المناهج التعليمية

تعريف النظام البيئي

تعريف النظام البيئي الذي يلّف حياتنا وحياة سائر المخلوقات على كوكبنا الأزرق، ضمن منظومة متناسقة تنسجم فيها مكونات عدّة لتشكّل بيئة حيويّة مُستقرّة قادرة على الاستمرار، لتحتضن في ثناياها حياةً منظّمةً، تُذهِل من يُفكّر في ترتيبها وتنظيمها، ونظرًا لأهميّة التّعرف على النّظام الذّي نعيش فيه، سنسلّط الضّوء من خلال مقالنا التّالي  على مفهوم النّظام البيئي، ومكوناته بأنواعه المختلفة، مما يساهم في معرفة الأمور التّي من الممكن أن تسبب خللًا في هذا النظام، مما قد يهدد حياتنا.

تعريف النظام البيئي 

يعرف النّظام البيئي على أنه مجموعةٌ من الكائنات الحيّة المُتفاعلة مع بعضها ومع البيئة المحيطة بها ضمن سلسلة من العلاقات المُتداخلة والمترابطة بنسيج عام لاستمرار الحياة وتطورها بانتظام، مع العلم يتّصف هذا النّظام بديناميكيّة قادرة على التكيف مع الاضطرابات التّي من الممكن أن تصيبه، ليكوّن بخصائصه الفيزيائيّة موطنًا لأصناف متنوّعة من الكائنات الحيّة التّي تتعايش مع بعضها البعض مستفيدةً من مكونات النظام غير الحية ضمن نطاق جغرافي معين له خصائصه وميزاته، مع العلم تعتمد جميع الأنظمة البيئيّة على تجدّد الطّاقة وتحولاتها ضمن سلاسل الحياة المترابطة بدءًا من المنتجات وعبورًا بالمستهلكات، ممّا يحقّق التّوازن الذّي يضمن إعادة التّدوير البيئيّ.

تعريف النظام البيئي في اللغة

يُعرف النظام البيئي في معجم المعاني الجامع للغة العربيّة على أنّه جماعة من الكائنات الحيّة التّي تعيش في انتظام منسجم مع الوسط التي يحتويها، في حين يحمل هذا المفهوم مصطلح “Ecosystem ” في اللّغة الإنجليزية، والذّي يتألف من كلمتين يدلان في اجتماعهما عن قرائن توّضح معنى المصطلح العام، إذ تعني كلمة “Eco” في اللّغة اليونانيّة القديمة “المنزل”، مما يدلّ على أن جميع أجزاء النّظام متواجدة معًا، في حين تعني كلمة ” system” النّظام، أي أن جميع المكوّنات متفاعلة بحيث تؤثّر وتتأثر مع بعضها البعض.

أنواع النظام البيئي 

 يمكن أن يكون النّظام البيئيّ صغيرًا مثل واحة في صحراء، أو كبيرًا مثل المحيط، يمتد لآلاف الأميال، ولكن بشكل هناك نوعان من النظام البيئي، ألا وهما:

النظام البيئي الأرضي 

 ينتشر هذا النوع من الأنظمة البيئيّة على المسافات البريّة فقط، وتنبثق عنه أنواع مختلفة باختلاف المنطقة الجيولوجيّة القائم عليها النّظام، وذلك وفق التالي: 

  •  النظام البيئي للغابات المطيرة: يتميز هذا النظام البيئي بأنه مغطّى بإطلالات خضراء خصبة مع توفر الأمطار الغزيرة، مما خلق أنواعًا مختلفة من النّباتات والحيوانات المتفاعلة ضمن هذا النّظام البيئي.  
  •  النظام البيئي الصحراوي: يغطي هذا النّظام ما يقرب من 17% من سطح الأرض، ويتميّز بوجود أشعّة الشّمس الشّديدة التّي تسبب ارتفاعًا عالٍ في درجات الحرارة، هذا فضلًا عن امتلاكه كمية قليلة من المياه، الأمر الذّي لا يسمح إلّا لمجموعة محدودة من الّنباتات والحيوانات للعيش في هذه الظّروف القاسيّة، ولكن يمكن العثور على بعض النّباتات، مثل: الصّبار وغيره من النّباتات التي يمكنها الحفاظ على المياه بقدر ما تستطيع، كما يمكن العثور على حيوانات، مثل: الجمال والزّواحف وعدد قليل من الحشرات. 
  •  النظام البيئي للغابات: يضّم هذا النّظام مجموعةً كبيرةً ومتنوّعةً من النّباتات والحيوانات تعيش معًا في منطقة معيّنة، مع العلم هناك أنواع مختلفة من النّظم البيئية للغابات على أساس الظّروف المناخيّة السّائدة في كل منطقة، مثل: المناطق المدارية، والمعتدلة، والشمالية، وما إلى ذلك. 
  • النظام البيئي لتندرا: الحياة محدودة في هذا النّظام، نظرًا للبيئة القاسيّة المتمثّلة بالارتفاعات المنخفضة للمناطق القطبية، إذ في معظم أوقات السّنة تغطي الأرض في هذه المنطقة بالثلوج، مما يجعل البقاء صعبًا للغاية، لذلك يكون وجود النّباتات والحيوانات هناك محدودًا. 
  •  نظام سافانا البيئي: يختلف النّظام البيئي للسافانا قليلٍا عن النظام البيئي الصحراوي، وذلك بسبب كمية الأمطار في السافانا، مما يدعم وجود النّباتات والحيوانات هناك. 
  •  النّظام البيئي الجبلي: يتميز النظام البيئي الجبلي بتنوع الأحياء الّتي تعيش فيه من النّباتات والحيوانات. ومع ذلك، فإن البقاء على قيد الحياة في هذا النّظام يُشكّل تحديًّا كبيرًا، ومن الأمثلة على تكيف الحيوانات ضمنه امتلاكها لفراء طويل وسميك للحماية من البرد، كما يتعين على حيوانات هذا النّظام أن تقضي فترة طويلة من السبات. 

النظام البيئي المائي 

يمثل النظام البيئي المائي الحياة الموجود في المسطحات المائية المختلفة، ولكن بشكل عام يمكن تقسيمه إلى قسمين رئيسيين هما:

  • النظام البيئي البحري: تُشكل الأنظمة البيئيّة البحريّة جزءًا هامًا من النّظام البيئي العام، إذ تُغطيّ النظم البحرية أكثر من 70% من سطح الأرض، وتتميّز باحتوائها على نسبة عاليّة من الملح، كما تتنوع الأمثلة عن الأنظمة البحرية لتتكوّن في سطح المحيطات أو أعماق البحار أو المحيطات، بالإضافة إلى الأنظمة القريبة من الشّاطئ مثل الشّعاب المرجانيّة أو مروج الأعشاب البحريّة، ويتكوّن النظام البيئي البحري وشأنه شأن الأنظمة البيئة الأخرى من مكونات حيّة تتمثل بالأسماك والطفيليات والحيوانات المفترسة وغيرها من الكائنات الحية، ومكونات غير حيّة تتمثّل بالمواد الغذائيّة، ودرجة الحرارة، وأشعّة الشّمس والملوحة والكثافة. 
  •  النظام البيئي للمياه العذبة: هو نوع من الأنظمة البيئيّة المائيّة، يُغطّي مساحة أقل مقارنةٍ بالنّظام البيئيّ البحريّ، إذ يُغطي هذا النّظام ما يقرب 0.8% من سطح الأرض. ويشمل الأنظمة المتكوّنة في البرك والبحيرات والمُسطّحات المائيّة الجاريّة كالأنهار. 

 

مكونات النظام البيئي 

يدخل في تركيب مختلف الأنظمة البيئيّة مجموعة من العناصر المتنوّعة التّي يمكن تصنيفها بشكل عام إلى مجموعتين أساسيتين هما المكوّنات الحيّة والمكوّنات غير الحيّة، إذ تتضمّن كل مجموعة منهما أصنافًا مختلفةٍ من العناصر وفق التّالي:

المكونات غير الحية 

هي العناصر غير الحيّة في النّظام، بما فيها من مواد فيزيائيّة وكيميائيّة، كالهواء والماء، والحرارة، والمعادن، والصخور الموجودة ضمن بيئة النظام، ويمكن تصنيفها كالتالي: 

  • العوامل المناخيّة: وهذا يتضمّن كل من الماء، والهواء، ومعدّلات الأمطار، ودرجات الحرارة، ونوعيّة التّربة. 
  • العوامل العضويّة: هي المواد التّي لها تأثير في حياة الكائنات الحيّة، على سبيل المثال: البروتينات، والدهون، والسكريات. 
  • العوامل غير العضويّة: هي العناصر الكيميائيّة ومركباتها المُنتشرة في البيئة، بما في ذلك الحديد الأكسجين والكبريت. 

المكونات الحية 

هي الكائنات الحيّة التّي تعيش ضمن بيئة النّظام، إذ لكلّ منها وظيفتها ودورها ضمن سلاسل غذائيّة مُتشابكة تتبادل الطّاقة ضمن دورات حياة متكرّرة، لذلك يمكن تصنيفها ضمن ثلاث مجموعات رئيسيّة وفق التّالي: 

  • المنتجات: تأتي تسميتها من كونها الكائنات القادرة على إنتاج غذاءها بنفسها، وذلك من خلال قدرتها على إنتاج مركبات عضويّة من مركبات غير عضويّة، وتعد النّباتات الخضراء المنتج الأول في كل السلاسل الغذائية باعتبارها تُشكّل الغذاء المُتمثّل بالسّكريات عن طريق عمليّة التّركيب الضّوئيّ، هذا فضلًا عن قدرتها على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وطرح الأكسجين اللّازم لتنفّس باقي المخلوقات. 
  • المستهلكات: هي العنصر الثّاني في السّلاسل الغذائيّة، وتعتمد على المنتجات بشكل أساسيّ قي تأمين غذائها، ويُمكن تقسيمها في مجموعة عدّة حسب نوع غذائها كالتالي: 
    • المستهلكات الأوليّة: وتُمثّل الحيوانات العاشبة أي التّي تحصل على غذائها عن طريق تناول النباتات، على سبيل المثال: المواشي والغزلان. 
    • المستهلكات الثّانويّة: وتُمثّل الحيوانات اللّاحمة التي تحصل على غذائها من تناول المُستهلكات الأوليّة، على سبيل المثال: الأفاعي التّي تتناول الأرانب. 
    • المُستهلكات الثلّاثيّة: هي أكلات لحوم تتغذى على أكلات لحوم المستوى الثّاني، على سبيل المثال: الصّقور التّي تتغذى على الأفاعي. 
    • المستهلكات الرباعيّة: هي آكلات اللّحوم التي تتغذى على المستهلكات الثّلاثيّة، وتسمّى بمفترسات القمّة أي لا يتغذى عليها أي كائن آخر. 
  • المحللاّت: هي الكائنات التّي تُحلّل بقايا الطّعام والنّفايات العضويّة والجثث المُتراكمة في النّظام البيئيّ، مثل: الفطريات والبكتيريا. 

الفرق بين النظام البيئي والبيئة 

على الرغم من الاتصال المباشر بين النّظم البيئيّة والبيئات، إلّا أنّ الفرق بين المصطلحين واضح، إذ يشمل النّظام البيئي العلاقات بين الكائنات الحيّة والحيز التّي تعيش فيه من خلال التّفاعل والتّأثيرات المُتبادلة بين المكوّنات الحيّة وغير الحيّة الموجودة ضمن هذا الحيّز، في حين يدلّ مصطلح البيئة على ذلك الوسط أو الحيز دون التّركيز على العلاقات التّي تحدث ضمنه، ولكن بالتأكيد وجود بيئة سليمة سيؤدي إلى نظام بيئيّ متوازن قادر على الاستمرار والتطور للمحافظة على حياة الكائنات التّي تشكله وتعيش ضمنه.

كيف يعمل النظام البيئي الطبيعي

 بما أن النّظم البيئيّة الطّبيعية نظم “متوازنة”، ستسهم التّفاعلات بين الكائنات الحية المختلفة التي تشكل هذه النظم في استقرار معيّن. على سبيل المثال، في نظم المراعي، تستهلك الحيوانات العاشبة العشب، ولكن أيضًا تتغذى التربة التي ينمو العشب فيها من فضلات هذه الحيوانات، مما يخلق نوعًا من أنواع التوازن، كما يتمتع النظام البيئي بالديناميكية إذ يتطور بسبب أحداث خارجية أو غير متوقعة، مثل الظواهر المناخيّة أو الطبيعيّة، التّي تؤدّي إلى تحولات في البيئة، مما يدفع الكائنات الحية في النظم البيئي إلى التكيّف مع القيود الجديدة التي فرضها التّغيير، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن النظام البيئي يبحث دائمًا عن الاستقرار، إلا أنه لا ينجح فيه تمامًا، فتميل الاختلالات الطبيعية المختلفة إلى تعويض بعضها البعض بشكل دائم، مع العلم تتطور بعض النّظم البيئيّة ببطء شديد بينما يمكن لبعضها الآخر أن يتحوّل بسرعة كبيرة، وفي بعض الأحيان ضمن حالات قصوى، يمكن أن يختفي النّظام البيئي ككل.

لماذا الحفاظ على النظم البيئي مهم 

 يعتمد البشر، شأنهم شأن جميع الكائنات الحية الأخرى، على خدمات النّظم البيئيّة الطّبيعية للبقاء على قيد الحياة، إذ يحتاج للحصول على الطّعام الذّي يأكله، والمياه التي يشربها، بالإضافة إلى تحويل المواد الخام إلى منتجات الاستهلاك اليوميّة، لذا من أجل الحفاظ على ظروفنا المعيشيّة، من المهم حقًّا أن نحافظ على النّظم البيئيّة الطّبيعية. على سبيل المثال، تعتمد الزّراعة التّي توفّر الغذاء على خصائص نظام بيئي معين، وذلك في ظل ظروف معينة من درجة الحرارة والرطوبة، كما أنها تحتاج إلى عمليات طبيعيّة معيّنة، مثل التلقيح، لكي تحدث، ولكن إذ تغيّرت هذه الخصائص بشكل مُكثّف للغاية، فهناك خطر أننا سنكون غير قادرين على إنتاج ما ننتجه اليوم، أو على الأقل ليس بنفس الطريقة، لهذا السّبب هناك بعض التّقنيات الزّراعيّة التّي تفهم وتدير إنتاج الأغذيّة (مثل الزّراعة الحراجيّة أو الزّراعة الدّائمة أو الزّراعة التّجديدية) التّي تُؤثّر على نطاق أوسع من استخدام مبيدات الأعشاب أو المبيدات الحشريّة أو استنفاذ مصادر المياه القريبة أو المراهنة على أنواع مختلفة من الأشجار التي تجعل النّظم البيئيّة أكثر مرونة.

طرق للحفاظ على التوازن البيئي 

تتفاعل كائنات الأرض مع بيئتها في دورة حياة متوازنة بدقة، إلا أنّ هذه الدّورة معرّضة للخطر بسبب الإفراط في استخدام الموارد الطّبيعية من جانب البشريّة والأضرار التّي لحقت بالنّظام الإيكولوجي من جراء التّلوث، لذلك لا بد من تدارك الأمر واتّباع بعض الطّرق التّي من شأنها المحافظة على النّظام البيئيّ، ومن هذه الطّرق نذكر ما يلي:

  • إدارة الموارد الطبيعية بعناية: يلحق توسّع الحضارة عبئًا متزايدًا على النّظام البيئيّ، إذ نلاحظ اختفاء المعادن والوقود الأحفوري والموارد الطبيعية الأخرى بمعدّلٍ يُنذر بالخطر، هذا فضلًا عن الصّيد الجائر وتدمير الموائل، مما يسبب فقدان التّنوع البيولوجي الذّي ستكون له عواقب سلبيّة طويلة الأجل على النّظام البيئيّ، لذلك لا بدّ من جهود مُتضافرة لاستخدام الموارد الطبيعيّة بطريقة مستدامة هادفة إلى حماية التّوازن البيئيّ، وذلك من خلال سن القوانين التّي تمنع الصّيد الجائر، مع إنشاء المحميّات الطّبيعية في سبيل المحافظة على التّنوع وحماية الأحياء من الانقراض، كما من الضّروري دعم وتطوير استخدام الطّاقات المُتجدّدة. 
  • السيطرة على الكثافة السكانية: ليس للبشر أي مفترس طبيعي للسّيطرة على أعدادهم، لذلك من الضّروري اتخاذ إجراءات على المستوى الفردي والحكوميّ للسّيطرة على التّزايد السّكانيّ، مما يضمن خفض معدل استهلاك النّاس للموارد الطّبيعية. 
  • المحافظة على الماء: يهدد التّلوث النّاجم عن مياه الصّرف الصحي، والتّلوث النّاجم عن التّصنيع والجريان السّطحي الزّراعي، توازن النّظم البيئيّة البحريّة، كما يمكن أن يتسبّب الجريان السّطحي للصرف الصّحي، والزّراعة في سلسلة من الآثار الضّارة على النّظام الإيكولوجي، لذلك سيساعد اتخاذ خطوات للحدّ من التّلوث النّاجم عن مصادر، مثل: الشّوارع، والمزارع على الحفاظ على التّوازن الإيكولوجي. 

✨يسعدنا أنضمامكم لنا 👇

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock