هل الحلم والاناة صفتان مكتسبة ام خلقية
هل الحلم والاناة صفتان مكتسبة ام خلقية
تداول بين طلاب الصف الثاني المتوسط السؤال الديني هل الحلم والاناة صفتان مكتسبة ام خلقية وذلك أثناء تلقيهم مادة الحديث العلمية، وفي مقالنا هذا نُقدم لكم الإجابة إذ تعتبر الصفات هي الجوهر الداخلي للإنسان، فلا يصلح بدون تحليه بمكارم الأخلاف الشريفة التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً، وإليكم توضيح الشق التي تنتمي له تلك الصفات فيما يلي:
- الإجابة: أن الحلم والأناة صفتان مكتسبتان.
- يتصف الفرد بتلك الصفات العظيمة من خلال التعود والاستمرار على ضبط النفس، والتحلي بالتسامح والعفو، حتى تلزمه وترافق شخصيته.
- ويتطلب الأمر مجهوداً كبيراً من الشخص في عدم الرد على الإساءة بمثلها والغافل عن الجرمية التي تقع أمامه، ثم التفكير في الحلول السليمة للتغلب على المشكلة الأخلاقية.
الحلم والأناة
تُعتبر الصفة الإنسانية هي السلوك المستمر التي يقوم به الفرد من أفعال اتجاه غيره، إذ تجعل لكل منا شخصية غير متشابها مع غيرها، وتختلف تبعاً لاختلاف المنشأ التي يقع به الإنسان، إلى جانب العوامل المحيطة به، كما تعتمد في تشكلها على المواقف والأحداث التي تعرض لها، ومن أهم تلك الصفات صفتي الحلم والأناة.
صفة الحلم
- يختلف المفهوم اللغوي لكلمة حلم في اللغة العربية عن العلوم الدينية.
- تُعرف في اللغة برؤية شيء ما في المنام، كما يمكن القول أنها كلمة تعبر عن ترك العجلة.
- وأوضح علماء الدين التعريفات الأخرى التي تتقارب مع المفهوم اللغوي لها.
- أشار الجاحظ أن الحلم هو عدم الاندفاع للانتقام من الطرف الآخر عند الغضب رغم وجود القدرة والقوة لذلك.
- كما قال المناوي أنه تغافل الإنسان عن الشخص التي تسبب في أذيته بالاقتناع العقلي.
- بينما بين الجرجاني المفهوم وهو الاطمئنان أثناء ثورة الغضب، والتغافل عن معاقبة الظالم.
- ويُعتبر الحليم أسم من أسماء الله الحسني، إذ يعني أن الله سبحانه وتعالى يرى جميع المعاصي والذنوب التي يقع بها الإنسان، ولا يتعجل في معاقبته والانتقام منه، فالله لطيف بعبادة يقبل التوب في جميع الأوقات والأحوال.
- يكتسب الفرد صفة الحلم من خلال اتباعه وتمسكه بالأفعال الصحيحة.
- إذ يستحضر جميع الفوائد والمنافع التي تعود عليه بتمسكه لتلك الصفة، مما يدفعه إلى الاستمرار عليها.
- كما يقوم بوضع النتائج التي تترتب على الانفعالات، والغضب التي يصاحبه التخطيط للانتقام.
- ويتسم الفرد بصفة الحلم برفقه من لديهم سعة صدر وصبر، الحاملين للأخلاق الشريفة.
صفة الأناة
- تُعتبر الأناة في اللغة الفصحي بأنها الحلم والوقار والثبات على الشيء.
- إذ عبر أبو هلال العسكري عن مفهوم مصطلح الأناة حينما قال: الأناة هي المبالغة في الرفق والتسبب إليها.
- فالتأني والصبر في المواقف شديدة الصعوبة من أهم الصفات التي يتسم بها الإنسان العاقل الذي يسعى إلى الخير دائماً.
- أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلي بصفة الأناة في بعض الآيات القرآنية.
- مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، سورة النساء، الآية 94.
- ويرجع السبب في نزول هذه الآية، مرور رجل من قوم بني سليم بجانب نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسوق بعض الغنم الخاص به، فقام بقول السلام عليهم، فقالو: ما سلم علينا الرجل إلا ليتعوذ منا، أي من الحسد، فاتجهوا إليه وقتلوه.
- وفي الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، في سورة الحجرات، الآية 6.
- يُرشدنا الله سبحانه وتعالى في اللفظ تبينوا إلى التأني والحلم في اتخاذ القرار، فالمراد بالتبين هنا عدم العجلة، والإطلاع على الأمور بشكل أوضح.
- فالأناة من الأخلاق الرفيعة التي لا يتمسك بها إلا أصحاب الهمم والأخلاق الشريفة.
ما هي الصفات الأخلاقية والصفات المكتسبة
تتفاوت الصفات بين الفطرة والاكتساب، ولكن لا شك أن التحلي بالصفات الأخلاقية الكريمة هي التي ترفع من شأن الفرد غلى الدرجات العليا المُقربة إلى الله سبحانه وتعالى، وإليكم المفهوم لكل نوع فيما يلي:
- الصفات الأخلاقية:
- هي الفطرة السليمة التي تنعكس على الصورة الخارجية للإنسان من تصرفات وأفعال عليا.
- يُعرف مصطلح الخُلق أنه القول والفعل البديهي الذي ينتج دون تفكير من الإنسان.
- تعد الأخلاق الحسنة هي الرمز الأساسي للمودة والرحمة بين الناس.
- الأشخاص يميلون بفطرتهم إلى تلك الصفة، حيث يشعرون بالراحة أثناء ممارسة أفعال الخير والمنفعة.
- الصفات المكتسبة:
- هي إمكانية الفرد على اكتساب الفضائل والأخلاق التي يرغب بها.
- ويتم ذلك بتربية النفس على الإرادة والقيم الحسنة الشريفة.
- فيتفاوت الإنسان عن غيره في الدرجة التي يرتقي إليها من خلال صعوده سلم الفضائل.
- أنعم علينا الله سبحانه وتعالى بنعمه العقل دون سائر المخلوقات الذي نستطيع التفكر، والتأمل به في جميع شؤون الحياة الخير منها والشر.
من مظاهر الحلم والأناة في السيرة النبوية
يتسم الرسول بالعديد من الصفات الأخلاقية الحسنة التي تضمنت صفة الحلم والعفو عند المقدرة، إذ كثُرت مواقف النبي بالسنة النبوية في تلك الصفات وهي:
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كأنِّي أنظر إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا مِن الأنبياء ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدَّم عن وجهه، ويقول: ربِّ اغفر لقومي فإنَّهم لا يعلمون”، رواه البخاري.
- يتضح لنا هنا صفة الحلم والتأني على الأذى التي تعرض له الرسول من قومه، حيث يدعو إلى الله ليغفر لهم.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرةُ فجعلت تفرِش، فجاء النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار”، رواه أبو داود.
- يشير الحديث السابق إلى رحمة الرسول بالحيوان، والحث على عدم التعرض له وجلب الشر له.
إرشاد الرسول إلى الحلم والأناة
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن محبة الله لخلق الحلم والأناة في أحاديثه الشريفة؛ للتقرب من الله والصعود إلى المراتب العليا في الدار الأخرة، وإليكم بعضاً من الأحاديث بالآتي:
- الحديث الأول: عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشجِّ -أشجِّ عبد القيس: “إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة”، رواه مسلم.
- فهذا الحديد دليلاً قاطعاً على محبة الله سبحانه وتعالى إلى صفتي الحلم، والأناة.
- الحديث الثاني: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: “التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلة مِن الشَّيطان”، رواه أبو يعلى.
- أي التأني والصبر في الأمور مما يرضاه الله سبحانه وتعالى.
- بينما العجلة من وسواس الشيطان المستمر للإنسان.
- الحديث الثالث: عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: “إنِّي ذاكر لك أمرًا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك”، رواه البخاري ومسلم.
- بالحديث هنا نُصح بين لعدم العجلة والتأني حتى تقوم السيدة بمشاورة أبويها.
- الحديث الرابع: عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التُّؤدة في كلِّ شيء خيرٌ إلَّا في عمل الآخرة”، رواه أبو داود.
- يُستدل في الحديث الشريف السابق عن صفة التأني من كلمة التؤدة.
- إذ يرشدنا الرسول إلى التأني في جميع الأعمال إلا الآخرة، أي الصلاة والفرائض.
هل الحلم والاناة صفتان مكتسبة ام خلقية – مدونة المناهج السعودية