.

 الاستفادة من مهارات الاستماع النشط

من أهم مهارات الذكاء التواصلي الاستماع الجيد، فيستطيعون التركيز جيدًا على الكلمات الناتجة من الشخص الآخر ويفكرون بها جيدًا قبل التحدث أو الرد، ويكررون ما استطاعوا استنباطه من المتحدث لكي يتأكدوا من فهمهم لما يقال قبل الرد، كما أنهم ينتبهون إلى التفاصيل غير اللفظية للمحادثة، فجميع هذه العوامل  تمنع سوء الفهم، وتسمح للمستمع بالاستجابة بشكل صحيح وإظهار الاحترام للشخص الذي يتحدث إليه.

الحماس

دائمًا ما يضيف الأشخاص الأذكياء تواصليًا للحدث متعة وحماس فيظل المستمع متحفزاً لإكمال المناقشة ومتحمس للردود التي يصدرها الطرف الآخر، وذلك بسبب مهارات التواصل التي يمتلكها الشخص المتحدث وحسن استخدامها وتوظيفها، حيث يضع دائما الهدف صوب عينيه ويسترسل الحديث مما يجعله شيقًا ويدور في نقطة محددة مما لا يسبب سوء فهم للآخرين.

الحفاظ على موقف إيجابي

دائما ما يتمتع الأشخاص الأذكياء تواصليًا بموقف إيجابي فهم يجيدون الحفاظ على قوة موقفهم، يمتلك الأشخاص الأذكياء عاطفيًا وعيًا بمزاج من حولهم ويحافظون على سلوكهم وفقًا لذلك، فهم يعرفون ما يجب عليهم القيام به من أجل الحصول على حديث ممتع والابتعاد عن الوقوع في المشكلات.

تقبل النقد البناء

عادة ما يبدأ الأشخاص ذوي الذكاء التواصلي الأقل في اتخاذ موقف دفاعي والانفعال عند توجيه الآخرين له النقد، على عكس الأذكياء تواصليًا فهم يفكرون أولًا ما إذا كان هذا النقد بناء أن هداماً وعلى هذا الأساس يبدأن في اتخاذ موقفهم والاستفادة من النقد البناء ومحاولة إثبات عكس ذلك إذا كان النقد هداماً ولكن بتروي وذكاء.

تنمية المهارات القيادية

يمتلك الأشخاص الأذكياء تواصليًا بمهارات قيادية فائقة، فيصبحون دائمًا مثالاً وقدوة لغيرهم بسبب ما يمتلكون من معايير كفائية عالية، فدائمًا ما يبادرون في فعل الأشياء وصنع القرارات واتخاذها وحل المشكلات أيضًا، مما يتيح لهم بمستوى أداء أعلى ويمنحهم أكثر إنتاجية في الحياة والعمل.

خاتمة بحث عن الذكاء التواصلي ومكوناته وأنواعه

وفي النهاية التواصل بين الأفراد مهم لتكوين مجتمع صحي متآلف، فيجب على الأشخاص تعلم مهارات التواصل وممارستها لاكتساب الذكاء التواصلي مما يعود بالنفع على أنفسهم وعلى علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية والمزاجية، كما يعود بالنفع أيضًا على المحيطين في شعورهم بالراحة في التعامل مع تلك الأشخاص ذات الذكاء التواصلي فهم يفهمونهم جيدًا ويستطيع ن مساعدتهم في الحصول على مساحة آمنة ومناقشات ومحادثات هادفة.

بحث عن الذكاء التواصلي pdf وdoc

يمكن تحميله من المرفقات

 

وفي ختام مقالنا عن بحث عن الذكاء التواصلي ومكوناته وأنواعه بالمراجع، يكون قد تضمن المقال بحث شامل المقدمة والخاتمة والعديد من العناصر التي تتحدث عن مكونات الذكاء التواصلي وخصائصه وفوائده وغير ذلك.

 

 

يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇

https://t.me/school_ksa

Attachments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock