ماهو اول مسجد في الاسلام؟
ماهو اول مسجد في الاسلام..إنّ أول مَسْجِدُ بُني في الإسلام مسجد قُبَاءٍ، لكن الأوليّة تبقى لبيت الله الحرام لقوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}، أما مسجد قباء فهو أول المساجد المبنية في المدينة المنورة وأكبرها، بني في الجهة الجنوبية منها، وأكثرها اهتماماً من قبل المسلمين منذ فجر الإسلام، لعظمة فضله وشأنه الذي حدثنا عنه رسول الله فقال: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء، وصلى فيه كان له كأجر عمرة”، كما أخبرنا الإمام البخاري بصحيحه اعتاد كل يوم سبت زيارة مسجد قباء مصلياً ركعتين راكباً أو ماشياً.
متى بني مسجد قباء
بني مسجد قباء بعد الهجرة من مكّة المكرّمة إلى المدينة بالسنة الـ 14 من النبوة، وقد أشرف على بنائه الرسول مح��ّد مستقراً في مضارب بني عوف حتى أثناء إشادته، وقيل 4 أيام، شهد مسجد قباء عناية خاصة من المسلمين عبر العصور حتى يومنا هذا، فتم توسيعه ثم تجديده عشرات المرّات من أيام الخلفاء الراشدين، ومن تبعهم من ولاة أمور المسلمين، وآخر تجديد كان بعهد عبد العزيز آل سعود، تبلغ مساحة مسجد قباء حالياً 13,5 آلاف متر مربع، المُصلّى وحده 5 آلاف مِتر مربع، بطاقة استيعابية وصلت إلى 20,000 مصل، الحديث الآن عن مشروع أكبر توسعة بتاريخ المسجد معلنا منذ رمضان سنة 1443 هـ، بمخطط يزيد رقعته إلى 50 ألف متر مربع، مع تطوير شامل لكافة الجوار، مما يزيد طاقته الاستيعابية.
الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي
يلتبس على الناس أحياناً الأمر بين مسجد قباء والمسجد النبي الشريف في المدينة النبوية، والجدير بالذكر أن الالتباس بينهما هو التباس ديني فقهي، وليس التباساً بأنهما مسجد واحد، وهو واضح بالفروق الآتية:
- الاختلاف بالموقع: فمسجد قباء يقع بقرية قباء على أطراف المدينة وتبعد عنها ميلين، أما المسجد النبوي الشريف فأشيد وسط المدينة المنورة.
- الاختلاف بتاريخ البناء: بني مسجد قباء أولاً فور وصول رسول الله إلى مضارب بني عمرو بن عوف، فبُدء بعمارته في يوم الاثنين واستمر بناؤه حتى الخميس، بـ 23 أيلول سنة 622 مـ، فغادر قباء باليوم الخامس نحو المدينة، وبنى مسجده في مكان رقود ناقته لاختلاف المسلمين.
- الاختلاف من حيث أجر الصلاة فيهما: الصلاة بالمسجد النبوي الشريف تعادل ألف صلاة، قال رسول الله: “صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلَّا المسجِدَ الحرامَ”، أما فصل الصلاة في مسجد قباء فهو عِدال العمرة، قال رسول الله: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء، وصلى فيه كان له كأجر عمرة”
مسجد قباء في القرآن
الالتباس الفقهي بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء فهو حول المقصود بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، إذ إن كلاهما أسس على التقوى، وكلاهما أسس في نفس الفترة، لذا اختلف علماء المسلمين في المقصود؛ والعلم عند الله.