ماهي النظرية العلمية – المناهج السعودية
ماهي النظرية العلمية – ماهي النظرية العلمية
ماهي النظرية العلمية – ماهي النظرية العلمية
ماهي النظرية العلمية – ماهي النظرية العلمية
ماهي النظرية العلمية – ماهي النظرية العلمية
النظرية العلمية
النظرية العلمية (بالإنجليزية: Scientific theory): هي هيكل أيديولوجي منتظم يتصوره الخيال البشري ضمن نطاق واسع، ويشمل مجموعة من القوانين التجريبية التي من شأنها تنظيم الأشياء والأحداث، التي تمت ملاحظتها وعرضها. وتقوم النظرية العلمية بشرح هذه القوانين بطريقة عقلانية وعلمية، ويستخدم العلماء بيانات الانتظام في النظرية العلمية لتفسير الأشياء والأحداث، بحيث إذا كانت هذه القوانين دقيقة فيمكن اعتبارها قوانين تجريبية تعبر عن استمرار العلاقات بين الأشياء أو الخصائص الملاحظة، وتكون قادرة على تلبية الفضول عن طريق الكشف عن النظام في سلوك الأشياء أو الأحداث، وحينها تكون القوانين التجريبة قادرة على تقديم خطة منهجية لتفسيرحصول الأشياء والأحداث. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العلماء الملاحظات والتجارب الدقيقة والمخططات التفسيرية المنهجية (نظريات) في محاولة لتفسير الأشياء والأحداث.[١]
النظرية العلمية والخبرة الحسية
إن النظرية العلمية في مفهومها المعاصر تجعلنا نبتعد عن الرأي الكلاسيكي الذي يقوم على أساس أن النظرية العلمية ترتبط بالخبرة الحسية، حيث كان المفهوم السائد للنظرية التقليدية والكلاسيكية يرى أن فهم النظريات العلمية يرتبط بشكل وثيق بالخبرة الحسية عن طريق ما يُسمى بالاتجاه الاستقرائي والاتجاه الاستنباطي، حيث يبدأ الاتجاه الاستقرائي من الخبرة الحسية والتجربة وصولاً إلى النظريات، أما الاتجاه الاستنباطي فهو يبدأ من النظريات العلمية وصولاً إلى الخبرة الحسية والتجربة، بغرض اختبار النظريات العلمية عن طريق اشتقاقاتها، وبذلك نستنج أن الخبرة الحسية تدخل في بنية النظرية العلمية عبر الاتجاه الاستنباطي والاستقرائي، وعلى الرغم من المفهوم التقليدي للنظرية العلمية التي تبيّن أن المفاهيم النظرية من خلق الإبداع الحر وتصاغ بواسطة العقل، إلا أنها تتطابق مع الخبرة الحسية بشكل أو بآخر. وقد قام الفيلسوف كارل بإظهار دور الخبرة الحسية في صياغة النظرية العلمية عن طريق وضع فروض من النظريات وإجراء اختبارات عليها مستعيناً بالخبرة الحسية والنظرية، كما قام بتأكيد العلاقة بين النظرية العلمية والخبرة الحسية عن طريق الطريقة الاستنباطية في بناء النظرية العلمية، حيث تقوم هذه الطريقة بشكل أساسي على الخيال العلمي والإبداع الحر. وقد أنتجت التطورات التي حدثت في الربع الأخير من القرن العشرين تصوّرات ثورية في فلسفة العلم، حيث أظهرت إمكانية تصور النظرية العلمية بدون خبرة حسية، وقد ذهب الفيلسوف توماس كوم بالقول إلى أن العلماء خلال الثورات العلمية يشاهدون أشياء جديدة ومختلفة حين ينظرون بواسطة الآلات المألوفة نفسها من الأماكن نفسها التي نظروا عبرها مسبقاً، ويعود السبب في ذلك إلى تغيير النموذج القياسي، وأراد توماس الوصول إلى نتيجة مفادها أن العلماء بعد ثورة العلم يستجيبون لعالم مختلف عن عالم ما قبل الثورة، وبالتالي لا مجال للخبرة الحسية في العلم.[٢]
أوجه الاختلاف بين القوانين التجريبية والنظريات العلمية
تختلف القوانين التجريبية عن النظريات العلمية، فالقوانين التجريبية توفر قواعد واضحة للمراقبة بشكل معقول لتحديد معنى كل بند من بنود القانون؛ وبالتالي يمكن اختبار القانون عن طريق المراقبة بعناية للأشياء والممتلكات المشار إليها في الدراسة المطلوبة، وفي البداية يتم صياغة هذه القوانين عن طريق التعميم والتخطيط للعلاقات الملحوظة. أما في حالة النظريات العلمية، فإن بعض المصطلحات تشير عادة إلى الأشياء التي لا يمكن ملاحظتها، حيث إن هذه النظريات تمثّل نتائج الأحكام الفلسفية والجمالية التي يمكن ملاحظتها لدى العقل البشري. وعلاوة على ذلك لا يمكن اختبار النظريات وقبولها على الأسس ذاتها التي تخضع لها القوانين، في حين أن القوانين التجريبية تعبر عن العلاقة الموحدة بين مجموعة صغيرة من المتغيرات، فإن النظريات العلمية تشمل نطاقاً أوسع وأشمل من القوانين التجريبية.[١]
دور النظرية العلمية في محاكاة بحوث التعليم
تقدم النظريات العلمية تفسيرات متّسقة ومنظمة حول كيفية حدوث العمليات المختلفة في العالم، وهذه النظريات يتم إثباتها بقدر كبير من الأدلة المؤكدة المستقلة البعيدة عن محاولات التزوير، كما تشمل النظريات العلمية على ميزات تجعلها قادرة على محاكاة بحوث التعليم، مثل: التقسيم، والتدرج في الخطوات، والتفسير، والقدرة على التنبؤ. وما يميز النظريات العلمية عن النماذج والقوانين هو مقدار الأدلة المتاحة، ودرجة تفسيرها للطبيعة، وتسمى النظرية العلمية مع التطبيق المباشر لدراسات الباحثين في مجال المحاكاة “بنظرية منحنى التعلم”، حيث يستخدم المؤلفون والباحثون نظرية منحنى التعلم لتوضيح الملامح الرئيسية للنظريات العلمية وكيفية توفير أساس مفيد لبرامج البحوث التعليمية القائمة على المحاكاة.[٣]
سبب عدم تحديد النظرية العلمية
إن سبب عدم القدرة على تحديد النظرية العلمية على الرغم من وجود الأدلة هو أنه قد تكون الأدلة المتاحة لنا في وقت معين غير كافية لتحديد المعتقدات والاستنتاجات التي تلزمنا في الدراسة. على سبيل المثال إذا كان كل ما أعرفه هو أن شخصاً ما أنفق 10 دولارات على شراء التفاح والبرتقال، بحيث كانت تكلفة شراء التفاحة الواحدة 1 دولار وتكلفة البرتقالة 2 دولار، فلن تستطيع تحديد ما إذا كان قد اشترى برتقالة واحدة وثماني تفاحات أم برتقالتين وستة تفاحات، وهكذا. وهذا ما يقودنا إلى الاستنتاج المنطقي “الارتباط لا يعني السببية”، ومن الأمثلة الشهيرة على هذه الفكرة الاعتقاد أنه مشاهدة الكثير من الرسوم الكرتونية يجعل الأطفال أكثر عنفاً في سلوكهم، نتيجة لذلك نتوقع وجود ترابط بين مستويات مشاهدة الرسوم المتحركة وسلوك الطفل العنيف، ولكن في الواقع يوجد احتمالات أخرى.على سبيل المثال، قد يكون الأطفال المعرضين للعنف يميلون للاستمتاع والبحث عن الرسوم المتحركة أكثر من الأطفال الآخرين، أو أن سبب العنف المتزايد لدى الأطفال هو إهمال الوالدين، ما يعني أن العلاقة بين عرض الرسوم المتحركة وسلوك الأطفال ليست سببية مباشرة بل قد تكون أعمق من ذلك بكثير.[٤]