رسبت في الامتحان.. إنه اختبار قاسٍ تعلّم كيف تتفوق به!
رسبت في الامتحان.. إنه اختبار قاسٍ تعلّم كيف تتفوق به!
رسبت في الامتحان، أو لم تحصل على المجموع الذي كنت تنتظره؟ أدرك تماماً إحساسك هذا، مثلك مررت به سابقاً، ومثلنا هناك كُثرٌ عاشوه وخلقوا منه دافعاً للنجاح والتفوق لاحقاً، ربما يكون صدمةً في البداية، إلا أنّه بالتأكيد ليست نهاية العالم يا صديقي، والمهم في الموضوع التعامل مع الأمر بطريقةٍ ذكية ما أمكن، ولا أعتقد أن الذّكاء سيغيب عن العقل البشري يوماً إلا بإرادته، تنفّس الصّعداء قليلاً واسترخِ.
ماذا تفعل إذا رسبت في الامتحان؟
ابكِ قليلاً
لا بأس من التّنفيس عن الغضب الذي يتملكك في هذه اللحظة، مبدئياً أحضر عدة أواني زجاجية معطوبة من المطبخ، واذهب إلى ركنٍ بعيد، وابدأ بإلقاء تلك الأواني واحداً تلو الأخرى، مع الصراخ بعبارات مثل، لقد رسبت، لماذا رسبت في الامتحان، هل كان الاختبار صعباً جداً أم أني لم أدرس جيداً.. إلخ.
حين تنتهي اختر مكاناً اعتدت الاسترخاء به وابدأ بالبكاء، سواءً لوحدك أو على كتف صديقٍ تثق به، أنت تحتاج لقليلٍ من المواساة فلا تخجل من طلبها شريطة أن تكون من مصدر ثقة.
واجه عائلتك
العائلة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الحزن على كل ابنٍ لديها راسب في الامتحان، ربما يعبّر أفرادها بطريقة مختلفة، من الغضب إلى الصّراخ وإلقاء اللوم والعتاب، وحتى العقاب والتّهديد والوعيد، انتهاءً بالتفّهم والحوار ومناقشة الأسباب بطريقةٍ موضوعية، إن كانت عائلتك ستتخذ موقفاً غاضباً، التزم الصمت ريثما تمرّ الأزمة، وإن كانت ستكتفي باللوم والعتاب والعقاب، واجه الأمر بكل مسؤولية وتقبّله، أمّا إن كان الحوار هو الوسيلة لمناقشة لماذا رسبت في الاختبار، فأنت تمتلك عائلةً رائعة، وستقع عليك مسؤولية التبرير ومحاولة الوصول إلى السبب لتلافيه في الاختبار القادم.
لا تتردّد في طلب الدّعم من العائلة، وتقديم الاعتذار، والوعود بتحقيق نتيجةٍ أفضل في الامتحان مستقبلاً.
واجه المجتمع
للأسف مجتمعنا بغالبيته لا يمتلك الوعي الكافي للتعامل مع فكرة الرسوب في الامتحان، وغالباً ما يضع اللوم على الطالب ذاته دون قبول أي مبرر، والأخطر من ذلك عبارات التنمر والسخرية والأحاديث الجانبية بحق الراسب في الامتحان أو الاختبار، حتّى يشعر الراسب أنّه فاشل.
يوم يومان، شهر، بالتأكيد أنت لن تستطيع أن تظل حبيس غرفتك، وستخرج إلى العالم لتمارس حياتك الطبيعية، عليك أن تكون مستعداً جداً للإجابة عن أسئلةٍ كثيرة أو التعرض للسخرية، قوّي نفسك داخلياً بالتركيز على أهدافك المستقبلية، ومراجعة بعض أخبار المشاهير والعظماء الذين أخفقوا عدة مرات قبل أن يصلوا إلى حالتهم العظيمة تلك، قُل لكل من ��سألك، أجل أنا رسبت لكنّها ليست نهاية العالم، أو اكتفِ بعدم الرّد وخوض نقاشٍ عقيم قد يستنزف طاقتك.
احذر الأفكار السلبية
ابتعد عن كل شخصٍ تشكّ مجرد الشّك أنه سيمنحك إحساساً سلبياً، لا ينقصك يا عزيزي، يكفي أنّك رسبت في هذه المرحلة، أيضاً ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي ستقرأ فيها الكثير من المنشورات المزعجة.
السلبية خطيرة جداً في هذه المرحلة، أنت بالتأكيد سمعت عن حالات الانتحار الكثيرة التي تحدث بعد صدور النتيجة، وقراءة عبارة راسب في الامتحان لن تخدمك، أجزم أنّك لا تودّ أن تتحوّل إلى خبرٍ عاجل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تريد لأهلك هذه الصّدمة وهذا الحزن كله، ماتزال الحياة بأفراحها وخيباتها بانتظارك، فلا تتهوّر لمجرد أنّك رسبت.
لماذا رسبت؟
بعد تجاوز مراحل الانفعالات العاطفية ومواجهة العائلة والمجتمع والذات، ادخل المرحلة العملية، وهي الأكثر أهمية، تعال أخبرك أنّ تحديد أسباب الرسوب من أهم أدوات عدم تكرار التجربة مرة أخرى، هل كان السبب ضعفاً في مادة ما، فأعوّض الأمر ببعض الدروس الخصوصيّة وتقوية نفسي بها؟
هل رسبت في الاختبار، بسبب ظروف معينة مررت بها؟ لا بأس بالتأكيد قد خرجت بدرسٍ هام، ألّا أسمح للمؤثرات الخارجية بجعلي أرسب مرّة ثانية، هل رسبت في الامتحان لأني لم أحضّر جيداً وتعاملت مع الاختبار باستهتارٍ كبير؟ حسناً كانت النتائج كارثية ولن أعيد الكرة.. إلخ، هناك الكثير من الأسباب وبقدر ما تحدّدها بدقة، بقدر ما تنجح بتجاوزها خلال الامتحان القادم.
ليست النهاية
حدّدت الأهداف التي جعلتني راسباً في الامتحان، جميل جداً، الآن بتُّ أدرك أنها ليست النهاية، رسبت في الثانوية، حسناً سأعوضها، رسبت في أحد مقررات الجامعة، المرة القادمة أعد نفسي بأني سأحصل ليس فقط على النجاح بل حتى على التفوّق.
فكّر بتلك الأمور وأنت تمارس رياضةً تحبها، وأفضلها المشي في الطبيعة، حيث يساعدك الهدوء على التّركيز والتّفكير بعمقٍ كبير.
راجع طموحاتك المستقبلية
ماذا تفعل إذا رسبت في الامتحان؟ أهم ما تفعله الآن هو استرجاع طموحاتك المستقبلية، سأتخرّج من الجامعة، سأعمل بمهنة أحلامي، سيكون لدي عائلةً سعيدة، ومصدر دخلٍ ممتاز، وسأحقّق تميّزاً كبيراً في مستقبلي المهني، كم أنها أفكارٌ جميلة! دعني أخبرك أنّي حيث مررت بتجربتك هذه، استخدمت هذه الاستراتيجية لمواجهة ذاتي وتجربتي، سرحت في أحلام اليقظة لدرجة أنّي حين استفقت منها لم أعد أعرف إن كنت ذلك الشخص الذي يقال إنّه راسب في الامتحان، أو تلك التي وصلت إلى حيث ترغب وتمارس عملها، كان فصاماً جميلاً حقاً.
بارك لأصدقائك
إن اجتزت المراحل السابقة كلها، فأهنّئك، أنت الآن قد تجاوزت التجربة وخرجت منها بأقلّ الأضرار الممكنة، تبقّى لك خطوةٌ واحدة فحسب، وتنجح في اختبار راسب في الامتحان!
تكمن هذه الخطوة في الخروج من المنزل، والتوجّه إلى منزل صديقك الناجح في الامتحان ذاته، بارك له، خُذ معك هديّةً يحبّها، التقط معه صورة، وشاركها عبر يومياته في مواقع التواصل الاجتماعي، ستلقّن المتنمّرين درساً لن ينسوه أبداً، وستخرج من صفة راسبٍ في الاختبار، إلى منزلة الواثق بنفسه، ومتى امتلكت هذه الصّفة أؤكّد لك أنّك ستجتاز الاختبار القادم بسلاسةٍ كبيرة.
لا شيء سينسي المجتمع والعائلة وأنت، أنك رسبت في الامتحان، إلا التفوّق في الامتحان أو الاختبار القادم، ستؤكّد للجميع أنّها كانت مجرد كبوةٍ عابرة، وأنت بذلك لا تساعد نفسك فقط، إنما تساعد كُثراً مثلك، وربما تصبح مضرب مثلٍ لهم ولعائلاتهم مستقبلاً، لا نهاية في هذه الحياة طالما النّفس موجود، تذكّر ذلك وانطلق، ينتظرك نجاحٌ كبير.
فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة ✨🤩
👇 👇 👇
https://t.me/eduschool40
رسبت في الامتحان.. إنه اختبار قاسٍ تعلّم كيف تتفوق به! – مدونة المناهج السعودية