كيف نكتشف مواهب الأطفال؟ نصائح من 8 خبراء وكتاب
كيف نكتشف مواهب الأطفال؟ نصائح من 8 خبراء وكتاب
بات تكوين الشخصية المستقبلية للطفل، أحد عوامل ضمان مستقبل أكثر وضوحاً للبلدان، لذلك لا بد من تنمية الموهبة التي تبني هذه الشخصية، ولكل بلد خطوات حققها في هذا المجال، وخطوات يسعى لتحقيقها، لكن الأمر يعتمد في البداية على أهالي الموهبة أنفسهم، لضمان البقاء في مجتمع آمن ومستقر.
مجموعة من الاختصاصيين من عدة بلدان يناقشون هذه العوامل المؤثرة على موهبة الطفل من وجهة نظرهم.
في الرياض
د. صلاح صالح معمار: لا تحملوا الموهوب فوق طاقته
هو مؤلف وخبير تربوي في مجال التفكير والموهبة والإبداع، يُرجع قتل شخصية الموهوب من دون قصد، إلى ممارساتنا الأسرية وأنظمتنا التعليمية، كشف د. معمار عن احتضان الأفكار الإبداعية للموهوبين داخل الجامعات للخروج بشركات ناشئة ابتكارية، تجد داعميها خارج الجامعة، وتطبيقها في السعودية ضمن (البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين).
إن تمييز الموهوب عن إخوته، هو خطأ شائع عند الأهالي، كما يقول د. معمار، ما يسبب عداوة مباشرة وغير مباشرة بين الإخوة، يتابع قائلاً: “على الأهالي ألا يحمّلوا الموهوب فوق طاقته، وعدم ربط تصرفاته بموهبته، حتى لا يكره الطفل كلمة موهوب”.
د. خالد بن سعد العرفج: لا تفرضوا شخصياتكم على أبنائكم
من الأمور التي تساعدنا على اكتشاف المواهب، برأي العرفج، مدرب في تطوير التنمية البشرية هي ترك الطفل أثناء اللعب ليمارس التجربة والخبرة الكاملة في حل المشكلات، يتابع قائلاً: “يجب أن تكون ردود أفعالنا متوازنة وهادئة عندما يقوم الطفل بتكسير اللعبة؛ لأنه يمارس الاكتشاف، وبالإمكان تطوير مهارات الاكتشاف بالحوار مع الوالدين، ومشاهدة الأفلام العلمية ذات العلاقة بموضوع التعلم”.
من جدّة
هند نعمان: الموهوبون في السعودية يشاركون في البرامج الدولية
هي اختصاصية نفسية وتعديل سلوك وتنمية مهارات الأطفال والمراهقين واختبار الذكاء، كشفت أن 90% من المواهب تكون عند الأطفال منذ الولادة وبعد ذلك إما أن تقل أو تزيد. تدعو هند إلى الكشف عن تلك المواهب بالبحث الدائم في قدرات الطفل، والحرص الدائم على الحديث معه عن ما يفضله تتابع قائلة: “الموهوبون في السعودية يشاركون في البرامج الدولية سواءً كان داخل المملكة أم خارجها وسواءً كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أم الأطفال الطبيعيين”.
دعت الاختصاصية هند الأهالي إلى الإصغاء إلى أسئلة الطفل الموهوب، مهما كانت غرابتها، وعلّقت: “لا تحبطوه؛ لأن الموهوب دائماً ما يفكر خارج الصندوق”.
هو استشاري العلاقات الاسرية، الذي يدعو إلى اكتشاف الموهبة بالمتابعة الدائمة بأسلوب الموهوب، وإن كان خطأ فتصحيح الأخطاء هو الوسيلة الجيدة.
الطفل، من وجهة نظر الاختصاصي محمد باشا، لابد له من التجربة لاكتساب المعلومة والخبرة، على أسس معينة، يتابع شرحها: “يجب التعرف على اتجاهات الطفل ونشاطه المفضل والتركيز على ردود أفعاله وإشراكه في أنشطة مدرسية أو عائلية، والاستماع إلى رأيه وفتح باب نقاش معه، سواء في البيت أو المدرسة”.
من الإمارات
أميرة علي بوكدرة: استثمار مواهب اليوم ضمان لثروة الغد
محمد باشا: دعوا الباب مفتوحاً للنقاش
هي كاتبة وشريكة مؤسسة في مكتبة منشورات غاف، برأيها أن العامل اللغوي الذي تغذيه القراءة، هو ما ينتج طفلاً موهوباً واثقاً من نفسه، تتابع: “في دولة الإمارات هناك اهتمام كبير بالطفل بشكل عام والطفل الموهوب بشكل خاص، حيث المهرجانات القرائية كمهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومسابقات القراءة والكتابة المخصصة للأطفال. تعلّق قائلة: “الاكتشاف المبكر، يفسح المجال لكسب الوقت أكثر”.
الوقت، والمال والجهد، هي مهمات على الأهالي توفيرها لمراعاة احتياجات الطفل الموهوب العاطفية والنفسية، تتابع قائلة: “المواهب هي أمل المستقبل وثروته. فإن استثمرت في مواهب اليوم ضمنت ثروة الغد”.
من المغرب
حبيبة لزرق: كل طفل يملك ذكاءات تختلف عن غيره
تعتبر حبيبة لزرق خبيرة في علم النفس الحركي وأخصائية تربوية بالدار البيضاء، أن الموهبة تجعل صاحبها سعيداً وراضياً في حياته المستقبلية، ويتم اكتشافها من خلال اللعب ومحاورة الطفل.
في المغرب تتوفر مراكز عديدة للأنشطة المدرسية لتمكين الأطفال من التعبير عن مواهبهم والشعور بالسعادة، مثل الرسم والنحت والموسيقى والرقص وغيرها، من المدارس التقنية. وتتابع: “الموهبة تحد من سلوكيات الانحراف والمشاكل الاجتماعية التي قد تحدث بسبب عدم الاهتمام والتقليل من شأن مواهب أطفالنا”.
من مصر:
د. مأمن محمود: قانون يفتح عيون الينابيع ليكشف عن آلاف المواهب
تقترح الدكتورة مأمن محمود، اختصاصية في تنمية المواهب، تحويل القدرات الطبيعية للطفل إلى الكثير من المتعة في حياته عندها سيصبح موهوباً. وتحدثت عن المشاريع التي أحدثتها مصر لرعاية الموهوبين، تتابع قائلة: “أصدرت الدولة القانون 204، والذي ينص على استحداث جائزة جديدة تحت مسمى “جائزة الدولة للمبدع الصغير” لتفتتح بهذا القانون عيون الينابيع، التي اختبأت تحت أغطيتها آلاف المواهب”. تستدرك قائلة: “أن يعبر الطفل الموهوب بالحركات أكثر أم بالرسم والألوان أم باستخدامه صوته أم بتحريك جسده. كل هذه مؤشرات عن مهاراته الفطرية والتي بالطبع ستشكل موهبة ما تحتاج عناية”.
من لبنان
فاطمة شرف الدين: لا تكثروا من مديح أطفالكم
ينمو تقدير الطفل لذاته وشعوره بالرضا عندما يجد من يساعده على تطوير مواهبه، فيكتسب الجرأة والمهارة للاستكشاف الدائم، هو أسلوب تتبعه فاطمة شرف الدين، كاتبة أدب أطفال وناشئة في كتاباتها.
ترجع فاطمة ما تقدمه أي دولة في تنمية المواهب إلى قدرات الآباء والأمهات أنفسهم، وتوافر النوادي التعليمية للأطفال، وبرأيها أن المديح المبالغ به والمتكرر من الأهل لما يظهره الطفل من موهبة قد يؤدي إلى شعوره بالغرور.