لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم؟
لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم إذ أنها كانت واحدة من أقوى الدول والسلالات عبر التاريخ، ومن المعروف أنّ الدولة العثمانية تُعدُّ قوة عظمى حكمت مناطق واسعة من دول الشرق الأوسط وأوروبا وأجزاء من شمال إفريقيا لمدة لا تقل عن 600 عام، وسوف يتحدث في هذا المقال عن الدولة العثمانية وسبب تسميتها بهذا الاسم، ومراحل نموها، وتاريخها القديم والأحداث والمعارك التي شهِدتها، بالإضافة إلى أسباب سقوطها.
الدولة العثمانية
تُعدُّ الدولة العثمانية من إحدى الدول التي كان يُديرها المسلمون، وكان القائد الأعلى والذي يطلق عليه اسم السلطان هو من يُمنح السلطة الدينية والسياسية على شعبهِ، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم البلدان كأوروبا شعرت بأنّ هذه الدولة تُشكل تهديدًا كبيرًا على العالم، واعتقد بعض المؤرخين أنّ الدولة العثمانية مصدر للأمان والاستقرار.
تميزت الدولة العثمانية بتحقيق إنجازات كبيرة في الفنون والعلوم والثقافة والدين، فأول من أسس الدولة هو السلطان عثمان الأول وكان زعيمًا للقبائل التركية في الأناضول، وتأسست الدولة عام 1299، وخلال السنوات أقام العثمانيون حكومة رسمية ووسعوا أراضيهم وكانوا تحت قيادة السلاطين عثمان الأول، وأورهان، ومُراد الأول، وبايزيد الأول.
وقاد مُحمد الثاني الفاتح عام 1453 جيوش الأتراك العثمانيون للاستيلاء على القسطنطينية القديمة، والتي كانت عاصمة للدولة البيزنطية، وعند الاستيلاء عليها من الدولة العثمانية تم إنهاء حكم الدولة البيزنطية والذي استمر لأكثر من 1000 عام، فأعاد السلطان محمد تسميتها إلى مدينة اسطنبول واعتمادها عاصمة جديدة للدول العثمانية، فأصبحت مركزًا دوليًا مهيمن على التجارة والثقافة.
لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم
سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم نسبة إلى قائدها ومؤسسها السلطان عثمان وهو من سلاجقة تركيا، ومن المتعارف عليه أنّ السلاجقة قد وصلوا من السهوب الآسيوية في بداية القرن الحادي عشر واستقروا في الأناضول، وحكمهم السلطان عثمان لنهاية القرن الثالث عشر وكان محاربًا ومن الفرسان العظماء، وعند تتويج خليفة للسلطان تم تقليد عثمان في ارتداء السيف والذي كان مزينًا بشكل كبير جدًا، فكان يرتديه السلطان مشدودًا بحِزام على خصرهِ، وتجدر الإشارة أنّ هذهِ العادات والتقاليد تُقام تذكيرًا لجميع السلاطين الستة والثلاثون اللذين تبعوهم، وأنّ قوة الدولة العثمانية ومكانتها جاءت من السلطان عثمان.
وبعد مرور 300 عام من تأسيس الدولة العثمانية بدء السلاطين يتهربون من واجباتهم في ساحة المعركة، وتم تضاؤل نضوج الدولة العثمانية، وخلال المعارك التي شنتها الدولة العثمانية معركة كوسوفو الشهيرة عام 1389 الذي قُتِل فيها سلطانًا واحدًا من سلاطينها وأُسر العدو سلطان واحد، ومن سوء حظ الدولة العثمانية أنّ السلاطين هم الأب والابن السلطان مراد الأول وابنهُ، وتقول الحكايات أنّ الجيش الصربي هاجم خيمة السلطان مراد الأول وقتله، والحكاية الثانية أنّ أحد سلاطين الصليبين وهو ميليوش طلب رؤية السلطان مراد الأول في خيمتهِ الخاصة، فهجم ميليوش على السلطان وطعنهُ وحده في بطنهُ والثانية في حلقهِ، وانتهى حكم السلطان مراد الأول بعد مرور 27 عامًا من الحكم على الدولة العثمانية.
مراحل نمو الدولة العثمانية
تأسست الدولة العثمانية في أواخر القرن الثالث عشر بعد خروجها من انهيار كبير في القبائل التركية، وتفكك في الدولة السلجوقية، وفي بداية القرن الرابع عشر سيطرت الدولة العثمانية على جميع السلالات التركية، ونمت الدولة حتى أصبحت واحدة من أقوى الإمبراطوريات في التاريخ العالمي، ومن المتعارف عليه أنّ الدولة العثمانية شملت مساحات واسعة من تركيا، ومن مصر واليونان وبلغاريا ومقدونيا وإسرائيل والأردن ولبنان وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية، ومن الجدير بالذكر أنّ مساحتها كانت تُقدر بِ 19.9 مليون كيلومتر مربع في عام 1595.
وكان الهدف الرئيسي من تأسيس الدولة العثمانية هو التوسع، وبدأت أول مراحل التوسع في عهد السلطان عثمان الأول وتم إسقاط بورصة وضمها إلى أراضيها، وفي بداية عام 1326 حصلت الدولة العثمانية على عدد هائل من الانتصارات في زيادة أراضي العثمانيون، وبدأت أوروبا بتجهيز نفسها للتوسع العثماني الذي سيشملها.
وفي عام 1453 دخلت الدولة العثمانية في ذروة فترة التوسع الكبير، وخلال هذه الفترة توسعت الإمبراطورية لتستولي على أراضي أكثر من عشر دول أوروبية ودول من الشرق الأوسط، ومن المرجح أنّ الدولة العثمانية استطاعت أنّ تتطور بسرعة كبيرة بسبب ضعف الدول التي استولت عليها، وأنّها كانت دول غير منظمة، ولأنّ الدولة العثمانية كانت تمتلك تنظيم وتكتيك عسكري جعلها دولة متقدمة في ذلك الوقت.
وفي بداية القرن السادس عشر ميلادي توسعت الدولة وهزمت المماليك في مصر وسوريا عام 1517، والجزائر عام 1518، والمجر عام 1526، وعند تعيين السلطان سليمان عام 1535 رئيسًا على الدولة العثمانية اكتسبت الدولة مكانة أكبر مما كانت عليه، فأعيد تنظيم النظام القضائي التركي، وبدأت الثقافة التركية تنمو بشكل كبير، ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان فبعد وفاة السلطان سيلمان بدأت الدولة تفقد قوتها تدريجيًا خصوصًا بعد أنّ تمت هزيمتها في معركة ليبانتو عام 1571.
المعارك التي شهدها وشارك بها العثمانيون
شهِدت وشاركت الدولة العثمانية عدد كبير من المعارك ومن أهمها ما يلي:
حرب البلقان
وقِعت الحرب 1914 والذي نتج عنها 250 ألف شهيد، وخسارة كمية كبيرة من الأسلحة والمُعدّات، ونتج عن حرب البلقان اضطرابات إذ تم إجبار الضباط المسنين والضباط المعارضين على التقاعد، وظهرت فرقة أخرى أقل جدارة بالتعبئة العامة، وخلال الحرب أرسل الجيش 13 فيلقًا عسكريًا ووحدتين عسكريتين، وتم تنظيم هذه الجيش بأربع وحدات موزعة بأكثر من مكان، فتم نشر الجيوش على مضيق البسفور لحِماية العاصمة والمناطق المجاورة لها، وتم نشرهم أيضًا شرق الأناضول على الحدود الروسية، ونشرهم على طول سواحل سوريا وفلسطين، وتم إنشاء قيادة في منطقة العراق مع وجود فرقة مشاة قد عانت من نقص في عدد الموظفين، وسوء تجهيز، وتجدر الإشارة أنّ القيادة في الحرب كانت تفتقر إلى أي هدف من أهداف الحرب.
حملة القوقاز
قررت هيئة الأركان العامة العثمانية بالتجهيز لشن هجوم واسع النطاق هدفهُ تطويق وإبادة الجيش الروسي المتواجد في القوقاز، وقد وصل وزير الحرب أنور باشا إلى المقدمة وتولى قيادة الجيش بنفسهِ، ووضع خطة وهي تحويط الجناح الأيمن من الجيش الروسي وضرب النقطة الرئيسية في كيان الجيش، لكن أثناء التخطيط للعملية كانت الظروف الجوية والأراضي الوعرة، ونقص المدفعية الثقيلة عاملًا في فشل الحملة، وعلى الرغم من أنّ أنور باشا كان قائد أركان مُتمكن وخبير إلا أنّ لم يكن يمتلك خبرة كاملة في قيادة الجيش، بدء الحجوم في حملة القوقاز في 22 من ديسمبر، فتفاجأ الجيش الروسي بِهم ولكن خلال أسبوعين وأكثر تم صدّ جيوش أنور باشا خلال الهجمات الروسية المتتابعة مما أدى إلى انهيارهم.
حملة بلاد ما بين النهرين
حدثت هذه الحملة عام 1915 بعد أنّ واجهت جيوش الدولة العثمانية هجوم من الفرقة السادسة البريطانية، بعد أنّ استولى البريطانيون على البصرة والقرنة، فتراجعوا إلى منطقة كوت العمارة، وقامت القوات العثمانية بِمطاردتِهم وحاصرتهم بعد عدة هجمات متتالية على المدينة، وبالرغم من استمرار الحصار أصبح مكلفًا كثيرًا عليها، ولكنها استمرت بالحصار إلى حين إعلان البريطانيون استلامهم، وحاولت جهود بريطانية بتوصيل مساعدات إغاثة لكن سرعان ما تم إرجاعها قبل وصولها إلى المدينة، فسقطت كوت العمارة عام 1916 وتم أسر ما يقارب 13000 رجلًا، فكان الانتصار هذا كبيرًا بالنسبة للدولة العثمانية وذلك لحصولها على إعلان كبير بأنها دولة قوية للبلدان الأخرى.
الحملة في فلسطين
أمرت هيئة الأركان العامة العثمانية الفيلق الثامن المتواجد في سوريا بتجهيز نفسهِ للهجوم على قناة السويس، وكان الهدف الرئيسي من الحملة هو تشكيل تهديد مادي على قناة السويس، وإجبار الجيوش البريطانية الاحتفاظ بالقوة الكبيرة في جمهورية مصر العربية، وبعد أنّ تم الانتهاء من الاستعدادات وصِلت قوة مشاة بحجم الفيلق إلى الضفة الغربية من القناة وبدء الهجوم عبر القناة بواسطة الطوافات، ففشل الهجوم ضد المقاومة البريطانية على الضفة المقابلة، فتراجعت الجيوش العثمانية ونتج عنها عدد ضحايا يُقدر بِ 52 ضابط، و1358 جندياً.
وبعد عامين من الصمت عما يحدث في فلسطين وفي عام 1917 قرر البريطانيون بالتحرك للاستيلاء على غزة بضربة واحدة، فبدء الهجوم على خط غزة وبئر السبع لكنهُ فشل باختراقه، فقرر العثمانيون بتجديد وتعزيز جيوشهم قبل بدء جيوش بريطانيا بتجهيز نفسها للهجوم مرة أخرى بالدبابات والغاز لكنها فشلت للمرة الثانية، وفي صيف 1917 خضعت جيوش الدولة العثماينة لكثير من التعديلات فاستغلت بريطانيا هذا الأمر وشنت حملة على غزة وبئر السبع واستطاعت أنّ تستولي عليهما، وبعد فترة قصيرة استأنف البريطانيون الحرب وقاموا بالاستيلاء على القدس الشريف وتم طرد فون فالكنهاين وتولى فيلد مارشال القيادة.
اسباب سقوط الدولة العثمانية
سقطت الدولة العثمانية في نهاية القرن السادس والسابع والثامن عشر ميلادي، وعلى مراحل متعددة كانت بدايتها:
- الهزائم العسكرية الكبيرة التي تكبدتها في حربها مع روسيا.
- المعاهدات التي تم عقدها خلال تلك الفترة بفقدان الدولة العثمانية إلى استقلالها الاقتصادي.
- فقدان الدولة العثمانية جزءًا كبيرًا من أراضيها.
- عدم وجود الاستقرار السياسي والاجتماعي جعل الدولة سلبية وغير قادرة على النهوض مرة أخرى.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم، ونأمل في النهاية أنّ نك
المرجع التعليمي