مرادف تصدى للشيء
مرادف تصدى للشيء .. تعني كلمة تصدى، وهي من الأفعال إلى معنى المواجهة والمقابلة، باختلاف الأغراض التي يمكن الإتيان بها- وهي كثيرة- ولكن بشكل عام، فالتصدي هي المواجهة، سواء كانت للمنع أو المقابلة أو التحدي أو حتى للتفكير أو التعرض، ولعل الأمثلة قد تحمل في طياتها الكثير من المعاني، والتي من بين أشهر الأمثلة التي يتم استخدام الفعل “تصدى” فيها ما يلي.
- لعل من أشهر المعاني التي يتم فيها استخدام الفعل تصدى هي للمقابلة والمواجهة، فعندما أذكر أني تصديت لتلك المشكلة، فأني أشير في هذا المقام إلى أني قد واجهتها، وعملت على حلها.
- هذا في حال المشكلة، وهي معنى معنوياً، أما في حالة التصدي للشخص، فهي تحمل الكثير من المعاني المختلفة، والتي من بينها ما يلي.
- عندما أقول تصديت لمحمد أي واجهته رافعاً رأسي طلباً للاستزادة منه، سواء علماً أو مالا أو كرماً وما إلى ذلك من معاني الاستزادة، أو حتى للإنصات إلى ما يحدث به.
- كما قد تحمل معنى أني واجهته بعيبه، أو منعته عما يفعل، أو ما ينوي أن ينفعل.
- كما قد تشير إلى معنى الحجز أو العرقلة، مثل تصدى اللاعب المدافع للمهاجم بشكل كبير، ومنعه من التسجيل في المرمى الخاوي.
- كما قد تشير كلمة تصدى لمعنى المجابهة، فتصدى عمرو بن العاص لجيوش الروم، أي أنه واجههم وعارضهم وجابههم.
أصل كلمة تصدى في علم الصرف
من الناحية الصرفية فكلمة تصدى هي من الأفعال الثلاثية، ولكن التي تحتوي على حرفين زائدين عن الأصل الخاص بها، يتم تسميتها في علم الصرف بالفعل المزيد الثلاثي، وهو مزيد بحرفي التاء والتضعيف لحرف الدال، فأصل الفعل وجذره هو “صدى”، وبشكل بسيط فالفعل تصدى هو من الأفعال الماضية، والذي يأتي المضارع منه على “يتصدى” أما في حالة محاولة الإتيان بالفعل الأمر منه، فيكون على “تصدَّ” وهي بهذا يشبه في تركيبه الماضي، ولكن يختلفان في المعنى من حيث استخدامهما في الجمل.
- تصدى جيش المسلمين لجيش كفار قريش في غزوة بدر.
- يتصدى حارس المرمى لكل ركلات الترجيح في هذه المباراة، إنه حارس عظيم.
- يا محمد تصدََ لمشاكلك بنفسك.
مشتقات كلمة يتصدى
لعل من أكثر ما يميز الفعل يتصدى كونه من الأفعال الخماسية، والتي سهل الإتيان بالمشتقات الخاصة بها، وحتى مصدرها، والمشتقات هنا تعني الإتيان باسم الفاعل واسم المفعول وصيغة المبالغة منه، وهؤلاء الثلاثة هم الأكثر شيوعاً للمشتقات، بخلاف الكثير من المشتقات الأخرى المستخدمة.
اسم الفاعل من تصدى
لكونه من الأفعال الخماسية، فحتى نتمكن من الحصول على اسم الفاعل من الفعل تصدى، ما علينا فعله إلى أن نقوم بوضع حرف ميم مضمومة على أوله، مع كسر الحرف قبل الأخير في الفعل، فيكون الناتج النهائي لعملية الاشتقاق هي أن اسم الفاعل من الفعل تصدى هي “متصدي” أو “متصدٍ”.
- يجب الإشارة هنا إلى أن الياء الموجودة في آخر اسم الفاعل “متصدي” تكون موجودة في حالة تعريف الاسم فقط، أي في حالة إذا كان الفعل معرفاً بال التعريف، أو حتى معرفاً بالإضافة، كما تأتي أيضاً في حالة إذا كان الاسم منصوباً، ولو كان نكرة.
- أما في حالة إذا كان الاسم مجروراً أو مرفوعاً وكان نكرة، فيتم كتابته بدون الياء الأخيرة، ولكن يتم الاستعاضة عنها بالتنوين بالكسر.
كلمة تصدى في القرآن الكريم
جاءت كلمة “تصدى” بلفظها هذا مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك حدث في قول الله- تبارك وتعالى- في سورة (عبس): (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6)) وقد نزلت تلك الآيات في عتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن قبض وجهه وإعراضه عن مقابلة الصحابي “ابن أم مكتوم” وهو كان رجلاً أعمى حرمه الله من نعمة البصر، وقد جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طالباً منه طلباً، فأعرض عنه الرسول الكريم بغرض أن يلتفت إلى أحد ثلاثة ، وهم عتبة بن ربيعة وأبا جهل، والعباس بن عبد المطلب- وهم رجال من علية القوم في قريش- فكان الرد من المولى- عز وجل- في حينها، عندما نازل الوحي معاتباً رسول الله.
- فعوتب رسول الله عن عبوسه في وجه ذلك الأعمى، وتحوله لحديث أحد الثلاثة، وكان العتاب على أن رسول الله لا يعلم لعل الله يجعل من ذلك الأعمى يتزكى عن ذنوبه، ويتطهر منها، أو حتى يدخل الإسلام، أو أن يتعظ ويعتبر فتنفعه العظة.
- ثم التفت المولى- تبارك وتعالى- ذاكراً من كان رسول الله يرجو حديثه، وهو أحد الثلاثة- كما ذكرنا- والذي استغنى بماله عما تقوله له، وعن الدخول في الإسلام في تلك الفترة متعجباً، فأنت يا محمد له مواجهاً ومقبلاً عليه، آملاً أن يسلم.
- فقد حملت تلك القصة من عتاب أن المسلم له حق عظيم في الحفاظ على كرامته، حتى وإن لم يلحظ ذلك، فالمسلم لا يمسه ضرر من مسلم آخر، فعلى الرغم من أن الصحابي حينها كان أعمى لا يرى، ولم يلحظ عبوس رسول الله في وجهه، إلا أن الآيات والوحي نقلت رسالة المولى- عز وجل- إلى رسول الله في حينها مباشرةً؛ تأكيداً على حق المسلم على أخيه المسلم، وحفاظاً على حقوق المسلمين وكرامتهم فيما بينهم.
كلمة تصدى في السنة النبوية
لم يأتي في السنة النبوية الشريفة، حديث استخدم فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلمة تصدى، ولكن جاءت في السنة النبوية قول أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- ذكرى تزول الآيات الكريمة من سورة عبس والتي ذكرناها فيما مضى، وكان الحديث عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع رجالٍ من وجوهِ قريشٍ فيهم أبو جهلٍ وعتبةُ بنُ ربيعةَ فيقولُ لهم أليس حسنًا أن جئتُ بكذا وكذا فيقولون بلَى والدِّماءِ فجاء ابنُ أمِّ مكتومٍ وهو مشتغِلٌ بهم فسأله فأعرض عنه فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) } يعني ابنَ أمِّ مكتومٍ رضِي اللهُ عنه) (حديث حسن صحيح)
كلمة تصدى في الشعر العربي
تغنى الشعراء بالفعل تصدى، واستغلوه في الكثير من الأغراض، ما بين الحماسة والشجاعة والتهديد والتحذير وحتى وصل الحال إلى الغزل والحكمة، ولعل من أبرز الأبيات التي استخدمت فيها كلمة تصدى ما يلي.
- استخدم شاعر الحكمة، وأحد أشهر شعراء العصر العباسي كله، وهو أبو العتاهية في قصيدته التي بدأت بعنوان “يسلم المرء أخوه” مستخدماً لفظة تصدى للدلالة على الحكمة والموعظة، وكان ذلك في بيت من القصيدة، والذي ذكر فيها ما يلي.
- مَن تَصَدّى لِأَخيهِ بِالغِنى فَهوَ أَخوهُ
- من هو أبو العتاهية فقد ذكر في هذا الجزء أنه من العيب مواجهة المسلم لأخيه المسلم بما يملك من غنى، ويعاير به غيره، ولكن الأفضل أن يكون الأخ في عون أخيه بماله إن كان غنياً، فهو إن أنفق ماله لأخيه صار يغتني بأخيه.
أسئلة شائعة
ما مصدر الفعل تصدى؟
يرجع الفعل تصدى إلى المصدر تصديًّا.