إليكم بحث عن المذكرات الادبية وقواعد كتابتها، تُعد المذكرات أحد أنواع الكتابة التاريخية والتي يصف فيها الكاتب الأحداث التي مر بها ويفسرها، وفي المذكرات يتم التركيز على الأحداث التي شهدها الكاتب والتي كان له فيها دورًا، وبالتالي تتوسط المذكرات التاريخ في موضوعية سرده والسيرة الذاتية في ذاتية كتابتها.
ويكمن الغرض من كتابة المذكرات بشكل عام في إحداث نوعًا من التواصل السريع مع قطاع كبير ومُحدد من الجمهور، وتتعدد أنواع المذكرات ما بين المذكرات القانونية، المذكرات الشخصية، المذكرات التاريخية، المذكرات الأدبية والتي سنشرح قواعد كتابتها من خلال سطور هذا المقال
بحث عن المذكرات الادبية
يمكن تعريف المذكرات الأدبية بأنها أحد فنون الأدب والتي يسرد فيها الكاتب الأحداث سردًا شيقًا للقارئ.
- فهي نمط أدبي معروف يرصد من خلاله الكاتب أحداث ومواقف مر بها وعايشها، فيسردها بطريقة أدبية.
- ومن خلال المذكرات الأدبية يكشف الكاتب عن الأحداث التي حدثت في بعض مراحل حياته وما هي مشاعره وآراءه وانطباعه عنها وعن الأشخاص الذين كانوا محاور أساسية في تلك الأحداث.
- ولا يمكن اعتبار أن المذكرات الأدبية بها قدرًا من الخصوصية بنسبة كبيرة، وذلك لأن كاتبها يعرض محتواها على هيئة مسلسل أو فيلم أو بطرق أخرى.
- وفي المذكرات الأدبية يعتمد الكاتب على سرد الأحداث تاريخيًا طبقًا للزمن الذي حدثت فيه بترتيب وقوعها.
- وهناك من كاتبي المذكرات الأدبية من يسرد أحداث مذكراته حسب مدى تأثيرها عليه وعلى أحداث حياته الأخرى.
- ويتحدد ذكر التفاصيل الصغيرة في المذكرات الأدبية حسب وقت تسجيل تلك الأحداث، حيث يسرد الكاتب تلك التفاصيل إذا سجل الأحداث بعد مرور فترة قصيرة من وقوعها، بينما لن يتمكن من سرد التفاصيل إذا مر وقت طويل على تسجيل تلك الأحداث.
- ولعل أهم ما يُحدث المتعة لكاتب المذكرات الأدبية هو قيامه بتسجيلها بعد مرور فترة طويلة من وقوع الأحداث؛ حيث يعمل على استرجاع أهم أحداث حياته على الرغم من عدم مقدرته على تذكر أبسط وأصغر التفاصيل.
- وهناك العديد من الفوائد التي تعود على كاتب المذكرات الأدبية أهمها سرد أحداث ماضية من حياة الناس، وتوثيق الأحداث التي يمكنه الرجوع إليها إذا احتاج إلى تذكرها، وسرد معلومات وحقائق يعلمها الكاتب فقط، وتقديم تفسيرات لحوادث وقعت في إحدى مراحل عمر الكاتب وأثرت في شخصيته، عندما يقرأ الناس المذكرات الأدبية فهم يغيرون من بعض قناعاتهم عن الكاتب، وإذا تحدث الكاتب في مذكراته عن أشخاص لا يزالوا على قيد الحياة فمن الممكن أن تؤدي مذكراته إلى إثارة الأقاويل والخصومات.
- ويسجل الكاتب مذكراته اليومية لتكون متنفسًا له يعبر من خلاله عن آراءه ومشاعره بصدق وحرية، وفي الأحداث التي يسجلها تظهر مراحل حياته، ومن خلال تلك المذكرات أيضًا يسجل الأحداث التي تقع يوميًا ومنها الأخبار والحوادث.
- كما يحرص البعض على قراءة المذكرات الأدبية للاستفادة من خبرة الكاتب والأحداث التي وقعت في حياته.
ما هي عناصر المذكرات الأدبية
هناك بعض العناصر التي يجب أن تتوفر عند كتابة المذكرات الأدبية والتي تتمثل فيما يلي:
الشخصيات
- وهم الأشخاص الذين دارت حولهم أحداث المذكرات.
- ويمكن أن يكون محور المذكرات هو كاتبها نفسه، أو أي شخص أثر بأي شكل في أحداث تلك المذكرات.
- ويشير الكاتب إلى تلك الشخصيات بضمير المتكلم إذا كانت الأحداث تدور حوله، أو بضمير الغائب إذا كانت تدور حول أشخاص آخرين.
- ويمكن أن يذكر الكاتب شخصيات ثانوية مثل أفراد أسرته أو أصدقاءه أو أقاربه أو ما شابه.
- ولشخصيات المذكرات الأدبية أهمية كبيرة لدى القارئ الذي يرغب في التعرف عليهم جميعًا والأثر الذي تركوه في الأحداث.
الأحداث
- وهي الوقائع والمواقف التي حدثت للشخصيات في المذكرات وغيرت في مجراها.
- ويسجل الكاتب الأحداث اليومية التي مر بها كما حدثت، فلا يختصر فيها ولا يضيف إليها.
- وفي تلك المذكرات يسجل الكاتب الأحداث وأسبابها والنتائج التي ترتبت عليها، فضلًا عن قيامه بوصف المكان والزمان اللذان شهدا وقوع تلك الأحداث.
الوصف
- حيث يصف الكاتب شكل الشخصيات المذكورة في مذكرته وبعض المعلومات عنهم.
الحقائق
- فمن خلال المذكرات الأدبية يذكر الكاتب الحقائق التي كتب مذكرته من أجلها والتي أثرت عليه بشكل شخصي وغيرت من مجرى حياته.
- ويمكن أن تكون تلك الحقائق عبارة عن معلومات شخصية خاصة بالكاتب والظروف التي عايشها، ويمكن أن تكون عبارة عن معلومات تاريخية تدور حول الظروف والأحداث التي وقعت في المجتمع الذي يعيش فيه الكاتب.
قواعد كتابة المذكرات الأدبية
عندما يبدأ الكاتب في كتابة المذكرة الأدبية فهناك عدة قواعد يجب مراعاتها والتي تتمثل فيما يلي:
- تحديد الفترة الزمنية التي وقعت خلالها أحداث المذكرات.
- تسجيل تفاصيل كافة الأحداث التي وقعت في تلك الفترة واستبعاد غير المؤثر منها.
- على الكاتب أن يهتم بترتيب أهم الأحداث وفقًا للزمن والعاطفة والتأثير.
- عند سرد الأحداث التي وقعت في الفترة المذكورة؛ يسجل الكاتب العواطف والمشاعر التي اجتاحته عندما كان في تلك الأحداث، كما يذكر الانفعالات التي شعر بها خلالها.
- يجب على الكاتب عند كتابة المذكرات الأدبية أن يتوخى الصدق ولا يسجل إلا الحقائق.
- كما يجب عليه أن يتحرى الموضوعية، وأن يتجنب الخيال أو العواطف الزائدة.
- على الكاتب الابتعاد عن الغرور والتفاخر والمبالغة في سرد ووصف الأحداث.
- يبتعد الكاتب عن ذكر الشخصيات غير المحورية أو التي لم تؤثر في الأحداث تأثيرًا هامًا.
- في بداية سرد الكاتب للأحداث عليه أن يسجل أكثر النقاط أهمية، وأن تكون الأحداث متتابعة بشكل منطقي.
- على كاتب المذكرات الأدبية الابتعاد عن استخدام أسلوب التقرير، ويستبدله بأسلوب التصوير، وذلك حتى لا يعطي إيحاء للقارئ بأنه يقرأ أخبار يومية.
- إذا اعتمد الكاتب في كتابة مذكراته على الكتابة الأدبية فيجب أن يستخدم البلاغة اللفظية والخيال وذلك لإظهار قوتها.
خصائص المذكرات الأدبية
هناك بعض الخصائص التي تميز المذكرات الأدبية والتي يمكن إبرازها فيما يلي:
- من خلالها يتحدد مكان وتوقيت الحدث الذي سُجل فيها.
- يتم ترتيب أحداث تلك المذكرات بشكل متسلسل خاصة عند كتابة المذكرات اليومية.
- من خلال تلك المذكرات يحدد الكاتب الهدف من كتابتها، ثم يسجل هذا الهدف.
- يستخدم الكاتب فيها الألفاظ السهلة التي يفهمها القارئ، والتي من خلالها يوصل فكرته الرئيسية ويعبر عن مجرى الأحداث.
- يستخدم الكاتب فيها التشبيه والوصف والصور الخيالية.
- عند كتابة المذكرات الأدبية يُستخدم الأسلوب القصصي من حيث طريقة السرد، فدومًا ما يلجأ الكاتب لاستخدام ضمير المتكلم وضمير الغائب.
- تتمثل أهميتها في تسجيلها أصغر وأدق التفاصيل التي حدثت في حياة الكاتب.
- في تلك المذكرات يسجل الكاتب الأحداث بشكل نقدي، حيث ينتقد المواقف ليستفيد من ذلك النقد.
- أهم ما يميز المذكرات الأدبية هو اشتمالها على العاطفة التي تبرزها الحوارات التي تدور بين الشخصيات.
- يعبر من خلالها الكاتب عن رأيه الشخصي في الأحداث والمواقف التي مرت في حياته.
