الكتب و المراجع و البحوث
بحث عن حاتم الطائي مختصره
إليكم بحث عن حاتم الطائي مختصره ، على مر التاريخ ظهرت العديد من الشخصيات التي اشتهرت بصفة ما أو ساهمت في تحقيق إنجاز معين أو عملت على التأثير في البشرية بشكل أو بآخر، وهناك العديد من الشخصيات العربية الشهيرة التي عمل المهتمون بتاريخ العرب على دراستها وكشف أهم إسهاماتها وإبراز أهم جوانبها الإيجابية منها والسلبية، وحاتم الطائي واحدًا من أشهر تلك الشخصيات، ولكن من هو بالتحديد حاتم الطائي؟ وفي أي عصر ظهر؟ وما هو سبب شهرته؟ سنوضح إجابات تلك الأسئلة من خلال سطور هذا المقال
بحث عن حاتم الطائي مختصره
- حاتم الطائي هو أحد شعراء العرب الذين ظهروا في العصر الجاهلي، واسمه كاملًا حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، وكُني بـ أبا عدي وأبا سفانة.
- لم يتحدد موعد ولادة حاتم الطائي، ولكن مكان نشأته هو منطقة نجد والتي تقع في اليمن وبها كانت تسكن القبيلة التي ينتمي إليها وهي قبيلة طيء.
- والدة حاتم الطائي هي عتبة بنت عفيف بن عمرو بن امرؤ القيس بن عدي بن أخزم، وهي التي تولت رعايته وكانت من الأثرياء واشتهرت بسخائها وتلبية حاجات المحتاجين والسائلين.
- ويُقال أنه لشدة إسرافها خاف أخواتها على مالها فحجزوا عليه ومنعوها من الخروج من بيتها حتى تتخلى عن تلك الصفة.
- وبعد مرور فترة من الزمن منحوها قطيعًا من الإبل لاعتقادهم بتخليها عن إسرافها، ولكنها أعطت هذا القطيع لامرأة كانت تأتيها كل عام طلبًا للطعام.
- تزوج حاتم الطائي مرتين، وكانت زوجته الأولى تُدعى نوار، ثم تزوج مرة ثانية من إحدى ملكات الحيرة وهي ماوية عفزر والتي اختارت الطائي من بين ثلاثة شعراء تقدموا إليها معه وهما النبيتي والتابغة الذبياني.
- فعندما تقدم الثلاثة لطلب الزواج منها طلبت من كل شاعر منهم تنظيم أبيات شعرية تصف أفعاله ومكانته بين الناس، وأنها سوف تختار منهم الأكرم والأفضل شعرًا.
- وقام كل شاعر بذبح عجلًا سمينًا، وتنكرت ماوية لاختبارهم فظهرت لهم كخادمة وطلبت منهم الطعام، فأعطاها الطائي أفضل ما في ذبيحته عكس الشاعرين الآخرين اللذان أعطاها أسوأ ما في الذبيحة، فقررت الزواج من الطائي بعد وفاة زوجته الأولى.
- ولكن لم يستمر زواج الطائي من ماوية كثيرًا نظرًا لشكواها من إسرافه في أمواله وتقصيره في حق أولاده، وعلى الرغم من محاولاتها العديدة لإثناءه عن هذا السلوك؛ إلا أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل.
- وبالفعل اتخذت ماوية قرار الانفصال عن حاتم الطائي بعدما حصلت على وعد من مالك ابن عم حاتم بالزواج منها بعد طلاقها، والاهتمام بأولادها ورعايتهم.
- أما عن أولاد الطائي فهم ثلاثة وهم عدي وعبد الله وسفانة، واختلفت الأقاويل حول أم أولاده، فهناك من يقول أن زوجته الأولى هي أم أولاده الثلاثة، وهناك من يقول أنه أنجب ابنه عدي من زوجته ماوية.
صفات حاتم الطائي
- كان حاتم الطائي من أكثر شخصيات عصره احترامًا وتقديرًا بين الناس نظرًا لأخلاقه العالية وصفاته الحميدة.
- فكان الطائي يساعد الفقراء والمحتاجين ويطلق سراح الأسرى وينصر الضعفاء ويصدق في أقواله وأفعاله ويمد يد العون لكل من يسأله فكان لا يرد أحد أبدًا.
- وبخلاف ذلك فقد عُرف عن الطائي الدفاع المستميت عن أهله وأعراضهم ومراعاته حرمة جيرانه والحفاظ على عهوده، بالإضافة إلى شجاعته في ميادين الهروب فكان لا يخشى الموت ويبرع في قتال أعداءه، فلا يخرج من المعركة إلا منتصرًا.
- وجميع تلك الصفات جعلته يكتسب السمعة الطيبة بين الناس، وجعلت الجميع يشهدون له بالسيرة الحسنة.
- فضلًا عن دعوته الدائمة للتحلي بمكارم الأخلاق والتي اتصف بها مثل الشهامة والمروءة وتقديم يد العون لكل محتاج، وهذا ما جعل المؤرخين وكاتبي التاريخ يذكرونه دائمًا ليس بأشعاره فقط.
- ويُعد الكرم الذي ورثه الطائي عن والدته وأخواله من أشهر الصفات التي اكتسبها، فقد عُرف عنه سخاءه الشديد على الجميع القريب منهم والغريب، فكان يجود بكل ما يملك عليهم.
- وكان الطائي يذبح 10 من الإبل في كل يوم من أيام شهر رجب لعظمة هذا الشهر عند الجاهلية، فكان الناس يأتونه من كل حدب وصوت لتناول الطعام عنده.
- ومن أشهر الروايات التي وصفت كرم حاتم الطائي ما روته زوجته ماوية عن سدة سخاء زوجها والذي دفعها إلى تركه.
- وروت أنه قد جاءت سنة على الناس عانوا فيها من الجوع لأنهم لم يجدوا ما يسد رمقهم، فعجزت المرضعات عن رضاعة أولادها وأصاب الإبل الضعف والهزل، وكان الأطفال يبكون من شدة الجوع.
- وذات ليلة وبينما كان الطائي وزوجته يهمون إلى النوم سمعوا صوت استغاثة من جارة لهم تطلب من الطائي إطعام أطفالها، فطلب الأخير من الجارة أن تُحضر أطفالها، فتعجبت الزوجة من طلب زوجها لأنه لا يملك شيئًا يُطعم به أطفاله الجائعين فكيف له أن يُطعم أطفال جارته.
- إلا أن الطائي وعد زوجته بأن يُطعم أطفاله وأطفال جارته، ثم ذبح فرسه وأعدها على النار المشتعلة وأعطى لجارته ما تحتاج إليه وأطفالها من طعام وقدم الطعام لزوجته وأطفاله، ثم أطعم الناس من حوله ولم يأكل أي شيء مما ذبح.
سلبيات حاتم الطائي
- لم يذكر المؤرخون أية صفات سلبية عن حاتم الطائي، فكل ما جاء منهم عنه كان عن أخلاقه الكريمة وجمال صفاته وصدقه في القول والفعل.
شعر حاتم الطائي
- كما سبق وأن ذكرنا؛ فحاتم الطائي كان شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي، ولقد تأثر الطائي بأخلاقه الحميدة التي حاول نقلها لغيره وكانت تظهر كثيرًا في أشعاره.
- فكان الطائي يعبر بصدق في أشعاره عما يشعر به ويفكر فيه وعن المواقف والأحداث التي تجري في حياته.
- وفي أشعاره أيضًا وصف الطائي البيئة القاسية التي كان يعيش فيها والظروف الصعبة التي واجهها.
- اشتهرت أشعار الطائي باحتوائها على الكثير من الصور البلاغية والخصائص الأسلوبية، والتي استخدمها بصورة جيدة بما يخدم أشعاره ويبين مدى جمالها.
- كما تميزت أشعار الطائي بسهولة ألفاظها ووضوح معانيها وخلوها من أي تعقيد، فكان القارئ يستطيع من خلالها استنباط المعني الذي يرغب الشاعر في توصيله.
- ومن الأغراض الشعرية التي ظهرت في أشعار الطائي الفخر، حيث كان يفتخر بصفاته الحميدة مثل الكرم والعفة والشجاعة، كما كتب الطائي عدة قصائد نثر أظهر فيها حكمته البالغة.
- بالإضافة إلى أشعار أخرى في المدح والهجاء والذم.
- ومن أشهر قصائد الطائي: لست آكله وحدي، مهلًا نوار اقلي اللوم والعذلا، أماوي قد طال التجنب والهجر، وعاذلة هبت بليل تلومني، ألا أرقت عيني فبت أديرها، ألا إنني هاجني الليل الذكر
وفاة حاتم الطائي
- أما عن وفاة حاتم الطائي فقد تعددت الأقاويل عنها، فقد قال فريقًا من المؤرخون عنها أنها حدثت بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وفريقًا آخر قال أن الطائي توفي عامل 506 ميلادي، وفريق ذكر أن وفاته كانت في عام 575 ميلادي.
- ولقد تم دفن الطائي في منطقة عوارض، وهي عبارة عن منطقة جبلية مكانها في بلاد طيء.
- وكان الطائي طوال حياته مسيحيًا، لأنه وُلد وتوفي قبل دخول الإسلام.
ماذا قال الرسول عن حاتم الطائي
- وفيما يخص الأحاديث النبوية التي قيلت عن حاتم الطائي فقد جاء منها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع.
- فعن عدي بن حاتم قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك – يعني : من أجر – ؟ قال : ” إن أباك طلب شيئاً فأصابه ” رواه أحمد ( 32 / 129 ) ، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط.
- ومن الأحاديث الضعيفة: عن سهل بن سعد الساعدي أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام ، قال : هل أدرك الإسلام ؟ قال : لا ، قال : إن أباك كان يُحبُّ أن يُذكر.
- وحديث ضعيف آخر عن الطائي وهو: عن ابن عمر قال : “ذُكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” ذاك رجلٌ أراد أمراً فأدركه “.