سؤال وجواب
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل هذا ما سوف نتعرف إليه من خلال كلماتنا التي سوف نتعرف إليها، فالنبي الكريم هو من أسس مبدأ الشوري بين المسلمين فلقد كان يأخذ رأي الصحابة والتابعين في كافة القرارات لاسيما التي كانت تتعلق بالحروب والغزوات وكان يستفيد من أرائهم ويناقشها معهم فهو من أسس مباديء الديمقراطية في الإسلام ومن خلال ما سوف نتناوله من خلال مقالنا.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل اتخاذ القرار، الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد علي مبدأ الشوري الذي كان يعمل به الرسول صلي الله عليه وسلم.
- فلقد كان يستفتيهم في أمور دينهم ودنياهم، وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “إذا هَمَّ أحدُكُمْ بالأمْرِ، فلْيَرْكَعْ ركعتينِ مِنْ غيْرِ الفريضَةِ، ثُمَّ لْيقُلْ: اللهمَّ إِنَّي أستخيرُكَ بعلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقدرَتِكَ، وأسألُكَ مِنْ فضلِكَ العظيمِ، فإِنَّكَ تقدِرُ ولَا أقدِرُ، وتعلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إِنْ كنتَ تعلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ وتُسَمِّيهِ باسْمِهِ خيرُ لِي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري، وعاجِلِهِ وآجلِهِ، فاقدرْهُ لِي ويسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بارِكْ لي فيه، وإِنْ كنتَ تعلَمُ أنَّ هذَا الأمْرَ شرٌّ لِي في ديني ومعاشي وعاقِبَةِ أمري، وعاجِلِهِ وآجلِهِ، فاصرفْهُ عنِّي، واصرفْنِي عنْهُ ، وأقدر لِيَ الخيرَ حيْثُ كانَ، ثُمَّ رضِّنِي بِهِ”.
قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم
- بالفعل هي عبار صحيحة، فكلما كان الفرد يمتلك مهارات ذهنية عالية تجعله يري أثر القرار في المستقبل كلما استطاع أن يتخذ القرار السليم الذي تجعله بمأمن من عواقبه السلبية.
- يتعرض الفرد يوميا لعمليات يجب أن يتخذ فيها القرارات سواء كانت متعلقة بعمله أو بحياته الاجتماعية، كما أن عملية اتخذا القرار تتم علي مستوي أكبر فيما يخص الجماعات أو بعض الدول التي تكون مصيرية في معظم الأوقات لكونها تحدد مصير الشعوب.
- ويتم تعريف عملية اتخاذ القرار بكونها إحدي العمليات المنطقية التي تهدف إلي التوصل لرأي ما.
خطوات اتخاذ القرار
يحتاج الأمر إلي بعض الوقت، فهو ليس بالأمر الهين أو السهل بل لابد أن يتحدد بناءا علي عدة خطوات وعوامل راسخة لتفادي الوصول إلي نتائج سيئة كما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم، ومن ضمن تلك الخطوات ما يأتي:
- يجب أن يتم تحديد المشكلة الرئيسية أو القضية بدقة التي تريد اتخاذ القرار فيها.
- ينبغي القيام بجمع المعلومات المتعلقة بالقضية حتي وإن كنت تراها لا تفيد بشكل مبدئي؛ لكونك قد تدرك أهميتها فيما بعد.
- استعمال القدرة علي التخيل لوضع القرار في سياقات متنوعة وتخيل النتائج.
- اختيار القرار المناسب بعد معرفة تلك النتائج أو تخيلها.
- ينبغي أيضا تقييم القرارات ومراجعتها في الذهن، بالإضافة إلي استشارة أهل الخبرة قبل اتخاذ القرارات التي قد تم التوصل إليها.
مهارات اتخاذ القرار في الإسلام
توجد بعض المهارات التي نص عليها الإسلام لابد أن تتوافر للوصول إلي القرار السليم، من ضمنها الآتي:
- يجب أن يتحلي الفرد المسلم بالتأني والصبر عند اتخاذه قرارا لأمر ما مثلما كان يفعل الرسول والتابعين.
- ينبغي الابتعاد عن القلق والتوتر الذي يؤثر بصورة سلبية علي القدرة من اتخاذ القرارات.
- عدم السماح للبعض بالتأثير علي القرار لاسيما إن كانوا لا يتمتعون بالخبرة الكافية للحكم علي الأمور؛ لأنه لابد أن تتوافر بعض الشروط في أهل الشوري سوف نذكرها لاحقا.
- يجب ألا يكون القرار تحت التأثيرات العاطفية، بل يجب أن يقوم الإنسان بإعمال عقله فقط وتحييد مشاعره.
الاستشارة في الأمور
- أكد الإسلام علي مبدأ الاستخارة عندما يحتار المسلم في الاختيار ما بين أمرين.
- يلجأ المسلم إلي صلاة الاستخارة عندما يحتار ما بين أمرين لكي ينور الله له بصيرته ويجعله يختار الأمر الصالح له.
- ينفرج صدر المؤمن عندما يؤدي صلاة الاستخارة، وتأتي له الرؤية التي تقوم بدلالته إلي اختيار واحدة منهم، كان الرسول صلي الله عليه وسلم عندما يحتار في أحد الأمرين يؤدي صلاة الاستخارة لكي يرشده الله إلي الاختيار الحق.
مبدأ الشوري في هدي النبي
- كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقوم بمناقشة قضايا المؤمنين مع صحابته والتابعين، إذ أن لمبدأ الشوري أثره العظيم في الدين الإسلامي.
- فالشوري هي نظام حكم قد أسسه النبي صلي الله عليه وسلم، جاء في الآية رقم 38 من سورة الشوري “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”.
- كان الرسول قبل اتخاذ قرار الحرب والغزوات يقوم بالاجتماع بصحابته ليشاورهم في الأمر، وكذلك كان يستشيرهم في السلم أيضا.
مفهوم الشوري في الإسلام
- لقد كان للإسلام السبق في رفع راية مبدأ الديمقراطية والشوري، إذ أنها من صلب النظام الإسلامي.
- توجد الكثير من الأدلة الفقهية التي تؤكد علي تلك المباديء، وخلال فترات الحكم الإسلام لاسيما في القضايا السياسة حتي بعد وفاة الرسول الكريم حرص الخلفاء الراشدين علي الاعتناء بتلك المبدأ، والاستعانة بأراء الرعية وأهل الشوري لإدارة شؤون البلاد.
- كما أن للشوري أثر علي حياة الفرد والمجتمع فكلما كان الحاكم يأخذ برأي الرعية لكي يلبي احتياجاتهم كلما كان المجتمع أكثر تقدما ونهوضا.
- تصنع الشورى علاقة وطيدة بين الحكام والشعوب، كما يزداد لديهم فكرة الانتماء للوطن والدولة.
- كما تعمل علي التعزيز من القدرة علي تكوين الآراء لدي الشعوب، فكلما شعر الإنسان بأنه بشكل أو بأخر مشاركا في صنع القرارات كلما ازداد فطنة.
- كان الشعوب قبل ظهور الدين الإسلامي تعاني من الاستبداد والديكتاتورية، فجاء الإسلام لكي يرسخ مباديء الشوري والألفة بين الناس وبعضها، فلقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم حينما تقابله بعض الأمور التي قد يحتار قلبه فيه مهما كان بسيطا يرجع إلي صحابته وزوجاته ليأخذ برأيهم فهو أمر لاضير منه ولقد كان لهذا المبدأ في الإسلام أثر إيجابيا لذلك كانت تتس�� الفترات التي حكم فيها المسلمون بالعدل والديمقراطية.
- كما أن أثر الشوري لا زالت أثره ممتدة حتي الآن فهي التي انبثقت منها حق إبداء الرأي والتعبير عنه بحرية تامة.
صفات أهل الشوري
- لقد كان النبي يحرص علي الأخذ برأي الصحابة الذين كان يتمتعون بإيمان وتقوي عاليين، إذ أنها لابد أن تكون من صفات أهل الشوري.
- يجب أن يكون صاحب الشوري بالغا وعاقلا، ولا يرتكب الكبائر ويحرص دائما علي طاعة الله والحرص علي ما أمر به.
- لابد أن يكون صاحب أمانة لكي يتحمل المسؤولية الدينية والأخلاقية عندما ينطق برأيه، بالإضافة إلي امتلاكه الشجاعة الأخلاقية التي تمكنه بين الفصل بين كلا من الحق والباطل ومن ذوات الخبرة في الأمور.