من وضع علم النحو
من وضع علم النحو
من وضع علم النحو، اللغة العربية هي الكلمات التي يعبر بها العرب عن أشيائهم وبفضل القرآن الكريم وسنته نبيه وصلت اللغة العربية إلى كافة أنحاء العالم .
أما علم النحو فهو يختص بوظيفة كل كلمة داخل الجملة وضبط آخرها وكيفية إعرابها
وبمعنى أدق هو تلك العلاقات التي تربط بين الكلمات في كل جملة .
نشأة علم النحو وما سبب تسميته بالنحو ؟
- لم يعرف علم النحو إلا في القرن الهجري الأول وفيما قبل ذلك كانت العرب تتحدث اللغة العربية بفصاحة مطلقة ومن دون أية أخطاء .
- ولكن وبعد أن انتشر الإسلام بين العرب كان لزاماً ولابد من تعلم شيئا يحفظ لهم لغتهم.
- وكل هذا لأن لعلم النحو دورا هاما في استمرار اللغة العربية وحمايتها من الضياع لذلك دونوا الأشعار والأحاديث والخطب وحاولوا معرفة كل ما فيها من قواعد وكل هذا للحفاظ على اللغة العربية والنطق الصحيح.
- والدور الأكبر هنا كان للعلماء في أن يعلموا علم النحو للعرب حيث بدأوا بتأليف الكتب التي تحتوي على قواعد علم النحو .
وسمي علم النحو بهذا الاسم عندما ألقى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على أبي الأسود وهو من وضع علم النحو فاستأذنه هذا الأخير
أن يصنع على نحو ما صنع هو ومن هنا سمي النحو نحواً .
واضع علم النحو
يعد أبو الأسود الدؤلي هو واضع علم النحو وكان مشهورا في وقته بالفصاحة والطلاقة
وهو الذي قال عن نفسه ( إني لأجد للحن غمزاً كغمز اللحم )
هو أول من وضع باب ( الفاعل والمفعول به والمضاف والنصب والرفع والجر والجزم )
وهذه كلها كانت الحجر الأساس لتأسيس علم النحو.
أما ما جعله يضع علم النحو هناك روايتان
_ الأولى أنه سمع رجلا يقرأ القرآن ويقول :
( وآذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسُولُهُ )
ولكنه قرأها بكسر كلمة رسوله بدلا من رفعها وهنا يتغير معنى الآية ويفيد بأن الله يبرأ من المشركين ورسوله معا .
_ الثانية أن أبو الأسود سمع لبنته تقول ( ما أحسن السماء ؟ ) فأجابها النجوم
ولكنها قالت له أنا قصدت التعجب وليس السؤال فقال لها : عليك أن تقولي : ما أحسن السماءَ !
الأولى بكسر الهمزة والثانية بفتح الهمزة .
واضع علم النحو لم يكن أسوداُ ولا ظالماً
كان أبو الأسود هو من وضع علم النحو في اللغة العربية وأول من نقط المصاحف وعرف بمنهجه الخاص في ذلك
اسمه أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي ولد قبل الهجرة ب 16 سنة وكان يعيش مع قومه جنوب مكة المكرمة
ودخل المدينة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فأخذ الحديث عن عدد من الصحابة منهم عمر بن الخطاب
وقيل عنه أنه قرأ القرآن على عثمان وعلي .
وبعد فتح مكة هاجر إلى البصرة وتولى فيها عددا من المناصب وعندما قامت الفتنة كان من شيعة علي بن أبي طالب
وتولى البصرة في خلافته .
طغت عليه كنيته ( الأسود ) واشتهر بها بالرغم من أنه لم يملك بشرة سوداء ولم يكن لديه ولد ابنه الأسود
ورضي بكنيته هذه لأن اسمه ( ظالم ) ثقيل على السمع ويتناقض مع مكانته بين قومه كونه قاضياً ويتصف بالعدل .
أهداف علم النحو
يتسائل البعض من وضع علم النحو، عندما وضع أبو الأسود الدؤلي قواعد علم النحو وقواعده كان يهدف من هذا إلى :
الهدف الديني
ويعود إلى حرص وخوف العرب من ضياع اللغة العربية وخاصة وأن الاختلاط مع العجم أدخل الوهن والضعف في على ألسنتهم وكلماتهم وتأثروا بالكلمات الأعجمية بل وبدأوا يتلفظون بها
ناهيك على حرصهم الشديد على قراءة القرآن الكريم قراءةً فيها كل الفصاحة والبلاغة فالقرآن دستورهم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً .
ومن هنا كان لابد من وضع رسومات وقواعد يعرف بها الخطأ من الصواب في الكلام .
الهدف القومي
وهو أن العرب يتفاخرون ويعتزون بقوميتهم ولغتهم اعتزازاً قويا هذا الاعتزاز جعلهم حريصين على وضع ما يحفظ لهم لغتم من الفساد والضياع مع اللغات العجمية الأخرى .
الهدف الاجتماعي حول موضوع من وضع علم النحو
ويعود إلى أن الشعوب العربية أحست بالحاجة إلى من يضع لها قواعد وضوابط للغة العربية في إعرابها وتصريفها
حتى يتمكنوا من نطقها نطقا سليما .
أهمية علم النحو في القرآن الكريم واللغة العربية
لم يضع أبو الأسود الدؤلي قواعد علم النحو عن عبث فهو يعرف أهميته في حفظ اللغة العربية من الضياع جيداً وذلك من خلال
- أن علم النحو هو الوسيلة الوحيدة لمن أراد تعلم القرآن وفهم معانيه وتعلم التجدويد حتى يُقرأ بعيدا عن الأخطاء واللحن .
- إن ذكر في القرآن الكريم أهمية اللغة العربية والتي هي أم اللغات وأبرزها علم النحو الذي له الأثر الواضح في فهم القرآن الكريم وما ترمي إليه آياته .
- معرفة قواعد الاعراب والنحو يجعل الشخص أكثر لباغة في الخطاب والكلام
- علم النحو هو الطريقة الأسهل لمن يريد تعلم اللغة العربية وقواعدها ومعاني كلماتها .
- وعند تعلم الاعراب والنحو يكون التعليم قد خرج من طريقته التقليدية (وهو الخروج من القاعدة إلى النصوص)
- ويساعد على تعلم اللغة العربية وقواعدها وفهم معاني كلماتها .
ماذا قالوا عن علم النحو
- عمر بن الخطاب قال : علم النحو كما تعلمون السنن والفرائض
- أما شعبة فقال : إذا كان الشخص المحدث لا يعرف النحو هو كالحمار على رأسه مخلاة ليس فيها شعير.
- والسيوطي قال : من فاته علو النحو فاته المعظم.
- وقول الشاعر : النحو يصلح من لسان الألكن والمرء تكرمه إذا لم يلحن .
الكتب والمؤلفات في علم النحو
- كتاب الأصول في علم النحو .
- كتاب المقتضب .
- التذييل والتكميل لأبي حيان النحوي .
- ملحة الإعراب للحريري .
- شرح سيبويه لأبي سعيد السيرافي . وغيرها الكثير من الكتب في علم النحو
الخلاصة
كان أبو الأسود الدؤلي من فقهاء العرب ومحدثيهم وفقهائهم وشعرائهم وهو من وضع علم النحو
أصيب في أيامه الأخيرة بمرض الفالج وسبب له العرج
وتوفي في البصرة في عهد عبيد الله بن زياد بمرض طاعون الجارف عام 69 للهجرة وعمره 85 عاماً.
وعلوم اللغة العربية تتألف من 12 باباً وهي
نحوٌ وصرفٌ عروضٌ ثم قافيةٌ وبعدها لغة قرضٌ وإنشاء
خطٌ بيانٌ معان ثم محاضرة والاشتقاق لها الآداب أسماء .