المقالات

7 أسباب تجعل دراسة الطب المتعبة تستحق كل ذلك العناء

تحظى دراسة الطب بالسمعة الجيّدة ومهنة الطب بمكانة مرموقة بين معظم الناس، وتصنّف كواحدة من أكثر المهن المرغوبة حول العالم، وذات التنافسية والمعدلات الأعلى. ستدرك خلال رحلتك الدراسيّة في مجال الطب معنى الالتزام والمثابرة والاجتهاد، فإذا كان لديك اهتماماً وشغفاً بالعلم والتعلّم، مدفوعاً بتلك الرغبة الفطرية لملامسة آلام الآخرين بعمقٍ ومساعدتهم على تسكينها، لتصنع بيديك وعقلك وحكمتك ذلك الفارق والتأثير الإيجابي على حياتهم والمحيط من حولهم، فقد وصلت إلى المكان الصحيح الذي خلقت من أجله.

من المسلّم به أنّ دراسة الطب ليست رحلة سهلة ولا بسيطة، وغالباً ستكلّفك الكثير من الاستثمار المالي والوقت الطويل، لكنّ ما ستجنيه من وراء كل ذلك على المدى البعيد يستحقّ هذا العناء بالتأكيد.

يشهد التاريخ والحاضر على التفرّد والتميز الذي تلقاه مهنة الطب، فهي لعدّة أسباب كانت ومازالت تحظى بالقبول والرغبة القوية لدى أغلبية الطلبة المقبلين على الحياة الجامعيّة والمهنيّة.

ما هو الطب؟

أسباب دراسة الطب

الطب1 هو علم وممارسة التشخيص والعلاج والوقاية من المرض، وهو مصطلحٌ واسعٌ لمجموعةٍ متنوعةٍ من الممارسات التي تم تطويرها للحفاظ على الصحة وتحسينها وحمايتها من خطر الأمراض، من خلال وصف الأدوية وإجراء العمليات الجراحيّة واستخدام أساليب العلاج الأخرى كالعلاج النفسي والفيزيائي وغيره.

ما الأسباب التي تدفعك لدراسة الطب؟

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الطلبة لاختيار دراسة الطب بدءاً من الهدف الشخصي وصولاً إلى التفكير بمقدار المكاسب المالية الممكنة.

سواءً أكان الطب هو خيارك الأول أو خيارك الاحتياطي، عليك أن تدرك أنّ دراسة الطب ستكون رحلة التزام طويل الأمد وقراراً ينبغي أن تدرسه وتقلّبه على محمل الجدّ بعيداً عن أي استخفافٍ به.

بعد الاطلاع على الكثير من الأبحاث والتجارب توّصلنا إلى قائمة غنيّة بالأسباب التي تجعل الطلاب تميل إلى اختيار دراسة الطب2 نذكر منها:

1. ستتاح لك فرص وظيفية طبيّة متنوعة

غالباً ما يتجاهل البعض هذا السبب وهو في الحقيقة أحد أكثر الأسباب إقناعاً وواقعيّة لدراسة الطب، ونظراً لأنّ مجال الطب واسع، ستتاح لك بعد التخرّج مجموعةٌ غنيّة من الإمكانيات والمجالات لوظيفة مستقبلية مرموقة ضمن أكثر من 60 تخصصٍ يمكنك الاختيار من بينها، حيث يمكنك اختيار العمل في المستشفيات العامة أو الخاصّة أو مراكز الرعاية الصحية أو المختبرات ومراكز الأبحاث، كما يمكنك الدخول إلى ميدان التعليم إذا كنت على استعدادٍ لتطوير مهاراتك التربويّة، أو أن تكون جزءاً من الفريق الطبي في المجالات المهنية الأخرى كالإدارة والبحث، إذ إنّ كلّ شيءٍ يبدأ باختيار مسار الدراسة الصحيح، لتحصيل الاختصاص الذي يلبّي طموحك ويخدم حياتك المهنية مستقبلاً.

2. تخفيف آلام الناس ومعاناتهم

“أينما كان فن الطب محبوباً، هناك أيضاً حبّ للإنسانيّة” أبقراط  

 

إذا كنت قد دخلت المستشفى من قبل أو زرت مريضاً من أقربائك في أحد أقسامها، فأنت تعلم أن تلك الأوقات من أصعب اللحظات التي قد تمرّ في حياة شخصٍ ما، فمن السهل جدّاً أن يتسلّل شعور اليأس والإحباط والمعاناة إلى داخل المريض، حتّى لو كان مرضه قابل للعلاج أو اقتصر الأمر على الخضوع لإجراء طبيّ بسيط.

في هذا المكان وبين هؤلاء المرضى سيأتي دورك كإنسانٍ أولاً ثمّ كطبيب، عليك أن تظهر مشاعر التعاطف وتبعث في قلوب ونفوس المرضى كل ما تستطيع من مظاهر التفاؤل والأمل، ستخدمك في ذلك مهارات التواصل والتفاعل الخاصّة بك لإحداث فرق في حياة مريضك، من المهم جدّاً أن تكون صادقاً مع المرضى حول حقيقة مرضهم مع تشجيعهم ومنحهم الأمل.

ستلتمس الإنسانيّة بأسمى معانيها عن طريق تعاملك وتفاعلك مع شكاوى المرضى وأسرهم وهمومهم ومخاوفهم، وذلك كفيلٌ بتغيير المنظور الذي سترى مهنتك ودراسة الطب من خلاله.

3. هذه المهنة ليست خدمة للمجتمع فحسب، بل ستمنحك الاحترام والمكانة الأسمى


ينال الطبيب3 احترام الناس بفضل التحسّن والتغيير الإيجابي الذي يصنعه لهم عند المرض، حيث يشعرون بقدرٍ هائلٍ من الامتنان عندما ينقذ طبيب حياتهم أو حياة أحبائهم.

تخيّل أنّك ستكون الشخص الوحيد الذين يقف بين حياة الفرد وموته، وأضف على ذلك تلك النشوة التي قد تشعر بها عندما يتغيّر انطباع شخص ما حالما معرفة أنّك طبيب أو طالب طب، ستحصل على الكثير من الشرف والرفعة والاحترام بين سائر البشر.

4. زيادة الطلب على الأطباء في كل أنحاء العالم


يوماً بعد يوم تزداد حاجة البشرية لمزيدٍ من الأطباء فوفقاً لصحيفة Telegraph ” في عام 2013، توقّعت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنّه بحلول عام 2030، ستواجه البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عجزاً قدره 14.5 مليون متخصّص في الرعاية الصحية.

إنّ الطلب على الأطباء في دولٍ مثل الولايات المتحدة وأوروبا في تزايدٍ مستمر، فوفقاً لمكتب الإحصائيات من المتوقّع أن ينمو معدل التوظيف للأطباء بين 7-12٪ بحلول عام 2028.

إنّ التسهيلات دائماً موجودة وهذا ما ينعكس في السياسات الأوروبية، حيث الكثير من دول الاتحاد الأوروبي التي منعت أو قيّدت توظيف المواطنين الأجانب لا تطبّق هذا القرار على الأطباء، نظراً للحاجة المرتفعة لدرجة أنّه في معظم الحالات، يحصل طلاب الطّب على وظيفة بعد تخرّجهم بفترةٍ وجيزة.

5. الرواتب العالية والتأمين الوظيفي

أسباب دراسة الطب
أحد العناصر الجذابة بشكلٍ خاصّ لكونك طبيب هو الاستقرار الوظيفي الذي ستستمتع به بعد التخرج، لعلّ هذا السبب هو الأكثر أهميّة في البلدان التي تعاني من الركود الاقتصادي الذي يمثل أزمةً حقيقيّة أمام الشباب الذي يكافح للعثور على وظيفة.

على الرغم من أنّ الأطباء المبتدئين قد لا يلتمسون على الفور تلك الفائدة المادية، لكن بالمقابل يمكن للأطباء المختصّين والاستشاريين من ذوي الخبرة الحصول على رواتب أعلى تتناسب مع درجتهم العلميّة.

ستجد خلال رحلة الطب الكثير من الاجتهاد والتفاني سواءً خلال سنوات الدراسة أو الإقامة السريرية، لكنّك مقابل كل هذا التعب والكفاح ستكافأ بعائدٍ مادي جيّد وأسلوب معيشة يضمن لك حياةً كريمة.

6. الفضول العلمي وإدراك حقيقة إبداع الخالق

أسباب دراسة الطب
لدى العديد من الطلبة شغفٌ ورغبةٌ جامحة باكتشاف المزيد عن جسم الإنسان من بواطنه وظواهره، للتعرّف على عظمة الخالق وإبداعه في خلق هذا الكيان الإعجازي، سواءً تحدّثنا عن السيالات التي تسير حوالي 400 كم / ساعة على طول الأعصاب أو عن أجسادنا ومنعكساتها الإرادية واللاإرادية، وصولاً إلى تلك الديناميكيّة التي يتفنّن كل عضو من أعضاء الجسم ببرمجتها، إنّنا نفعل الكثير من الأشياء المدهشة دون أن نكون على أيّ دراية بها.

كما من السهل أن نفهم لماذا سيقع شخص ما في الحب، سندرك معنى أن يكون الطب جزءاً لا يتجزّأ من كيان طالبه، ستجده يبحث ولا يملّ من اكتشاف المزيد عن كل شيء يتعلّق بالإنسان داخله وخارجه.

7. عشق التحّدي والجرأة لاكتشاف المجهول

أسباب دراسة الطب
ستكون مهنة الطب حاضنةً لمن يرغبون بتحدّي أنفسهم كلّ يوم، أولئك الذين يمتلكون شجاعةً ومهارة صنع القرار المناسب في أشد اللحظات صعوبةً وجرأة، فعندما تبدأ بالممارسة والإقامة السريريّة ستدرك معنى قداسة الوقت للتدّخل الطبي في الزمن المثالي وكيفيّة توظيف المعرفة بالشكل الأنسب لكلّ حالة، إذ يمكن لخطأ صغير أن يؤثّر على حياة مريضك إلى الأبد.

سيمنحك ارتداء المعطف الأبيض مسؤوليةً كبيرة ومهمّة شاقّة في سبيل إنقاذ ملايين الأرواح التي تنتظرك، وحده الطبيب يمكن أن يفهم حقّاً مدى السعادة عندما ينقذ حياة مريضٍ يقع في براثن مرضٍ يهدّد حياته.

في تلك اللحظات المرهقة التي ربّما تراود ذهنك بشعور الندم والتعب، تذكّر شيئاً واحداً ألا وهو لماذا اخترت دراسة الطب في المقام الأول؟ وبمجرّد أن تستحضر تلك الوجوه والابتسامات التي رسمتها والآمال التي أحييتها، سيتجدّد نشاطك وحماسك وستشعر بالرضا والحيويّة من جديد.

ويبقى السؤال الأهم هل أنت مستعدٌّ لبدء مغامرتك في الطب؟

 

✨يسعدنا أنضمامكم لنا 👇

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock