مما تتكون الحكاية في النص السردي .. خصائص النص السردي
مما تتكون الحكاية في النص السردي … يتم تعريف السرد في اللغة على أنه عبارة عن تتابع وترابط الأحداث، وهو عبارة عن تقديم حكاية وقص تلك الحكاية بأحداث مرتبطة وتجعل القارئ قادر على التخيل للتفاعل مع القصة، وتتكون الحكاية في النص السردي من بعض المكونات التي يتم وضعها لتكوين الحكاية بالشكل الصحيح، وتتمثل مكونات الحكاية في:
- الحدث المحرك: وهو عبارة عن الجزء الأول الذي يتم عرضه في الحكاية، ويتم فيه عرض جزء صغير ومختصر من الحكاية بالنص، وتوضيح أحداث القصة بشكل مشوق ويجعل القارئ على دراية بنوع الحكاية الذي يقوم بقراءتها بالإضافة إلى التشويق إلى معرفة أحداث القصة.
- العقدة: تعتبر من أهم العناصر الأساسية للقصة، ولا يمكن الاستغناء عنها، ولا يوجد قصة تخلو من العقدة، فهي عبارة عن المشكلة الرئيسية التي تدور حولها القصة وتحاول أحداث القصة حل تلك المشكلة، بالإضافة إلى أن العقدة تمثل الصراع القائم في الحكاية.
- النتيجة: هي المكون النهائي للحكاية، وهو العنصر الذي يتنظر معرفته وقراءته القارئ، فهو يحاول الانتهاء من أحداث القصة والصراعات والمشاكل القائمة، للوصول في النهاية إلى النتيجة التي تحتوي على حل المشكلة في كل حدث تم طرحه.
- الحكاية: وهي القصة التي تدور عليها تلك القصة بأكملها، فهي تعتبر الأساس التي يتم وضع العناصر عليه، ومن بعد ذلك يتم سرد الأحداث بشكل مترابط ومتتالي.
خصائص النص السردي
يجب على الكاتب الاهتمام بخصائص النص السردي، فإن للنص السردي العديد من الخصائص المميزة التي تساعد على تميز ذلك النص والارتقاء به، ويعتبر الكاتب جيد عند القدرة على استخدام تلك الخصائص بشكل الدقيق الذي يساعده على كتابة نص سردي صحيح، وتتمثل تلك الخصائص في:
- يهتم النص السردي بعنصري الزمان والمكان، فيجب على الكاتب الارتباط بزمن ومكان الأحداث بشكل دقيق، ففي حالة التحدث عن زمن ماضي فحدثت تلك الأحداث في الماضي وبالتالي وقعت في أماكن قديمة في الماضي.
- التوصيل الجيد والدقيق للأفكار التي تدور حولها القصة، وهنا تظهر قدرة الكاتب على سرد النص بشكل صحيح فكلما كان الكاتب دقيق وجيد كلما كان قادر على توضيح الأفكار وروايتها بشكل سهل ومشوق.
- استخدام السرد الخارجي وهو عبارة عن مجموعة من الأحداث الاجتماعية التي يقوم الكاتب بربطها معًا بشكل واضح ودقيق، بالإضافة إلى استخدام الأحداث الواقعية بشكل أكبر من الخيالية لتكون مألوفة على القارئ وبالتالي يصبح قادر على فهم النص بشكل أكبر.
- الاعتماد على البساطة في السرد، وهو يعني أنه على الكاتب الابتعاد عن المعاني المعقدة التي يصعب على القارئ فهمها واستخدام المعاني الجيدة البسيطة التي تقوم بذات الغرض ويمكن للقارئ فهمها بكل سهولة، ويجب على القارئ الابتعاد عن الأفكار المعقدة أو الشائعة.
- الاعتماد على تحفيز الخيال لدى القارئ، حيث تمكن مهمة الحكاية في تحفيز الخيال لدى القارئ وتحريك خياله ويصبح القارئ أثناء قراءة النص قادر على تخيل الأحداث والمشاكل التي تحدث والصراعات وكأنها تحدث بشكل واقعة أمامه.
- الاهتمام بالأساليب الجمالية التي تساعد على تحسين النص، بالإضافة إلى كتابة النص بشكل مميز غير تقليدي، وتجنب الأخطاء البلاغية أو النحوية في النص.
- يتحكم الكاتب في السرعة التي يقرأ بها القارئ أحداث النص، وذلك من خلال استخدام بعض الأدوات في النص مثل طول الجملة وعلامات الترقيم وتكرار الكلمات والعديد من الأنماط الأخرى التي لها دور في شكل قراءة القارئ.
- استخدام ضمائر مختلفة عن ضمير المتكلم، وذلك لأنه يتم روي القصة من منظور خارج القصة ووضع شخصيات مختلفة بأسماء مختلفة ويمكن التحدث عن تلك الشخصيات بواسطة الضمائر “هو، هي، هم”.
- على الكاتب أن يتحكم في عقل القارئ، كما أن عليه أن يجعل تلك الأحداث والصراعات التي تحدث في القصة تنشأ في عقل القارئ لتساعده على التفاعل مع أحداث القصة.
- وتختلف أشكال الحكاية التي يقوم الكاتب بعرضها، وتعتمد الأحداث المترابطة على نوع الحكاية والتي قد تكون نثرية أو شعرية، كما تختلف الأحداث فقد تكون حقيقية متوارثة، وقد تكون أحداث وهمية.
- كما تتعد أغراض الحكاية التي يقوم بكتابتها الكاتب فقد تكون بداعي المتعة، أو التعليم، أو إيصال حكمة ما للسامع أو القارئ.
عناصر الحكاية
تتكون الحكاية من بعض العناصر المترابطة التي تساعد على توصيل الفكرة أو المشكلة أو الغرض من الحكاية للقارئ بشكل سهل وبسيط، وتتمثل عناصر الحكاية في:
البطل
وهو من العناصر الأساسية للحكاية فهو يعتبر محرك رئيسي للأحداث، كما ترتبط كل أحداث الحكاية بمصير البطل وبكل ما يحدث للبطل في الحكاية.
- حيث أن البطل هو من يقع في المشاكل والعقدة، وهو من يقوم بتتابع الأحداث بشكل متتالي في الحكاية، بالإضافة إلى أنه في النهاية هو من يقوم بحل تلك المشاكل والعقد وإنهاء أحداث القصة والوصول إلى النتيجة.
- وتكون مهمة البطل في الحكاية هو عبارة عن الإتيان بالعديد من الطرق الغير مألوفة للقارئ لحل المشاكل والتغلب على الصعاب التي تواجهه وتحقيق الأهداف في النهاية والوصول إلى الأماني والتخلص من كل الأشرار والمواقف السيئة.
الزمان
من أهم عناصر القصة التي يجب على الكاتب الاهتمام بها، ومن المعروف والمألوف لدى القارئ هو بداية الحكايات والروايات بجملة “كان يا ما كان في قديم الزمن”.
- لذلك ارتبط في مخيلة القارئ أن في زمان ما تمت أحداث تلك الحكاية، ولكن دائمًا ما يكون الزمان في حالة غموض، ولكن يوجد بعض الحكايات التي تقوم بتحديد الزمان الذي وقع فيه أحداث تلك الحكاية، فمثلًا يقول الكاتب في عهد الملك فلان، أو في بداية القرن وتحديد التاريخ وهكذا.
- وفي بعض الأوقات يقوم القارئ بالتوصل إلى زمان تلك الأحداث التي وقعت في الحكاية ومعرفة في أي زمن نتيجة بعض العادات والمعايير التي ظهرت في الحكاية، والتي تعرف أنها كانت موجودة في بعض العصور مثلًا عند ذكر الجواري في الحكاية أو احتلال دولة معينة لدولة أخرى، أو ذكر حدث تاريخي قد حدث فهي بعض العلامات التي من خلالها يمكن التوصل إلى زمن وقوع تلك الأحداث.
- ولكن لا يمكن التعرف دائمًا على الزمن التحديدي أو المكان الواقع فيه تلك الأحداث لوجود العديد من العلامات التي توارثت مع الأجيال المتعددة، بالإضافة إلى الأحاديث التي تم تحريفها على مر العصور فلن تكون علامات دقيقة على تحديد الزمان والمكان.
المكان
يهتم الكاتب بعنصر المكان في الحكاية، وذلك لتأثيره على مخيلة القارئ ولا ترتيب الأحداث وترابطها، بالإضافة إلى أن الأماكن التي يتعرف عليها القارئ هي التي تساعده على معرفة حركة البطل.
- بالإضافة إلى دور المكان في فرض بعض الأحداث الرئيسية، وهي الأمور التي تجذب انتباه القارئ بشكل كبير، وتساعده على التركيز وعلى تخيل الأحداث وتوقع ما يحدث.
- ويظهر في الحكاية العديد من التفاعلات الهامة التي تخص البطل، والتي يقوم الكاتب بذكر أماكن تلك الأحداث التي يتفاعل فيها القارئ مع البطل، وهناك بعض الحكاية التي تبدأ بسرد النص ولكن دون الوقوف على مكان الحدث ومن ثم تبدأ بذكر الأماكن والانتقال من مكان إلى أخر والتقاء الشخصيات في أماكن معينة يحددها الكاتب.