لماذا لا تشعر بالراحة ليلا في سريرك لكنه يبدو وكأنه “الجنة” في الصباح؟
لماذا لا تشعر بالراحة ليلا في سريرك لكنه يبدو وكأنه “الجنة” في الصباح؟…يواجه الكثيرون مشكلات مختلفة تجعلهم غير قادرين على النوم ويشعرون بأن أسرّتهم غير مريحة، لكنها في الصباح قد تبدو “جنة” لا يريدون الخروج منها.
وهذه المفارقة الغريبة يعاني منها الكثيرون، وتبدو محبطة بشكل خاص عندما ينطلق المنبه كل يوم.
العقل النشط أو المستويات العالية من التوتر
ووفقا لبيكي سبيلمان، عالمة النفس ومؤسسة عيادة Private Therapy Clinic، فإن العامل الأكثر شيوعا في منع الاسترخاء أثناء الليل هو “العقل النشط أو المستويات العالية من التوتر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الحالات الطبية أو اضطرابات النوم، مثل الأرق، يمكن أن تجعل النوم أمرا صعبا بالنسبة لبعض الأفراد”.
وأوضحت أن التغييرات التي تمر بها خلال الساعات التي تنام فيها هي سبب شعورك بالاختلاف الشديد تجاه سريرك.
وتضيف بيكي: “لدى أجسادنا دورة نوم واستيقاظ طبيعية تسمى إيقاع الساعة البيولوجية. ومع اقتراب نهاية دورة النوم، ترتفع درجة حرارة الجسم، ويساعدنا إطلاق الهرمونات مثل الكورتيزول والسيروتونين على الشعور بمزيد من اليقظة. ونتيجة لذلك، قد نشعر براحة أكبر في الصباح بسبب هذه التغيرات الفسيولوجية”.
لكن هرمون الميلاتونين، وهو المسؤول عن التحكم في دورة النوم والاستيقاظ، قد يكون السبب وراء عدم القدرة على النهوض من السرير رغم استيقاظك من النوم.
وتشرح بيكي أنه في أثناء النوم يفرز جسم الإنسان الكثير من الميلاتونين، ولكن بمجرد أن نستيقظ يتوقف هذا الإنتاج. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتبدد ما تبقى من الهرمون، لذا فإن آثاره التي ما تزال تسري في جسمك قد تكون السبب وراء شعورك بأنك لا ترغب في مغادرة السرير.
وإذا كنت تجد صعوبة في الاسترخاء ليلا، فقد يكون من المفيد إلقاء نظرة على روتين النوم الذي يشار إليه باسم “نظافة النوم”.
بيئة نوم مريحة
وتقول بيكي: “إن توفير بيئة نوم مريحة أمر بالغ الأهمية. تأكد من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وفي درجة حرارة مريحة. واستثمر في مراتب ووسائد ومفروشات عالية الجودة تناسب تفضيلاتك أيضا”.
وتوصي أيضا بتقليل التعرض للشاشات والتحفيز مع اقتراب وقت النوم، وبدلا من ذلك، يمكن اختيار الأنشطة المهدئة مثل “القراءة”، أو أخذ حمام دافئ، أو ممارسة تقنيات الاسترخاء.
وعندما يتعلق الأمر بكيفية الاستيقاظ بشكل أسهل في الصباح، فإن الاتساق هو المفتاح. وتوضح بيكي: “من المفيد وضع جدول نوم منتظم. حاول الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، وتجنب الغفوة بعد إيقاف المنبه، لأنه يمكن أن يعطل دورة نومك ويجعلك تشعر بالترنح”.
وتضيف بيكي: “إن تعريض نفسك للضوء الطبيعي بعد الاستيقاظ يمكن أن يساعد في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية لديك وتعزيز اليقظة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الانخراط في بعض الأنشطة البدنية الخفيفة أو تمارين التمدد في تنشيط جسمك”.
وإذا استمرت مشاكل نومك أو كنت تشعر بالتعب بانتظام بعد النوم، فمن الأفضل زيارة طبيبك العام. فقد تكون مصابا بحالة مثل انقطاع النفس النومي، وفي هذه الحالة لن يتمكن أي قدر من “نظافة النوم” من الوصول إلى جذور المشكلة وتكون الاستشارة الطبية هي ما نحتاجه.
لماذا لا تشعر بالراحة ليلا في سريرك لكنه يبدو وكأنه “الجنة” في الصباح؟