تعبير عن تأسيس المملكة العربية السعودية
تعبير عن تأسيس المملكة العربية السعودية..شهدت أرض المملكة العربية السعودية العديد من الإنجازات التي حققتها في سنوات بسيطة، وذلك بعد فترات كثيرة عانت فيها من كثرة الصراعات بين الأقوام التي سكنتها، فكان إنشاء المملكة نقطة تحول في تاريخ الجزيرة العربية.
فكان ولا يزال التاريخ شاهدًا على أن حضارة متقدمة نشأت على أرض طاهرة لها مكانتها الدينية لدى جميع مسلمي العالم، فعيلها وُلد خير خلق الله، ومنها انطلقت رسالته لدعوة قومه لعبادة الله وحده، تلك الدعوة التي بدأت سرًا ثم خرجت إلى النور، فأضحت تلك البقعة الطاهرة مقرًا لبيت الله الحرام، مقصد جميع المسلمين في شتى أنحاء العالم.
وقبل تأسيس المملكة العربية السعودية، مرت بعدة مراحل تاريخية، بدأت بتأسيس الدولة السعودية الأولى يوم 22 فبراير عام 1727، وذلك على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحكمها الإمام محمد بن سعود رحمه الله متسلحًا بدعوة الحق التي أطلقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تلك الدعوة التي اتخذت من القرآن الكريم والسُنة النبوية مرجعًا لها، فكان الحكم فيها وفقًا للشريعة الإسلامية.
فيمكن القول أن إنشاء الدولة السعودية الأولى كان طبقًا لروح فاضلة، استمدها مؤسسها من تعاليم الدين الإسلامي.
وبعدما انتهت الدولة السعودية الأولى عام 1818، أُسست الدولة السعودية الثانية في عام 1824، وذلك على يد الأمير تركي بن عبد الله، واختار مدينة الرياض لتكون هي العاصمة، وخلال فترة حكمه لها، نجح في استعادة عدة مناطق من التي استولى عليها العثمانيون في الدولة السعودية الأولى.
واستعان الأمير تركي بآل الرشيد حكام حائل في شن عدة حملات بشبه الجزيرة العربية، واستطاع حاكم الدولة السعودية الثانية الأمير عبد الرحمن الصمود أمام العثمانيين حتى عام 1891، ثم لجأ إلى دولة الكويت.
وعندما قامت الدولة السعودية الثالثة في عام 1902، ثأر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لوالده من حكام آل الرشيد، فقام بعمل بطولي باقتحام حاميتهم، وقد نجحت الدولة السعودية الثالثة في ضم أغلب الحجاز وتحديد الرياض لتكون عاصمة لها، وذلك بحلول عام 1925.
كلمة عن تأسيس المملكة العربية السعودية
- وبعد المراحل التي شهدتها المملكة العربية السعودية منذ نشأتها، جاءت المرحلة الأهم والأكثر تأثيرًا في تاريخ الدولة، وهي توحيد ممالك ومدن المملكة، هذا العمل البطولي الذي قام به الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية.
- فقوة شخصية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وخبرته العسكرية والسياسية، كلها عوامل ساعدتها على الوصول لهدفه الذي كان يرمي إليه، فخطى تلك الخطوة التي تُعد الأعظم في تاريخ شبه الجزيرة العربية، حيث وحد القبائل المتناحرة في حائل والحجاز والمناطق التي تجاورها.
- ثم أعلن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عن توحيد المملكة، ليصبح اسمها المملكة العربية السعودية، وذلك يوم 23 سبتمبر من عام 1932م، والذي أصبح عيدًا قوميًا لكل سعودي وسعودية نشأ على تلك البقعة الطاهرة، وأدرك قيمتها الدينية والسياسية والاقتصادية بين دول العالم.
- عند تأسيس دولة المملكة العربية السعودية، تم اعتماد القرآن الكريم ليكون دستورها، واللغة العربية لتكون لغتها الرسمية.
- ولم يكتف الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بتوحيد المملكة فحسب؛ بل عمل على وضعها في مصاف أفضل الدول وأكثرها تقدمًا، فقام ببناء البنية التحتية للبلاد، وأسس الطرق وأحدث أنظمة الاتصالات، وعمل على تحسين وتطوير مختلف مجالاتها من الزراعة والصناعة والتعليم والرعاية الصحية.
- وكان ما فعله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن من تأسيس وتطوير المملكة، هو حجر الأساس للملوك الذين توالوا على الحكم من بعده، ونقطة بداية استكملوا منها مشوار تطوير الدولة في مختلف مجالاتها.
- وقد استمد الملوك الذين حكموا المملكة العربية السعودية بعد الملك المؤسس رؤيتهم من رؤيته، فكان لكل ملك منهم بصمة في تطوير شتى قطاعات الدولة، فأصبح لكل ملك الإنجازات التي لا زالت تشهد له حتى الآن.
- فالحرص على استكمال مسيرة تطوير المملكة العربية السعودية هو أهم ما ورثه الملوك الذين تولوا الحكم من الملك المؤسس، والذي نجح في زراعة رؤيته في أبنائه، لتصبح المملكة دولة يتباهى بها أبناؤها.
كلام عن يوم التأسيس السعودي
- في كل عام ميلادي جديد، وعندما تستطع شمس يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، يشعر كل سعودي وكأنه وُلد من جديد، فهذا اليوم الذي شهد قتال الأجداد وتضحيتهم بأرواحهم من أجل الوطن ولتوحيد أبنائها على هدف واحد، ذلك اليوم الذي أُطلق عليه اليوم الوطني السعودي.
- ومنذ نشأة المملكة، يجد كل سعودي أن ليس هناك أي شيء جدير بالحب والوفاء والتضحية سوى الوطن، الذي يخافون عليه أكثر من أنفسهم.
- فلا يحتفل السعوديون بمثل هذا اليوم بذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية فحسب، وإنما يحيون أيضًا ذكرى أبناء المملكة ممن قاتلوا لأجل توحيدها، فقدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن الذي كان وسيظل شامخًا أبد الدهر.
- كما يجد السعوديون في تلك المناسبة فرصة للتعبير عن مدى ولائهم للملك الحاكم، هذا الولاء الذي استمدوه من ولاء آبائهم وأجدادهم للملوك الذين تولوا على حكم المملكة، وعلى رأسهم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، والذي لم يألوا بأي جهد في سبيل توحيد مناطق ومدن المملكة، تحت راية واحدة تستند في حكمها إلى الشريعة الإسلامية.
- وتتجلى مظاهر احتفالات السعوديين بهذا اليوم الفارق في تاريخ دولتهم، بأعلام الدولة التي تكسو الشوارع، فنجد كل سعودي وسعودية يخرجون إلى الشوارع للاحتفال بذكرى تأسيس دولتهم، في يوم هو الأعظم في تاريخها.
- كما تشارك الدولة مواطنيها في الاحتفال بهذا اليوم العظيم، بمنحها إجازة رسمية لكل العاملين، حتى يتسنى لكل فرد منهم الاشتراك في تلك الاحتفالية التي تُعد هي الأهم والأعظم في تاريخ الدولة.
- وإلى جانب تلك المظاهر الاحتفالية، تقوم العديد من القنوات الإعلامية بسرد تاريخ المملكة، هذا التاريخ الذي يُحفر في نفوس النشء، ليتعلم كل طفل كم التضحيات التي قدمها أجداده، والفترات الصعبة التي مرت بها والتي صنعت منها دولة يُفتخر بها، حتى وصلت المملكة إلى ما هي عليه الآن.
خاتمة موضوع تعبير عن تأسيس المملكة العربية السعودية
يتشرف كل سعودي وسعودية نشأ على أرض المملكة الطاهرة، بأن تاريخ دولته حافلًا بالأحداث والتضحيات التي لم يبخل بها أجداده، والتي كان نتاجها هي نشأة دولة عظيمة استطاعت أن تحجز مكانًا هامًا بين الدول المتقدمة.
فالكلمات مهما كثرت، والعبارات مهما زادت بلاغتها؛ فلن تكون كافية لشعور الفخر الذي ينتاب كل من ينتمي إلى تلك الدولة العظيمة، التي ضرب أبناءها مثلًا في التضحيات، والتي ضربت هي مثلًا في الانتقال من مراحل الصراعات والتناحر بين قبائلها، إلى مرحلة شهدت توحيد كافة القبائل التي تعيش على أراضيها، لتصبح المملكة العربية السعودية بالصورة التي تظهر بها أمام العالم، والتي تجعل كل من ينتمي إليها يشعر بفخر لا مثيل له، فيحسد نفسه على كونه سعودياً نشأ على أرض المملكة العربية السعودية، وعاش من خيرها، فيكون على أتم الاستعداد للتضحية بروحه من أجلها ولرفعتها وتطورها وتقدمها.