ما هو التصحيف
ما هو التصحيف
إنّ التّصحيف هو أن يقوم الشّخص برسم الكلمة أو قراءتها بصورة غير صحيحة مخالفة لما هي عليه في الواقع، وذلك لتقارب لفظ الأحرف من بعضها، ويمكن القول أيضًا بأنّ التّصحيف هو تغيير لفظ الكلمة المرسومة نتيجة التّشابه بين حروفها لفظًا.
ومن الأحرف العربيّة التي قد تسبب في التّصحيف هي: ( حرف الباء، والياء، والثاء، والتاء، والنّون) فهي تتشابه إلى حدٍّ كبير مع بعضها البعض في الكتابة ولكنّها تختلف في مكان وضع النّقط وعددها فقط، مما قد يُسبّب التّصحيف من خلال تغيير لفظ الكلمة مع بقاء شكل الأحرف.
بعض الأمثلة الواردة عن التصحيف
هناك بعض الأمثلة الواردة عن التّصحيف والحالات التي تؤدي إلى الوقوع في التّصحيف وهي كالآتي:
- زيادة أو نقصان أحد الأحرف من الكلمة: مثال على ذلك: “عمر بن عثمان، والأصل هو عمرو بن عثمان” فإنّ إنقاص حرف الواو أدّى إلى تغيير الاسم كلّيًّا، مثال آخر: “قولهم صحف مالك في جابر بن عتيك، والأصل هو جبر بن عتيك”.
- إبدال كلمة بكلمة أخرى: كما فعله عن حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم عندما قال: “ولا تُخمّروا وجهه، فإنّه يُبعث يوم القيامة ملبيًا” فإنّ الأصل في الحديث كما أجمع الصّحابة الثّقات بأنّه قال: “ولَا تُخمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعثُ يَومَ القِيَامَةِ مُلبِّدًا”
- إبقاء الشّكل المرسوم على حاله مع تغيير مكان النّقط: مثال على ذلك: تصحيف ابن معين بن مراجم مكتوبةً بالرّاء والجيم، إلى مزاحم بتبديل الرّاء إلى زاي، والجيم إلى حاء.
- تغيير راوي الحديث: جاء في صحف بقية بن الوليد حديث عن صفيّة، وهو بالأصل عن جويريّة.
ما الفرق بين التصحيف والتحريف
حيثُ أنّ الكلمتان متقاربتان جدًّا في المعنى والفرق بينهما بسيط، ويمكن التّفريق بينهما من خلا التعريف الآتي:
- تعريف التّصحيف لغةً: هو وجود خطأ في الصّحيفة مع بقاء الرّسم على شكله.
- أمّا التّحريف لغةً: فهو التّغيير في شكل الخط.
حيثُ أنّ المصطلحين متقاربان في المعنى ولكن أراد الأئمّة التّفريق والتّمييز بينهما حيثُ أنّ التّصحيف هو ما جرى فيه الاختلاف مع بقاء شكل الرّسم وصورته، أمّا التّحريف هو تغيير شكل الخط وصورته، مما يوضّح لنا بأنّ الاختلاف بينهما بسيط جدًّا فالتحريف هو تغيير الشّكل المرسوم بالزيادة أو النّقصان، أمّا التّصحيف هو بقاء الشّكل المرسوم على حاله ولكن يكون التغيير في شكل الحروف أو حركاتها.
ما هي اسباب الوقوع في التصحيف والتحريف
هناك الكثير من الأسباب التي أدّت إلى الوقوع في خطأ التّصحيف والتّحريف، ويعود ذلك إلى بعض الأسباب الموضّحة فيما يلي:
- التّشابه الكبير بين بعض أحرف اللّغة العربيّة، مثل: الباء والتاء والثاء والحاء والجيم والخاء، وغيرها الكثير.
- عدم الاهتمام بوضع علامات التّرقيم والتّشكيل وإهمالها في معظم الوقت.
- وجود أنواع كثيرة من الخط العربي الّذي استخدم في الكتابة.
- عدم وجود الخبرة الكافية في اللّغة العربيّة بين القبائل العربيّة القديمة.
إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن ما هو التصحيف، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث بين تلك الفقرات عن بعض الأمثلة الواردة عن التّصحيف، وما الفرق بين التّصحيف والتّحريف، لنختتم المقال بأسباب الوقوع في التّصحيف والتّحريف.