المقالات

كيف يدرس الطلاب المتفوقون؟ إليكم أبرز الآليات التي تشرح ذلك

كيف يدرس الطلاب المتفوقون؟ إليكم أبرز الآليات التي تشرح ذلك

قد يعتقد البعض بأن الطالب المتفوق ينزل من بطن أمهِ وهو متفوق ومجتهد ويملك نظارات طبيّة سميكة جدًا. دون أن يعلموا أن جواب سؤال «كيف يدرس الطلاب المتفوقون؟» وما هي آلياتهم لفعل ذلك؟ أعمق من اختصاره في ذلك بكثير، خصوصًا أن الأمر يحتوي على تراكم مدروس لأنماط وآليات معينة، يمكنها أن تساعد جدًا في نيل الدرجات وصعود السلّم التعليمي خطوةً بخطوة.

كما ينبغي الإشارة لأنّ مثل هكذا آليات تختلف ما بين كل طالب وآخر، فالبعض مثلًا يرتاح للدراسة في المناطق المفتوحة في حين أن البعض الآخر يكون أكثر اطمئنانًا في الأماكن المغلقة. ينزعج البعض جدًا من صوت الضوضاء القادمة من الشارع أو حديث العائلة، في حين أن الآخرين يرتاحون أكثر للدراسة عندما يكون بقربهم أحد ربما!

فلا يوجد نمط واحد يمكننا قص ونسخ ولصق وتنسيق جميع الحالات وفقهُ. بل يختلف الأمر كثيرًا ويتشعب. وإن كنت ممن يرغبون في اعتلاء قائمة المتصدرين للوائح الشرف ضمن المدرسة، وإن كنت تطمح لمعرفة الخلطة السحرية لأولئك المجتهدين الذين يحققون أعلى الدرجات وأرفع المقاعد في الجامعات ولربما في الحياة الاجتماعية أيضًا، فهذا المقال موجهٌ لك، وهو يحوي أبرز الآليات المساعدة في تحقيق هذا الهدف.

كيف يدرس الطلاب المتفوقون؟ إليكم أبرز الآليات التي تشرح ذلك
كيف يدرس الطلاب المتفوقون؟ إليكم أبرز الآليات التي تشرح ذلك

1. الاستمرارية والاستمرارية والاستمرارية!

النصيحة الأبرز والأهم والأكثر تداولًا لمعرفة كيف يدرس الطلاب المتفوقون ربما هي هذه! لكن على الرغم من شهرتها ما يزال قلة من الطلاب يتبعون هذا النهج القويم في الدراسة، كونها تتطلب استمراريةً عاليةً والتخلي عن الملذات قصيرة المدى في سبيل تحصيل الأهداف البعيدة التي تكون طويلة الأمد وغير لحظية وتتطلب صبرًا كبيرًا ونفسًا طويلًا حتى تصل إليها.

من المهم لدى الطالب تحديد ورد يومي مخصص من الساعات الدراسية، حيث يكون التركيز حاضرًا خلالها، ولكي تمنع التراكم على المدى الطويل عندما تقترب الاختبارات ويشعر الطالب نفسهُ محاصرًا في وقتٍ ضيق وكم كبير من المحاضرات والمعلومات التي لا بد من دراستها وإنهائها. فالاستمرارية في هذا الفعل -الدراسة بشكل يومي- هي حجر الأساس الذي ترتكز عليه الخطوات الأخرى، يمكن تشبيه الأمر هنا بتناول الطعام، فالصحة الجيدة هي نتاج روتين مستمر من الطعام الصحي بشكل يومي وممارسة الرياضة، وبالدراسة الأمر ذاته، فهي استمرارية لروتين يومي من بضع ساعات من الحفظ والاستذكار.

2. وضع الجداول وتحديد الأهداف بدقة

لا يقتصر الأمر هنا على النجاح الدراسي ومعرفة كيف يدرس الطلاب المتفوقون فحسب، بل يُعمم على سائر المجالات الأخرى أيضًا، فعندما لا يكون هناك جدول منضبط ولا هدف مقصود من وراء العملية الدراسية، حينها لا بد للتشتت أن يظهر ولا بد للطالب أن يكون أقل التزامًا وأكثر انفلاتًا فيما يتعلق بالمذاكرة بشكل يومي والحفاظ على الإيقاع الدراسي في أقصى أوجهِ.

ما الهدف من الدراسة في هذه اللحظة؟ هل هناك اختبار قريب؟ هناك امتحان فصلي؟ هناك فحوصات التخرج الأخيرة؟ ينبغي الإجابة على هكذا أسئلة حتى تتبين ماهيّة الطريقة الأفضل لوضع الجداول التي بناءً عليها ستوضع خطة المذاكرة والحفظ. فلا يمكن للأمر أن يكون عشوائيًا عائمًا، دراسة لمجرد الدراسة! بل ينبغي تحديده وضبطه أكثر.

3. الانضباط الذاتي وخلق مساحة خاصة

لا يمكن معرفة كيف يدرس الطلاب المتفوقون عندما يكون الطالب الذي ينوي أن يحذو حذوهم يدرس في غرفة النوم أو المطبخ! ربما يكون هناك حالات فردية تسعد بمثل هكذا أماكن لكن الخط العام يُشير إلى العكس، فالجميع بحاجة لمكان وطاولة مخصصة لأجل الدراسة، وذلك حتى يستعد الدماغ نفسيًا ويتأهب لدخولهِ في حيز النشاط الفكري وتركهِ لمنطق الراحة السابقة. إضافةً لأهمية ترتيب المكان واتساقه حتى لا تمل النفس منه وبالتالي تحاول الهروب من خلال اللعب في الهاتف أو أي مشتتات أخرى.

يساعد تخصيص طاولة للدراسة وتنسيقها وترتيبها على تعزيز مفهوم الانضباط الذاتي أكثر، فالاستيقاظ في نفس الأوقات والراحة في المواعيد ذاتها، يجعل من الدماغ يفهم تلقائيًا متى ينبغي له أن يرتاح ومتى يجب عليه أن يدرس. وهذا سمة مهمة الوجود ليس فقط لدى الطلبة، بل في العمل والعلاقات الاجتماعية وشتى الجوانب الأخرى. إذ يوّلد الانضباط منفعة ترتد على الجميع على اختلاف مَباحث عملهم.

4. أن تحبوا ما تدرسون

قد تكون من أصعب الخطوات إلا أنه لا غنى عنها أيضًا. فمحبة المادة المعطاة والمدروسة، وبعيدًا عن أروقة الدراسة، محبة العمل أيضًا.. هي السبيل الأمثل من أجل التألق فيه، خصوصًا عندما يكون هناك لا مهرب أو فكاك منهُ. فمثلًا، هل يمكنك تغيير ما تدرسه؟ لا. إذًا انتهى، ينبغي أن تُجبر نفسك على تطوير شغف واهتمام بما تملكه الآن. لماذا تفعل ذلك؟ لأن عاقبة عدم فعل ذلك ستكون وخيمة!

حينها ستكون لم تدرس ما تحب، إضافةً لهذا، فقد فشلت فيه أيضًا، فاجتمع فشلان هنا فضلًا عن فشل واحد! ثم إن كل شيء في هذا الوجود يثير الفضول ومهم من ناحية ما، مثل الكتب تمامًا، لا يوجد كتاب إلا وبالإمكان الاستفادة منه ولو بمعلومة واحدة هي اسم المؤلف! والدراسة ذات الأمر، يمكنك أن تستفيد منها ولو بأدنى الحدود، كما يمكنك -إن كنت ذكيًا ونابهًا- أن تدمجها مع جوانب وملحقات أخرى تمكنك من الانخراط في سوق العمل ومحبتها وابتكار أشياء جديدة ربما!

5. اختبر نفسك بنفسك

الوسيلة الأنجع لتجنب الإخفاق الشديد أو التعود على الاختبارات القادمة، هي مباغتتها باختبارات شخصية يفعلها الطالب لنفسه بغية إنعاش معلوماته وذاكرته واستذكارها على النحو الأفضل. ففي دراسة صادرة عام 2020 كانت قد أجريت على الطلبة المصابين بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه، أشارت النتائج لأن استرجاع المعلومات عبر الاختبارات المتكررة ساهم بشكل ملحوظ في تثبيتها بشكل أكبر وتعزيز حضورها في الذهن.

ويمكن فعل هذه الاختبارات من خلال أنماط متعددة، فمثلًا يمكن وضع ملصقات على الحائط تحتوي على أسئلة من المنهج الذي تدرسه باستمرار وتقوم بتحديثها كل أسبوع أو شهر وفقًا لخطتك الدراسية، كما يمكن أيضًا أن تجعل أحد إخوتك أو أصدقائك أن يسألوك بشكل عشوائي من المقررات الدراسية حتى تختبر نفسك بين الفينة والأخرى. المهم في العملية كلها ألا تموت المعلومات ضمن الدماغ وتُخبأ ضمن خزنة لا يدخلها أحد ولا تستذكر منها أبدًا! فهذا يساعد على نسيانها.

ينبغي أن تُنعشها على الدوام باختبارات صغيرة تنشط الذاكرة، وتحسن المزاج، وتقلل من صدمة الاختبارات الحقيقية في النهاية!

6. من الطبيعي أن تخطئ!

أحد أبرز نواميس العلم والعمل وسائر مجالات الحياة هو التعلم من الأخطاء. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والطالب الجيد الذي ينشد الحصول على درجات مرتفعة ومقاعد عالية ومرتبة اجتماعية مرموقة، لا بد لهُ ألا يلدغ من نفس المادة والمنهج الدراسي ويخطئ ذات الأخطاء مرتين وثلاث ورباع! حينها لا بد من التوقف قليلًا والتبصّر في المشكلة التي أدت لهكذا عواقب ومحاولة حلحلتها. خصوصًا أن هذا لا يأتي بشكل مجاني، إنما في النهاية هو عمرك يُهدر بمحاولات فاشلة لا تسمن ولا تغني من جوع!

الأخطاء جميلة ومفيدة ولعلها المفتاح الرئيس لتعلّم أي شيء، لكن تكرارها، وخصوصًا إن كانت نفسها، أمر شنيع لا بد من التخلص منه، فهناك أخطاء جديدة لا بد من ارتكابها والتعلم منها، فلا تحرم نفسك هذه الفرصة أبدًا.

7. استخدام الصور والخرائط الذهنية

تختلف طرق الحفظ والاستذكار تبعًا لاختلاف الشخص وميوله وتفضيلاته الشخصية، إلا أن هناك شبه اتفاق على أهمية الصورة والخرائط الذهنية والجداول الملخِصة لأفكار كبيرة في عملية الاستذكار وتسهيل دخول المعلومات إلى الدماغ. إذ وجدت إحدى الدراسات أن العوامل البصرية ذات تأثير على ذاكرة الطلاب، خصوصًا تلك التي تكون على اللوح ضمن المحاضرة أو الدرس. إذ تسهل على الطلاب فهم المعلومة أولًا، ومن ثم استذكارها ثانيًا.

كما أن الصورة أو الخريطة الذهنية التي ترسمها أو تحفظها في بالك، من الطبيعي جدًا أن تكون غبية أو غير ذات معنى. على العكس، كلما زادت بساطة الصورة كلما كانت أكثر قربًا للتذكر. خصوصًا أن إحدى الدراسات الألمانية المجراة عام 2003 أكّدت هذه الفكرة، لتُشير لأن الذين تعرضوا فقط للمعلومات النصية كانت قدرتهم على الاستذكار أقل من أولئك الذين تعرضوا لمعلومات مرئية تحوي خرائط وصورة توضيحية.

8. البحث عن الأمثلة

تكون المفاهيم المجرد صعبة الفهم أحيانًا، لذلك لا بد من حلحلتها وفك شفرتها من خلال طرح الأمثلة التي توضّح الصورة أكثر وتجعلها أقرب لفهم الدماغ، فعلى سبيل المثال، عندما نريد حفظ معلومة تصرّح بأن الأطعمة ذات المذاق الحمضي تكون فعلًا حاوية على بعض الأحماض، لا بد من طرح مثال الليمون وغيرها من الخضروات حتى يكون الفهم أوضح وأسلس ومدللًا بالأمثلة.

وهذا ما يساهم بتوظيف المعلومات الجديدة في فهم الواقع المحيط بشكل أكبر وربطه مع ما تريد حفظه وتذكره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock