تمكن الملك عبدالعزيز من استرداد الرياض عام
تمكن الملك عبدالعزيز من استرداد الرياض عام… يعد استرداد (الرياض) على يد الملك عبدالعزيز سنة ١٣١٩هـ/١٩٠٢م من أبرز الأحداث التاريخية التي غيرت مجرى تاريخ الجزيرة العربية في العصر الحديث، وقد تناولت المصادر التاريخية ذات العلاقة بتاريخ الدولة السعودية هذه الحادثة وما واكبها من أحداث تاريخية، إلا أنه بمراجعة شاملة لهذه المؤلفات التي أرخت لهذه الحادثة يسترعي الانتباه وجود تباين بينها في كثير من الجوانب الزمانية والمكانية ذات العلاقة بتحركات الملك عبدالعزيز من (الكويت) إلى (الرياض)، علاوةً على عدم التفصيل لتلك التحركات والرصد الشامل لها.
أحداث استرداد (الرياض)
تبدأ أحداث استرداد (الرياض) بعد عودة الملك عبدالعزيز من محاولته الأولى سنة ١٣١٨هـ/١٩٠١م عندما سعى لإقناع والده الإمام عبدالرحمن بأن يأذن له في محاولة أخرى لاسترداد (الرياض)، ويروي خير الدين الزركلي عن يوسف ياسين – مستشار الملك الخاص – نقلاً عن الملك عبدالعزيز نفسه وقائع جلسة تمت بينه وبين والده في (الكويت) وصفها الزركلي بالجلسة “الثائرة” يقول فيها إن الملك عبدالعزيز “لقي أباه ساعة على انفراد في مكان خالٍ، خارج المدينة، فاستوقفه. فقال: ما تريد؟ قال: أريد الحديث. فقال: لا أريده! فأصر على أبيه وألقى عباءته على الأرض وقال:- وعُروقه تنتفض – اجلس يا عبدالرحمن.
عبدالعزيز مثال الأدب مع أبيه، يخاطبه بهذه اللهجة، وباسمه المجرد؟ هناك أمر لا ريب.
جلس الإمام عبدالرحمن وأمامه الشعلة المتوقدة، ابنه عبدالعزيز، يقول: أنت بين خطتين، إما أن تأمر أحد عبيدك بانتزاع رأسي من بين كتفي فأستريح من هذه الحياة، وإما أن تنهض من توك فلا تخرج من منزل شيخ (الكويت) إلا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطن (نجد).
كانت هذه الجلسة “الثائرة” بين الابن وأبيه بعد وساطة لم يذكرها إلى الآن أحد من مؤرخي عبدالعزيز هي وساطة والدته لدى والده. قال عبدالعزيز: شعرت وأنا ألح على أمي في أن يأذن لي أبي بالحركة، أنها كانت بين عاملين، عامل حب الابن والإشفاق عليه من أن يزج نفسه في المهالك، وعامل مرضاة “عنفوان” الفتى وفتح الباب له على مصراعيه.
وافق الإمام عبدالرحمن متململاً، بعد تصميم عبدالعزيز. وهرع إلى مبارك الصباح يسأله تسهيل الأمر، ولا أحبَّ لمبارك من هذا”(٥٩).
يتضح من خلال هذه الرواية أن هناك اتفاقاً بين الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز على الخروج من (الكويت) بهدف استرداد (الرياض)، لذلك أبلغ الإمام عبدالرحمن الشيخ مباركاً برغبة عبدالعزيز في غزو بعض القبائل وطلب منه تسهيل مهمته التي صادفت هوى في نفس الشيخ مبارك الذي أيد هذا التحرك، فقد كان موقف الشيخ مبارك حرجًا للغاية بعد وقعة (الصريف) خاصة عندما زحف ابن رشيد إلى (الكويت) وأقام معسكرًا في (حفر الباطن) استعدادًا للهجوم على (الجهراء)(٦٠)، وهو ما جعل كلاً من الدولتين العثمانية والبريطانية تراقبان التطورات الأخيرة في (الكويت) عن كثب.
تمكن الملك عبدالعزيز من استرداد الرياض عام
من فضلك ادعمنا بمتابعة على قناة التلغرام