من هو سيف الله المسلول
من هو سيف الله المسلول
لقد انتشرتْ ألقاب كثيرة لصحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث تناسبتْ هذه الألقاب مع صفات الصحابة الكرام حينًا، وحينًا كانتْ أسماء أُطلقتْ على الصحابة رضوان الله عليهم، فعمر بن الخطاب لُقِّب بالفاروق وأبو بكر لُقِّب بالصديق وحمزة بن عبد المطلب لُقِّي بأسد الله وسعد بن أبي وقاص لُقِّب بحارس الرسول صلى الله عليه وسلَّم، وأبو عبيدة بن الجراح لُقِّب بأمين الأمة، وعبد الله بن عباس لُقِّب بحبر الأمة، وأبو الدرداء لُقِّب بحكيم الأمة، وعمرو بن العاص لُقِّب بأرطبون العرب، وهذا المقال سيتحدَّث عن الصحابي الجليل الذي لُقِّب بسيف الله المسلول وعن وفاة سيف الله المسلول أيضًا.
سيف الله المسلول
سيف الله المسلول هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي المولود سنة 592م وهو ما يوافق عام 30 قبل الهجرة، وهو صحابي من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقائد من خيرة قادات المسلمين العسكريين، لُقِّب خالد بسيف الله المسلول لأنَّه كان سيفًا مسلَّطًا على أعداء الدين، ولأنَّه كان قائدًا عسكريًا عُرف بالخطط العسكرية والقدرة القيادية الحكيمة والشجاعة التي تمتَّع بها، خاض خالد في حروب كثيرة أبرزها حروب الردَّة وفتح العراق والشام، وقاتل المرتدين في عهد أبي بكر ثمَّ قاتل الدولة الساسانية الفارسية ثمَّ انتقل للقتال على جبهة الشام ضدَّ الروم، وهو القائد الذي لم يُهزم في أيّ معركة في حياته كلِّها، ولعلَّ أبرز معارك خالد بن الوليد: معركة اليمامة، معركة الولجة، معركة اليرموك.
وقبل إسلامه كان خالد فارسًا من فرسان قريش، شارك ضدَّ المسلمين في معركة أحد وكان سببًا من أسباب هزيمة المسلمين، كما كان ضمن صفوف جيش الأحزاب في غزوة الخندق أيضًا، وبعد صلح الحديبية دخل خالد الإسلام وشارك في أكثر من غزوة واحدة مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان له وجود في غزوة مؤتة وفي فتح مكة أيضًا، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عزل عمر خالد بن الوليد من قيادة الجيش؛ خوفًا من افتتان الناس به، فأصبح خالد أحد جند جيش أبي عبيدة بن الجراح، وقاتل معه في حروب الشام ضدَّ الروم، ثمَّ حطَّ الرحال في مدينة حمص في الشام، عاش فيها أقل من أربع سنوات قبل وفاته عام 642م، والله تعالى أعلم.
وفاة سيف الله المسلول
بعد حياة طويلة مع الحروب، توفِّي خالد بن الوليد في مدينة حمص بعد مشاركته في فتح بلاد الشام ومحاربة الرومان، وكانتْ وفاته في العشرين من آب أغسطس عام 642م، وهو ما يوافق يوم الثامن عشر من رمضان من عام 21 للهجرة، ويُذكر أنَّه لمَّا وافته المنية، بكى خالد ليس رهبة من الموت وإنَّما شوقًا للموت شهيدًا في ساحة المعركة، وكان آخر ما قاله وهو طريح الفراش: “لقد حضرتُ كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيف، أو رميةٌ بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”، ولمَّا سمع الخليفة عمر بن الخطاب بأمر وفاة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قال: “دع نساءَ بني مخزوم يبكينَ على أبي سليمان، فإنهنَّ لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي”، والله تعالى أعلم.
✨يسعدنا أنضمامكم لنا 👇
https://t.me/school_ksa