تعرف على أفضل التقنيات لتسريع عملية التعلّم
تعرف على أفضل التقنيات لتسريع عملية التعلّم
ننظر جميعُنا للأذكياء نظرة انبهار وإعجاب، لأنهم يُمكنهم تعلم أي مفهوم جديد أسرع من الآخرين. ولكن ما الذي يجعل الأذكياء مُميزين؟ هل هو مجرد العقل الذي يملكونه؟ لا، إنها تقنيات فعالة لتسريع عملية التعلّم لا أكثر. إن تعلم كيفية إنجاز الأشياء بالطريقة الصحيحة وإتقانها هو ما يساهم بشكل كبير في تمكُنك من البقاء في المنافسة في المجالات التي تهتم بالتميز فيها.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر باستيعاب المعلومات -سواء كانت تقنية جديدة أو لغة أجنبية أو مهارة متقدمة- فإننا غالبًا ما نواجه مشكلة في متابعة ما نحاول تعلمه، بالإضافة إلى تشتت الانتباه، وحتى نواجه صعوبة في الانتقال بين الموضوعات المختلفة. في هذه الحالة، هناك عدد من تقنيات التعلم التي يُمكننا العمل عليها في حياتنا لتسريع عملية التعلم، ما يجعلنا مُتعلمين أفضل.
فيما يلي أهم 7 مهارات معرفية فعالة لتسريع عملية التعلم والتي نشجعك على التفكير فيها للحصول على تجربة تعليمية أفضل وأكثر إنجازًا في الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة.
1. الانتباه الانتقائي
اختيار الانتباه الانتقائي ليكون أول مهارة يجب عليك تطويره ليس أمرًا عشوائيًا، فنحن اليوم نعيش في بيئات صاخبة، ويمكن لأشياء كثيرة أن تلفت انتباهنا. لذلك يعد الانتباه الانتقائي مهارة معرفية تسمح لك بتوجيه انتباهك إلى مهمة معينة في وقت معين وتجنب المشتتات الأخرى التي قد تغريك الانخراط فيها. ولكن كيف تتم عملية الانتباه الانتقائي؟
دعني أوضح لك الأمر بمثال، بافتراض أنك كنت مع صديقك في مطعم يقع في وسط المدينة حيث تحيط بك أصوات السيارات، والأشخاص من حولك، والمارة بالشارع، والآخرين في المتاجر المجاورة للمطعم، وأكثر من ذلك. لا بد أنك الآن تسمع معظم تلك الأصوات. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي لوجودك في هذا المكان هو إجراء محادثة مع صديقك أثناء تناول الطعام. لذا يساعدك الانتباه الانتقائي على التركيز على هذه المهمة والحفاظ على انتباهك حتى تنتهي.
ولتحسين انتباهك الانتقائي، سيكون من الجيد إذا بذلت بعض الجهد للقيام بتأمل تركيز الانتباه (Focused attention meditation)، والذهاب إلى أماكن صاخبة إلى حد ما، ومحاولة التركيز على بعض الأشياء أو الأصوات المختارة لفترة طويلة. قم بتكرار الأمر وحاول أن تجعله أكثر صعوبة في كل مرة. مع الوقت ستجد نفسك قد اعتادت الانتباه الانتقائي، وهو ما يُمكنك من تسريع عملية التعلم.
2. الانتباه المستمر
يساعدك الانتباه المستمر على الالتزام بمشروع واحد والاستمرار في العمل فيه حتى تكمله. ويُمكنك تنمية الاهتمام المستمر من خلال فترات التركيز الطويلة حيث تركز على ما تتعلمه ثم تأخذ وقتًا لتحديد الأشياء التي تعلمتها بالتفصيل.
على سبيل المثال، إذا قررت أن تأخذ كتابًا كنت ترغب في قراءته حول موضوع تهتم به، فإنك تلتزم بهذا الكتاب كل يوم حتى تنتهي من قراءته، وبعد ذلك يمكنك البدء في قراءة كتاب آخر. السؤال الآن كيف تحافظ على تركيزك خلال روتينك اليومي من القراءة؟ حاول أثناء القراءة، أن تضع إلى جانبك ورقة فارغة وقم بتدوين الأشياء التي تعلمتها بالتفصيل بعد حوالي 30 دقيقة إلى ساعة واحدة من التركيز، في نهاية الفترة ستجد أنك قد اكتسبت معرفة واسعة.
3. تعدد المهام
قد تعتقد أن تعدد المهام مهارة تُخالف المهارتين السابقتين، لكن في حين أن تركيز الانتباه على شيء واحد أمر جيد، فإن العكس مفيد أيضًا. تعدد المهام هو جذب انتباهك إلى أكثر من مشروع أو مهمة في نفس الوقت. فكر في وجود مواد دراسية مختلفة تأخذها في مؤسستك التعليمية، حيث تنتقل من درس إلى آخر. كما يعد وضع اللمسات الأخيرة على شيء واحد أثناء الاستعداد والتخطيط لشيء آخر أمرًا شائعًا. لذا يكون تقسيم الانتباه في مثل هذه الحالات مفيدًا بحيث أنه حتى أثناء إجراء امتحان على وحدتين مختلفتين، لا يزال بإمكانك الاحتفاظ بمعلومات كل منهما.
ويُمكنك زيادة قدرات تعدد المهام لديك من خلال إدراك ما يفترض أن تتعلمُه وكيف تتعلمُه. ويتطلب تعدد المهام الاستخدام الفعال للذاكرة قصيرة المدى. لكن من المهم أن تعمل على تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى من خلال التكرار المستمر.
4. المنطق والاستدلال
يعد المنطق والاستدلال مهارات معرفية تمهد الطريق لمهارات حل المشكلات وطرح الأفكار التي تساعد في جعل عملية التعلم مفيدة في العالم الحقيقي. على سبيل المثال، يتوقع منك الأستاذ أثناء الاختبارات استخدام ما تعلمته لحل المشكلات الواردة في الاختبار، وبما أن الأسئلة ملتوية بطريقة ما لقياس مدى فهمك للموضوع الذي يتم اختباره، هنا يأتي دور المنطق لإنقاذ.
يُمكنك تجربة تقنيات مختلفة لتحسين المنطق والاستدلال، بما في ذلك إنشاء استنتاجات لسيناريوهات مختلفة ثم مشاهدة كيف يتم حلها لمعرفة ما إذا كنت قد فه��تها بشكل صحيح، ولعب ألعاب العقل مثل الشطرنج، واكتشاف أنماط الأنشطة المختلفة التي تشارك فيها.
5. سرعة المعالجة
إن سرعة المعالجة هي مهارة معرفية تتعلق بقدرتك على تفسير ما تتعلمه ويكون لديك وقت لتطبيقه للحصول على النتائج التي تبحث عنها. باستخدام هذه المهارة، يمكنك تحسين معدل إنتاجيتك في يوم واحد، وبالتالي توفير المزيد من الوقت للقيام بأشياء أخرى في جدولك اليومي. فكر في الأمر أن امتلاك القدرة على الجلوس وفي غضون 30 دقيقة، تكون قد قرأت بالفعل وفهمت تمامًا ما يدور حوله جانب معين من دراستك. أفضل جزء هو أنك فهمت المفهوم جيدًا لدرجة أنك لا تجد أنه من الضروري الرجوع إليه وإعادة قراءته ومحاولة معرفة ما يعنيه والعملية برمتها.
يعتقد البعض أن سرعة المعالجة قدرة تُمنح للقلة، بينما في الواقع يمكن لأي شخص أن يتعلمها إذا شرع في التدريب عليها. إذ يُمكنك زيادة سرعة معالجة المعلومات الخاصة بك عن طريق التأكد من أنك تشارك بانتظام في التمارين الهوائية (الكارديو)، الاستمرار في تحدي نفسك فكريًا ودفع عقلك لفهم الأشياء بشكل أسرع عن طريق قراءة وتفسير المعلومات بشكل أسرع مما تفعل عادة، وتناول الأطعمة الصحية.
وتنقسم سرعة المعالجة إلى نوعين رئيسيين:
المعالجة المرئية
إن المعالجة المرئية هي مهارة معرفية تتعلق بسرعة معالجة المعلومات التي نحصل عليها من العناصر المرئية، مثل الصور والجداول والرسوم البيانية. وكلما زاد استخدامك للبيانات الممثلة بصريًا، زادت قدرتك على تحديد الأنماط المستخدمة فيها، وكان من الأسهل عليك فك تشفير البيانات الجديدة المعروضة بهذه الطريقة في المستقبل.
المعالجة السمعية
نحن الآن في عصر يتم فيه استخدام التكنولوجيا المتقدمة في جميع الصناعات تقريبًا بما في ذلك التعليم. بدلًا من الاضطرار إلى قضاء يومين أو أسابيع في قراءة كتاب الدورة التدريبية، يمكنك فقط الاستماع إلى كتاب صوتي له والتعلم بشكل مكثف. لذا أصبحنا في أشد الحاجة إلى زيادة قدرتنا على سرعة معالجة المعلومات التي نسمعها.
إذا كنت جيدًا في تحليل الصوت وفهمه وربطه بما تتعلم عنه، فسيصبح لديك فرص أعلى للتقدم في دراستك. مرة أخرى، التكرار هو الوسيلة المُثلى لتحسين المعالجة السمعية، كلما استمعت أكثر للتسجيلات الصوتية تحسنت مهاراتك في معالجة الصوت.
6. الذاكرة قصيرة المدى
الذاكرة قصيرة الأجل هي المكان الذي نٌخزن فيه المعلومات التي تم الحصول عليها مؤخرًا. إذا قرأت كتيبًا لجهاز تنوي استخدامه فورًا، تكون قد انتهيت من القراءة ثم انطلقت وبدأت في استخدامه دون الحاجة إلى الرجوع إلى الدليل بين الحين والآخر، فإن ذاكرتك قصيرة الأجل رائعة.
ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك وتريد تحسين الذاكرة قصيرة الأجل، فهناك طريقة جيدة لذلك، وهي التقاط الكلمات والأرقام أو حتى النقاط لبضع ثوانٍ، ثم محاولة استعادة ما رأيته بعد بضع ثوانٍ، ثم التحقق مما إذا كنت على صواب.
7. الذاكرة طويلة المدى
هنا يتم الاحتفاظ بالمعلومات التي تم الحصول عليها منذ وقت طويل. يتم تصنيفك بين الأشخاص الذين لديهم أفضل ذاكرة طويلة المدى عندما يمكنك الاحتفاظ بالمعلومات واستردادها بسهولة حول شيء اكتسبته منذ شهور أو سنوات. على سبيل المثال، إذا التقيت بشخص ما منذ عامين ثم سنحت لك الفرصة لمقابلته مرة أخرى ولا يزال بإمكانك تذكر اسمه وما يرتديه وما تحدثت عنه في المرة الأولى التي التقيت فيها دون صعوبة، فأنت غالبًا تمتلك ذاكرة طويلة المدى جيدة.
بعض الطرق المعروفة لتحسين الذاكرة طويلة المدى هي من خلال أنشطة مثل التكرار المستمر وإعادة مراجعة المعلومات الموجودة في عقلك.
هذه هي مجموعة من تقنيات التعلم التي يجب أن تحاول التركيز عليها لتسريع عملية التعلم. يعد إتقان هذه المهارات ليس بالأمر السهل، على الرغم من أنها ليست بهذه الصعوبة أيضًا. قد يتطلب منك الأمر الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك ودفع نفسك قليلًا كل يوم حتى تتمكن من تحسين قوة عقلك. وتذكر أن البداية الصغيرة هي المفتاح. خذ مهارة واحدة في كل مرة، استثمر وقتك في شحذها وتطبيقها باستمرار، بعد وقت قصير ستندهش من مدى تقدمك.
فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة😉
👇👇
https://t.me/eduschool40
تعرف على أفضل التقنيات لتسريع عملية التعلّم – مدونة المناهج السعودية