الركن العام

حكم من لم يضحي وهو قادر

حكم من لم يضحي وهو قادر… من المواضيع التي سيتم التعرف عليها تاليًا، حيثُ يعتقد بعض المسلمين أنَّ الأضحية في الإسلام واجبة، وأنه لا بدّ لمن يملك المال أن يضحي كل عام، ويوجد العديد من الأحكام التي تتعلق بالأضحية في الإسلام،

حكم من لم يضحي وهو قادر
حكم من لم يضحي وهو قادر

حكم الأضحية في الإسلام

يمكن أن تنرَّف الأضحية في الإسلام بالقول بأنها الذبائح التي يتم ذبحها في عيد الأضحى المبارك تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، واتباعًا لهديِ رسوله صلى الله عليه وسلم، والأضحية في الإسلام سنَّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء والأئمة من أهل العلم والفقه إلى هذا القول مثل الشافعية والظاهرية والحنابلة والأشهر عند المالكية وغيرهم من المذاهب، وقد وردفي الحديث عن أم سَلَمةَ زوج النبي رَضِيَ اللهُ عنها أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ” إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا “،وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليق الأضحية  في الحديث بإرادة المضحي وهذا يدل على أنَّها سنة فقط وليست واجبة، لأن الواجب لا يمكن أن يعلق بإرادة الشخص والله تعالى أعلم.

 

حكم من لم يضحي وهو قادر

إنَّ من لم يضحي وهو قادر ليس عليه شيء في الإسلام ولا حرج في ذلك، لأنَّه كما سبق فإنّ الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست فرضًا ولا واجبًا، وهذا ما أشار إليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولكن في هذه الحالة يكون قد فوَّت على نفسه أجر كبير وثواب عظيم من الله تعالى في الأضحية.

هل الأضحية فرض على القادر

سبق وأشرنا إلى أنَّ الأضحية عند جمهور الفقهاء هي سنة مؤكدة، ولم يذهب إلى أنها واجبة إلا الإمام أبو حنيفة، فقد أشار إلى أنَّ الأضحيةَ واجبةٌ في حقِّ المسلم القادر عليها، واستند في ذلك إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا “، ولكن الراجح من أقوال أهل العلم أنها سنة مؤكدة وليست فرضًا ولا واجبةً.

فضل الأضحية في عيد الأضحى

الأضحية في عيد الأضحى شعيرة من شعائر الله تعالى ومعلم من معالم الإسلام والحج والعيد، ويقول تعالى في كتابه الكريم: ” ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ “، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر بعض النقاط التي توضح فضل الأضحية في الإسلام:

  • الأضحية شكر لله تعالى على ما أنعم به على المسلم من نعم كثيرة وعظيمة لا تعدُّ ولا تحصى.
  • إنَّ الذبح لوجه الله تعالى والتقرُّب إليه بالأضاحي من أعظم وأجل العبادات والطاعات، وقد قرن الله تعالى الذبح بالصلاة لعظيم شأن الذبح في كثير من الآيات الكريمة، حيثُ يقول في سورة : “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.
  • الأضحية إحياء لسنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما افتدى ولده إسماعيل بذبح عظيم كما أمره الله تعالى بعد تصديق رؤيا ذبحه، وفي ذلك يتذكر المسلم صبر نبي الله إبراهيم وابنه على قضاء الله وقدره، وكيف أنهما قدما طاعة الله تعالى على النفس والولد.
  • في الأضحية توسعة على أهل البيت والنفس وإكرام الجيران والتصدق على الفقراء، وذلك من شأنه إدخال السرور والفرح إلى قلوب المسلمين بهذه النعم الجليلة.
  • في ذبح الأضاحي مبالغة من الإنسان في الإقرار بما أمر به الله تعالى وأخبر به عن خلق الأنعام لمنفعة الإنسان، وقد أذن بذبحها وأكلها للناس وهذا من نعم الله تعالى أيضًا.
  • الأضحية تحدُّث بنعم الله تعالى التي أنعمها على عباده وخصوصًا الميسورين منهم، قال تعالى: ” وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ “.

 

الحكمة من مشروعية الأضحية وتعريفها

بعد معرفة حكم الأضحية وفضلها في الإسلام لا بدَّ من معرفة الحكمة من مشروعيّة الأضحية وفضلها، فالأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام تقرّبًا إلى الله سبحانه، والبهيمة من الأنعام هي كل دابة ذات أربع من الأنعام، وتنحصر في أربعة أنواع: الإبل والبقر والغنم والمعز، وقد شرّع الله الأضحية  وأمر المسلمين بها كل عام، وجعل منها سعادة عظيمة تغمر قلوب المسلمين حين يسارعون لاتباع لأوامر الله ويتّبعون فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهديه وسنته، وقد شرع الله تعالى الأضحية لحكمة بالغة منه، ولما فيها من مصلحةٍ كبيرة لعباده المسلمين، وفيما يأتي الحكمة من مشروعيتها بالتفصيل:[7]

  • يتعلم المسلمون من الأضحية الصّبر والامتثال لأوامر الله تعالى، حينما يتذكرون كيف صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وأطاعا الله تعالى وامتثال لأوامره حينما أمر إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، ومن ثمّ افتداه بذبح عظيمٍ من السماء.
  • تعويد النفس على الإنفاق في سبيل الله والصبر على الطاعات وتقديم طاعة الله ومحبته على أهواء النفس وشهواتها.
  • إنّ نعم الله تعالى كثيرةٌ على عباده وفي الأضحية وسيلةٌ على شكره على جميع تلك النعم الجزيلة، ومن أهم أسباب بقاء النّعم هو شكر الله على نعمه والتّضحية في سبيله من أشكال شكر الله تعالى.
  • إنّ الأضحية شكل من أشكال التوسعة على الأهل والجيران والأقارب والفقراء وإكرامهم ومساعدتهم، فإطعام الطعام والإهداء يزيد من روابط المحبة والأخوة والألفة بين المسلمين.

شروط الأضحية للمضحي

سيتم ذكر شروط صحة الأضحية للمضحي وهي نفسها الشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية حتى تكون مقبولة، وسيتم إدراج تلك الشروط فيما يأتي بشكل مفصل:

  • أن تكون ملكًا للمضحي: يشترط في الأضحية أن تكون ملكًا للمضحي الذي تييد أن يضحي بها لا أن تكون ملكًا لغيره، ولا تقبل إذا كانت مسروقة أو مغصوبة أو تم شراؤها بمال حرام أو بعقد فاسد، لأنَّ الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا.
  • أن تكون الأضحية من الأنعام: حيث يشترط أن تكون الأضحية من البقر أو الغنم أو الإبل حتى تكون صحيحة ولا يجوز أن يضحي المسلم بغير هذه الأنواع.
  • أن تكون قد بلغت السن المعتبرة في الشرع: حيثُ يشترط في الأضحية أن تبلغ السن المحددة لها في الشرع الإسلامي، وهي خمس سنوات في الإبل وسنتان في البقر، وسنة في المعز وستة أشهر في الضأن.
  • السلامة من العيوب: حيث يوجد بعض العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، فيجب أن لا تكون عرجاء بين عرجها ولا بالعوراء بين عورها ولا تكون مريضة بين مرضها ولا أن تكون عجفاء لا تنقي، وهذا ما ثبت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • النية عند ذبحها: تجب النية عند ذبح الأضحية مثل جميع العبادات والطاعات في الإسلام، وتشترط لذلك لأن النية هي التي تميز الذبيحة العادية عن القربات أو الأضحية، ولأن الأعمال جميعها تتوضح بالنيات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • ذبحها في وقت الأضحية: من شروط صحة الأضحية أن تذبح في وقتها المخصص من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك اليوم العاشر من ذي الحجة حتى عصر رابع أيام العيد وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وإذا ذبحت الأضحية خارج هذا الوقت تكون ذبيحة عادية ولا تعتبر أضحية.

وقت الأضحية لغير الحاج

وقت ذبح الأضاحي يبدأ بعد صلاة العيد في أول أيام عيد الأضحى مباشرة، ولا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد لأنها تكون عند ذلك ذبيحة عادية ولا تعدُّ أضحية، وهذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن جابر بن جندب برضي الله عنه قال: ” شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بالنَّاسِ نَظَرَ إلى غَنَمٍ قدْ ذُبِحَتْ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَن لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ “، وهذا يدلُّ على أنَّ الشاة التي يتم ذبحها قبل الصلاة هي ذبيحة عادية لا تعد أضحية ويجب على المضحي في هذه الحال أن يذبح أضحيةً مكانها، وينتهي وقت ذبح الأضحية عند غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الرابع من أيام التشريق، ويدل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” كل منى منحر ، وكل أيام التشريق ذبح “.

أفضل وقت لذبح الأضحية

يعدُّ أفضل وقت لذبح الأضحية هو بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، لأن هذا هو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ضحى، فقد كان رسول الله يذبح أضحيته بعد صلاة العيد مباشرة، وأول أكله يوم العيد يكون من الأضحية نفسها، وفي الحديث عن بريدة رضي الله عنه قال: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ ، وَلا يَأْكُلُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ ، فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ “.

 

.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock