الجامعات العربية

على درب الكفاح صنعت حلمي

على درب الكفاح صنعت حلمي
على درب الكفاح صنعت حلمي
على درب الكفاح صنعت حلمي
على درب الكفاح صنعت حلمي
على درب الكفاح صنعت حلمي
المناهج السعوديةعلى درب الكفاح صنعت حلمي
عندما كنتُ صغيره ، سألني احدهم ماذا تريدين ان تصبحي عندما تكبرين؟
فأجبتهُ بدون تردد : طبيبة !
 
استقبل إجابتي بتهكم وردّٓ ضاحكاً :  هذا ما يقوله كل الأطفال ..
لم يعلم حينها بأني غرستُ بذور هذا الحلم في صدري منذ صغري، وكنتُ موقنه برؤية ثماره يوماً ما . .
كبرت وأخذ هذا الحلم يكبر في صدري يوماً بعد يوم . .
 
التحقتُ بالمدرسٓة وكنتُ في بدايات المراحل الابتدائية مختلفة عن باقي الطالبات اللاتي يستقبلن كل يوم بنشاط وعزم
بل كان كل يوم دراسي بالنسبة لي مثل العزاء ، فلا يكاد يمر علي صباح بدون صياح !
فكان الدافع الوحيد لذهابي الى المدرسة هو عصا أمي حفظها الله
لكن بالرغم من ذلك كان مستواي الدراسي عالِ وكنت أحظى بأعلى تقدير في الصف ..
فكان هذا دافعاً لي للإستمرار في الحلم . .
 
وبعد ان بلغتُ المرحلة المتوسطة ، انتقلتُ الى مدرسة لتحفيظ القرآن كانت تديرها والدتِي الغالية ،
كان يسود اجواءها الاحترام المتبادل والرقي الدائمين، مدرسة تعطر أروقتها ومسامعك تلاوة القرآن الكريم في كل ساعة  . .
عشتُ فيها أياماً رائعه بفضل الله ثم بفضل والدتِي التي حرصت على تحويلي
 من تلك الفتاة الصغيرة، الخائفة، والخجولة الىٓ شخصيٓه متفوقه، متعددة المواهب و لها بصمة في جميع الأنشطة . .
 
 ولم يَكُن ذَلِك بتوفيرها كل سبل الراحة لي بل حرصت بحكمتها وعقلها الراجح على ان تربي في نفسي معنىٓ الشجاعه والمواجهه بصبر وقوه ، فكنت اتعرض للعقاب والمحاسبة كسائر زميلاتي مع تشجيعها المُستمر ومكافئتها على إنجازاتي . .
كانت لي بعد الله الداعم الأكبر في جل أموري ، وان كان لأحدٌ الفضلٓ بعد الله فيما انا عليه الآن فالفضل أولاً وأخيراً يعود لها ، فأسأل الله ان يحفظها ويطيل بعمرها وان لا يريني فيها مكروهاً يبكيني  ..
 
 
بعد ان انهيت المرحلة المتوسطٓة ، انتقلتُ الىٓ حياة جديده كانت تستلزم مني اعتماد اكبر على الذات واثبات اكبر لوجودها وإلا كنتُ اختفيت بين ذلك الحشد الكبير من الطالبات الذي كان يسبب فوضى عارمه لم يكن لأحد القدره في السيطرة عليها . .
 
تمكنت بفضل الله من ان ابرز نفسي في فترة وجيزة، وان اكسب احترام جميع معلماتي الفاضلات ،
كُنت مرغوبةً في جميع الأنشطة لما امتلكه من مهارات متنوعة  ..
 
انهيت المرحلتين الاولى من الثانويٓة بتقدير 100% وانتقلت للتي بعدها بنفس تفوقي الدراسي ولكن لظروف معينه ومشاكل صحيه اضطررت للتخلي عن المشاركة في الأنشطة التي كان لي الدور الكبير في بروزها في الوقت الذي كان لها الدور الكبير في بروزي  ..
 
ولتعلقي الشديد في الإنجاز والمشاركه اليوميه، اضطراري لترك الأنشطة اثّٓر سلباً على مستواي المعتاد ونشاطي الدائم، وجعلني أغفل عن قول الله تعالىٓ : (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) .(البقره-216)
 
كما جعلني أُهمل شجرة حلمي التي لطالما كُنت أسقيها بماء التوكل على الله والتفاؤل مع الهمه العاليه ..
وخاصه في الوقت الذي كان علي الإستعداد فيه لإختبارات تحديد المستوى ( القدرات والتحصيلي )
فاجتهد الشيطان في وساوسه وأخذ يمدني بأفكار سلبيه كنت احاول تجنبها بإنشغالي بوسائل الترفيه والتسليه
متناسيه حينها بأن الحرائق لا تُخمدها النيران . .
 
ولطبيعة الحال ، إهمالي في تلك الفترّٓة اثر علىٓ مستواي الدراسي، فتخرجت من الثانوية بتقدير ممتاز ولكن اقل من المعتاد، اما في اختبارات تحديد المستوى فلم احظىٓ بالتقدير الذي يؤهلني للقبول في التخصص الجامعي الذي لطالما رغبت بدخوله ..
 
 
 
 وبدلاً عن ذلك أراد الله لي القبوُل في قسم الصيدلة ..
شعرتُ في ذَلِك اليوم بأن  شجرة حلمي التي اهملت سقياها قد جفّٓت وذبلت اوراقها ، فماتت بدورها !
 
ولكن سرعان ما تخليت عن ذلك الشعور لإن رغبتي في النجاح كانت تفوق حزني من الفشل !
 فحمدتُ الله علىٓ ما قدره لِي وتذكرت بأنها ليست النهاية ، فالشجره وان يبست يبقى جذرهاً حيّا ويبقىٓ مكانها مهيئاً لنمو واحدةً اخرىٓ . . كما الفرص بالنسبة للإحلام !
 
 
والناجح هو من يتوكل على الله ويؤمن بأن الفشل هو اول خطوات النجاح وانه لولا الصعوبات الجسيمه ما كان للنجاح قيمه ..
 
عزمت بعدها على ان ادع حزني دافعاً لِي من حيث ما كنت عليه الىٓ حيث اريد ان أكون ..
 فتأخرتُ ترماً كاملا عن الجامعة ،  فيه طورت من نفسي وحسنت من لغتي الإنجليزية كي التحق بها وانا في أتم الاستعداد والأريحية . .
 مما جعلني استقبل يومي الأول في الجامعة بحماس ، وشغف كان مصدره حلم الطفولة الذي بدت لي معالمه جليه بعد دخولي للحياة الجامعيه
واستقبالي لكل يوم دراسي يقربني من الْحُلْم بالحِلم ..  فعشت في المستوى الاول اجمل ايام عمري، و فيه تلقيت اثمن دروس حياتي بالرغم من الصعوبات التي يواجهها كل طالب مستجد،  وكثافة المواد المقررة مقارنةً بمناهج المدرسة التي أعتدتُ عليها ..
 
 
كنتُ حريصه علىَ الإبتعاد عن كل ماقد يشغلني عن هدفي او يدعو لإحباطي وتثبيط عزيمتي، من أفكار وكلمات وأفعال وأشخاص .. بل حرصت على ان اجعل كل ما حولي وسيلة لمساعدتي . .
كمصحفي وكتاب اذكاري ، هاتفي الفارغ من كُل فارغ ، ال٤٥ دقيقه التي كنت اقضيها في الباص ، قلمي،  وحتى ألمي!
جعلتُ من نفسي اقرب الأصدقاء ، وتمكنت معها بفضل الله من ان انهي المستوىٓ الاول بتفوق فكانت
نهايٓة البداية الجامعية النهايٓة الأجمل لبداية طريقي نحو الْحُلْم !
 
 
 
ثم انتقلت للمستوى الذي يفصلني عن حلمي ، وكان الشيء الأهم الذي تعلمته فيه هو ان زيادة الصعوبات دليل على دنوُ الغايات مادام العبد المؤمن يتصدى لها بالثبات .. فرب الناس لا يضيع تعب احد مِن خلقه ، فإما ان يكافئه على اجتهاده بما أراد او يجزيه بخير من عنده اجمل مما أراد ..
 
مررتُ في المستوى الثاني بظروف صحيه بفضلها وطدتُ علاقتي مع مشافي مدينتي
ولكن لم ادع المرض عائقاً لي في طريقي نحو الحلم ، فكنت أرغم نفسي على الحضور ومزاولة الدراسة في المنزل ..
 
ولا أنكر بأني مررتُ بلحظات شعرتُ فيها برغبة في التوقف، فقد كانت الصعوبات تزداد من ناحيه والمرض من ناحيه اخرىٓ ، فكان حملاً ثقيلاً على كاهلي كلما قمت برمي بعضه أتاني ضعف مارميت والذي كان يزيد الطين بله وساوس شيطانيه كانت تنتابني بعدم الجدوى من إرهاق نفسي لأجل مقعد يتنافس عليه مئات الطالبات ،
لكن الشيء الذي كان يمدني بالعون والراحه ويكسر سهام الشيطان ورماحه هو إيماني بأن مايقدره الله كائن لا يرده شيء ، لا تعب ولا ضرر ولا إرادة بشر  . . وان ما يختاره الله للعبد هو الأخْيَر دائماً وأبداً.
 
مرّٓت الأيام مسرعه ، وبعد ان انهيت اختباراتي القصيرة والشهرية مع اختبارات المعامل

أعلنت الجامعه عن فتح بوابة التحويل ، قبيل الاختبارات النهائية بأسبوعين ..

ولحماسي الزائد قمتُ بتقديم طلب التحويل فور فتح البوابة حتى انه لا يمكنني استبعاد فكرة انني اول من قام بإدخال طلب تحويل في جامعة جازان
كما ان حماسي جعلني أضع جدولاً للإستذكار سبّٓقتُ فيه موعد الاختبارات النهائية بأسبوع ولم ادرك ذَلِك الا بعد إنتهائي من دراسة ثلاثة ارباع احد المناهج .
 
 
تمكنت من انهاء اختباراتي النهائية بتقدير عال
ولولا فضل الله وتيسيره مانلته ، فقد كانت تلازمني الصعوبات حتىٓ ليلة اختباري الأخير الذي قضيتها حتى ساعة متأخره في المشفى .. وكأنها تخبرني بأن للنجاح ثمن ولا بد من ان يُدفع غالياً .
انهيت السنه التحضيرية بإنهائي للمستوى الثاني وذلك في يوم الأحد الموافق  January 22,2017 
كان يوماً مختلفاً مابين الم وامل ، وحزن وفرح  . .
حزن علىٓ فراق من كانوا لي مثل الغيم في عطائهم، والورد في نقائهم !
وبالمقابل فرحٌ بالإنجاز العظيم الذي حققته ولشعوري بأنه لم يتبقىٓ لي سوىٓ عناء الإنتظار لنتيجة التحويل !
 
قضيتُ إجازتي بإستمتاع لثقتي الكبيرة بأن الخيره فيما سيختاره الله ..
ثم ذهبت برفقة عائلتي الىٓ مكه لأداء العمره وهناك بعثتُ للغفار كل ماجال في خاطري ودار ..
 
 
 
 
 كانت اسهل عمره أديتها في حياتي ولله الحمد ،  وفي اليوم التالي استيقظت من النوم  لأجد نفسي في سعادة يصعب وصفها ، فلم ارغب في ذلك اليوم سوىَ بالضحك والتبسم !
كنتُ اخبر أمي بأني متفائلة واشعر بأن الله سيبشرني بما يفرحني وبعدها بساعات بلغني نبأ نزول النتائج فذهبت مسرعه الىٓ الانترنت لأتفقدها ..
 
اجزم بأن الفترة التي قمت فيها بفتح حسابي الجامعي لم تتجاوز الثواني ولكنها كانت الأثقل على الإطلاق بعكس دقات قلبي ونفسي الذي كان يسابق كل ثانيه  ..  في تلك اللحظة توقف الزمن واسترجعت فيه كل سنوات عمري الفائتة ، كل دمعه ، كل كبوه، وكل طاقه سخرتها في سبيل الوصول الى هدفي !
 
لكن المفاجأه  قطعت حبل افكاري وأعادتني الى اللحظة التي لطالما حلمت بمجيئها ، اللحظة التي وقعت عيني فيها على إسمي ، وفي أسفله
طب وجراحة ) . .
 
 
 
استغرقت دقائقَ لمحاولة تصديق ما رأته عيني ، كنتُ اخرج من حسابي واعود اليه مره اخرى ثم أعاود الكره لأتأكد من أنني وأخيراً حصدتُ ثمار جهدي بفضل الله وتم تحويلي للتخصص الذي انتمي له . .
ولم تكن ردود افعال عائلتي تختلف عني كثيراً بعد معرفتهم . . مزيج من السعادةِ والدهشة انتابهم !
 
شعرتُ ساعتها بأن الكون لا يسعني من السعادة ، فكنت اتنقل من غرفة الىٓ اخرى ولم يبق أحدٌ ممن اعرف لم أشاركه هذه الفرحه !
 اخبرتني والدتي الغاليه بأن اسجد لله واشكره ، فارتميت بين احضان سجادتي
وبكيتُ فرحةً بعطاء الله وكرمه ،
 
بعدها غرقتُ في افكاري ثم تساءلت كيف للحظةِ سعادة ان تمحو تعب سنين !
حينها علمت بأني لم اندم على كل لحظة حزن لأنها قوتني . . لم اندم على كل لحظة تعب لإنها دعمتني . . لم أندم علىٓ كل تجربة علمتني ، وكل فرصه فاتتني لتزيد من حجم كفاحي وقيمة نجاحي !
 
 فكرتُ حينها فيما لو كنتُ تخليت عن حلمي عند اول عقبه واستسلمتُ لكوني في المكان الذي لم اختره بٓل وُضعت فيه
لكنتُ الآن أُكره نفسي كل صباح على تقبل امر لم أكن مضطرة لتقبله ، وعلى تقبل مكان لم انتمي اليه يوماً ولكنت الآن اعمل على تحقيق حلم شخص آخر !
 
علمتني تجربتي بأن من أراد النجاح عليه ان يوثق علاقتهُ بالله اولا ثم يعلم بأن العقبة الأكبر والداعم الأكبر في طريق نجاحه هو ذاته ، فإما أن يخضع لها او يُخضعها لرغبته في الوصول ، كما ان عليه ان لا ينتظر الدعم من الآخرين فإنه سيحتاج في كثير من الأوقات إلى النهوض بمفرده !
 
علمتني تجربتي بأن من لم يصنع لنفسه الفرصه المثالية فسيضطر لإنتظارها طوال حياته ..
كما قيل ” ان العظمه ليست بالفرص الجاهزه بل هي عديد من الأشياء الصغيرة التي نفذت بعناية
في يوم يتبعه يوم . . وتدريب يتبعه تدريب  . . وجهد يتبعه جهد . . ليوم بعد يوم”
 
علمتني  تجربتي بأن من أراد النجاح اليوم عليه الا يلتفت لأخطاء الأمس وان يسخر ال٨٦٤٠٠ ثانيه في يومه لخدمة حلمه . .
كما علمتني بأنه ان لم يكن في حياة المرء هدفاً يعمل لأجله ليلاً ونهاراً ، ويمنحه الكثير من وقته وراحته ونومه
لكانت حياته تبدو بلا قيمه او جدوىَ ، وانه لا معنى للأحلام ان لم يكن الهدف الاسمى منها هُو رضىٓ الله تعالى والجنه !
 
 
 
 
 
واخيرا علمتني بأن من اعظم النعم في الحياه وجود أشخاص يحملون لك الحب ويدعون لك بصدق
فشكرا لأمي التي تأخذ من سعادتها دوماً لتعطيني، شُكراً لأبي الذي وجوده بعد الله يحميني
، شكراً لمن استند عليهم في حياتي ولمن يعيش كل فرد منهم نجاحاتي, اخوتي  ..شُكراً لكل صديقه ساندتني ولم تتخلىٓ عني في وقت ضيقي، شُكراً لكل معلم ومعلمه أناروا لي كل ظلمه في طريقي ومدوا لي أكف العون دائما
واخص بشكري الأستاذة (عقيله) التي وقفت بجانبي في المرحلة الثانوية ودعمتني تحت كل الظروف ،
والأستاذ (محمد فوزي) الذي اعتبرني ابنةً له ولم يتوانى عن مساعدتي يوماً !
شُكراً لكل من دعى لي في فترة اختباراتي وتمنى لي الخير في حياتي !
وكذلك شُكراً لكل من تخلىٓ عني في وقت حاجتي، لكل من تمنىٓ لي الفشل، ولكل من حاول إحباطي بسياط لسانه اللاذعة
فقد كانت افعالهم خير محفز لي للنجاح !
 
وشُكراً اخيراً علىٓ كل المصائب التي عرفتني بعدوي من صديقي ، والتي جعلتني بفضل الله قادره علىٓ المضي في طريقي !
.. النهاية .. 

المصدر: على درب الكفاح صنعت حلمي – المناهج السعودية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock