غذاء الروح

لماذا نصوم عاشوراء وما حكم صيامه

لماذا نصوم عاشوراء وما حكم صيامه…اذا تصفحت معاجم اللغة العربيّة؛ ستجدُ أن عاشوراء مأخوذة من ” عشوراء” بحذف الألف بعد العين، والمقصود بها اليوم العاشر، أو يوم في اليوم العاشر، وقد اتّفق العلماء على أن المقصود بيوم عاشوراء هو يوم العاشر من شهر المُحرّم، ويتُعرفّ على هذ الشّهر من خلال هلاله؛ فإذا تمكّن علوم الفلك، ومن معهم من عُلماء الإفتاء في رؤية هلال مُحرّم؛ عُدّ من بعد رؤية الهلال تسعة أيام، وفي اليوم العاشر يكون عاشوراء.،

لماذا نصوم عاشوراء وما حكم صيامه
لماذا نصوم عاشوراء وما حكم صيامه

لماذا نصوم عاشوراء

يرجع السبب في صيام عاشوراء إلى ما كان عليه بني إسرائيل؛ فقد كان سيّدنا موسى -عليه السّلام-، ومن معه من بني إسرائيل يصومون هذا اليوم، وقد حمل هذا اليوم ذكرى سعيدة لهم؛ فهو اليوم الذي نجّى فيه المولى -تبارك وتعالى- سيّدنا موسى من فرعون وجنده، بعد أن ألهمه أن يضرب بعصاه البحر؛ فانفلق؛ فكان كلّ فرق كالطّود العظيم، وغرق فرعون ومن معه كما أنه يحمل ذكرى أخرى أثّرت في التاريخ الإسلاميّ، وهو مقتل سيّدنا الحُسين-رضي الله عنهما في موقعة كربلاء.

 

حكم صيام عاشوراء

الأحكام الفقهيّة بين أمرين: قد تكون أحكامًا فقهيةً ثابتة، لا يطرأ عليها أيّ تغيّرٌ مهما اختلف الزّمان والمكان، وأحكامٌ أخرى تتغيّر بتغيّر الزمان أو المكان، وصيام يوم عاشوراء من النّوع الثاني؛ فقد كان صيامه في بادئ الأمر فرض، ولكن بفرضية الصيام على كلّ مسلمٍ ومُسلمة؛ نُسخ حكمه من الفرضية إلى الاستحباب؛ فإذا أفطر المُسلم في هذا اليوم؛ فلا كفّارة ولا قضاء عليه؛ لأن القضاء، والكفّارة، أو كلاهما؛ يكمُن في ما كان فرضًا.

وقد قيل: إن لصيام هذا اليوم مراتب، أعلا تلك المراتب: صيام يوم التاسع، والعاشر، والحادي عشر من شهر المحرم، والمرتبة التي تلي تلك المرتبة، هي صيام التاسع والعاشر، وأما المرتبة الثالثة فهي صيام العاشر فقط، وقد أنكر بعض العلماء هذا الرأي، وقالوا: لا يجوز صيام هذا اليوم منفردًا؛ حتى لا يدخل المرء في دائرة التشبُّه باليهود، وقال البعض الآخر: إنه لم يرد دليلٌ شرعيٌّ يمنع من صيام يوم عاشوراء منفردًا.

فضل صيام عاشوراء

ذخرت السّنة النبوية بالكثير من الأحاديث التي تدُل على فضل هذا اليوم المبارك، ومن تلك الأحاديث أن النبي كان يتحرّى صيام عاشوراء عن أي يومٍ آخر، وفي ذلك يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-:” «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ.»، وقد ذكر النبي أن صيام هذا اليوم يُكفّر السنة التي قبل، ومما يدُل على ذلك: “ما رواه الامام مسلم في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:” «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.» ومن خلال ذلك تعرّفنا لماذا نصوم عاشوراء.

 

 

تسعدنا متابعتك لقناتنا 👇

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock