المقالات

استراتيجيات تدريس الفصول الدراسية عن بعد 

كنت أظن أن أمر تدريس صف اللغة الإنجليزية عن بعد أمرًا سهلًا، حيث اعتقدت أنني سأدرس محتوى مادتي مثلما أفعل عادة والفرق الوحيد أن طلابي في مدارس أخرى ولن يكون بمقدوري رؤيتهم أثناء تدريسهم.

 لكن انقلب الأمر عليّ وعلى أول مجموعة من طلابي. لم تتسق طرق تدريس الصف التي أطبقها عادة مع المسافة التي تفصلنا، لذلك لم أقدم أفضل ما عندي لطلابي. واتضح لي أن إشراك الطلاب الذين يبعدون أميالًا يستلزم مجموعة مستحدثة من استراتيجيات التدريس.
إليك بعض استراتيجيات التدريس التي ستساعدك على إشراك الطلاب في الفصل الدراسي عن بعد سواء كنت تدرّس عبر الإنترنت أو أنك مُقدِمٌ على ذلك.

أولا: أثبت وجودك على الفور:

رحب بطلابك في مجتمع التعلم مثل أن تحدثهم بشيء عنك؛ تحدث عن خبرتك مثلًا، أو اهتماماتك، أو آخر كتاب قرأته. حدثهم كذلك عن وصف المقرر وما المتوقع منهم تعلمه. بناء مجتمع هكذا في بداية الأمر يساعد على أن يشعر الطلاب بالترحيب.

ثانيًا: كن متواجدًا لطلابك:

“التواصل الفعال أهم من التقنية الفعالة” كما ذكرت المعلمة عن بعد جوانا دنلاب المدير المساعد لفعالية المعلم في مركز تطوير أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولورادو في فيديو Educause. حيث تشجع طلابها على الاتصال بها عند حاجتهم للمشورة العاجلة. وتقول: “أسعى لأن أكون كُفئًا عندما يمر طلابي بأزمة ما أو يحتاج أحدهم لعصف الأفكار”، وتعترف أن تقنية الاتصال عبر الهاتف تُعد بسيطة إلا أنها تؤمن بأن جميع أنواع التقنية قد تفيد الصفوف عن بعد. ويوصي أحد كتاب موقع eLearning Industry سكوت كوبر بتحديد ساعات للطلاب تكون فيها مرئيًا ومتاحًا لهم، وينصح أيضًا بإنشاء طريقة تمكن الطلاب من الاتصال بك خارج تلك الساعات. كما يحث على التواصل مع الطلاب من خلال المنشورات عبر الإنترنت أو المنتديات أو وسائل التواصل الاجتماعي. فمن السهل أن يبدو المعلم غير مبالٍ على الإنترنت ولكن سيدرك الطلاب مدى تقديرك لهم بالتواصل الجيد.

ثالثًا: استعن بالمصادر الالكترونية:

يقول باتريك لوينثال، أستاذ التصميم التعليمي في جامعة ولاية بويز، أن هناك مصادر الكترونية كثيرة يمكن الاعتماد عليها. ويؤكد أنه من المهم مساعدة الطلاب على التمييز بين المصادر الصالحة والجديرة بالثقة وغير الصالح منها.

رابعًا: لا تحاضر:

تقول دنلاب أن خبرتها في التدريس عن بعد قد تحسنت وأصبحت بإمكانها المرح مع طلابها كأن تفاجئهم بمقطع فيديو سريع أو حكاية ما. حيث أن عرض صورة ما أو سرد قصة أو بعض الفكاهة يضفي الحيوية على الدرس عن بعد. حيث أن ترقب الطلاب لأمر غير متوقع يثير تفاعلهم ويزيد تقديرهم لجهود معلمهم.

خامسًا: اجعل الواجبات واضحةً:

قد يجد الطلاب أمر فهم الواجبات والملاحظات عبر الإنترنت والوصول إليها صعبًا ومحيرًا، لذا سهّل عليهم معرفة ما يتعين عليهم القيام به من واجبات أسبوعيًا، ومتى موعد تسليم الواجب، وكم سيضيف إلى تقدير درجاتهم النهائي.

سادسًا: تقديم الملاحظات باستمرار:

تعد التعليقات مهمة في كل فصل دراسي، ولكن هذه الطريقة تؤسس الاتصال الشخصي بينك وبين طلابك في التدريس عن بعد. يقول كوبر إن تقديم الملاحظات البناءة بانتظام يساعد الطلاب على التعرف بسرعة على السلوكيات أو المهارات التي يحتاجون إلى تحسينها ويشعرهم كذلك بأنهم جزء من مجتمع التعلم. ويوصي بإنشاء منتدى مفتوح أو منصة الكترونية يمكن للطلاب فيها من مناقشة وتوجيه بعضهم البعض.

يحتاج الطلاب الذين يحضرون دروسًا عن بعد إلى الشعور بالاتصال بالفصل والمعلم وزملائهم، وذلك ليحضوا بتجربة ممتعة ولا أن يكون حضورهم من أجل التعلم فقط.

تطبيق استراتيجيات التدريس عن بعد على الفصول الدراسية التقليدية
ساعدني التدريس عن بعد في تنمية استراتيجيات حديثة للفصول الدراسية التقليدية. حيث أحاول في الوقت الحاضر تجنب أسلوب المحاضرات بتضمين القصص والصور والأمثلة والحكايات وذلك لتعزيز تفاعلًا هادفًا مع طلابي. لقد أنشأت أيضًا سلسلة من مقاطع الفيديو التدريبية لمدة 20 دقيقة للمعلمين، يركز كل جزء على استراتيجية معينة، مثل كيفية التحقق من فهم الطالب، وكيفية إعطاء توجيهات واضحة، وكيفية التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب.

تقول دنلاب إن مفتاح تنفيذ استراتيجيات التدريس عن بعد في أي فصل دراسي هو اختيار ما تريد تدريسه ثم إضافة التقنية – وليس العكس. يقدر طلاب الفصول الدراسية التقليدية السماح لهم بمعرفة القليل عنك، والاستعانة بالقصص والحكايات، وتوضيح الواجبات تمامًا مثلما يقدرها الطلاب عن بعد. حيث سيساعدك اعتماد هذه الاستراتيجيات على خلق بيئة إيجابية لفصلك سواء في صف تقليدي أو عن بعد.

إثارة تفاعل الطلاب هو الأساس
تذكر عند بدئك التدريس عن بعد أن أول وآخر أمر عليك القيام به هو الحفاظ على تفاعل طلابك. تطلب مني التدريس عن بعد التأمل في كيفية تقديم المادة العلمية، وليس ذلك فحسب بل كيف أقدم نفسي كمدرس أيضًا. حيث من السهل أن يركز المعلم على محتوى المادة فقط ويتجاهل تفاعل الطلاب معه عندما لا يستطيع أن يرى وجوههم مباشرة أو أن يقرأ لغة جسدهم.

لحسن حظنا، تقدمت التقنية وعرفنا نحن المعلمين كيف نتواصل مع طلابنا وكيف نشجعهم على المشاركة في الفصل – حتى عن بعد.

استراتيجيات تدريس الفصول الدراسية عن بعد – مدونة المناهج السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock