بحث عن الصدقة في رمضان
بحث عن الصدقة في رمضان
إن الصدقة من الأعمال التي تعود على المسلم بفوائد وثمرات عديدة، كما أن لها فوائد كثيرة للمجتمع، فهي من الثمرات الدنيوية، وأيضًا يجدها المسلم في الآخرة، وبالتالي، تعتبر الصدقة من أهم الأعمال التي يجب على الصائم تأديتها طوال شهر رمضان
مقدمة بحث عن الصدقة في رمضان
حيث إن رمضان هو الشهر الذي يتنافس فيه المسلمون على فعل الخيرات، بالإضافة إلى حرصهم على التزود بالطاعات، وهو الشهر الذي فيه تكثُر الأجور، وترتفع درجات الصائمين عند الله، وكذلك، فإن الصدقة تعد من العبادات الضرورية خلال هذه الأيام، والتي يجب على المسلم الحصول على نصيبه منها، فهي طوال رمضان تكون أفضل من أي وقت مضى.
بحث عن الصدقة في رمضان
إن الصدقة من أفضل الأعمال وأشرفها، حيث شجع الله على تأديتها في كتابه الكريم، إذ قال سبحانه وتعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} كما قال تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} ولما تتضمنه الصدقة من أجر عظيم، فقد شجع عليها أيضًا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذلك في أحاديث عديدة من السنة الشريفة، إذ أوضح أن الصدقة لا تؤدي إلى نقص المال قط، بل تساعد على زيادته وبركته، وفي حال كانت الصدقة في شهر رمضان، فتكون حينها أفضل من أي يوم آخر، ومن المعروف أن الأعمال الصالحة فرمضان تتميز فيه عن غيره من الشهور، لذلك يتحدث جميع أهل الدين ويحثون الناس على الإكثار من إخراج الصدقات في شهر رمضان المبارك.
أبواب الصدقة الواجبة في رمضان
إن الصدقة تكون واجبة في شهر رمضان، وتُسمى حينها (الزكاة)، ولكن للزكاة شروطاً خاصة بها، إلى جانب مجموعة من المصارف التي حددتها الشريعة الإسلامية، مثلما جاء في قوله عز وجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، لقد أوضح الفقهاء أن صدقة الفطر من الصدقات الواجب إخراجها في شهر رمضان، لما تم روايته عن ابن عباس أنه قال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ)، وبالتالي، ينبغي ألا يتم تأخيرها، وفي حال تمكن المسلم من إخراجها قبل وقت من نهاية الشهر كان ذلك أفضل له، والجدير بالذكر أن زكاة الفطر واجبة على جميع المسلمين، بالأخص مالكي النصاب.
أبواب الصدقة المستحبة في رمضان
في رمضان تكون أعمال الخير كثيرة، وهناك بعض الأشخاص يمكن أن يشاركوا في تحضير موائد لإفطار الصائمين الذين ليس لديهم مأوى، إضافةً إلى المساعدة في توزيع الإفطار بالمواصلات والطرق العامة، وكذلك التصدق بالأشياء التي من الممكن استعمالها، مثل: الألعاب القديمة، الملابس، صناديق الطعام، بناء المساجد، وضع مصادر للمياه، والجدير بالإشارة أنه من أفضل مصارف الصدقات، التكفل بطفل يتيم والإنفاق عليه.
فضل الصدقة في رمضان
عندما يتم إخراج الصدقة في شهر رمضان، فإنه يكون لها فضل عظيم على المسلم، والذي يظل مستمرًا حتى الآخرة، وهو من الأبواب التي تساعد على دخول الجنة، وفيما يلي نذكر فضل الصدقة في رمضان:
- طريقة للتقرب إلى الله تعالى: لقد شرع عز وجل لعباده التقرب إليه بالصدقات، بالأخص ما يفضلونه من الأموال، حيث قال الله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
- مضاعفة ثواب المسلم: شجع الإسلام على صدقة التطوع التي تتم من باب التطوع في شهر رمضان، وقد أوضح ما تتضمن عليه من ثواب عظيم عنده تعالى، إذ قال الله سبحانه وتعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، حيث إن ثواب الصدقة في رمضان وأجرها يكون مضاعفاً عن غيره من الشهور.
- تزكية الأموال والأنفس: يعود أثر الصدقة على النفس الإنسانية من حيث تهذيبها على الجود والعطاء، بجانب تطهير الإنسان من معاصيه وذنوبه.
- التخلص من شهوة المال: يعتبر حب المال من الشهوات المتأصلة في نفس الكثير من الناس، والتي يستطيع المسلم التخلص منها عن طريق إخراج الصدقات، فإن الإنسان في حال سيطرت عليه تلك الشهوة، قد يفعل ما يصح أو ما لا يصح لكي يحصل على المال، وفي ذلك قال سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، إذ توضح الآية الكريمة للمسلم، بألا يترك حبه للمال والدنيا أن يمنعه عن إخراج الصدقات.
الحكمة من تفضيل الصدقة في رمضان
إن الحكمة من تفضيل الصدقة في رمضان أنها تشير إلى الإحسان على الفقراء وإعانتهم، علاوةً على إشارتها بصلاح حال المسلم، بالإضافة إلى قربه إلى الله، حيث إن الصدقة تؤدي إلى عتق المتصدق من النار، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ”
أحاديث عن الصدقة في رمضان
في الآتي يتم ذكر مجموعة من الأحاديث التي قالها نبي الله عليه الصلاة والسلام عن الصدقة:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى أو فِطْرٍ إلى المُصلَّى فصلَّى ثمَّ انصرَف فقام فوعَظ النَّاسَ وأمَرهم بالصَّدقةِ قال: (أيُّها النَّاسُ تصدَّقوا) ثمَّ انصرَف فمرَّ على النِّساءِ فقال: (يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ فإنِّي أراكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ) فقُلْنَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وتكفُرْنَ العشيرَ ما رأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ) فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: (أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ) قُلْنَ: بلى قال: ( فذاك نُقصانُ عقلِها أوَليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ)؟ قُلْنَ: بلى قال (فذاك نُقصانُ دِينِها) ثمَّ انصرَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا صار إلى منزلِه جاءتْ زينبُ امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ تستأذِنُ عليه فقيل: يا رسولَ اللهِ هذه زينبُ تستأذِنُ عليك فقال: (أيُّ الزَّيانبِ)؟ قيل: امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: (نَعم ائذَنوا لها) فأذِن لها فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّك أمَرْتَنا اليومَ بالصَّدقةِ وكان عندي حُلِيٌّ فأرَدْتُ أنْ أتصدَّقَ فزعَم ابنُ مسعودٍ أنَّه وولَدَه أحقُّ مَن تصدَّقْتُ به عليهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صدَق زوجُك وولَدُك أحقُّ مَن تصدَّقْتِ به عليهم )”
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ”
خاتمة بحث عن الصدقة في رمضان
مما تم إثباته في الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه كان أكرم الناس، إلى جانب كونه أجود مَن يكون في شهر رمضان، فدل ذلك على فضل التصدق في رمضان بالأخص، ومن أعظم الصدقات أن يتوجه المسلم إلى إخراج زكاة المال المفروضة عليه في هذا الشهر، وهي من الواجبات التي ينبغي على المسلمين المبادرة والسعي إليها، وأيضًا عدم تأخيرها عن وقتها المحدد، ومن ذلك ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه القدسي أن الله قال: “يقولُ اللَّهَ تبارك وتعالى: ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أفضل من أداء ما افترضتُ عليْهِ، وما يزالُ يتقرَّبُ عبدي إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يبطشُ بِها ولئن سألني لأعطينَّهُ ولئنِ دعاني لأجيبنه ولئن استعاذَني لأعيذنَّهُ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن نفسِ المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأَكرَهُ مساءتَهُ”
بحث عن الصدقة في رمضان DOC بالمرفقات
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد التعرف على مقدمة بحث عن الصدقة في رمضان، كما ذكرنا بحث عن الصدقة في رمضان، وأبواب الصدقة الواجبة في رمضان، بالإضافة إلى أبواب الصدقة المستحبة في رمضان، وفضل الصدقة في رمضان، وكذلك أوضحنا الحكمة من تفضيل الصدقة في رمضان، أحاديث عن الصدقة في رمضان، وخاتمة بحث عن الصدقة في رمضان.