ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل
ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل؟ وما هي سنته -صلّى الله عليه وسلّم في هذه العبادة العظيمة ما سيتمّ التعرّف عليه في هذا المقال، حيث أنّ رسول الله قد سنّ للنّاس قيام الليل، والقيام هو الانشغال عن النّوم بالعبادات والأعمال الصّالحة والصّلاة والدّعاء وتلاوة القرآن، ولهذه العبادة فضلٌ وأجرٌ عظيم، يناله المثابر والمحافظ عليها والمخل لوجه الله تعالى
ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل
لم يتقيّد رسول الله بقراءة سورٍ معيّنة دون غيرها، بل كان دأبه التنويع في القراءة من القرآن الكريم، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشّريفة في السّنّة النّبويّة المباركة الّتي تفيد بما كان يقرأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند قيامه الليل، فقد كان النّبي يجتهد في قيام الليل والصّلاة فيه، لعلمه بفضائل هذه العبادة العظيمة وليكون عبدًا شكورًا لله -سبحانه وتعالى- على ما أنعم عليه وهداه إلى سواء السّبيل، وفي الآتي سنعرض ما نُقل عن رسول الله وسنّته في القراءة في صلاة الليل:
- كان -عليه الصّلاة والسّلام- يقرأ سورة البقرة وسورة النّساء وآل عمران في ركعة.
- كان يقرأ سورة البقرة في ركعة، ويقرأ سورة آل عمران مع أيّ سورةٍ أخرى في الرّكعة الثّانية.
- كان يقرأ سورة البقرة فيقسمها ليقرأ قسمًا منها في الرّكعة الأولى، والقسم الآخر في الرّكعة الثّانية.
- كان يقرأ في صلاة الوتر مائة آيةٍ من سورة النّساء.
- كان يقوم الليل بآيةٍ واحدٍ يردّدها في كلّ الرّكعات.
- كان يقوم الليل بألف آيةٍ من القرآن الكريم.
- كان -صلّى الله عليه وسلّم- يقوم الليل بالسّور من المفصّل.
- كان يقوم الليل بقراءة سورة الإخلاص.
سنة النبي في قيام الليل
إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجتهد في قيام الليل وخاصّةً في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك، لكنّه لم يكن يزيد في صلاته عن إحدى عشر ركعةً لا في شهر رمضان المبارك ولا في غيره من الشّهور، لكنّه لم يفرض على المسلمين هذا القدر من الرّكعات، بل إنّ المسلم يصلّي ما يقدر عليه، كذلك كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يطيل السّجود والرّكوع، وعند قراءته لآيات القرآن الكريم في الصّلاة كان يسبّح إذا مرّ بآية تسبيح، ويسأل الله تعالى الرّحمة عند آيات الرّحمة، ويتعوّذ بالله عند آيات التّعوذ، ومن الجدير بالمسلم اتّباع هدي النّبي وأفعاله وسننه في جميع الأمور التّعبّدية والدّنيوية ليكسب بها الأجر والشّفاعة ورضا الله تعالى في الآخرة.
فضل صلاة قيام الليل
لقيام الليل فضلٌ عظيمٌ يناله كلّ من ثابر وحافظ على هذه العبادة العظيمة، لأنّ المسلم يتقرّب لله سبحانه وتعالى بالنّافلة والتّطوع في الأعمال الصّالحة، ومن فضائل صلاة قيام الليل نذكر الآتي:
- صلاة قيام الليل منجاةٌ للمسلم من نار جهنّم يوم القيامة.
- صلاة قيام الليل هي سببٌ في دخول العبد الجنّة.
- صلاة قيام الليل ترفع درجات العبد عند الله تعالى وتقرّبه منه.
- صلاة قيام الليل هي دأب الصّالحين وسنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
- صلاة قيام الليل تكفّر الذّنوب والخطايا وتمسح الآثام عن العبد.
- صلاة القيام تبعد المسلم عن المعاصي والمحرّمات.
- صلاة قيام الليل هي أفضل الصّلوات بعد الصّلوات المفروضة.
الأسباب المعينة على القيام
قيام الليل من العبادات الّتي يرى فيها الكثيرون المشقّة والصّعوبة، لكنّ المسلم الحقّ يجب أن يستغني عن راحته لأجل أن يتقرّب من الله -سبحانه وتعالى- وينال الأجر العظيم في الآخرة، ومن الأسباب المعينة على قيام الليل نذكر الآتي:[4]
- العزم على القيام وإخلاص النّيّة لوجه الله تعالى.
- مجاهدة النّفس على القيام وأداء العبادات.
- النّوم باكرًا واجتناب السّهر.
- النّوم على طهارة.
- قراءة أذكار النّوم والمحافظة عليها.
- ذكر الله -تبارك وتعالى- عند الاستيقاظ.
- النّوم على الجانب الأيمن.
- أخذ قيلولةٍ خلال النّهار.
- الابتعاد عن تناول كمّياتٍ كبيرة من الطّعام والشّراب.
- التّعرف على فضائل القيام.
أفضل الأوقات لصلاة قيام الليل
إنّ وقت صلاة الليل الّذي بينّته الشّريعة الإسلاميّة يبدأ من بعد صلاة العشاء وحتّى صلاة الفجر، ولكنّ أفضل الأوقات لأداء صلاة قيام اللي هو الثّلث الأخير من الليل، فهذا الوقت وقتٌ فضيلٌ فيه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السّماء الدّنيا وتتنزّل رحماته وخيراته على عباده الّذين قاموا من رقادهم ليتقرّبوا إليه بالنّوافل وهو الغنيّ عنه، لكنّه ذو الفضل العظيم، فيغفر لكلّ مستغفر، ويتقبّل عبادة كلّ متعبّد، ويعطي كلّ من يسأل، ويستجيب لكلّ داعي، لذا فالصّلاة في هذا الوقت أفضل من أوّل الليل أو أوسطه، فينال فيه العبد خيرًا فوق خير، والله أعلم.
فضل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
لاتّباع سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الفضل والخير يناله المسلم في الدّنيا والآخرة، وفي الآتي سنذكر بعض هذه الفضائل، وهي:
- اتّباع سنّة الرّسول هي طاعةٌ لله تعالى.
- اتّباع السّنة سببٌ في نيل الشّفاعة يوم القيامة.
- في اتّباع السّنة أجرٌ عظيمٌ يرثه المسلم في الدّنيا والآخرة.
- اتّباع السّنة سببٌ للهداية الثّبات على الطّريق القويم.
- اتّباع السّنة سببٌ في نيل رحمة الله تبارك وتعالى.
دعاء قيام الليل من السنة
لم يرد في السنّة النبوية الشريفة التخصيص في أدعية قيام الليل، ولكن يشرع للمسلم الدعاء بالمأثور من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:
- “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب”.
- “اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتممها علينا”.
- “اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”.
- “اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين”.
إلى هنا نصل لنهاية مقالنا ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل حيث تحدّثنا عن سنة رسول الله في قيام الليل وما كان يقرأ من السّور في صلاته، بالإضافة إلى الحديث عن فضل اتّباع سنّته وفضل قيام الليل والأسباب المعينة على القيام.
يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇
https://t.me/school_ksa
