بحث مميز عن تغير المناخ وتأثيره على البيئة
بحث مميز عن تغير المناخ وتأثيره على البيئة … يُعرف تغير المناخ بأنه التغيرات التي ظهرت على سطح الأرض نتيجة العوامل الطبيعية التي حدثت منذ حوالي 4.5 مليار سنة من انفجارات بركانية وحركة صفائح تكتونية وتغيرات في مدار كوكب الأرض وغيرها، وظهرت تلك التغيرات على المدى الطويل في أنماط الطقس ودرجات الحرارة.
- فالمناخ هو مصطلح يدل على حساب المتوسط لأنماط الطقس على المدى القصير خلال فترة زمنية طويلة، ويمكن القول أن المناخ مستقر عندما يوجد توازن بين الطاقة الصادرة والواردة عبر الغلاف الجوي، حيث يكون الإشعاع الشمسي هو مصدر الطاقة الواردة المارة عبر الغلاف الجوي، فيقوم سطح الأرض بامتصاص معظمها.
- أما الطاقة الصادرة فهي عبارة عن أشعة تحت حمراء طويلة الموجات أعاد سطح الأرض إشعاعها نحو الفضاء.
- وتقل كفاءة إشعاع سطح الأرض الطاقة إلى الفضاء بزيادة تركيز الغازات الدفينة في الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع في درجات حرارة الكوكب.
- ولا يُغفل دور الإنسان في إحداث تغير مناخي أثر بالسلب على البيئة، وذلك نتيجة قيامه بأنشطة أضرت بالبيئة مثل حرق الوقود الأحفوري مثل الغاز والنفط والفحم، وهو ما أدى إلى انبعاث الغازات الضارة وعملها كغطاء يتلف حول الأرض.
- ونتيجة للتغيرات التي كانت تحدث في مدار دوران كوكب الأرض حول الشمس، فقد كان مناخ الأرض يتغير كل 100 ألف سنة، من خلال مرحلة الفترات الجليدية، ومرحلة ما بين الجليدين والتي كانت الأرض فيها أكثر دفئًا.
- ولكن بحلول القرن التاسع عشر وما تبعه من ثورة صناعية، أصبح السبب الرئيسي لتغير المناخ هو الأنشطة البشرية، وما نتج عن تلك الأنشطة من ارتفاع سريع جدًا في درجات حرارة الأرض، والذي يُعرف باسم الاحتباس الحراري.
- وقد أصبحت مشكلة تغير المناخ هي الشغل الشاغل لغالبية دول العالم، نظرًا لتأثيرها السلبي على درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار، وتهديدها المباشر للإنتاج العالمي للغذاء، وهو ما يزيد من مخاطر وقوع الفيضانات، وتأثير ذلك بالسلب على صحة الإنسان، والأنظمة البيئية والطبيعية والتنوع الحيوي والمستوطنات البشرية ومصادر المياه.
أسباب تغير المناخ
تتنوع الأسباب التي أدت إلى تغير المناخ ما بين طبيعية وبشرية وذلك على النحو التالي:
أسباب طبيعية
مرت على الأرض قبل ظهور الإنسان فيها فترات دافئة وأخرى باردة، فقد تأثر المناخ بفعل العديد من قوى الطبيعة.
- وأبرز تلك القوى الانفجارات البركانية، شدة الشمس، تغيرات تركيزات الغازات الدفينة في الغلاف الجوي.
- ولا زالت تلك القوى الطبيعية مؤثرة في تغير المناخ حتى الآن، ولكن هذا التأثير بطيء مقارنة بتأثير القوى البشرية.
أسباب بشرية
وأبرز تلك الأسباب ما يلي:
- حرق الوقود الأحفوري: فمنذ أن بدأت الثورة الصناعية، حرق الإنسان كميات هائلة من الوقود الأحفوري، وهو ما أدى إلى زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبالتالي حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
- إزالة الغابات: حيث لجأ الإنسان إلى إزالة الأشجار في أغلبية الغابات، حتى يتسنى له القيام بالزراعة وإنشاء المباني، ونظرًا لدور الأشجار في استهلاك ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية البناء الضوئي، فإن إزالتها أدت إلى زيادة انبعاث هذا الغاز في الغلاف الجوي، كما أثرت تلك الإزالة على معدلات هطول الأمطار على مستوى العالم، نظرًا لدور الأشجار في تنظيم هذا المعدل وبالتالي منع حدوث الجفاف والفيضانات، وأدت إزالة الغابات إلى زيادة الطاقة الحرارية التي يمتصها سطح الأرض نتيجة تعرض الأرض لأشعة الشمس بمعدل أكبر.
- الزراعة: حيث نتج عن القيام بنشاط الزراعة إزالة الغابات لتحويل أراضيها إلى أراضي زراعية، بخلاف استخدام الآلات لزيادة الإنتاج الزراعي واستخدام الأسمدة الصناعية، وهو ما أدى إلى زيادة انبعاث الغازات الدفينة وحدوث الاحتباس الحراري.
- التصنيع: فالثورة الصناعية التي قام بها الإنسان نتج عنها استخدام الآلات الحديثة بدلًا من الإنسان، وبالتالي زيادة الطاقة المُستهلكة، كما ازداد استخدام الوقود بزيادة معدلات التصنيع، مما أدى إلى انبعاثات للغازات الدفيئة بشكل مباشر وغير مباشر، وأيضًا ازدادت معدلات التلوث بعد انتقال الناس إلى المناطق الحضرية من أجل العمل، بخلاف معدلات إزالة الغابات التي زادت نتيجة التوسع العمراني الهائل والذي زيادة الغازات الدفيئة المتراكمة في الغلاف الجوي وحدوث الاحتباس الحراري، وهو ما أثر بالسلب على المناخ وأدى إلى تغيره.
تأثير تغير المناخ على البيئة
وبشكل عام، يمكن توضيح تأثير تغير المناخ على البيئة من خلال النقاط التالية:
ارتفاع درجات الحرارة
فالأنشطة البشرية تؤدي إلى تغير مستمر في درجات الحرارة، وهو ما ينتج عنه حدوث الاحتباس الحراري.
- ولا يظهر الاحتباس الحراري في جميع الأماكن، وعلى المدى البعيد ستظهر نتائجه السلبية على البيئة.
- ومن الآثار السلبية الناجمة عن حدوث الاحتباس الحراري انخفاض رطوبة التربة، ومن ثم زيادة الجفاف وقلة المحاصيل الزراعية.
- وأشارت الدلائل إلى أن متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض قد ارتفع منذ أواخر القرن الـ 19 نتيجة الأنشطة التي قام بها الإنسان والتي زادت من نسبة انبعاثات الغلاف الجوي وأبرزها غاز ثاني أكسيد الكربون.
زيادة قوة الأعاصير
فقد نتج عن الاحتباس الحراري الذي شهده كوكب الأرض اشتداد قوة الأعاصير.
- وقد شهدت الأرض حدوث أعاصير مستمرة من الفئتين الثالثة والرابعة.
- وأدى اشتداد قوة الأعاصير إلى هطول الأمطار بشكل متزايد، مع ارتفاع في درجات الحرارة.
تغير معدلات هطول الأمطار
من الآثار السلبية التي نتجت عن حدوث الاحتباس الحراري في كوكب الأرض تغيير معدلات هطول الأمطار حول العالم.
- ففي بعض المناطق على الأرض، ازدادت معدلات هطول الأمطار، بينما قلت تلك المعدلات في مناطق أخرى.
طول فترة الصقيع
فالغازات المنبعثة والتي سببت حدوث الاحتباس الحراري، أدت إلى طول فترة المواسم أو الشهور الشتوية.
- ويتأثر نمو المحاصيل الزراعية بالسلب بطول فترات الصقيع على مدار العام.
ذوبان القطب الشمالي
من التوقعات التي استنتجها العلماء بعد حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ذوبان المحيط المتجمد الشمالي.
- ويتوقع العلماء أن تحدث تلك الظاهرة في الصيف قبل منتصف القرن، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
- فقد أدى الاحتباس الحراري إلى زيادة متوسط درجة حرارة مياه المحيطات.
- والجدير بالذكر أن المنطقة القطبية الجنوبية ذاب فيها حوالي 127 مليار طن من الجليد سنويًا خلال الفترة ما بين عامي 1993 إلى 2016، إلى جانب مضاعفة حجم الصفائح الجليدية الذائبة في تلك المنطقة بمقدار 3 مرات خلال العقد الماضي.
ارتفاع مستوى سطح البحر
حيث ترتفع درجات حرارة القطبين الشمالي والجنوبي، نتيجة حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
- وينتج عن هذا الارتفاع ذوبان الكتل الجليدية في القطبين، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر واتحاده مع المد والجزر والعواصف، وهو ما ينتج عنه وقوع فيضانات في عدة مناطق.
- وقد ارتفع مستوى سطح البحر خلال القرن الماضي بمقدار 20 سم، وهو مستمر في الارتفاع سنويًا بشكل طفيف.
زيادة حموضة المحيطات
نظرًا للأنشطة التي قام بها الإنسان منذ بداية الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر، فقد ازدادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
- وقد أدى ذلك إلى زيادة امتصاص المحيطات لهذا الغاز بمقدار يصل إلى 2 مليار طن سنويًا.