تقرير عن عمان في عصر اليعاربة قوة وازدهار .. عاشت دولة عُمان (سلطنة عمان) عصرًا زمنيًا تحت سلطة وحكم اليعاربة، والذي عاشت فيه الدولة حينها النهضة والقوة والازدهار، وتمكنت في ذلك العصر من القضاء على الاحتلال البرتغالي الذي كان يسيطر على تلك البلاد في تلك الحقبة الزمنية، ونظرًا لما حققه الحكام اليعاربة في ذلك الوقت من انتصارات وإنجازات عظيمة في حق الدولة العمانية، وضمن التقرير التالي سوف نتناول أبرز المعلومات المتعلّقة بعصر اليعاربة بدءًا من نشأة دولة اليعاربة وحتّى نهايتها.
تقرير عن عمان في عصر اليعاربة قوة وازدهار
لقد مرّ على عصر اليعاربة في دولة عمان ما يُقارب حوالي ثلاثة قرون وبالتحديد حوالي 281 عامًا، عاشت فيها الدولة حين ذاك القوة والازدهار والنهضة على يد الأئمة اليعاربة الحاكمين لتلك البلاد عبر عصور عدّة، وخلال تلك العصور والسنوات عاشت البلاد الكثير من الغزوات والحروب التي كانت تسعى لتحقيق الانتصار للمسلمين في استعادة الأراضي المغتصبة، وضمن التالي سنتعرّف على تاريخ دولة اليعاربة ونشأتها
نشأة اليعاربة
في عام 1624 للميلاد، كانت دولة عمان والمنطقة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية تعيش حالة من الاضطرابات والانقسامات الداخلية في البلاد، إضافة إلى وجود الاحتلال البرتغالي حينها، فقرر كبار ووجهاء تلك البلاد إلى عقد اجتماع لاختيار حاكم لتلك البلاد ينتشلها من الاحتلال والتفرقة الحاصلة بين صفوف العرب، فعقدوا اجتماعًا قرروا من خلاله تعيين “ناصر بن مرشد اليعربي” إمامًا وحاكمًا على دولة عُمان، ليكون ذلك سببًا في تأسيس دولة اليعاربة.
تأسيس دولة اليعاربة
تم تأسيس دولة اليعاربة بتعيين الإمام ناصر بن مرشد اليعربي حاكمًا للبلاد، والذي قام بدوره ببناء أسطول بحري ضخم تمكن من خلاله من محاربة الاحتلال البرتغالي وتوحيد البلاد عام 1649 ميلادي، كما تمكن من تحرير رأس الخيمة في عام 1633 ميلادي والتي تعتبر من أهم إنجازاته أيضًا، حيث تميّزت فترة الحكم الأولى للإمام ناصر بن مرشد اليعربي باعتماده الشريعة الإسلامية، فألغى الضرائب وفرض الزكاة عوضًا عنها، وكانت دولة اليعاربة تتضمن سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة وقطر، بالإضافة إلى أجزاء من شرق إفريقيا وفارس وصولًا إلى عاصمتها الرستاق.
حكم الإمام ناصر بن مرشد مؤسس دولة اليعاربة
دام حكم الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (مؤسس دولة اليعاربة) منذ تعيينه عام 1624 وحتّى عام 1649، أي حوالي 25 عامًا، تمكن خلال تلك الفترة الزمنية بتوحيد البلاد وتحرير رأس الخيمة (جلفار سابقًا) ومحاربة القوات البرتغالية، إلى أن توفاه الله واستلم الولاية بعده الإمام “سلطان بن سيف الأول” عام 1649 ميلادي ليتمكّن من محاربة البرتغاليين أيضًا، وطردهم من سلطنة عمان والخليج العربي بشكل كامل، كما عمل على بناء أسطول بحري لمحاربتهم في البحر، توفي الإمام سلطان بن سيف عام 1669 ميلادي.
انجازات دولة اليعاربة في فترات حكم الأئمة
دام حكم دولة اليعاربة بعد حكم بني نبهان حوالي مئة وسبعة عشر عامًا، شهدت خلالها الدولة الكثير من الإنجازات التاريخية العظيمة على يد الأئمة الحاكمين لتلك الدولة خلال قرن وعقدين من الزمن، وجاءت إنجازاتهم وفقًا لكل حاكم في البلاد وفترة حكمه وفق التالي:
- مؤسس دولة اليعاربة الإمام “ناصر بن مرشد اليعربي” (1624 وحتى تاريخ 1649 ميلادي) والذي يعود نسبه إلى بني نبهان، وكان من أهم إنجازاته توحيد البلاد وتحرير رأس الخيمة ومحاربة القوات البرتغالية.
- تولى الحكم بعد مؤسس دولة اليعاربة ابن عمّه الإمام “سلطان الأول بن سيف” (منذ عام 1649 وحتى تاريخ 1680 للميلاد) تمكن خلال تلك الفترة من طرد القوات البرتغالية بشكل كامل، وعمل على محاربتهم في البحر.
- الحاكم “بلعرب بن الإمام سلطان الأول” والذي كان من إنجازاته استصلاح الأراضي، وبناء حصن جبرين، كما بقي متابعًا لسياسة والده في الإعمار والبناء، وذلك في الفترة بين عام 1680 وحتى 1692 ميلادي.
- في عام 1692 استلم الحكم الإمام “سيف الأول” بعد وفاة أخيه بلعرب، والذي حرص على تقوية الجيش والأسطول البحري، ليكمل مسيرة والده والأجداد في محاربة القوات البرتغالية في بلاد الهند وإفريقيا، إلى أن انتهت فترة حكمه عام 1711 ميلادي.
- استلم بعد ذلك ابن الإمام سيف الأول “الإمام سلطان الثاني” الذي استطاع أن يعيد هيبة السلطة العمانية على مياه المحيط الهندي والخليج العربي.
- في عام 1718 تسلّم سيف الثاني بن سلطان الثاني الحكم، وفي عام 1728 بدأت الفتن الداخلية ضمن الدولة مما جعلها تضعف.
- وبعد عهد ثلاثة من الأئمة من دولة اليعاربة جاء عهد الإمام سلطان بن مرشد اليعربي سنة 1738 ميلادي الذي استطاع القضاء على الخلافات في الداخل، كما تمكن من رد الغزو الفارسي على منطقة صحار، واتخاذ الرستاق عاصمة له، ومع وفاته عام 1740 انتهت دولة اليعاربة.
نهاية دولة اليعاربة في عمان
بعد وفاة الإمام سلطان بن مرشد اليعربي عام 1740 ميلادي انتهت دولة اليعاربة وبدأت الدولة البوسعيدية، حيثُ اجتمع أصحاب الشأن في عُمان إلى تعيين والي صحار في ذلك الوقت “أحمد بن سعيد” إمامًا على سلطنة عمان لتظهر الدولة البوسعيدية مع عام 1741 ميلادي.
خاتمة تقرير عن عمان في عصر اليعاربة قوة وازدهار
من خلال تلك المعلومات التي قدمناها ضمن التقرير عن عمان في عصر اليعاربة والقوة والازدهار التي عاشت فيه تلك الدولة خلال عصور عدة، نجد أنّ الأئمة من دولة اليعاربة والحاكمين لها قدموا العديد من الإنجازات العظيمة التي عملت على ازدهار ونهضة السلطنة في ذلك العصر، والتي كانت بصمة مميزة في تاريخ سلطنة عمان، وما زالت حديث الكثير من أبناء تلك البلاد ضمن الخليج العربي.
يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇
https://t.me/school_ksa
