ماذا لو توقف جوجل عن العمل ليوم واحد، كيف ستكون حياتنا؟
ماذا لو توقف جوجل عن العمل ليوم واحد، كيف ستكون حياتنا؟
في ظل عصرنا هذا، عندما تسأل أي شخص عن معلومة، فورًا سيقول لك: “Google it“، أي ابحث عنها من خلال محرك البحث جوجل الذي يمتلك كمية بيانات ومعلومات ضخمة، قد لا تُحصى. لكن ماذا إذا اختفى جوجل من حياتنا ليوم واحد فقط؟ هل يستطيع إنسان القرن الواحد والعشرين استكمال يومه بهذه السهولة؟ حسنًا، هذا ما سنعرفه من خلال تقريرنا هذا.
عند اختفاء جوجل ليوم واحد
اذهب للمكتبة أو استخدم محركات بحث أخرى
قبل انطلاق محركات البحث، كان يضطر الناس للبحث في الكتب والمراجع عن أي معلومة. أما اليوم، يعتمد الناس على جوجل بغزارة، لكن، في حال اختفائه، سيصعب على الكثيرين الوصول إلى كم المعلومات والبيانات الضخمة التي يقدمها جوجل بكبسة زر. وربما يلجأ العديد من الناس إلى الكتب من جديد أو يستخدمون محركات بحث أخرى مثل: Yahoo أو DuckDuckGo أو Being، وغيرهم. لكن -للأسف- لا يعرف أغلب الناس سوى جوجل، فهو محرك البحث الأكثر شعبية، كما يقدم خدمات كثيرة وتجربة مستخدم قيّمة.
لكن سنسترجع خصوصيتنا
جميعنا نعرف أنّ هناك محرك بحث يسمى جوجل، ربما لا تعلم سوى هذه المعلومة عن جوجل، لكن هل تعلم أنّ جوجل يعرف عنك الكثير؟ نعم، هذا حقيقي، إنه يجمع عنك مجموعة ضخمة من البيانات والمعلومات من خلال سجل التصفح، ويُنشئ ملف تعريف كامل لك، يتضمن: اسمك وعمرك وجنسك وحالتك الاجتماعية واهتماماتك الشخصية ودخلك وما إلى ذلك. ربما يعرف جوجل عنك ما لا يعرفه والداك! لكن، إذا حدث وتوقف جوجل في يوم ما، فهذا يعني أنك لن تتعرض لمواقع القرصنة الإلكترونية التي يعرضه�� جوجل في بعض الأحيان، وبالتالي تحافظ على الأمان والخصوصية لجهازك ونفسك أيضًا.
وستخسر الشركات والمنظمات
لقد دخل جوجل ومنتجاته في حياتنا بطريقة معقدة، حتى إنّ اختفاءه ليوم واحد فقط قادر على إلحاق خسائر فادحة في كبرى الشركات التي تعتمد على جوجل وتطبيقاته المختلفة في عملياتها التجارية.
ولعل مثال حي على ذلك هو شركة هواوي، والعقوبات التي حرمتها من استخدام خدمات جوجل في أجهزتها، وكانت نتيجة ذلك انهيار أرباح الشركة بالكامل، فقد كانت هواوي العلامة التجارية الأكثر مبيعًا للهواتف الذكية في الربع الثاني من عام 2020؛ لينتهي بها الأمر بالتراجع إلى المراكز الخمسة الأولى على مستوى العالم بعد تطبيق تلك العقوبات.
ومع ذلك، فقد تمكنت هواوي من تجميع شتاتها، والسيطرة على السوق الصيني والذي اعتاد على غياب خدمات جوجل على أي حال، كما رأيناها تطلق نظامها الخاص بإسم HarmonyOS، وأتاحته للإستخدام من قبل الشركات الصينية الأخرى، في محاولة منها لقليل إحتكار جوجل لسوق الهواتف الذكية.
“نعتقد أن هذا وضع غير عادل للغاية بالنسبة لشركة Huawei. لقد أضر بنا كثيرًا “
سيكون يومًا سيئًا لصائدي الثغرات الإلكترونية
هل سمعت من قبل بمصطلح مكافأة الثغرة “Bug Bounty”؟ إنها بمثابة صفقة تعرضها الشركات التقنية الكبرى للعامة، حيث تتيح مكافآت مالية إذا أبلغهم أحدهم عن وجود خلل أو ثغرة ما في أنظمة الشركة، فيُجري المبرمجون اللازم ويُعالجون الخلل. هناك أشخاص يعتمدون على مكافأة الثغرة هذه في الحصول على أموال ويُطلق عليهم “صائدو الثغرات الإلكترونية”، وبما أنّ جوجل أكبر محركات البحث استخدامًا. يجب تجنب أي ثغرة قد يستخدمها القراصنة لإلحاق الضرر به. لذلك، تشجع جوجل أي صائد للثغرات على تبليغها فورًا بأي ثغرة، وفي المقابل يحصلون على مكافآت مالية كبيرة. إذا اختفى جوجل ليوم، لن يستطيع كثير من هؤلاء اصطياد ثغراته، وسيخسرون.
ستشهد جوجل انخفاضًا كبيرًا في رصيدها وأسهمها
تُعد جوجل واحدة من أكبر الشركات العالمية، وتخطت القيمة السوقية للشركة الأم التي تتبعها “ألفابت” ما يقارب 2 تريليون دولار في نهاية 2021. إذا اختفى جوجل، سينخفض رصيدها المالي، كذلك أسعار أسهمها، ما يسبب خسائر مالية، ستعاني منها جوجل فيما بعد، حتى تستطيع تعويض الخسائر والقيام من جديد.
سينتشر الخبر مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل
في 4 أكتوبر 2021، توقف فيسبوك ومنتجاته عن العمل لبضعة ساعات، ما جعل جميع وسائل التواصل الأخرى تتداول الخبر، وسخر كثيرون من فيسبوك، لقد كانت ساعات معدودة، لكن تقريبًا عرف العالم كله ما حدث. نفس الأمر سيحدث إذا اختفى جوجل، ستتناقل كل وسائل التواصل الاجتماعي هذا الخبر، ما يترتب عليه خسائر فادحة للشركة.
قد يخرج فيسبوك بمحرك بحث جديد خاص به
نعم، هذا يحدث فعلًا، حيث إنّ كثيرًا من نتائج البحث تذهب إلى فيسبوك، فلمَ لا يخرج بمحرك بحث خاص به، لكن عندما يعود جوجل بعد الاختفاء – إذا عاد – سيكون منافسًا لمحرك البحث هذا، وطبعًا ستكون بياناتنا معرضة لتنصت زوكيربيرج عليها وسنفتقد أيام جوجل!
وأبل أيضًا
حيث انتشرت بعض التقارير التي تشير إلى أن جوجل تقوم بالدفع للتفاحة الأمريكية كي لا تقوم بصناعة محرك البحث الخاص بها والاحتفاظ بمحرك بحث جوجل بشكل افتراضي على منتجاتها، ولكن إذا اختفت جوجل أو توقفت عن العمل، فما الذي سيمنع أبل من إطلاق محركها الخاص؟
ربما يُضل أحدهم الطريق!
كثير من الناس يعتمدون على خرائط جوجل للوصول إلى سُبلهم، لكن إذا حدث وأُغلق جوجل أثناء الطريق ولا يعرف تطبيقًا آخر يهتدي من خلاله، ربما يُضل طريقه.
وداعًا لترجمة جوجل
بعض الناس يحتاجون ترجمة بعض الكلمات أثناء العمل أو الدراسة، ولا يعرفون سوى خدمة الترجمة التي يُقدمها جوجل، ولكن إذا اختفى صديقنا جوجل، فلا بد من اختفاء الخدمة معه.
تفقد الشركات الاتصال
يعتاد عدد كبير من الشركات والمؤسسات على Gmail في التواصل، فإذا اختفى ليومٍ واحد، ستتعرض كل الأعمال التجارية المعتمدة على الـ Gmail للخطر، وكذلك تطبيقات كـ Google Meet و Duo ستتوقف عن العمل، ما سيؤدي لتعطيل الإجتماعات كذلك، ولكن طبعًا هذا لا يعني أننا لن نتمكن من استخدام بدائل كتطبيق Zoom فقط، رغم السمعة السيئة التي تحيط به، ولكن لن يبقى أمامنا أي حل آخر.
وتضيع كلمات المرور
كم منا يحفظ كلمات المرور عند جوجل وينساها؟ معظمنا إن لم يكن كلنا. في أغلب الأحيان، بدلًا من إرهاق الذاكرة بكلمات المرور، يضطر أغلبنا إلى حفظها على جوجل، لكن ماذا إذا اختفى جوجل؟ ستذهب معه الكلمات المرورية بالتأكيد، وإذا لم تحفظها في ذاكرتك أو أي مكان آخر بعيد عن جوجل، ستُضطر لتجديد كلمة المرور، وهذا يستلزم بعض الوقت، وإذا كان حساب الموقع مرتبط بإيميل الـ Gmail، فهذه مشكلة أكبر!
خسارة عائدات الإعلانات
تُشير أغلب التقديرات إلى أنّ جوجل تربح يوميًا نحو 400 مليون دولار كعائدات للإعلانات، فإذا اختفى جوجل لمدة يوم، ستخسر الشركة هذا الكم الكبير من الأموال، ولن يتوقف الأمر على ذلك، بل ستطول الخسائر لأي مشروع تجاري أو شركة تعتمد على إعلانات جوجل في ترويج منتجاتها!
تقل حركة المرور.. وداعًا للترافيك
تسعى مواقع الويب حاليًا إلى تحسين محركات البحث، حتى تنال إعجاب جوجل، لكن إذا اختفى محرك البحث هذا ليوم، ستنخفض زيارات المواقع التي يُفضلها جوجل ويضعها في أعلى قائمته من 10 آلاف زيارة في اليوم إلى 5 آلاف فقط!
ربما لهذه الأسباب السابقة، ستتأثر حياة الناس إذا توقف جوجل والذي يعني غياب محرك البحث المُفضل لدينا جميعًا، فجوجل ليس مجرد محرك بحث ترفيهي، ولكنه مرتبط بأعمال وحياة البشر الآن، وهذا تفرضه علينا التكنولوجيا التي جعلتنا نتجه إليها في معظم جوانب حياتنا اليومية.