كيفية كتابة موضوع تعبير في الامتحان
كيفية كتابة موضوع تعبير في الامتحان .. من أهم الأمور التي ينبغي على كاتب موضوع التعبير أن يُراعيها هي الخطوات الآتية:
تحديد نمط التعبير وموضوعه
قبل كتابة أي موضوع تعبير لا بد من الانتباه بالدرجة الأولى إلى نمط ذلك الموضوع والاتجاه الذي يتحدث عنه، فإذا كان موضوعًا وصفيًا ينبغي تفعيل الخيال والعناية بالتفاصيل التي يمكن أن يصنعها ذلك الخيال كعنصر من عناصر العمل الأدبي، أما إذ كان الموضوع تقريريًا فتجب الكتابة بالصيغة الرسمية، كالخطاب الموجه إلى المدير، أو كلمة الشكر أو الترحيب أو افتتاح حفل في مدرسةٍ أو مؤسسةٍ، أو تهنئةٌ بمناسبةٍ ما. أما إن كان الموضوع اقتراحًا لحل مشكلةٍ ما فلا بد من العناية بتوليد الأفكار حول تلك المشكلة، وتخيّل تأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع، والعناية بجميع الأطراف المتأثرة بتلك المشكلة ومحاولة تقديم المساعدة لهم بعدة بنود.
تحديد أفكار موضوع التعبير
بعد تحديد الموضوع الذي يتحدث عنه النص المراد ينتقلُ كاتبُ النص إلى انتقاء الأفكار التي يريد التحدث عنها ليبدأ بالكتابة، وذلك من خلال قراءة السؤال الذي يُطلب فيه الموضوع بتمعُّن وروّية، ويكونُ غالبًا بصيغة: “اكتب موضوعًا تتحدث فيه عن…”، وهنا يقوم كاتب النص بتقسيم الجمل التي تأتي في هذه الصيغة إلى عدة أفكار، ووضعِ فكرةٍ لمقدمة مناسبة وفكرةٍ لخاتمة تلخص الأفكار، ثم ينتقل إلى العناية بكل فكرة بالكتابة عنها بشكلٍ وافٍ، دون الخلطِ بين الأفكار، أو حذفُ فكرة والاسترسالُ بشرحٍ فكرةٍ على حسابِ فكرة، إذ إنَّ الموضوع المتوازن بفقراته يحظى بدرجاتٍ أكثرَ، ويقتربُ من الكمالِ بشكلٍ أكبر من غيره.
كتابة مقدمة موضوع التعبير
تتصدرُ المقدمة عناصر موضوع التعبير، وتحظى بأهمية كبيرة لما فيها من لفت نظرٍ للقارئ نحو موضوعٍ معين، وتبلغ أهميتها الذروة من وجوب ترابطها مع الموضوع بالإضافة إلى عدم المباشرة، فيجب أن تجذب القارئ للوصول إلى صلب الموضوع دون أن تصرح به مباشرة، ويستطيع الكاتب أن يفعل ذلك من خلال صياغة أفكار مُحيطة بالموضوع والبداية بالحديث عنها، ومن ثمّ وصل تلك الأفكار بالموضوع الرئيس. ومن الأمثلة على ذلك أن يكون صُلب الموضوع عن وصف شروق الشمس وجماله، فتكون المقدمة عن زيارةٍ للبحر قمتُ بها مع العائلة، ومن ثم يصل الكاتب فكرةَ زيارته للبحر بوقوفهِ وتأمّله لشروق الشمس قُرب البحر في ساعاتِ الصباح.
كتابة متن موضوع التعبير
تعد كتابة متن الموضوع من أبسطِ الأمورِ حينَ يكون كاتبُ النص مرتِّبًا لأفكارهِ، لأنّ شرطها الأول هو استيفاءُ جميع الأفكار التي يتطلبها الموضوع، فيبدأ بالأولى، يتحدث عنها بشكلٍ وافٍ، ويعتني بالتفاصيل، ويُسهبُ قليلًا في الشرح، ويدعمُ كتابته بالشواهد القرآنية أو الأحاديث الشريفة أو الأبيات الشعرية، ويُعنى بالتشبيهات والاستعارات إن تطلّب الأمر، ثم ينتقلُ إلى الثانيةِ برابطٍ من الروابط، إذ لا ينبغي أن يبدو موضوع التعبير منفصلًا عن بعضهِ أو مفكّكًا من الداخل، ولا ينبغي التحدث عن فكرةٍ بعيدةٍ عن فكرة الموضوع أو الإسهابُ في فكرةٍ تجعلُ النص يخرجُ عن مُبتغاهُ، فإذا خرج عن أفكاره الأساسية خسِرَ الطالبُ الكثير من درجاته، وخسر كاتب النص اهتمامَ القُرَّاء.
كتابة خاتمة موضوع التعبير
تتضمن الخاتمةُ خُلاصةً للموضوعِ أو رأيًا يخصُّ الكاتب تجاه ذلك الموضوع، وينبغي في بعض الأحيانِ أن يكون الرأي مُبرهنًا ومُبَيَّنَ الأسباب، ولا تطولُ الخاتمةُ كثيرًا، إذ ينبغي أن تكون أقصرَ من المقدمة، فإذا كانت المقدمة تمهيدًا في خمسة أسطر، كانت الخاتمة خُلاصةً في ثلاثة، مُستوفيةً ما جاء في المتن، أو تحتوي على رأيٍ منطقيٍّ مُعلَّل، يتبعُ للمتنِ ويُكمّله ويُثبتُ ما فيه.
مراجعة مسودة موضوع التعبير وتعديلها
تعد الخطوات التي يدونها الطالب أو كاتب النص على المسودة من أهم الخطوط الأساسية لضمان شمول موضوع التعبير للأفكار الممكن تناولها عنه، ففي أي عمل يكون المخطط الأولي هو الأساس الذي يستند عليه العمل، ولا بد من إجادة التخطيط قبل العمل عليه ليغدو العمل متكاملًا ومبنيًّا على أسس سليمة. ويمكن لكاتب النص بعد الشروع في كتابة النص على ورقة الإجابة أن يُراجع المسودة التي كتب عليها خطة الموضوع عندما يتبيّن له موضع إضافة معينة أو حذف معين، أو استطراد مقبول، أو اختصار لا يضرّ بالفكرة، فيُعدّل المسودة وفقًا لما رآه مناسبًا أثناء سرد الموضوع والإسهاب فيه، ومن خلال تلك المسودة يمكنه السير وفق خطوات مدروسة لا تضر بصلب الموضوع.
قد تودي الإضافات في المسودة إلى استطراد غير مرغوب به، وقد يؤدي الحذف في بعض أفكارها إلى قصور، لذلك لا بدّ من الحذر وحسن التقدير، وقد تُضيف فكرة من الأفكار ربطًا مميزًا لفكرتين مُتتابعتين، وهذا ما يحدده كاتب الموضوع وفقًا لرؤيته الخاصة، وحسن تعامله مع الأفكار، وإجادة تحكّمه باللغة والمفردات المعبرة في كل جملة من الجمل، وقد تُضفي العديد من العبارات فِكرًا مُلهِمة لخاتمة أكثر جذبًا وجماليةً أدبيةً بالنسبة للقارئ، كما يمكن تعديل المقدمة بما هو أكثر تناسُبًا مع محتوى النص.
شروط عامة لكتابة موضوع التعبير
لموضوع التعبير شروط ينغي على كاتب النص الالتزام بها كي يحظى بنصّ جذّاب ومتميّز، ومنها:
سلامة اللغة
تظهر سلامة اللغة أو الخلل فيها من خلال التزام الكاتب بالقواعد وعلامات الإعراب، وضبط الكلمات، بالإضافة إلى القضايا الإملائيّة مثل الهمزات والتاءِ المربوطة والمفتوحة والألف اللينة، وهذا ما ينبغي على كاتب النص أن يحذرَ من الخطأ، فالخطأ في الضبط أو في علامات الإعراب ـ كنصب المثنى بالألف مثلًا أو جر جمع المذكر السالم بالواو ـ يُعدُّ مأخذًا كبيرًا في موضوع التعبير، والخطأ في الهمزة المتوسطة أو في همزة الوصل أو همزة القطع يجعلُ القارئ في حيرةٍ من أمره، كما يخسر الطالب الكثير من الدرجات، ويُفقِدُ الكاتب ثقةَ القارئ، فلا بد من مراجعة الأساسيات في قواعد اللغة العربية في النحو والإملاء قبل الشروع في الكتابة.
خلو المحتوى من الحشو
إن الحشو هو الزيادة التي لا طائل منها، ففي موضوعٍ وصفيٍّ عن شروق الشمس مثلًا أو غروبها على شاطئ البحر يكون وصف البحر والإسهابُ فيه وفي سُفُنه والكائنات التي تعيشُ فيه نوعًا من الحشو الذي لا طائل منه، والحشو عادةً يجعلُ الكاتب خارجًا عن الموضوع الأساسي، وهذا من أخطر الأمور التي قد يقع فيها، إذ من الممكن أن ينسى فكرة شروق الشمس ويحول الموضوع إلى نصٍّ عن البحر وعوالمه، كما أن الحشو الذي لا فائدة فيه مضرٌّ بالنصّ، لأن احتمالَ الوقوع في الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية يزيد مع زيادة الكتابة، والكاتب غنيٌّ عن ذلك.
مراعاة الجوانب الفنية
إن الجوانب الفنية هي عنصر الجمالِ في موضوع التعبير، وهي ما يُضفي عليه التميّز والألق، فلا بد لكاتب النص من الاستعانة بالتشبيه وأنواعه، والاستعارة وما تتضمنه من تقنياتٍ فنيّة، والكناية وأساليبها الشّيّقة، وذلك لإضفاء جمالية على النصّ، ففي موضوع يتحدث عن الخريف يمكن تقسيم عناصر الخريف إلى عدة مكوّنات، كالأرض والعصافير والشجر والنهر والسماء والريح، وتشبيه كل عنصر بمكوّنات تُعطي العبارة الكثير من الإحساس للقارئ، فالأرضُ على سبيل المثال تساقُ للنهر مثل مَنسيٍّ أثقلهُ العطش، والعصافير تتراقصُ بخفّةٍ مثل سعيدٍ يستقبلُ ضيفًا عزيزًا، والشجر يتمايلُ مترنّحًا لما رأى من غضب الرّيح، والسماءُ كئيبةُ تستعدُّ لتنشُرَ دمعَها على الملأ في الأيام المقبلة.
نصائح لتسليم موضوع التعبير قبل انتهاء وقت الامتحان
من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها لتسليم موضوع التعبير في الوقت المحدد ما يأتي:
- البدء بكتابة خطة الموضوع دون شروحات على المسودّة، وذلك بوضع أفكار متن الموضوع، وتحديد فكرة للمقدمة وفكرة للخاتمة.
- تذكر الشواهد المناسبة لموضوع النص من أبيات شعرية وآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكتابة رؤوس أقلام منها على المسودة، مع العناية بنسبتها إلى مرجعها الأساسي عند استخدامها.
- توزيع الشواهد على الأفكار بنوع من التساوي والإنصاف، وترجع الأهمية الكبرى هنا إلى تناسب الشاهد مع الفكرة.
- تقسيم كل فكرة أساسية إلى عدد من الأفكار الفرعية إن لزم الأمر.
- البدء بكتابة الموضوع وفق المخطط المرسوم على المسودة، والعناية بالمقدمة الجاذبة والمناسبة، مع مراعاة عدم الإطالة فيها، وعدم الإطالة في شرح أي فكرة بعد توضيحها بشكل وافٍ.
- الاهتمام بسلامة الكتابة من نحو وصرف وإملاء، بالإضافة إلى وضع علامات الترقيم في مكانها المناسب.
- كتابة خاتمة تستوفي فكرتها الموجودة في المخطط بأسلوب مشوّق ومختصر.
نموذج موضوع تعبير
إذا كان المطلوبُ ـ على سبيلِ المثالِ ـ موضوعًا عن النظافة وأهميتها للفرد والمجتمع فيمكن أن يكون الموضوع على الشكل التالي:
المقدمة:
في إحدى حملات التوعية التي تُقيمها مدرستنا كان لا بد من المشاركة ضمن فريقِ عملٍ وعلى نطاقٍ واسعٍ لتبادُل المجموعات الطُّلابية بين المدارس، لتقوم كل مجموعة ببرنامج نظافة متكامل يشمل المدرسة بكافة مرافقها، فكنتُ مع مجموعة من الأصدقاء أتجهّز لهذا اليوم، وأرتبُ الأدوات اللازمة لتلك المهمة. حينَ وصلنا كان مُشرف الحملةِ بانتظارنا في المدرسة، وقبل البدءِ بأي عمل كلّفَ كل طالبٍ بالبحث عن دور النظافة في حماية المجتمع، وأهميتها في الحفاظ على حياة الفرد من الأمراض والأوبئة، وتأثيرها في المدرسة والمنزل، فانطلقنا إلى مكتبة المدرسة لنجمع المعلومات في ساعتين، ونلخّصها في كُرّاسةٍ صغيرة، ثم ننطلق إلى العمل.
العرض:
وجدتُ في العديد من الكتب معلوماتٍ كثيرة عن النظافة وأهميتها، فكان أوّل ضرورةٍ لها أنها تُساعد على الراحة النفسية والاطمئنان الداخلي للإنسان، وأداء العبادة لله تعالى على الوجه الأكمل، فالماء الذي خلقه الله تعالى نعمةٌ كُبرى يستطيعُ من خلاله أن ينظّف جسدَه، وقد أمر الله تعالى بذلك قبل كل صلاة، فقال تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن}[١]، كما وجد صديقي كُتُبًا في الفقه الإسلامي قد أفردَت بحثًا خاصًّا للطهارة وأحكامها وأهميتها في قبول العبادة، فكتب عن أثرها في التقرب إلى الله تعالى.
أما صديقٌ آخر فقد أفرد كُراسةً كاملةً عن الأمراض التي يمكن أن تتسبب بها قلة النظافة، فالطعام الذي لا يحظى بالغسيل والتنظيف الجيد يتسبب بالتهابات المعدة والأمراض المزمنة في الأمعاء، كما يؤدي في بعض الأحيان إلى التسمم والموت، والخضار التي لا يتم تنظيفها بالماء والمعقمات الخاصة بالغذاء تتسبب بديدان الأمعاء وتقرّحاتِ المعدة والعديد من المشاكل الصحية التي ينبغي على الإنسان أن يتجنبها ليحافظ على سلامته، بالإضافة إلى أن انعدام النظافة في الثياب التي يرتديها الإنسان يتسبب بأمراضٍ جِلديةٍ تؤدي إلى الحكة والألم في كثير من الأحيان، مما يجعل مظهر الجلدِ مشوّهًا ومتهيّجًا طوال الوقت.
أما أخي الذي كان معي في المجموعة ذاتها فقد خصص بحثه عن الأمراض التي ينقلها عدم الاهتمام بالنظافة من خلال العدوى، فقد وجد أن نسبةً عاليةً من الأمراض المُعدية تنتقل بإهمال النظافة الشخصية، وانعدام التعقيم، والاستهانة بتنظيف الأشياء التي يستعملها المريض بشكل يوميّ، فذلك الإهمال ينقل الفطريات والبكتريا والكثير من الفيروسات التي قد تكون خطيرةً للغاية على حياة المرء، ولا شكّ أنّ قلة الوعي المؤدي إلى فهم عواقب هذا الأمر يعمل على زيادة تفاقم المشكلة ويؤثر على المجتمع ككل من خلال تأثيرهِ على الأفراد.
الخاتمة
وبعد أن استطعنا جمع العديد من المعلومات أدركنا حقًّا أهمية النظافة، وتأثيرها بالغ الأهمية على جسد الفرد وعلاقة ذلك ببقية الأفراد، كما أن النظافة في رأيي تجعل الإنسان محبوبًا بين أصدقائهِ، لا يُسببُ لهم الإزعاج بمظهرهِ غير اللائقِ أو رائحة ثيابهِ المؤذية، بالإضافة إلى أنّ عبادة الإنسان ومجالستهُ للصالحين ينبغي أن تكون على قدرٍ كافٍ من التطيّب والنظافة، لأن النظافةَ بابٌ لكلٍّ رُقيّ وألَق، وتعبير عن جوهر الشّخص وشخصيّته.