موضوع تعبير عن احتلال فلسطين والقدس مؤثر
موضوع تعبير عن احتلال فلسطين والقدس مؤثر…والتي لا تزال جُرحًا عربيًا كبيرًا ينزف الدَّم منذ ما يزيد عن 60 عاماً، عاشتها فلسطين قتلًا وتشريدًا وظلمًا وعدوانا على مرأى العيون العربيّة منذ الاحتلال وحتّى الآن،
مقدمة موضوع تعبير عن احتلال فلسطين والقدس مؤثر
نتحدّث عن واحدة من البلدان ذات البُعد التّاريخي الضّارب في الأعماق، فهي البلاد الطّيبة التي طالما كانت مهد الرسالات السّماويّة منذ فجر التّاريخ، ومهبط الأديان وفجر الحضارات، فتشهد جميع الأماكن في تلك البلاد الطّيبة على العُمق التاريخي، فلا يُمكن أن تمشي في شوارعها إلّا وتجد حجرًا من ذاك العصر، وبناءً من ذاك، وذكرى من تلك الحضارة، وكنيسة من ذاك، وهي البلاد التي كانت أولى القبلتين التي صلّى إليهما الرّسول، وفيها المسجد الأقصى الذي يُعتبر ثالث الحرمين المُقدّسين، وفيها القدس التي تُعتبر مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فهي بلاد عظيمة الشّأن، حيث تمتلك فلسطين جميع المؤهّلات التي جعلتها محطًا لأطماع الشّرق والغرب، ولم تشفع لها تلك العظمة، فقد عاشت السّنوات الطّويلة في كنف الاحتلال على مرأى ومسمع العالم المُنافق الذي لا يرى للمظلوم صورة، ولا يسمع للمقتول صوتًا منذ سنوات وسنوات.
موضوع تعبير عن احتلال فلسطين والقدس مؤثر
يُشار من خلال فقرات الموضع الآتي التفاصيل مُهمّة عن الوطن الفلسطيني السّليب وعن قصّة احتلاله على مرّ العُصور، في الآتي:
فلسطين التاريخ والحضارة
عاشت على أراضي فلسطين الكثير من الحضارات التاريخيّة على مرّ العُصور، فلا تجد بقعة من أراضيها إلا وقد ورثت عن الأجداد الكثير من الآثار، وتضم فلسطين ما يعرف ببلاد المقدس وبيت المقدس وقبّة الصّخرة المشرّفة، وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الديان تحدث عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومسراه في رحلة الإسراء والمِعراج، وفيها أيضا كنيسة المهد التي ولد فيها نبي الله عيسى عليه السّلام، وقد كانت سابقًا مهبطًا للداية الإبراهيمية، وعاش عليها الكثير من الأنبياء والدُعاة على مرّ التاريخ، فاكتسبت بهم موقعًا دينيًا مُهمًا عند جميع أتباع الديانات السّماوية، فهي موطن الحضارة الكنعانيّة أيضًا، فلا يوجد كلمات قادرة على أن تختصر العُمق التّاريخي لهذه البلاد العظيمة، فهي البلاد التي خصّها الله بآيات الجمال، فربط بها قارّتي آسيا وأفريقيا، وقد قُدّر لهذه البلاد أن تبقى تحت ضوء الإعلام العالمي، وتحت عيون الأطماع، فلا يليق بهذه البلاد العظيمة بإرثها وتاريخها وموقعها أن تُهمّش أو تُنسى.
معلومات مهمة عن فلسطين
تميزت أراضي دولة فلسطين على مرّ التّاريخ بأنّها خصبة للغاية، فعلى الرّغم من جميع الظروف التي تمرّ على تلك الأراضي، إلّا أنّها تبقى تضمن لها التنوّع الزّراعي، فتنمو بها جميع أنواع المحاصيل الزراعيّة من أشجار ونباتات وخضروات وفواكه وغيرها، وذلك نظرًا لطبيعة السّهول فيها وطبيعة التّنوع في المناخ ما بين السّاحلي والسّهلي والجبلي وغير ذلك، ويتواجد في فلسطين الكثير من الينابيع المائيّة والأشجار المعمّرة التي تمتد جذورها لآلاف السّنين، فقد عُرف عن فلسطين بأنّها بلد الخير وبلد الزّيتون، فيشتهر زيتها في جميع دول العالم، عن كونه صنفًا فريدًا لا يُشبهه صنف آخر، وإنّ من أكثر الأشياء التي تتميز بها فلسطين المُعاصرة هي أنّها أرض الشّهادة، فقد ضحّى مئات الآلاف من أهلا بحياتهم وأرواحهم فداءً لها ولترابها الطّاهر، بعد أن تعرّضت على مرّ العُصور لكثير من حملات الاحتلال والتهجير، فشهداء فلسطين هم كنزها الحقيقي وهم الأساطير الحقيقية التي طالما تغنّت وستتغنّى بهم الحضارات جيلًا بعد آخر.
احتلال فلسطين
انطلاقًا من أهمية أراضي دولة فلسطين العربيّة وحُضورها التّاريخي والدّيني في جميع الحضارات والرّسالات السّماويّة، فكما أسلفنا ارتبطت فلسطين بالدّيانة الإبراهيمية عن كونها موطنًا لسيّد الأنبياء إبراهيم عليه السّلام، وقد ارتبطت أيضًا بالدّيانة المسيحيّة؛ لأنّ فيها كنيسة القيامة التي ولد بها سيّدنا عيسى عليه السّلام، وترتبط بالدّيانة الإسلامية، ففيها المسجد الأقصى الذي كان مسرىً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد صارت محطًا لأطماع الجميع بعد ذلك، وقد تعرّضت للعديد من حملات الاحتلال والتّحرير التي توالت عليها، وفي ذلك نتحدّث عن حقبة الاحتلال الأخيرة التي بدأت عند وعد بلفور، وقد كان يشغل منصب وزير الخارجيّة في حكومة الانتداب البريطاني، حيث أعطى اليهود وعدًا بإقامة دولة خاصة بهم في أراضي فلسطين، حيث كانت بريطانيا تشعر بالقلق من هجرة اليهود إلى أراضيها، فعملت على |إيجاد كيان صهيوني يضمن مصالحها في الشّرق، ويعمل على تفتيت أي محاولة وحدة عربيّة، فقامت على تحويل قوافل المُهاجرين اليهود من روسيا، ومن أوروبا الشّرقيّة إلى فلسطين، وعملت على توفير الحماية اللازمة لهم.
وقد تنامت الهجرة اليهوديّة إلى أراضي فلسطين العربية بتسهيل واضح من حكومة الانتداب البريطاني بحجّة مُعاداة السامية في أوروبا وفي روسيا، وقد استاء العرب من تلك الهجرات الكبيرة بأعداد واسعة، فتمّ إعلان العديد من الثّورات على هذه الهجرات، وانطلاقًا من ذلك قامت المجموعات اليهوديّة الإرهابيّة بالعمل ضمن منظّمات عنيفة ارتكبت العديد من المجازر أبرزها (الهاجاناه وإرجون وشتيرن)، وهي عبارة عن منظمات يهودية ذات بُعد مُتطرّف كانت تقوم على ارتكاب المجازر العنيفة للغاية، بهدف ترويع المواطنين العرب من أجل ترك منازلهم ومُغادرة أراضيهم، وكانت تلك المنظّمات الإرهابية تعمل بالسّر وبالتنسيق مع السّلطات البريطانيّة، لتقوم لاحقا بقتال العرب والبريطانيين في ذات الوقت عقب إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد تمّ تنظيم العديد من الثّورات العربيّة بالكفاح المسلح محاربة اليهود، وكان أبرزها الثورة الفلسطينية الكبرى بعد وفاة الشّيخ عزّ الدّين القسّام، واستمر الحال حتّى عام 1948 ميلادي، حيث غادر البريطانيون أراضي فلسطين، وأعلن اليهود عن قيام دولتهم المزعومة.
احتلال القدس
اعترضت الدّول العربيّة كما اعترض الفلسطينيون على قرار تشكيل دولة إسرائيل، فاندلعت حرب كبيرة شارك بها العديد من القوّات العربيّة، وقد نزح كثير من الفلسطينيين إلى أراضي الضفّة الغربية وقطاع غزّة وغيرها، لتُعرف فيما بعد نكبة عام 1948 م، حيث لم تسمح لهم القوّات الإسرائيلية في العودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي تركوها خلفهم، وسيطرت الأردن في العام 1948 على الضفة الغربية ومصر على قطاع غزّة، وقد تمّ تقاسم السيطرة في القدس ما بين إسرائيل في القسم الغربي، والأردن في القسم الشّرقي منها، وقد بقيت حالة الحرب مفتوحة ما بين عام وآخر، بسبب عدم توقيع أي من اتفاقيات السّلام، وبقيت حتّى النكسة العربيّة في العام 1967 م، حيث سيطرت إسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربيّة، واحتلّت معظم مرتفعات الجولان في سوريا، واحتلت شبه جزيرة سيناء وقطاع غزّة.
خاتمة موضوع عن فلسطين والقدس
وفي الخِتام لا بد من التنويه على أنّ الحق عائد إلى أهله مهما طالت به السّنوات والأيّام، وقد تعارف التاريخ على كثير من تلك القصص المؤلمة والأحداث المأساوية التي لم تدوم على الرّغم من طُول ألمها وعُمق جراحها، فلن تهنئ لليهودي أراضي ولا حياة طالما أنّ الدّماء الفلسطينيّة تجري في العروق، وطالما قدموا الغالي والنّفيس من أجل تحقيق كرامتهم والعودة إلى أراضيهم التي ضحّى من أجلها الأجداد والآباء والأحفاد، فالقضيّة عظيمة والمُصاب جلل، والحقّ عائد إلى أهله يومًا ما.