قصص عن اتخاذ القرار.. التعجل في اتخاذ القرار من أكثر الصفات السلبية التي يمكن أن يتحلى بها المرء في حياته، ذلك بسبب كونها من إحدى الصفات التي تتسبب في حدوث الكثير من المشاكل في حياة الفرد، كما أن للتأخر في اتخاذ القرار من الأمور التي تحمل نتائج سلبية أيضًا، ولكن من أهم الأمور التي يمكننا بها التعلم من الأخطاء، وعدم تكرارها مرة أخرى، هو الوقوع في نفس الخطأ أو سماع القصص الحاملة للعبر، لذا سنسرد لكم في الفقرات التالية بعض القصص المعبرة عن أهمية اتخاذ القرار في الوقت المناسب:
قصة القطار السريع
نبدأ الحديث بالصلاة على الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، أما بعد، في أحد الأيام الجميلة والتي تمتاز بالشمس الساطعة والهواء المنعش، ذهبت عائلة عادل لأقرب حديقة من المنزل، ذلك للحصول على نزهة ترفيهية، بصحبة كل أفراد العائلة، وقد كانت تلك الحديقة من أكثر الحدائق روادًا، حيث يتجه لها الكثير من أفراد الأحياء المجاورة لها، ولكنها تحمل عيباً واحداً.
هو أنها قريبة من القطار الموجود في المدينة، الأمر الذي لم يحمل أهالي المنطقة له بالًا، حيث إن سائق القطار كان من الأشخاص الحكيمة، والذكية، القادرة على التصرف في المواقف الصعبة بالطريقة الصحيحة، الأمر الذي ظهر جليًا في أحد المواقف الصعبة التي مر بها كل من كان في الحديقة ذلك اليوم، حيث إنه ومع مرور القطار في الساعة المعتادة له بالقرب من الحديقة، انسابت الفرامل اليدوية من يد العم محمود سائق القطار.
ليكون بذلك أمام خيارين كلًا منهم يحمل من الصعوبة ما جعل عم محمود في حالة كبيرة من التوتر، حيث إن الخيار الأول يتمثل في الذهاب في الطريق المؤدي إلى الحديقة، مما يحمل خطر إصابة أو موت أحد الأفراد الماكثين بها في تلك اللحظة، أو الذهاب إلى الاتجاه الآخر من خط سير القطار، والذي يحمل خطر إصابة أحد الأفراد المارين في الشارع في تلك الفترة من اليوم.
لكن مع حكمة هم محمود وقدرته على اتخاذ القرار في الوقت المناسب استطاع التنحي في الجانب الآخر من الحديقة، ذلك بعد أن فكر جيدًا في احتمالية وجود أحد المارة في ذلك الوقت، والتي تعتبر صغيرًا جدًا، مقارنةً باحتمالية إصابة أحد الأفراد الموجودين في الحديقة في تلك اللحظة.
بالفعل تمكن العم محمود من النجاة بنفسه وبالقطار في الاتجاه الآخر، بعدما تصادف الأمر بخلو الطريق من المارة، وبذلك تمكن من الحفاظ على أغلبية الأرواح الموجودة في الحديقة في تلك اللحظة.
قصة المختبر الكيميائي
يعتبر التعامل مع المواد الكيميائية من أكثر الأمور الخطرة في التعامل مع المختبرات الكيميائية، ذلك بسبب كبر احتمالية تعرض أحد الموجودين في المختبر لانفجار أحد التجارب أو المعامل، بسبب حدوث خطأ في التفاعل الكيميائي، الأمر الذي حدث بالفعل في أحد المختبرات الكيميائية الموجودة في أحدى الولايات الأمريكية.
حيث إنه في أحدى الأيام ارتكب أحد الطلاب في أحدى الجامعات الأمريكية خطأ فادح بأن زاد من درجة الحرارة على إناء كان موضوع بشكل مسبق على مشعل الحرارة، مما نتج عنه فوران المواد الكيميائية الموجودة في داخله، الأمر الذي كاد أن يصيب باقي الطلاب المتواجدين في المعمل في تلك اللحظة بحروق بالغة.
كما تواجدت بعض الاحتمالات بموت الطلاب القريبين من الإناء في تلك اللحظة، ولكن مع حنكة المعلم، وقدرته على اتخاذ القرارات السريعة في الأوقات المناسبة تمكن من غلق المشعل الحراري بطريقة الصحيحة، ذلك من خلال الاقتراب من إنذارات الحرارة الموجودة في المكان وإشعالها ومن ثم غلق المقبض الخاص بالمشعل.
ليكون بذلك قد أنقذ حياة كل الطلاب الموجودين في المعمل، وأستطاع أثبات مدى قدرته على التحكم في أعصابه في المواقف الصعبة، وعدم ترك حالات التوتر والانفعال في السيطرة على كل الموجودين في المعمل.
قصة السيارة والقطط
القصص التالية من القصص البسيطة والمتكررة في كل فترات اليوم تقريبًا مع الكثير من السائقين في الشوارع العامة، وهي تتمثل في مرور القطط أمام السيارات في إشارات المرور وغيرها، الأمر الذي يختبر صبر وقوة تحمل السائق بشكل كبير، كما أنه يختبر مدى قدرته على التعامل في المواقف الصعبة، حيث إنه وفي أحدى الأيام، مرت سيارة أحمد من الطريق المعتاد لها.
حيث إن هذا الطريق من الطرق المعتادة التي يسلكها أحمد في ذهابه إلى عمله كل يوم، مما جعلها بالنسبة له من الطرق المحفوظة، والتي لا تحتاج منه إلى كثير من التركيز أو الانتباه، ولكن في ذلك اليوم حدث ما لم يكن متوقعاً بالنسبة لأحمد، حيث إنه وفي فترة مرور سياراته بالشكل المعتاد لها من الطريق مرت مجموعة من القطط أمام السيارة بشكل مفاجئ.
مما أصاب أحمد بالمفاجأة والتوتر الكبير، خاصةً مع عدم قدرته على التحكم في الفرامل بشكل صحيح في تلك الفترة، وكان أمام خيارين، الأول هو الذهاب في اتجاه القطط، مما سينتج عنه موت الكثير منهم، أو الذهاب في الاتجاه المعاكس مما سينتج عنه اصطدام السيارة في إحدى الجدران المنزلية الموجودة على جانبي الشارع.
مما سينتج عنه إصابة السيارة بأضرار قد تكون كبيرة، مما وضع أحمد في أحد أهم المواقف في حياته، وقد تمكن من التصرف بشكل صحيح، فقد تمكن من الاصطدام بالسيارة في جدرا المنزل الأقرب له، وإنقاذ حياة عدد كبير من القطط..
كيفية اتخاذ القرار الصحيح
اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات المناسبة لها، من الأمور التي تحتاج إلى بعض المهارات، وهي تتمثل في التالي:
- الثبات على القرار، والتي تحتاج لقوة تحمل للعواقب التي يمكن أن تنتج عن كل القرارات التي يتخذها الفرد في حياته.
- دراسة كل الظروف المحيطة بالقرار، إذا كانت ظروف بيئية أو ظروف اجتماعية أو ظروف اقتصادية.
- الاستفادة من العلوم الجديدة وتعلم أفكار مختلفة، ذلك للتمكن من معرفة أكثر من طريقة يمكن بها حل المشاكل التي تواجهنا في الحياة بأقل الخسائر.
- أخذ الشورى في كل الأمور الحياتية، ذلك استنادًا على أفعال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث إن الرسول الكريم كان يأخذ رأي الصحابة رضوان الله عليهم في أغلب الأمور المتعلقة بالحرب أو بالأمور الحياتية.
- تعلم الثبات الانفعالي، حيث إنه من أهم الأمور التي تسمح للشخص بالتفكير في المواقف الصعبة، وإيجاد الطريقة الصحيحة للخروج منها.
- التعلم من أخطاء الآخرين، حيث إن كلًا منا يمر بالكثير من المواقف في حياته والتي تحتاج منه من أخذ بعض القرارات التي قد تكون مصيرية في حياته، والتي يمكن أن يخطئ فيها أو يصيب، لذا وجب علينا التعلم من كل الأخطاء التي وقع فيها كل المحيطين بنا، ومحاولة تجنب الوقوع فيها مرة أخرى.
- مراعاة النفسية للناس المحيطين بنا، والتأكد من أن لكلًا منا القدرة النفسية الخاصة بهن والتي تمكنه من تحمل المواقف الصعبة التي يمر بها في حياته، أو لا.
- تجنب المخاطرة، ومحاولة التقليل من الأضرار التي يمكن أن تحدث نتيجة القرار الخاطئ، الذي يتخذه الفرد في حياته.
