من ضوابط التفسير ؟
من ضوابط التفسير.. ما هي ضوابط التفسير واقسامه
نزل الله تعالى القرآن الكريم هدىً ورحمةً للعالَمين، وليُخرجَ من اتَّبعه من الظلمات إلى النور وفي ذلك قال سبحانه (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، “المائدة: 15،1″، ولعل علم التفسير من أعظم وأهم علوم القرآن الكريم؛ وقد قيل فيه أن شَرف العلم من شَرف المعلوم، ولأن علم التفسير يقوم على فَهم كلام الله وآيات قرآنه الكريم، والتعرف على المرغوب منه، إلى جانب احتياج المسلمين فَهم القرآن الكريم بدرجة كبيرة.
تعريف التفسير
يساعد التعرف على مفهوم التفسير والمقصود منه الباحث في علوم القرآن الكريم على اكتشاف مناهج التفسير، أنواعه ومدارسه التي تم الاعتداد بها لدى أهل العلم، إذ أنه يمر بالعديد من التطورات والمراحل إلا أن استقر به الحال ليصير علم مستقل بذاته له أحكام وفنون، وقد تم تعريفه بالاصطلاح الشرعي واللغة كما في التالي:
التفسير في لغة العرب يقصد به الإيضاح والكشف، والأمر كذلك في الاصطلاح الذي لا يختلف كثيراً عن معناه اللغوي، وعرّفه الإمام الجرجاني بأنّه (توضيحٌ لمعنى الآية، وبيانٌ لشأنها، وكشفٌ لقصّتها، ومعرفة سبب نزولها، ويكون كلّ ذلك بألفاظٍ تدلّ على المقصود دلالةٌ بيّنةٌ واضحةٌ)، وقد تم تصميفه بكونه أهم علم من بين كافة العلوم يعمل على فهم القرآن الكريم، وتفسير ما ورد به من ألفاظ ولغويات بشكل مبسط تفصيلي، حيث يساعد على فهم الكلام المنزل من عند الله تعالى على رسوله الحبيب بما يعين على استخراج حكمه وأحكامه، وبيان معانيه، وقد اشتق أنه علمي النحو الصرف، كما يساعد التفسير على معرفة الناسخ والمنسوخ، والتعرف على أسباب نزول الآيات.
ضوابط التفسير
حينما يتم إجراء بحث عن ضوابط التفسير يتم التعرف بالتبعية على الهدف منه وأهيمته في الشريعة الإسلامية والتي تنقسم إلى ضوابط متعلقة بطريقة التفسير، وضوابط متعلقة بالمفسر.
الضوابط المتعلقة بطريقة التفسير
وضع الفقهاء وعلماء الدين الإسلامي أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلال اتباعها فهم ألفاظ ومقاصد القرآن الكريم وتفسير ما يتضمنه من آيات ومن طرق التفسير تلك التفسير باللغة، التفسير بالرأي، والتفسير المعاصر.
ضوابط التفسير باللغة
ففي الحالة التي تحمل الكلمة المُرغوب في تفسيرها أكثر من معنى دون وجود تعارُضٍ بينها أو تناقُضٍ فإنّه من الجائز حَمل الكلمة عليها كلّها، مثل كلمة: (إلّاً) التي تم ذكرها في قوله سبحانه (لا يَرقُبونَ في مُؤمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولـئِكَ هُمُ المُعتَدونَ) “سورة التوبة: الآية 10″، أمّا الحالة الأخرى تتمثل في اللفظ الذي لا يحتمل إلّا أحد المعاني مثل العهد أو القرابة، وبالتالي يتبين أن هناك بعض الضوابط لا بُدّ من مراعاتها حينما يتم اختيار معنى واحدٍ لا يوجد له ثاني.
ضوابط التفسير بالرأي
من الطرق التي تم اعتمادها من قبل فقهاء وعلماء الدين الإسلامي التفسير بالرأي ولإيضاح المقصود بذلك ورد ذكر موقف سُئِل فيه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- عن الكلالة، فقال: (إنِّي سأقولُ فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمِن اللهِ، وإن كان خطأً فمنِّي ومِن الشيطانِ: أراه ما خلا الوالدَ والولَدَ)، الجدير بالذكر أنّ ذلك النوع من التفسير لابد أن يراعى به العديد من الأمور مثل:
- الالتزام بالمعنى الذي يدلّ عليه اللفظ، واستخدامه في لغة العرب بما يتفق مع السياق.
- تجنب التكلُّف وعدم إساءة الفَهم.
- الحَذَر من الاستحسان، ومُوافقة الهوى.
- الحَذَر من الاحتيال بالتأويل لكي يتفق مع المَذهب.
ضوابط التفسير المعاصر
تتضمن التفسيرات المُعاصرة التفسير العلميّ المعروف لغةً بالإعجاز العلميّ، إلى جانب الأقوال الجديدة بالآيات التي قد تشتمل العديد من المعاني، ولذلك النوع من التفسير الضوابط الآتية:
- تجنب الاقتصار بتفسير الآيات إلى ما ذهب المُفسِّر إليه وإسقاط الأقوال السابقة له.
- الامتناع عن إبطال ما أتى به السَّلَف من قول، فلا يجوز للقول المعاصر أن يسقط ما أتى به السلفمن قول كاملاً.
- احتمال الآية القولَ الحادث عن طريق التثبت من دلالة الآية الكريمة على الحَدَث وهنا يوجد العديد من أوجه الدلالة منها مُطابقةً، أو لزوماً، أو تضمُّناً، إذ أنه قد يكون القول صحيحاً من حيث جهة وقوعه بالخارج،ولكن الخَلَل يتعلق برَبْطه بالآية.
- صحّة القول المُفسَّر به؛ عن طريق التفسير بمدلول لغة العرب، فلا يجوز تفسير القرآن الكريم بمصطلحاتٍ علميّةٍ لاحقةً لنزوله، والامتناع عن مُخالفة التفسير لقولٍ مقطوعٍ به في الشريعة؛ فمن غير الممكن للقرآن مخالفة الشريعة.
ضوابط التفسير المتعلقة بالمفسر
هناك بعض الضوابط لا بد من توافرها في المفسر ومن أبرزها وأهمها:
- العقيدة الإسلامية السليمة.
- الامتناع عن اتباع الأهواء.
- المقدرة على تفسير القرآن بالقرآن.
- إمكانية تفسير القرآن من السنة النبوية الشريفة.
- الاعتماد في التفسير على قول الصحابة الكرام.
- الاستعانة في التفسير بأقوال التابعين.
- الإلمام بقواعد اللغة العربية وفروعها.
- الفهم الدقيق لمعاني الآيات.
- التحلي بالإخلاص للدين الإسلامي وحسن الخلق.
- الجهر بالحق، والتواضع والصدق.
أقسام التفسير
هناك العديد من الاعتبارات التي يتوقف عليها تقسيم التفسير والتي يترتب عليها اختلاف تلك الأقسام وكان لها الأثر في مراحل نشأة علم التفسير تلك الأقسام هي:
من حيث إمكانية التحصيل
يقوم ذلك القسم من التفسير على أربعة أقسام متفرعة منه ابن جرير الطبري عن طريق سفيان الثوري عن ابن عباس فيما يلي:
- تفسير يعلمه العلماء.
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
- تفسير مطابق لكلام العرب.
- تفسير لا يعلمه إلا الله.
من حيث جهة استمداده
يقصد بوجهة الاستمداد أن تأتي من الطرق المعتادة والمنقولة عن القرآن الكريم، أو مصادر التشريع الأخرى مثل السنة أو ما ورد عن الصحابة الكرام، والتابعين، أو ما كان اجتهاداً ورأياً، أو عن طريق الفيض والإلهام وبذلك يكون التفسير هنا منقسم إلى أقسام ثلاثة وهي:
- تفسير بالرواية، ويعرف بالتفسير بالمأثور.
- تفسير بالدراية، ويعرف بالتفسير بالرأي.
- تفسير بالرواية والدراية، ويعرف بالتفسير الأثري النظري.
- تفسير بالإشارة والفيض، ويعرف بالتفسير الإشاري.
التفسير من حيث اعتباره شرحاً
ينظر لذلك القسم من التفسير باعتباره مجرد شرح للمعنى اللفظي في اللغة، يليه شرح معنى الآية أو الجملة على سبيل الإجمال وهنا فإن ذلك القسم ينقسم إلى:
- تفسير تحليلي.
- تفسير إجمالي.
التفسير من حيث تناوله لموضوعات القرآن
يعتد بذلك القسم من التفسير فيما يتناوله من إحدى موضوعات القرآن الكريم بشكل عام سواء كان متعلق بالأحكام أو العقيدة، أو بشكل خاص فيما يخص الوحدانية والصلاة وغيرها، وأقسامه هي:
- تفسير عام.
- تفسير موضوعي.
فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة ✨🤩
👇 👇 👇
https://t.me/eduschool40
من ضوابط التفسير ؟ – مدونة المناهج السعودية