تعبير عن استقبال رمضان
تعبير عن استقبال رمضان … شهر رمضان هو شهر نزول القرآن وشهر البركة والحسنات، لذا يسعى فيه المسلم جاهدًا لتحسين العلاقة بينه وبين ربه في هذا الشهر المعظم التي تفتح فيه أبواب التوبة، ففي رمضان يجد المسلم فرصة قوية لتجديد إرادته وتصفية نيته والعزم على التخلص من جميع العادات السيئة التي كان يفعلها، سواء كانت هذه الأفعال لفظية أو معنوية، كان الرسول صلَّ الله عليه، وسلم مع استقبال رمضان يعد له عدة خاصة ليس كسائر الأشهر، وكذلك الصحابة والذي يدل على ذلك هو دعاء الصحابة لله -عز وجل- أن يبلغهم رمضان، حيث كانوا يستقبلونه بالتضرع إلى الله والدعاء، ويستغلونه في أداء العبادات.
موضوع تعبير عن استقبال رمضان مكتوب وقصير
بمناسبة اقتراب موعد قدوم شهر رمضان، المبارك يستعد المسلمون في جميع أرجاء الأرض لاستقبال شهر رمضان المبارك بالعديد من المشاعر والأفكار والروحانيات التي تربطهم بهذا الشهر الفضيل، والتي من بينها الاستبشار؛ حيث إن العبد المؤمن الصالح يستقبل أجل العبادات بالفرح والسرور والاستبشار بالخير لكل ما هو آت لقول الله عز وجل “وإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ، فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هـذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرون” والمتعارف عليه في شهر رمضان هو امتلاء المساجد بالمصليين في جميع الأوقات لأداء جميع الفروض، فبالتالي تزداد روح الروحانيات بداخل العباد، ويملأ قلوبهم حب الطاعة والمواظبة عليها.
لا بد لكل مسلم حمد وشكر الله، وذلك لبلوغه شهر رمضان وصيامه له، والذي فيه محو ملايين السيئات، واستبدالها بالحسنات لذا حلول هذا الشهر من أفضل النعم التي ينعم بها الله على المسلم، والذي يجب أن يحمده عليه، فقد ورد عن أبي هريرة “كان رجلانِ من بَلِيٍّ حَيٍّ من قُضاعةَ أسلَما مع النبيِّ صل اللهُ عَليهِ وسلمَ، واستُشهد أحدُهما، وأُخِّر الآخَرُ سَنَةً، قال طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: فأُريتُ الجَنَّةَ، فرأيْتُ المؤخَّرَ منهما، أُدخل قبل الشهيدِ، فتعجبتُ لذلك، فأصبحْتُ، فذكرْتُ ذلكَ لِلنَّبِيِّ صل اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أو ذكر ذلك لرسولِ الله صل اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال رسولُ اللهِ صل اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أليسَ قد صام بعده رمضانَ، وصلى ستةَ آلافِ ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السَّنَةِ”.
كما يجب على المسلم قبله تجديد نيته وعقد العزم على عدم تفويت أي فرصة في هذا الوقت المبارك، عن طريق تجنب المعاصي والتزام الطاعات، وتطهير القلوب من البغض والكره الذي يستحوذ عليها تجاه عباد الله، حتى يتسنى له تأدية واجباته دون مشقة وتعب.
كذلك يجب على كل مسلم صيام أيام من شعبان، فقد كان النبي صلى الله عليه، وسلم يصوم أكثر الأيام من شعبان استعدادًا لاستقبال رمضان، وذلك تأكيد لما جاءت به السيدة عائشة أنها قالت “ولم أره صائمًا قط، أكثر صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا”، وذلك حتى تتأدب النفس، وتتعود على فعل الطاعات في الشهر المبارك دون مشقة أو كلفة.
كما يجب حرصه على التوبة الخالصة، رغم أن أبواب التوبة مفتوحة في أي وقت وأي مكان، إلا أن التوبة واجبة عند استقبال رمضان، لأنه موسم الطاعات ومحو الذنوب، والتي هي من أهم أسباب عدم التوفيق في أداء العبادات على أكمل وجه، فقد قال شخص للحسن أنه لا يستطيع أداء قيام الليل، فقال له قيدتك خطاياك، لذا استعدادًا لرمضان يجب التوبة الصادقة لله حتى لا تقيدك ذنوبك عن فعل الطاعات به، ومن شروط التوبة العزم على عدم الرجوع إلى المعاصي والندم الشديد على فعلها سابقًا واسترداد الحقوق إلى أهلها، مع كثرة الاستغفار وطلب قبول التوبة.
لا بد لكل مسلم أن يكون حريصاً على استغلال الوقت، إذ لا بد على كل مسلم أن يستشعر قيمة الوقت، ويغتنم كل دقيقة في فعل الأعمال الصالحة، لأن أوقات رمضان لا تتكرر إلا كل عام، وذلك لقول الله تعالى (أيامًا معدوداتٍ) فهذا يشير إلى أن هذا الشهر أيامه معدودة وسريعة الذهاب والجاهل هو من يهدرها.
كما يجب الحد من تناول الطعام، فقد فُرض الصيام في رمضان للتعبد والإحساس بشعور للفقراء الجوعى، على الرغم من ذلك يلجأ بعض الأشخاص في الإفراط في تناول الطعم الذي يؤدي بهم إلى الثقل وعدم القدرة على أداء العبادات، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل تجشأ عنده “كف جشاءك عنا، فإن أطولكم جوعًا يوم القيامة أكثركم شبعًا في دار الدنيا).
كما يجب معرفة أحكام الصيام حيث يرى الكثير من أهل العلم وجوب تعلم أحكام الصيام، لأن الجهل بأحكام الصيام وحكمة مشروعيته وآدابه يؤدي إلى إنقاص الأجر، فمثلًا إذا صام شخص ولديه عذر شرعي يستوجب إفطاره فصوم الشخص عن جهل برخصة عذره فلا يكون له من ذلك الصيام إلا العطش والجوع.
خاتمة موضوع تعبير عن استقبال رمضان
شهر رمضان شهر الرحمة والغفران، شهر العتق من النيران، فيه يتقارب البعيد ويزول الجفاء، فهو من أعظم الشهور التي تمر على الإنسان، حيث يتسابقون فيه لفعل الخيرات واجتناب المحرمات، شهر العبادة والصوم وقراءة القرآن والزكاة واستجابة الدعوات، فيه ترفع الأعمال، وفيه يكون العبد أقرب إلى الله، علاوة على ليلة القدر التي تزيد من عظمته وهي ليلة خير من ألف شهر، لذا على المسلم أن يشحذ همته، ويقوم عزيمته ويقوي إرادته للفوز بكل ما يمنحه الله في هذا الشهر، ويجتهد في قراءة القرآن وقول الأذكار والإكثار من الاستغفار.
شهر رمضان شهر المحبة والطاعة لله، فرصة عظيمة وهبها الله لعباده لكي يتقربوا منه، ويلجأوا إليه ويعودوا إلى رشدهم، وينزعوا حب الدنيا من أفئدتهم، وأن يسارعوا في فعل العبادات التي تقربهم من ربهم، والتي تقرب من استجابة أدعيتهم، بالإضافة إلى غسل سيئاتهم واستبدالها بحسنات والفوز بالجنة والعتق من النار.
فضل شهر رمضان المبارك
فضل أيام شهر رمضان المباركة لا حصر كيف لا وبها ليلة واحدة تساوي عمر بأكمله، كيف ولا وبه نزل جبريل بالقرآن الكريم على قلب الصادق الأمين، فتدور أيام العام، ويأتي الشهر المنتظر كل عام بخيره وبركته ورحمته، وفضله الذي يعم الأرض بأكملها، وخير دليل على فضل هذا الشهر الفضيل قول الحق -سبحانه وتعالى- “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ “، وقول المولى جل وعلا في سورة القدر”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” وقال تعالى “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ” وإن اكتفينا بتلك الآيات المباركة من فضل رمضان لكفى، ولكن هيهات فشهر رمضان هو الفضل والعطاء فقد منّ الله -سبحانه- على المسلمين فيه بصلاة التراويح تلك الصلاة التي يتميز بها رمضان عن غيره من سائر الشهور، والتي بها تُرفع همة المسلم لاقتناص الفضل الأعظم لهذا الشهر وهو مغفرة سائر الذنوب ما تقدم منها، وما تأخر فقد قال في فيها النبي الكريم صلوات ربي، وتسلميته عليه” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم ومن ذنبه”.
من فضل رمضان أيضًا كونه شهر تحقيق الأحلام والأماني كيف لا وهو شهر الدعاء، ففي جميع أيام العام يتجلى الملك القدير إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ولكن بالليالي رمضان المباركة يتجلى في ثلاثي الليل الأخير ليغفر لمن يستغفر، ويتوب على المذنبين، ويتقبل دعاء الراجيين، فهو القائل في كتابه الشريف “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، هذا بالإضافة إلى دعوة الصائم عن إفطاره فهي دعوة لا ترد كما أخبرنا الرسول الكريم.
يتجلى فضل رمضان أيضًا في كونه شهر العتق من النار، ففيه يعتق المولى جل وعلا رقاب عباده من الموحدين من النيران، ويفتح لهم أبواب الرحمة والمغفرة، فقد جاء عن النبي، قوله “وينادي مُنادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة “، وذلك مع بداية أول ليالي رمضان، كذلك من فضلك رمضان روحانيته التي تحس المؤمن على السعي في عمل الطاعات، والتي من بينها إطعام الطعام، والصدقة امتثالًا لسنة النبي الكريم في كونه كان أجود الناس في هذه الأيام المباركة، فقد قيل عنه على لسان ابن عباس” كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ، وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ. قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ -عليْهِ السَّلامُ- أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ”، فنجد البركة والعطاء في أيام رمضان لا مثيل لها في أيام العام، فيتنافس فيه المسلمون على بذل المال والجهد في خدمة المساكين والفقراء والمحتاجين، كما تختم فضائل الشهر الكريم بمكافأة المسلمين بعيدهم وفرحته وبهجته على الكبير والصغير.
استقبال شهر رمضان المبارك
مع قرب حلول موعد شهر رمضان تزين الشوارع والمنازل بأجمل الزينة استعدادًا لقدوم هذا الشهر، حيث تجد الأطفال تقضي معظم أوقاتها في الشوارع لتعليق الزينة تعبيرًا منهم لسرورهم بحلول هذا الشهر، وأكثر ما يميز زينة رمضان هو وجود الفانوس الذي لا يخلو منه كل منزل بالإضافة إلى الأنوار الملونة التي تبعث في الروح البهجة واستعجالها لمجيء رمضان في أسرع وقت.