تعريف الانضباط الذاتي
تعريف الانضباط الذاتي…حيث يعتبر واحدًا من أهم المهارات الجيدة التي ينبغي على كل شخص امتلاكها، إذ أن تلك المهارة ضرورية في جميع مجالات الحياة، وبالرغم من أن غالبية الناس معترفون بأهميته، إلا أن عدد قليل منهم من يحاول فعل شيء من أجل تقويته
تعريف الانضباط الذاتي
إن الانضباط الذاتي هو ضبط النفس، والابتعاد عن الأمور الغير صحية التي تصل بالشخص إلى نتائج سيئة، بالإضافة إلى أنه يُعرف بكونه قدرة الإنسان على الصبر، وأيضًا عدم ترك نفسه للمشاعر السلبية التي يشعر بها، إلى جانب أنه عن طريق الانضباط الذاتي يمكن للفرد أن ينتصر على أي نقاط ضعف يمتلكها، والاستمرار في مخططات حياته بطريقة جيدة، وبذلك يصبح من السهل تحديد الأهداف والمضي إليها.
أنواع الانضباط الذاتي
إن الانضباط الذاتي ليس أمرًا بسيطًا مثلما يبدو عليه، حيث يعتقد الكثير أنه من السهل ضبط النفس، بالإضافة إلى اعتقاد الآباء بسهولة جعل أطفالهم يمتلكون نوعًا منه، ويجدر ذكر أنه على ثلاثة أنواع، وهم كالآتي:
- الانضباط النشط: وهو القيام يما يحتاج إليه الشخص في نفس وقته، بالإضافة إلى تناول وجبة واحدة صحية على الأقل في اليوم، إلى جانب منع أي مصدر لتشتيت الانتباه، وبالأخص خلال فترة الدراسة، كما يمكن الاستعانة بممارسة التمارين الرياضية.
- الانضباط التفاعلي: عبارة عن التحكم في الأفكار والسلوكيات أثناء التعامل مع المواقف الغير متوقعة، والتي يمكن مقابلتها في أي يوم، مثل ثقب الإطار في الطريق إلى العمل، الاضطرار إلى التعامل مع شخص سيء الطباع، أو نسيان مفاتيح المنزل في الداخل.
- الانضباط الاستباقي: يعمل الانضباط الاستباقي على فعل الأشياء بشكل مسبق، وذلك في محاولة من الشخص للتحكم في المواقف بطريقة أفضل، مثل الخروج من المنزل بمظلة في يوم ممطر، ترتيب قائمة مهام، أو تحديد وقت للنوم وتنفيذه.
خطوات الانضباط الذاتي
يمتلك البعض مفهوم خاطئ ولكنه منتشر حول الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق التميز في حياتهم، وهو أن لديهم جودة أعلى من غيرهم من الناس، ولكن في حقيقة الأمر هم فقط يتمتعون بالقدرة على ضبط النفس، مما أدى إلى تحقيقهم لهذا التفوق، بينما يوجد بعض الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى ذلك، وهي كالتالي:
- الخطوة الأولى: الشغف: حتى يصبح الشخص منضبطًا ذاتيًا، ينبغي عليه أن يكون متحمسًا لما يرغب في تحقيقه بحياته، ولكن لا يتم الوصول إلى هذا الشغف في لحظة واحدة، بينما يحتاج الفرد إلى التركيز في ذلك.
- الخطوة الثانية: التخطيط: بعد الشعور بالحماس، سوف يحتاج الانضباط الذاتي إلى وجود خطة للسير وفقها، كما يجب أن تكون الخطة عبارة عن سلسلة مرتبة تبعًا لجداول زمنية دقيقة.
- الخطوة الثالثة: التقييم: لا ينبغي أن يكون الشغف أكثر من اللازم فيفقد الشخص المنطقية، حيث إنه حينما يضع جدول زمني لخططه ذات المدى القصير ، فإنه عليه القيام بتقييم طريقة تحقيقها، كما أنه عند البدأ في هذا التحقيق سوف يشعر الفرد بالثقة في نفسه.
- الخطوة الرابعة: التعديل: إذا قصّر الشخص في تحقيق هدفين أو أكثر، فعليه أن يسأل ذاته حول ما إذا كان ينفذ كافة الأهداف اليومية أوالأسبوعية الخاصة به، وفي حال كانت الإجابة لا، فيجب البدء في تعديل طريقة تحقيق الأهداف لتلافي ذلك التعثر، والجدير بالذكر أنه نادرًا ما استطاع أحدهم تحقيقهم كلهم بنفس الجدول الزمني الذي سبق وخطط له.
استراتيجيات الانضباط الذاتي
يحاول العديد من الناس العمل على تحسين انضباطهم الذاتي، ولكنهم يفشلون في الاستمرار عليه بعد مرور أسابيع قليلة من البدء فيه، كما أنهم يظلون ساعات طويلة في القيام برسم جدول ملون للخطط التي يرغبون في تنفيذها، بينما هذا الفشل لا يجب أن يؤدي إلى اليأس، حيث يوجد استراتيجيات يمكنها أن تساعد في تحقيق عملية الانضباط الذاتي، وتكون مثلما يلي:
امتلاك عادات بسيطة
العادات البسيطة يمكن أن تكون سلوكيات يستطيع الشخص اتباعها، فعلى سبيل المثال، قد تكون حصة من المياه التي يشربها كل يوم، أو تناول كمية من الفاكهة والخضروات، بمعنى أنها عادات صغيرة للغاية، ولكنها تساعد في تحقيق أهداف ضبط النفس.
اختيار كلمة قوة
حيث يمكن قول (لا) للعادات السيئة التي تؤثر على الانضباط الذاتي، إذ يمكن أن يكون الفرد لا يحب الاستيقاظ في الصباح، ولكنه يقول لا للنوم حتى لا يفسد خططه، وهو ما يؤدي إلى بناء الانضباط الذاتي.
مهارات الانضباط الذاتي
يوجد الكثير من مهارات الانضباط الذاتي التي نجدها عند الجميع، والتي يتم اعتبارها من المهارات اللازمة لحياة البشر، وبالرغم من أن غالبية الناس يعرفون أهميتها، إلا أن عدد بسيط منهم من يعمل على تنمية هذه المهارات، ومن أهمها امتلاك القوة الداخلية، السيطرة على النفس والتحكم في ردود الفعل، والإيمان بالقرارات التي يتم اتخاذها، ويجدر ذكر أن الأفراد الذين يمتلكون تلك المهارات يستطيعون ضبط أنفسهم لفترات طويلة.
فوائد الانضباط الذاتي
لا يعد الانضباط الذاتي من البدائل الجيدة للتحفيز فقط، بل هو كذلك يتميز بالكثير من الفوائد الأخرى، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
يجعلك أكثر صحة
تدل دراسة تم إجرائها في عام 2009م على أن الأشخاص ذوات الضمير الزائد يحاولون أيضًا الحفاظ على حياتهم بشكل صحي، حيث اتضح أن الانضباط الذاتي متعلق باستهلاك كميات أقل من الوجبات عالية الدهون، بينما يرفع من تناول الفاكهة.
يجعلك أكثر سعادة
الانضباط الذاتي ليس السير وفقًا لقواعد محددة أو تناول الأطعمة الصحية فقط، بل إنه يساهم بشكل كبير في شعور الفرد بالسعادة، حيث إن الإنسان حينما يجد نفسه في تحقيق مستمر لما خطط له، فإنه يكون سعيدًا حينها.
يعزز النجاح (الأكاديمي)
سواء كان الشخص لا زال في مرحلة المدرسة الثانوية، أو حتى يُحضّر رسالة الدكتوراه، فإن الاعتماد على الانضباط الذاتي عادةً ما يكون دليلًا مهمًا نحو النجاح في المجالات الأكاديمية، حيث إنه يساعد على ضبط الذات والتخطيط الجيد، وبالتالي التنفيذ الفعال.
ما هي أهمية الانضباط الذاتي
يسير العالم بخطوات سريعة، حيث نجد فيه العديد من التغييرات والمتطلبات المستمرة، لذا من الأمور الطبيعية أن يشعر الشخص بالإرهاق النفسي من آن إلى آخر، وتكمن أهمية الانضباط الذاتي في المساعدة على مواجهة كافة هذه التحديات، وذلك عن طريق الآتي:
- تساعد الفرد على الابتعاد عن التقلبات التي يمكن أن تواجهه في حياته.
- من الضروري إدراك أن الجهد المستمر لضبط الذات يساهم في وضع حجر الأساس من أجل الحفاظ على المهارات وتحسينها.
- يعين ضبط النفس على جعل الإنسان قادر على الاستمرار أثناء تعرضه للفشل والنكسات.
- يُعرف الانضباط الذاتي بأنه تقبل مسؤوليات اختيار الأفعال الخاصة بالفرد بمنتهى الحكمة.
العوامل المؤثرة في الانضباط الذاتي
عندما فام الباحثون بعمل دراسة حول الانضباط الذاتي، تبين لهم وجود مجموعة من العوامل التي تؤثر فيه، وتتواجد هذه العوامل عند كل إنسان، مع الاختلاف في تكوينها، وتكون كالتالي:
- الأسرة: هي العامل الرئيسي الذي يقوم ببناء سلوك الشخص، بالإضافة إلى مساهماتها في التحكم في السمات الشخصية الخاصة به، حيث إنها البيئة التي تؤثر في جميع مراحل نموه.
- المدرسة: تؤدي المدرسة دورًا كبيرًا في عملية ضبط النفس، حيث إن أهميتها لا تقل عن الأسرة، فهي تعد بيت الطفل الثاني، والتي تتحمل مسؤولية الأجيال القادمة على كافة المستويات.
- الأصدقاء: في الكثير من الأحيان، يتم ملاحظة العلاقات القوية بين الأصدقاء، مما يؤدي إلى نقل سلوك كل واحد منهم إلى الآخر بطريقة سهلة، لذلك يُفضل أن يتبع الأصدقاء الانضباط الذاتي مع بعضهم حتى يحقق أفضل فاعلية.
كيفية تطوير الانضباط الذاتي
الانضباط الذاتي هو واحد من المهارات الأهم من حيث التطوير، حيث إنه يساعد بكل وضوح على جعل الإنسان أفضل في كافة المجالات الحياتية، كما يحسن من علاقته مع الناس، وفي الآتي كيفية تطويره:
إيجاد الدافع
في الغالب يكون من الصعب الوصول إلى دافع للبدء في الأمر، حيث إن معظم الناس لا يفكرون في احتياجهم إلى الانضباط الذاتي من الأساس، وبالتالي لن يصبح هناك سعي إلى التخطيط له، ولكن يمكن أن يتم تحديد الدافع من خلال محاولة تحقيق الإنسان لما فشل فيه من قبل.
تدريب عدم الراحة
من أكثر الأسباب التي تجعل الشخص مفتقرًا للانضباط الذاتي هو التهرب من الأشياء الصعبة والمتعبة، حيث إن المفضل بالنسبة للجميع القيام بالمهام السهلة والمعتادة، لذلك يصبح التهرب بديل عن مواجهة المشاريع الغير مريحة، فإن الفرد يتجه إلى عوامل تشتيت تبعده عن هذه المهام، مما يؤدي إلى فشله في الحياة، وبالتالي حتى ينجح الفرد في ضبط الذات، عليه مواجهة المشاريع المملة والصعبة.
اليقظة مع الإلحاح
سوف يكون لدى الشخص الرغبة في عدم الاستمرار في القيام بالأمور الصعبة، كما يمكن أن يقوم بمحاولة تأجيلها، بينما بدلًا من القيام بذلك، عليه تطوير اليقظة لديه نحو تلك الحوافز، مع تأكيد أنه ليس مضطرًا إلى فعلها، وبذلك سوف تصبح أسهل.
الانضباط الذاتي في الإسلام
لقد تناول القرآن الكريم فكرة الانضباط الذاتي، حيث أوضح أن أفضل ما يتميز به الإنسان هو شعوره بالمسؤولية، وهي ما تُعرف باسم (مسؤولية الإرادة الحرة)، كما ذكر لنا أن الحيوانات تكون على عكس البشر، حيث يمتلكون قدرة ضعيفة على الإرادة الحرة، لذلك سوف نجدها خاضعة بشكل تام أمام رغباتها، أما بالنسبة للبشر، فهم يمتلكون القدرة على الابتعاد عن رغباتهم إذا كان فيها أي ضرر.
الانضباط الذاتي عند الأطفال
تعلُم الانضباط الذاتي عند الأطفال أمر هام كثيرًا، حيث إنه سوف يساعدهم على تخطي مواقف مختلفة في حياتهم، كما ينبغي على الآباء تربية أبنائهم على عدم الاستسلام إلى الإغراءات التي تواجههم في الحياة، بالإضافة إلى أن الطفل حينما يعتمد على نفسه في سلوكه، فلن يحتاج أبويه إلى اللجوء للعقاب السلبي، وبالتالي سيكون من السهل التركيز على تطوير المهارات لديه، مما يساهم في بناء علاقة صحية معه
.