أبيات شعر قصيرة عن الحياة

Nadeem2022-07-23

248 2 دقائق

الحياة نهر متدفق، دائم التجدد، معين لا ينضب، صيرورة لا تُبلى، لاتتوقف، أحجية بلا حل. ينهل منه الشعراء بنهم أينما كانوا، وحيثما حلوا، وتظل الحياة لغة مكثفة، واخزة، عصية، مستعصية، عميقة الدلالة بحوادثها وأحداثها، وأسئلتها وإشكالاتها، يحاول الشعراء والأدباء والمفكرين والمثقفين فك طلاسمها التي لا تنتهي..

الأديب والمفكر راضي جاد الرب لينتقي لكِ عدد من أجمل أبيات شعر قصيرة عن الحياة.. في السياق التالي..

الحياة نهر الثقافة الإنسانية

يقول جاد الرب: كل شاعر ينظر للحياة وفق رؤيته الخاصة ويقيمها وفق آرائه ومعتقداته فالحياة نهر الثقافة الإنسانية وأسئلتها وإشكالاتها، و الشاعر المبدع هو من يستطيع أن يقيّم تجربته في الحياة ويعبّر عنها بلغة شعرية مشحونة بالإشارات، متفجرة بالرؤى والدلالات الموحية المعبرة عن انتمائه الإنساني.. ومهما اختلف الزمان والمكان تظل الحياة معين التجربة الإنسانية للشاعر والتي لا تنضب أبدًا..

أبيات من “شعر القدماء” عن الحياة

– يقول المتنبي:

إنّي لأعْلَمُ ، واللّبيبُ خَبِيرُ أن الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ
ورَأيْتُ كُلا ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

– يقول امرؤ القيس:

أرجى من صروفِ الدهر ليناً ولم تغفل عن الصم الهضاب
وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ، سأنشبُ في شبا ظفر وناب
كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي ولا أنسى قتيلاً بالكلاب

– ويقول طـُرفة بن العبد

وَإِنِّي لَأُمْضِي الْهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
أَمُونٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا عَلَى لاَحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ

– يقول الشريف المرتضى :

يقولون أسباب الحياة كثيرة فقلت وأسباب المنون كثيرُ
وما هذه الأيام إلا مصائد وأشراك مكروه لنا وغرور
يُسار بنا في كل يوم وليلة فكم ذا إلى ما لا نريد نسير
وما الدهر إلا فرحة ثم قرحة وما الناس إلا مطلق وأسير

أبيات من “شعر المحدثين” عن الحياة

– يقول عباس محمود العقاد:

راحة كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد
ما ابتغاء المزيد من يوم أمن عاطل لا يزاد بالتعداد
فالزمان المريح تكرار شيء واحد واطَّراد حال معاد

– يقول خليل مطران

غلت الحياة فإن تردها حرة كن من أباة الضيم والشجعان
واقحم وزاحم واتخذ لك حيزاً تحميه يوم كريهةٍ وطعان

– يقول مهدي الجواهري

وما الحياةُ سوى حسناءَ فارِكة مخطوبة من أحبَّاء وأعداء
قد تمنعُ النفسَ أكفاء ذوي شغف ورّبما وهبتها غيرَ أكفاء
ولا يزالُ على الحالينِ صاحبُها معذَّبَ النفسِ فيها بيِّنَ الداء
فإنْ عجِبتَ لشكوى شاعر طرِب طولَ الليالي يُرى في زيّ بكاء

ويقول أحمد شوقي

حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالا ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالا
وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ عُصارتُه ، وإن بَسَط الظلالا
وأَيامٌ تطيرُ بنا سحابا وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالا
نريها في الضمير هوى وحبّا ونُسمِعها التبرُّمَ والملالا

– يقول ابو القاسم الشابيّ

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

أبيات شعر قصيرة عن الحياة