موضوع تعبير عن مكة المكرمة قصير جدا
موضوع تعبير عن مكة المكرمة قصير جدا.. لمدينة مكة المكرمة مكانة خاصة في قلب كل مسلم، ولم لا وهي الأرض التي شهدت مولد خاتم الأنبياء والمرسلين وخير خلق الله، سيدنا محمد صلى الله عليه سلم، وفيها نشأ وعاش حياته، وبها تعلق قلبه، وهي المكان الذي شهد انطلاق الدعوة للإيمان بالله وحده.
وهي الجهة التي يلجأ إليها كل مسلم، رغب في أن يأتي إلى الله بقلب سليم خاشع ذليل، يرجو رحمته ويطلب إجابته ويستعيذ به من غضبه وعذابه، فهي المدينة التي أكرمها الله بوجود بيته الحرام، قِبلة جميع مسلمي الأرض، ممن يأتون إليها من كل حدب وصوب يؤدون بها مناسك الحج والعمرة.
ولم يقتصر تشريف الله تعالى لمكة المكرمة عند هذا الحد؛ بل زادها شرفًا بأن جعلها قِبلة المسلمين في شتى بقاع الأرض، يتجه إليها كل مسلم في كل صلاة.
فليس عجبًا أن يتوق كل مسلم لزيارة هذا المكان الطاهر، والتبرك به، فهي البقعة الساكنة في القلوب، وزيارتها هي أجل أمنيات الكثير من المسلمين، فالأرواح قبل الأجساد تطوف بها، ولا أي شعور يضاهي شعور المسلم عندما يدخلها، والذي بمجرد أن تطأ قدمه هذه الأرض الطاهرة؛ تسكن الطمأنينة قلبه، فيدرك كم هو قريبًا من الله، وقدر هذا المكان وعظمته.
ومن هذه الأرض المباركة، انطلقت الدعوة الإسلامية، بعدما نزل الوحي جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورتل عليه آيات القرآن الكريم.
فتقشعر الأبدان وتخفق القلوب كلما أتى ذكر مكة المكرمة على مسمع المسلمين، حبًا لها، وشوقًا لزيارتها، ورؤية المكان الذي تعلق به قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي انفطر عليها عند هجرته منها إلى المدينة.
وفي مكة يقع المسجد الحرام، الذي تساوي الركعة فيه مئة ألف ركعة في أي مسجد، وذلك لما منحها الله من قدسية وعظمة لم يمنحهما لمكان سواها.
ولا توجد أية عبارات تصف الشعور الذي ينتاب كل مسلم عندما يدخل هذه الأرض الطيبة المباركة، فبجانب الشعور بعظمة هذا المكان وقدسيته وجلالته، فهو يشعر أيضًا بأنه يريد أن يبقى فيها حتى الممات، أو أن يقبض الله روحه وهو فيها لاجئًا إليه، مقبلًا عليه بقلب خاشع ذليل.
مكانة مكة المكرمة
- وجذور مكة المكرمة تاريخية وقديمة، فهي تعود إلى زمن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حيث شهدت قصة هي من أجل القصص في التاريخ الإسلامي، وهي انفجار نبع ماء زمزم، بعدما سعت بين جبلي الصفا والمروة، فشهد هذا المكان الطاهر معجزة إلهية بانفجار نبع ماء زمزم والذي لم ينضب منذ هذا الزمن وحتى الآن.
- وعندما يذهب المسلمون إلى مكة؛ يحرصون على الشرب من ماء زمزم، فهو خير ماء على الأرض، وفيه علاج للأمراض، فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم”.
- فالحديث عن مكانة مكة المكرمة وفضلها مهما كثر، فلن يوفي حق تلك الأرض المباركة الطيبة، فالعبادة والصلاة بها لا تنقطع، ويضاعف الله فيها أجر المسلمون أضعافًا مضاعفة.
- وينتظر المسلمون موسم الحج من السنة للسنة، فيتسابقون ويتسارعون على التوجه إلى مكة لتأدية مناسك الحج بها، فيقفون على جبل عرفات، ويسعون بين الصفا والمروة، ويطوفون حول الكعبة، ويشعرون بجو إيماني روحاني لا يشعرون به في أي مكان آخر.
- ويستغل المسلمون تلك الفرصة العظيمة التي لا تأتي إلا مرة واحدة في العام، فيتوجهون إلى خالقهم بما فاضت قلوبهم من أمنيات، وبما لهجت ألسنتهم من أدعية، على يقين لا يضاهيه أي شعور بأنهم سيغادرون هذا المكان وقد جبر الله بخواطرهم واستجاب لدعواتهم.
- والذهاب إلى مكة المكرمة ليس فقط مجرد فرصة لاستجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات، بل هو أيضًا فرصة لتجديد الإيمان، والتوبة من الذنوب والمعاصي، فيغادر الحاج هذه البقعة الطاهرة شاعرًا بأنه كيوم ولدته أمه، قُبلت توبته وغُفر ذنبه بإذن ربه.
- ولعل أجمل ما في العمرة والحج بمكة، أن هذه الأرض تجمع جميع المسلمين من العرب والعجم، على اختلاف لغاتهم وألوانهم وجنسياتهم، فلا فرق فيها بين مسلم وآخر، فالكل آتاها راجيًا رضا ربه ورحمته وغفرانه.
- فلا عجب من اشتياق كل مسلم لزيارة مكة، حتى تتعطر نفسه، وينشر صدره، ويصفى فؤاده، ويبتهل قلبه، وتذهب همومه، فيجد لسانه منطلقًا بذكر الله.
قدسية مكة المكرمة
- إن كل صاحب نفس مهمومة، وقلب مُتعب، وروح حائرة، لن يجد راحته في مكان مثلما يجدها في مكة المكرمة، فلا يدري أحد ما سر السكينة التي تسكن القلوب بمجرد أن تطأ الأقدام أرض مكة، ولا يدري أحد ما سر انشراح القلب واختفاء اليأس والهم منه عند التجرد من كل شيء والدخول إلى هذه البقعة الطاهرة.
- فمن قدسية هذا المكان، أن جعل الله فيه راحة من كل تعب، فلا يخرج منها مسلمًا إلا وهو خالِ من الأحزان والهموم، مستكين الروح، مطمئن القلب، يشعر وكأنه وُلد من جديد، وأنه فتح مع خالقه صفحة خالية من الذنوب.
- يعود إلى بلده وأهله بقلب صافِ، لا تشوبه شائبة، فلا حقد ولا غل ولا كره، ولا مثقال ذرة من خبث أو مكر أو كبر، لا شيء سوى رغبة قوية في ابتغاء مرضاة الله تعالى من جديد.
- ولم تقتصر مكانة مكة المكرمة على الجانب الروحاني فقط؛ فقد برز اسمها في التاريخ الإنساني، لأنها المدينة التي وُلد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها عاش، ومنها انطلقت دعوته إلى الإسلام.
- وشهدت مكة العديد من الأحداث التاريخية منها حملة أبرهة الحبشي، وحرب الفجار، والغزوات والفتوحات التي سطر فيها المسلمون تاريخهم بحروف من ذهب.
- وعليها بُنيت الكعبة على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وهي التي تمثل لجميع المسلمين قِبلتهم في الصلاة في أي مكان بالعالم.
- فمكة هي أرض الأمن والأمان، ولم يدخلها أي مسلم إلا وشعر بسكينة واستقرار لم يشعر بهما في أي مكان على وجه هذه الأرض، فهي بيت الله الذي يسير إليه الناس ملبيين نداء خالقهم، تطهيرًا لقلوبهم ونفوسهم، وشفاءً لأرواحهم وأبدانهم من الآلام والأوجاع.
- ولقدسية مكة المكرمة، فالحسنات بها مُضاعفة، والسيئات بها مغفورة، فتكره النفس فيها كل معصية توجب غضب الله، فالذهاب إليها لهو فرصة عظيمة يكرم بها الله من يشاء من عباده، ممن أراد أن يغفر لهم ويستجيب لدعواتهم، ويعيدهم إلى ديارهم مجبورين الخواطر، بقلوب ونفوس طاهرة.
- ولكل ما سبق، فإن الدعاء بالذهاب إلى مكة لهو من أكثر الأدعية جريانًا على ألسنة المسلمين، سواء ممن أكرمهم الله بالوجود فيها، أو من لم يسبق له أن ينل هذا الشرف، فعندما يعجز لسان كل مهموم وحزين، وكل مثقل بالمتاعب، عن الدعاء؛ لا يجد خيرًا من دعاء أن يكرمه الله بالذهاب إلى مكة.
خاتمة موضوع تعبير عن مكة المكرمة
هنيئًا لكل من كتب الله له زيارة مكة المكرمة حاجًا أو معتمرًا، فمهما كان منهمكًا في الطاعة؛ فلن يشعر بلذة تضاهي ما يشعر بها في هذه الأرض الطيبة المباركة، التي شرفها الله -عز وجل- بمكانة عظيمة، فجعلها أقدس بقاع الأرض.