المناهج التعليمية

مقدمة بحث عن القراءة

 

مقدمة بحث عن القراءة

كان الإنسان منذ بدء التاريخ يخشى على ما توصل إليه مجتمعه من معلومات وعلوم مختلفة و للأسف كانت هناك العديد من الحضارات التي تختفي دون أثر على الرغم ما وصلت إليه من تطور واكتشافات ولكن دون فائدة لمن بعدهم، ولكي يحقق الإنسان التطور لبنى جنسه، كان عليه أن ينقل تلك العلوم لمن يخلفه من البشر حتى تبدأ الأجيال اللاحقة من النقطة التي انتهى عندها أجدادهم الأولين، فابتكر الإنسان الكتابة و القراءة؛ لكي لا تذهب مجهوداته هباء، ودعى إلى الالتزام بها من كان يريد لنفسه التطور و الرقي .

واهتمت الأديان السماوية باختلافها على حفظ شرعها وشريعتها ولكي تصل إلينا هذه الشرائع والأديان اضطر أجدادنا إلى الكتابة وحثنا على القراءة باستمرار حتى نكمل تناقل الأديان واستمرارها، ففي دين الإسلام أول آياته هي (اقرأ) وقد دعا الرسول محمد -ﷺ- في الكثير من أحاديثه على القراءة وطلب العلم، فقال -ﷺ- (طلبُ العلمِ فريضةٌ) ، وجعل الرسول منزلة العالم في منفعته لمجتمعه أعلى فى المقام من منزلة العابد ، كما في قوله -ﷺ- (فَضلُ العالِمِ علَى العابِدِ، كفَضلِ القَمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ) وأولى خطوات طلب العلم -لا محالة- هي القراءة.

مقدمة بحث عن القراءة
مقدمة بحث عن القراءة

فوائد القراءة

للقراءة فوائد عدة للفرد على المستوى الشخصي، وللمجتمع بشكل عام، وفيما يلي سأعرض لكم بعضاً من فوائد هذا السلوك العظيم:

أهمية القراءة للفرد:

العديد منا يتذمر من القراءة ويبتعد عنها، ظناَ منه أنها مرهقة ويمكن استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة، هذا ظن البعض مع الأسف، ولكن دعني أعرض عليك بعضاً من فوائد القراءة لك، وسأترك لك المجال لتقرر أنت هل هي مفيدة أم لا.

  1. زيادة التركيز: هل فكرت يوماً كيف يقوم عقلك بعملية القراءة تلك؟ دعني أجيبك إذن، المخ يقوم بالعديد من العمليات أثناء القراءة، وهي التفكير والتخيل  والتأمل، بالإضافة إلى الربط بين الظواهر والمفاهيم، وتلك العملية بالأخص لها دور عظيم في زيادة القدرة التأملية والكتابية، أيضاً تطوير القدرة التحليلية للفرد، ما يؤدي إلى زيادة القدرة على التركيز.
  1. تقوية الوصلات العصبية: يا ترى ما مدى أهمية القراءة على مخ طفلك؟ في كل مخ بشري هناك العديد من الوصلات العصبية التي تنقل المعلومات من وإلى المخ، وهناك العديد من السلوكيات التي تساعد في تطوير هذا الجزء بالأخص في المخ لتطوير القدرات التواصلية لدي المخ، وتعزيز القدرات التحليلية، ومن أهم هذه السلوكيات هي القراءة.
  1. تنشيط الذاكرة: استمرار القراءة بشكل متكرر وبانتظام يعمل على تنشيط الذاكرة بشكل قوي، بحيث رأى الباحثون أن القراءة المنتظمة تقلل من الإصابة بمرض الزهايمر بشكل كبير؛ بسبب عملها على تعزيز الذاكرة بشكل مستمر و تحفيزها بشكل منتظم.
  1. توسيع المدارك: من الضروري الإشارة أن لا يوجد للقراءة حدود، فهي تحمل في خباياها كل الموضوعات و العلوم، فمتى أردت أن تقرأ ما تحب ستجده، بل ستجد فيه مواضيع كثيرة وأراء مختلفة، مما يجعلك تتفتح على علوم مختلفة، وتكوين ثقافة قوية قائمة على تنوع هائل، فالقراءة هي أولى السبل لتوسيع المدارك والتنوع الثقافي.
  1. التعلم الذاتي: تهتم العديد من المؤسسات والأنظمة المختلفة بترسيخ مبدأ التعلم الذاتي، وهو مبدأ يظهر للوهلة الأولى بساطته، فليس من الصعب أن أعلم نفسى معلومة جديدة تفيدنى، ولكن كيف لي بتحقيق ذلك؟ هذا ما يهم العالم حالياً، فمن أراد أن يلحق بركب التطور عليه بتطوير ذاته بالقراءة و التعلم أولاً.
  1. مقاومة الاكتئاب: هناك طريقة مبتكرة قام عليها علماء النفس للتقليل من الاكتئاب، والتوتر، والقلق ،ألا وهي القراءة، فالقراءة تشغل العقل عن التفكير السلبي في ضغوط الحياة مما يقلل الاكتئاب، ويعمل على تعزيز الحالة المزاجية والنفسية للمريض.
  1. تقوية الشخصية: من منا لا يريد أن يشعر باهتمام الناس بسماع رأيه في العديد من المواضيع؟ وكيف نجعل الناس ينجذبون إلينا هكذا و يطلبون منا الرأي للعمل به؟ وكيف لا وأنت لك كل ما سبق من المميزات كقارئ عن غيرك ممن لا يقرؤون، فبقراءتك تكتسب كل تلك الصفات ، واسع الاطلاع ، حاد الذكاء، مثقف، قوي الذاكرة، فيك كل الصفات التي تخولهم لسؤالك .

أهمية القراءة للدول:

تهتم الدول والمؤسسات العالمية لتنمية الشعور بأهمية القراءة والحث عليها، فلماذا كل هذا؟

  1. أهمية سياسية: وجود مجتمع مثقف وعلى علم ولو بسيط بمختلف العلوم يجعل من الدولة قوة لا يستهان بها، فالمجتمع المثقف ينتج حكومات قوية، وأنظمة رقابية قوية، تجعل من الصعب فشل تلك الأنظمة.
  1. أهمية مجتمعية: من الصعب انتشار العادات،والتقاليد الضارة، والأساطير بين المجتمع المثقف، وعلى العكس مع العدادت المفيدة، والمعتقدات السليمة.

كيف نشجع أبناءنا على القراءة؟

تعاني مجتمعاتنا العربية بشكل واضح من ترك الشباب والأطفال معظمهم للقراءة، متناسين ما لها من فوائد كبيرة، فكيف نستطيع تشجيعهم على القراءة؟

توفير مصادر للقراءة البسيطة:

لتسهيل تعود أطفالنا على القراءة يجب علينا أولا توفير مصادر للقراءة، كتوفير قصص قصيرة، أو مجلات للأطفال تكون مسلية لهم، أو القراءة معهم من القرآن الكريم.

تخصيص وقت يومي للقراءة

تنظيم حياة أطفالنا يجب أن تكون من أولوياتنا، فعلينا أن ننظم لهم يومهم بالقدر الكافى الذي يسمح لهم بأقصى استفادة منه، خصيصاً مع تمييز وقت محدد للقراءة، وحبذا لو جلسنا للقراءة معهم ، فهذا يعزز حبهم للقراءة، والتنافس فىها.

استخدام أنشطة مختلفة للقراءة

اجعل من حياة طفلك كلها مجالاً للقراءة، اجعله يقرأ في كل الأوقات، كأن تسير معه في الشارع وتطلب منه أن يقرأ لافتات المحلات، أو أن تكونوا في مطعم فتطلب منه أن يقرأ لك قائمة الطعام و يختار منها لك ، و هكذا ….. فهذا السلوك سيجعل طفلك مستعداً للقراءة في كل الأوقات.

استخدام التكنولوجيا

هناك العديد من الأجهزة التكنولوجية التي تساعد طفلك على القراءة، عن طريق تسهيل أي مشكلة يعاني منها، مثل تكبير الخط، تقليل الكلمات، وضوح المعنى باستخدام صور.

اجعل لهم ذوق قرائي

من السهل علينا إجبار أبنائنا على قراءة أشياء نود لهم أن يقرؤونها، ولكن ذلك سيجعلهم يكرهون القراءة، وهذا ما نخشاه، دعهم يختارون ما يريدون قراءته؛ لكي يزدادوا حباً في القراءة مرة بعد مرة.

كن لهم قدوة

نحن بالفعل نريد تربية أبنائنا تربية قويمة، ولكن ما من أحد فينا ينكر أنه قد تغيرت فيه العديد من السلوكيات جراء هذه التجربة الفريدة، ولا ننكر أننا قدوة لأولادنا، فهل يستطيعون هم حب القراءة بمفردهم دون أن يجدونا قدوة لهم ليقلدونا في ذلك ؟ بالطبع يجب علينا أن نقرأ لهم، ونقرأ معهم ، فهم أغلى ما لدينا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock