الكتب و المراجع و البحوث

بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

مقدمة بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

تعتبر السنة النبوية بأنها الطريق الصحيح الذي يساعد المسلم في حياته، كما أن المسلم لا يستطيع السّير في حياته دون أنْ يتعلّمَها، فهي تعمل على ترتيب أولويات المسلم وتهدئة نفسه، كما تحتوي على كافة الأحكام والأمور التي أمر بها الله وفسرّها في كتابه الكريم وأوضحها في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث تعتبر الأساس الذي يضيء الوجود، وهي الطريق المستقيم للحياة العملية والعلمية، كما تتمثل هذه السنة في كل ما ورد على لسان الحبيب المصطفى- عليه الصلاة والسلام-.

بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها
بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

إنّ السنة النبوية تضم جميع الأحداث التي مر بها النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الصحابة -رضوان الله عليهم-، حيث تُعدّ بأنها أداة تعليمية للمسلم، حيث وضّحَت جميع الأمور الحياتية للمسلمين، وبينت أدق التفاصيل في حياة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، كما بينت كافة الأحكام الشرعية وتفسيرها الدقيق مع الـدلة الشرعية، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم عن الأحاديث التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)

مفهوم السنة النبوية

تُعرف السنة النبوية في اللغة بأنها الطريقة والسّيرة، فقد كانت تطلق في العصور الأولى على طريقة الخلفاء الراشدين، وطريقة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد قال الله -تعالى-: (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا أمّا تعريف السنة في الاصطلاح فهي تحمل عدة معاني وذلك بحسب الهدف الذي يقصد من استخدامها، وهي على النحو الآتي:

  • السّنة عند الأصوليين:  وهي توضح كل ما صدر عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ويَصلُح أن يكون دليلًا شرعيًا سواء كان قول أو فعل أو تقرير.
  • السّنة عند المحدثين: وهي كل ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة أو بعدها،  سواء كان قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة.
  • السّنة عند الفقهاء: وهي تتمثل بالنافلة، ويقصد بها القُرُبات التي داوم عليها رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، كما استعملها الفقهاء في باب الطلاق حيث قالوا طلاق السّنة، كما ورد أنّ السّنة عند الفقهاء هي الأحكام الخمسة وتتمثل في الفرض والسنة والحرام والمكروه والمباح.

 

حجيّة السنّة النبوية

تُعرف السنة النبوية بأنها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، بحيث لا يكتمل دين الله -تعالى- إلاّ بالأخذ بالكتاب والسنة معًا، حيث أنّ السنة تقوم ببيان مجمل القرآن الكريم، فهي تُخصّص عامّه وتُقيّيد مُطلَقَه، كما أن حُجّيَّة السّنة النبوية ثابتة بالكتاب وبإجماع الصحابة الكرام والمعقول، وفي ما يلي سيتم بيان أدله إثبات حُجيّة السنة النبوية الشريفة:

  • أدلة السنة النبوية من القرآن: حيث وردت العديد من الآيات التي تحث على طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ووجوب الإيمان به والبعد عما نهى عنه والتحذير من مخالفته، فقد قال -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
  • أدله السنة النبوية بإجماع الصحابة: فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه حثّ الصحابة الكرام على التمسّك بالسنة مع القرآن حيث قال -عليه الصلاة والسّلام-: (تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسَّكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه)، حيث يوضح هذا الحديث بأن من تمسك بالسنة لن يَضِلُّ فقد ثبتت حجية السنة بإجماع الصحابة، فقد كان يرجعون اليها لمعرفه الأحكام الشرعية.
  • أدلة السنة النبوية من المعقول: فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه) حيث يقصد بقوله أن الله اعطاه مع القرآن شيئًا مماثلًا له وهي السنة النبوية وهذا دليل من المعقول.

 

منزلة السّنة النّبوية

تعتبر السنة النبويّة بأنها ترتبط بالقرآن الكريم فكلاهما مكملان لبعضهما، حيث جاءت لتؤكد ما جاء في القرآن الكريم، كما أن لها أهمية عظيمة في الدين الإسلامي، وفيما يلي سيتم بيان منزلة وأهمية السنة النبوية وهي تتمثل على النحو الآتي:

  • المرجع الثاني في الشريعة الإسلامية: حيث تعد المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، فهي تتمثل ببيان جميع مناحي الحياة سواء كانت النواحي العملية أو التربوية أو الغيبيّة.
  • وجود علاقة تكاملية بين القرآن والسنة النبوية: حيث أنّ السنة هي بيان للفظ القران ونُظُمِه وبيان مجمله أو  أعمّه أو مُطلقِه، فكلاهما وحي من الله فقد قال -تعالى-: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ) وممَّا يدُل على اتّباع السُنّة والوحيّ قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً* وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً).
  • التطبيق العملي لنصوص القرآن الكريم: بحيث لا يمكن تطبيق كل ما ورد في القرآن الكريم إلا من خلال فهمه وإدراكه كما تم بيانه في السنة، حيث ورد كيفية تطبيق النصوص عمليًا في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • استقلالية السنة النبوية بالتّشريع: حيث أنّ السّنة تشرّع أحكام زائدة على التي وردت في القرآن، كما أنها توح الأحكام غير الواردة فيه، فقد جاءت السنة لتوضح بعض من الأحكام التي لم يبين حكمها القرآن، وبيان كل ما يصعب فهمه من القرآن الكريم.

تدوين السنة النبوية

تكفّل الله بحفظ القُرآن والسُنة، لِقوله -سبحانه-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فقد نَهَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تدوين الصحابة لكلامه وأفعاله وذلك خشية اختلاطها بالقرآن الكريم، إلا قلة من أصحاب رسول الله فقد سمح للبعض منهم بتدوينها لما عُرِفَ عنهم بدقة الحفظ وسعة العلم، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (لا تَكْتبوا عنِّي شيئًا سِوَى القُرآنِ، من كتبَ عنِّي شيئًا سِوى القُرآنِ فليَمحُهُ)، سيتم بيان كيفية تدوين السنة:

  • تدوين السنة في القرن الثالث الهجري: حيث برز العديد من العلماء الذين أسهموا في تدوين السنة ومن ضمنهم الإمام البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، حيث كان الجمع عندهم على أسس رئيسية فيتم التثبت منها ودقتها وضبطها، وسمي هذا القرن بالعصر الذهبي لما تم فيه من تدوين الحديث والاهتمام بعلم الرجال والعلل وفقه الحديث.
  • تدوين السنة في خلافة عمر بن عبد العزيز: حيث كان الخليفة عمر بن عبد العزيز مهتم بشكل كبير في تدوين السنة النبوية، حيث بعث إلى ابن شهاب الزهري ليقوم المحدثين بتدوين السنة خوفًا من ضياعها وتحريفها، فقد كان أول من كتب السنة هو أبو الزّبير محمد بن مسلم بن تدرس، والدرامي، وأسد بن فرات، وأيوب السختياني، والحميدي.
  • اهتمام الخلفاء الراشدين بتدوين السنة: فقد قام الصحابة بحفظ السنة وتدوينها بشكل صحيح وبدّقة عالية من خلال كتابة الأحاديث النبوية وإرسالها إلى البعض الآخر منهم، كما أبدو اهتمام واسع في تدوينها، فقد ركزوا على فقد جعلوا كتابة الحديث من شروط الاعتراف بعلم الصحابي، بالإضافة إلى كتابة الأحاديث بصحة وتخصيص صحيفة لكل صحابي.

أنواع السنة النبوية

تُعتبر السنّة النبويّة بأنها تقسم إلى ثلاثة أقسام وهي تتمثل على النحو الآتي:

السنة القولية

تعتبر السنة القولية بأنها أقوال النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي قالها في أوقات وأماكن مختلفة لأغراض معينة، حيث تعد من مصادر التشريع التي يجب العمل بها إذا كان القصد منها بيان الأحكام الشرعية، أمّا حجية السنة القولية فهي أقوى من حجية السنة الفعلية والتقريري، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأمثلة على السنة القولية: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)

السنة الفعلية

وهي يقصد بها أفعال الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي أراد منها بيان الأحكام الشرعية وتبليغها عن الله -سبحانه وتعالى- كأداء شعائر الحج، إضافة إلى أن ليس كل أفعال رسول الله يجب الالتزام به حيث أنها تختلف حسب وصفها وهي كالآتي:

  • أفعال تصدر عن النبي بمقتضى طبيعته البشرية كالطعام والشراب والنوم، حيث لا يُقصد بها التشريع لأن مصدرها إنسانيته وليست رسالته.
  • أفعال النبي بمقتضى خبراته وتجاربه والشؤون الدنيوية كتنظيم الجيوش وإدارته المعارك فهذه ليست من التشريع.
  • أفعال النبي -عليه الصلاة والسلام- الخاصة به كزواجه وصيامه بدون إفطار حيث لا يجوز لأحد أن يقتدي فيها بالنبي لأنها أفعال خاصة به.

السنة التقريرية

وهي كل ما صدر عن الصحابة من أقوال وأفعال عَلِم بها رسول الله، بحيث سكت عنها ولم ينكرها ووافقها، فمن الأمثلة عليها عندما أكل الصحابة أمام النبي الضب سَكَتَ ولم يُنكِر عليهم ذلك، إضافة إلى إقراره -عليه الصلاة والسلام- للصحابي عمر بن العاص الذي صلّى بالقوم في غزوة ذات السلاسل بعد أن تطهّر من الجنابة بالتيمم بسبب عذر وهو شدة البرد.

 

خاتمة بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها

يُعتبر بحث عن السنة النبوية تعريفها ومنزلتها وحجيتها بأنه أحد البحوث الدينية المهمة التي تتحدث عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد تناولنا وإيّاكم باقة مُتكاملة من الحديث حول مفهوم السنة النبوية، حيث تُعدّ السّنة النّبوية بأنها كل ما صَدَرَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول وفعل، كما تُعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد كتاب الله -عزّ وجل- وقد أوضحنا في البحث حجية السنة النبوية، وانتقلنا في الحديث حول أهمية السنة النبوية ووظيفتها، وأيضًا تم عرض أنواع السّنّة النّبويّة وكيفية تدوينها.

 

يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock