المناهج التعليمية

تعبير عن المعلم مميز

تعبير عن المعلم مميز وقصير

فضل العلم والمعلم والمتعلم

  • قال أمير الشعراء أ��مد شوقي عن فضل العلم في بناء الأمم: بِالعِلمِ وَالمالِ يَبني الناسُ مُلكَهُمُ…لمَ يُبنَ مُلكٌ عَلى جَهلٍ وَإِقلالِ، ولقد اعتمدت اليابان بعد هزيمتها بالحرب العالمية الثانية في إعادة بنائها على العلم والمعلم، حتى صارت التجربة اليابانية في التعليم نموذجاَ يتم تداوله بين الدول فيما يعرف بالمدارس اليابانية.
  • وفي تاريخنا الإسلامي كانت أولى آيات الوحي من سورة العلق نزولاَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) }، وانطلاقاَ من توجيه القرآن للأخذ بالعلم، حث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة على طلب العلم والتعلم والتعليم؛ ففي صحيح الجامع للألباني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: طلَبُ العلْمِ فريضةٌ على كُلِّ مسلِمِ، وفي صحيح الترمذي بإسناد صحيح: عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، قال: أتَيْتُ صَفْوانَ بنَ عسّالٍ المُراديَّ، فقال: ما جاء بكَ؟ قُلْتُ: ابتغاءَ العِلمِ، قال: بلَغني أنَّ الملائكةَ تضَعُ أجنحتَها لطالبِ العِلمِ رضًا بما يفعَلُ.
  • وفي صحيح داود للألباني عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر، فكان الصحابة يعلمون أن طلب العلم هو سعي في سبيل الله.
  • وفي صحيح الجامع للألباني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَوقِفُ ساعةٍ في سَبيلِ اللهِ خَيرٌ من قِيامِ لَيلَةِ القَدْرِ عند الحَجَرِ الأسْوَدِ، وللعلم أثر مستمر بعد صاحبه إذا انتفع به الناس، كما جاء الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له، وفي صحيح الجامع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ مما يلحَقُ المؤمنَ مِنْ عملِهِ وحسناتِهِ، بعدَ موتِهِ، علمًا نشرَهُ، وولدًا صالحًا تركَهَ، ومصحفًا ورَّثَهُ، أوْ مسجِدًا بناهُ، أوْ بيتًا لابْنِ السبيلِ بناهُ، أوْ نهرًا أجراهُ، أوْ صدَقَةً أخرجَها مِنْ مالِهِ في صحَّتِهِ وحياتِهِ، تلحقُهُ مِنْ بعدِ موتِهِ، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من علم لا ينتفع به كما في الحديث الصحيح الذي رواه أنس بن مالك وذكره السيوطي بالجامع الصغير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، وعَمَلٍ لا يُرفَعُ، ودعاءٍ لا يُسْمَعُ.
تعبير عن المعلم مميز
تعبير عن المعلم مميز

آداب المتعلم

ذكر الإمام أبي حامد الغزالي في إحياء علوم الدين الآداب التي يجب يتحلى بها المتعلم ومن هذه الآداب:

  • ألا يتكبر على العلم ولا يتعامل مع معلمه باستكبار أو استعلاء بل يتواضع له ويلقي إليه زمام أمره فيتخذ من معلمه مربياَ ومعلماَ ومؤدباَ له بشكل كامل في كل تفصيل ويذعن لنصيحته إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق الحاذق، وألا ينال العلم إلا بالتواضع ويستمع له باحترام وفهم وحسن اقتداء وذلك عملاَ بقول الله تعالى {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} سورة ق – الآية 37، ومعنى كونه ذا قلب أن يكون قابلاً للعلم فهماً ثم لا تعينه القدرة على الفهم حتى يلقي السمع وهو شهيد حاضر القلب.
  • وعلى المتعلم أن يتبع معلمه ويتواضع له ولا يجادله، وقد نبهنا الله تعالى لآداب المتعلم بقصة الخضر وموسى عليهما السلام حيث قال الخضر {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} سورة الكهف – الآية 67، قال له الخَضِر: إنك -يا موسى- لن تطيق أن تصبر على اتباعي وملازمتي، {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} سورة الكهف – الآية 68، وكيف يكون لك الصبر على ما سأفعله من أمور تخفى عليك مما علمنيه الله تعالى؟ {قَال�� سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً } سورة الكهف -الآية 69، قال له موسى: ستجدني إن شاء الله صابرًا على ما أراه منك، ولا أخالف لك أمرًا تأمرني به، {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }سورة الكهف – الآية 70، فوافق الخَضِر وقال له: فإنْ صاحَبتني فلا تسألني عن شيء تنكره، حتى أبيِّن لك من أمره ما خفي عليك دون سؤال منك، وبعد أن راجع موسى في أفعال الخضر وأنكرها دون انتظار لبيان سبب قيام الخضر بها لثلاث مرات متتالية اعتذر الخضر عن صحبة موسى لعدم مصابرته على هذا العلم الذي اختصه الله تعالى به {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} الكهف 78، ويرى الغزالي أن حق المعلم مثل حق الوالدين بل يزيد إن كان المعلم سبباَ في نجاة المتعلم من في الدنيا والآخرة أما الوالدين فقد يكتفيان بتعليم ابنهما كيفية النجاة في الدنيا فقط دون الآخرة.

آداب المعلم

  • قال تعالى في وصف ما استحق به الخضر عليه السلام أن يعلمه الله علماَ لم يعلمه لنبيه موسى من علم الله الذي آتاه بقوله {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }سورة الكهف – الآية 65 ، فالعلم لا يكون له نفع إلا إذا كان مصحوباَ برحمة للإصلاح في الأرض وليس للفساد فيها، ونحن نتعلم من قول الله تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }سورة غافر-الآية 7.
  • وفي الأخبار أن عيسى عليه السلام قال لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير فإن الحكمة خير من الجوهر ومن كرهها فهو شر من الخنازير ، فالعلم أغلى من الجواهر ومن لم يحترم العلم ولم يصبر عليه وعلى حقوق معلمه وواجبات أداء العلم حرم منه ومن بركته، فالتقوى للمعلم ضرورة لقوله تعالى في آية الدين بسورة البقرة وهي أكبر آية في كتاب الله : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة البقرة – آية 282 ، فمن خان أمانة العلم الذي حملها لعرض أو غرض أو مصلحة من مصالح الدنيا فقد حق فيه قوله تعالى {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} سورة آل عمران- الآية 187، ولذلك كان ذنب العالم في معاصيه أكثر من ذنب الجاهل إذ يزل بزلته عالم كثير ويقتدون به، وقال ابن مسعود: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية، كما قال علي رضي الله عنه قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه.

 

يسعدنا أنضمامكم لنا 🤩👇

https://t.me/school_ksa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock